لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين اين وبعد هذا هو المجلس الحالي والستون نصحح التقييم مجالس القرار على كتاب الاداب الشرعية للعلامة ابن المفلح رحمه الله تعالى وكنا قد وقفنا على قوله فصل بتناجي وكلام السر وامانة المجالس ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا التوفيق والسداد والهدى والرشاد الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد اه قال العلامة بن مفلح رحمه الله خاص في التنادي وكلام السر وامانة المجالس اه قال رحمه الله ويكره ان يتناجى اثنان دون ثالثهما قاله في الرعاية وقال في المجرد ولا يتنادى اثنان دون واحد وقد يؤخذ منه التحرير وجزم به النووي وقال النووي ويقال النووي قاله عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص مرفوعا لا يحل لثلاثة يكونون بارض بارض فلاة يتنادى اثنان دون الثالث رواه احمد والنهي عام وفاقا للمالكية والشافعية وخصه بعض العلماء بالسفر. وزعم بعضه انه منسوخ وانه كان في اول الاسلام. ومرادهم من دون واحد وانه ان اذن فلا نهي. لان الحق له فقد قال صاحب النذر ويكره ويتناجى الجمع دون مفرد قالت الرعاية وان يدخل احد في سر قوم لم يدخلوه فيه والجلوس والاصغاء الى من يتحدث سرا بدون اذنه. فقيل يحرم وظاهره عوده الى ما تقدم. والاول وهو الذي ذكره في المجرد ذو الفصول وعيون المسائل وان كان في اذنه استحياء فذكر صاحب النار يكره وقد ذكر ابن الجوزي ان من اعطى مالا حياء لم يجز الاخذ قالت الرعاية وهو معنى ما في الفصول يعني قاسوا المسألة هذه على تلك من اعطى مالا حياء لم يجزئه لانه لا يحل المال للمسلمين الا بطيب نفس فكذلك اذا استحيا واعطى الاذن بين الادنان لا يرفع الكراهة نعم. قال ولا يجوز الاستماع الى كلام قوم يتشاورون ويجب حفظ سر من يلتفت في حديثه حذرا من اشاعته لانه كالمستودع لحديثه يعني وان لم يقل ان هذا سر لو شخص يكلمك يقول لك ابكلمك في موضوع ويلتفت يمين ويسار في احد واذا ما في احد معنى هذا ان هذا سر ولا يجوز اذاعته ولا وان لم يقل انه الشجر فان التفاته قائم مقام قولي قال وروى احمد وابو داوود والترمذي وحسنه من حديث ابن ابي ذئب عن عبدالرحمن ابن عطاء وهو ثقة وقال البخاري فيه نظر عن عبد الملك ابن جابر ابن عتيك قال عن جابر ابن عبد الله مرفوعا اذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة كما قال ابو داوود قال حدثنا احمد بن صالح قال قرأت على عبد الله بن نافع قال اخبرني ابن ابي ذئب عن ابن اخي جابر ابن عبد عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجالس بالامانة الا ثلاثة مجالس سفك دم حرام او فرج حرام او اقتطاع مال غير حق قال ولاحمد من حديث ابي الدرداء من سمع من رجل حديثا لا يشتهي ان يذكر عنه فهو امانة وان لم يسر وان لم يستمكنه يستمكنه يعني وان لم يقل له اكتم هذا الحديث عن على كل حال حديث ابي الدرداء وحديث جابر الثاني طيب. واما الحديث الاول اذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة. حديث حسن ان شاء الله قال وهو من رواية عبيد الله ابن الوليد الوصافي بتشكيل الصاد وهو ضعيف عندهم. قال وله عن انس يعني عند المحدثين قال وله عن انس قال ما خطب النبي صلى الله عليه وسلم الا قال لا ايمان لمن لا امانة له ولا دين لمن لا عهد له قالوا للبخاري من حديث ابي هريرة ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال اذا ظيعت الامانة فانتظر الساعة. قال كيف اضاعته فيا رسول الله قال اذا وفسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة وسبق في اول الكتاب عند ذكر الغيبة والكذب انه يحرم انه يحرم افكاء السر زاد في الرعاية المضر الصواب ان كل سر يحرم افشائه لانهما استعملاك الا لان له غرض في ذلك. نعم قال وفي مسند احمد والصحيحين ان بلال رضي الله عنه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زينب امرأة ابن مسعود والمرأة الانصارية لما سأله من هما بعد قولهما لا تخبره من نحن وكانتا ذهبتا تستفتيانه قال يا اخي شرح مسلم جوابه صلى الله عليه وسلم واجب ولا يقدم عليه غيره. وهي تعارضت في المصالح اه بدئ باهمهما. وذكر ابن عبدالبر الخبر المروي الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسر الى اخيه سرا لم يحل له ان يفكيه عليه. وقال ابن عباس ابن عبد المطلب يعني بناء رضي الله عنه لماذا لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم اي الزيانب؟ اجاب وقال زينب امرأة ابن مسعود وزينب الانصارية وزينب فلانة مع قولهما لا تخبرهما نحن وهنا تعارض اتمام السر مع استجابة النبي صلى الله عليه وسلم والقاعدة انه اذا تعارضت الاوامر مع النواهي او امر ونهي فيقدم اعلاه من مصلحته وعلاهما مصلحة استجابة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قام بلال واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ومثل هذا لو قال اخبرك رجل بسر ثم ترتب على سره هذا مفسدة للمسلمين فان لم تخبري به ولاة الامر ترتب عليه مفسدة لو كان هناك رجل يريد ان يفجر عياذا بالله ولو لم تخبر المسؤولين لفجر المكان كانت المفسدة من كتمان السر اعظم فوجب الاخبار. نعم عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ابنه عبد الله رضي الله عنه فقال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله رضي الله عنه يا بني ان امير المؤمنين يعني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يدنيك فاحفظ عني ثلاثا لا تخفين له سرا ولا تغتابن عنده احدا ولا يطلعن منك على كذبة وقال اكتم وقال اكتم ابن صيفي ان سرك من دمه انظر اين تريقك وكان يقال اكثر ما يتم التدبير الكتمان. ولهذا كان عليه السلام اذا اراد غزوة بغيرها قال الشاعر وسرك ما كان عند امرئ وسر الثلاثة غير الخفي. وقال اخر فلا تخبر بسرك كل كل سر اذا ما تجاوز الاثنين فاشل وذهبت طائفة الى ان السر ما اسررت ما اسررته في نفسك ولم تبده الى احد. قال عمرو بن عاصم استودعت رجلا سرا فافشاه قلته لاني كنت اضيق صدرا منه حين استودعته اياه. والى هذا ذهب القائل فاذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه الذي يستودع السر اضيق وانشد بعض الاعراض ولا تكم الاسرار لا ولا اختم الاسرار لكن ابثها ولا ادع الاسرار تقتل لي غما. وان سخيف الرأي من بات ليله حزينا بكتمان كأن به حمى. وفي بثك الاسرار قلبي راحة وتكشف بالإفشال عن قلبك الهم قال اخر ولا اكتم الاسرار لكن اذيعها ولا ادع الاسرار تغلي على قلبي وان ضعيف القلب من بات ليله تقلبه الاسرار جنبا على جنبي وكان يقال لا تطلعوا النساء على سركم يصلح لكم امركم. وكان يقال كل شيء كل شيء تكتمه عن عدوك فلا تظهر عليه صديقك. قال الشاعر اذا كتم الصديق اخاه سرا فما فضل العدو على الصديق؟ فقال اخر اداري خليلي ما استقام بوده وامنحه ودي اذا فيتجنبوا ولست بباد صاحبي بقطيعة ولا انا مبد سره حين يغضب. وقال اخر اذا ما ضاق صدرك عن حديث كاشته الرجال فمن تلوم اذا عاتبت من افشى حديثي وسري عنده فانا الظلوم واني حين اسأ حملة سري وقد ظمنته صدري سئوم ولست محدثا سري خليلا ولا عرسي اذا هطلت هموم واطوي السر دون الناس اني لما استودعت من سري كتم هنا قوله ولا عرسي اي ولا زوجتي والانسان لا يخبر زوجته ببعض الاشرار المتعلقة بخاصة نفسه الا اذا كان يرجو من وراء ذلك مشورة او رأيه نعم قال وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتناجى اثنان دون الثالث وعن ابن مسعود مرفوع اذا كنتم ثلاثة فلا يتنادى رجلان دون الاخر حتى يختلطوا بالناس من اجل ان يحزنه متفق عليه قال رحمه الله فصل تبين لنا خلاصة المناجاة ان المناجاة اذا كان في جمع فلا كراهة فيه من اجل اثنان بطلب المجلس واثنان في الطلب الاخر وانما المناجاة المنهي عنها المناجاة اثنان دون الثالث او ثلاثة دون الرابع او اربعة دون الخامس هذا هو المنهي عنه ويزداد النهي اذا كان في فلاة او في ارض مخوفة يخص عليك بعضهم اثنين ثلاثة ويتكلم اثنان برموز لا يفهمها الثالثة هي نفس الكلام هذا بمعنى ان المناجاة وهو منهي منهي عنه في القرآن الكريم يا ايها الذين امنوا لا تتناجوا بالاثم والعدوان قال رحمه الله فصل ما يستحب فعله لاسكات الغضب. قال قال القاضي ويستحب لمن؟ يستحب قال الاصل فيما يستحب فعله اسكات الغضب قال القاضي ويستحب لمن غضب ان كان قائما جلس. اذا كان جالسا اضطجع. فقال ابن عقيل ويستحب لمن غضب ان يغير حاله ان كان جالسا قام واضطجع وان كان قائما مشى وقول القاضي هو الصواب. قاله الشيخ تقي الدين وهو كما قال قالوا ليحمد وابي داوود من حديث ابي ذر اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب والا فليضطجع. اسناده صحيح. المقصود من هذا تغيير الحب فان تغيير الحال سبب لذهاب او لفور ذهابي فورة الغضب دابا اوليدي هابي ثورة الغضب نعم قال رحمه الله وقد اشتب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم واشتد غضب احدهما فقال عليه السلام اني لا اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجب في خبر معاذ اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم. وفي خبر سلمان ابن سليمان وفي خبر سليمان ابن سرد ابن السلط. احسن الله اليك. ابني سرد اعوذ بك من الشيطان الرجيم. قال في خرج معاذ فابى ومحكى وجعل يزداد غضبه. وفي خبر سليمان فقال الرجل هل ترى بي جنون رواه ابو داوود رواه البخاري ومسلم خبر سليمان وروى احمد والترمذي خبر معاذ. ويستحب ان يتوضأ لخبر عطية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء. فاذا غضب احدكم فليتوضأ. رواه ابو داوود وغيره قال رحمه الله انسان الذي يكون غضوبا او في حال غضبه عليه ان يلجم نفسه اولا بعدم الحديث ثانيا بتغيير الحرف ثالثا بتغيير المكان رابعا الا يصدر ما يندم عليه بعد ذلك فاذا اتخذ هذه الوسائل بينما ان شاء الله عز وجل لا يتضرر من اثار الغضب كثيرا ما تأتينا الهواتف يا شيخ بلغت وانا اغضبان من الذي امرك بالطلاق وانت في الله الله جل وعلا قال طلقوهن لعدتهن ما قال طلقوهن لغضبكم هذا تغيير لشرع الله عز وجل وهو نوع من انواع افراغ الغضب وليس لاجل هذا شرع الله الطلاق قال رحمه الله فصل في الدعاء وادابه والاصرار والجهل به قال رحمه الله يكره رفع الصوت بالدعاء مطلقا. قال المغوذي سمعت ابا عبدالله يقول ينبغي ان يسر دعاءه لقوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخالف قال هذا الدعاء قال وسمعت بعدي لا يقول وكان يكره ان يرفعوا اصواتهم بالدعاء لا سيما عند شدة الحرب وحمي الجنازة والمشي بها وقيل يسن ان يسمع المأموم الدعاء قدمه ابن تميم وقيل مع قصده تعليمه. ولا يجب له الانصات في اصح وجه ذكره ابن تميم وابن حمدان وقيل خفض الصوت بالدعاء او لا؟ قالها في مستوعب يكره رفع الصوت بالدعاء وينبغي ان يخفي ذلك لان الله تعالى يقول ادعوا ربكم تضرعا وخفية. امر بذلك وعن سعد مرفوعا خير الذكر الخفي وخير رزقي ما يكفي رواه احمد بالنسبة للدعاء له حالتان الحالة الاولى يدعو الانسان في حال الانفراد فهذا يطبق الاية التي قال عنها المروزي ان الامام احمد قال انها في الصلاة ولا تجهر بصلاتك ولا تخاطب بك بها. قال هي في الدعاء. اذا في حال الانفراد لا يجعل الانسان دعاءه نفسيا حدث مع نفسه وانما يتحدث تحدثا يسمع نفسه ولا يرفع صوته ويجهر بالدعاء فيسمع الغير واما بالنسبة للحال الثانية وهو ان يدعو ان يكون هناك دعاء ان يكون هناك دعاء جماعي مثل دعاء القنوت بالامام او دعاء النازلة او دعاء الجمعة والامام يخطب وهنا يستحب الجهر حتى يؤمن المصلون ولكن في ثلاثة احوال يكره رفع الصوت بالدعاء مطلقا وهي عند شدة الحر فيكره رفع الصوت بالدعاء ولكن لو كبروا بصوت مرتفع فلا يكره سورة الحال الثانية في حال حمل الجنازة والمشي بها وايضا في حال الدعاء عند القبر بعد الدفن الهادة احوال يكره فيها رفع الصوت بالدعاء وكذلك رفع الصوت بالذكر او بالسنة يكون كله طمتا نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني. وليحمد وابن ماجة انا مع عبدي اذا ذكرني وتحرك بي حركت به شفتاه. وليحمد انا عند ظن عبدي بي ان ظن بي خيرا فله وان ظن بي شرا فله وله عن انس مرفوعا انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا دعاني عن ابي صالح ولم يروي عنه غير ابي المليح الفارسي ابي مليح الفارسي وظعفه ابن معين عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من لم يسأل الله يغضب عليه وعنه ايضا مرفوعة ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. وفيه وفيه عمران القطان مختلف فيه. قال الترمذي غريب لا نعرفه الا من حديثه. رواهم الترمذي وابن ماجة وروى احمد الثاني من حديث عمران وروى ابو يعلى الموصلي قال حدثنا مسروق قال حدثنا مسروق ابن اه المرزقان قال حدثنا حفص بن مغيث عن عاصم الاحول عن ابي عثمان المهدي عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعجز الناس من عجز من عجز بالدعاء وابخل الناس من بخل بالسلام. حديث حسن ومسروق وثقه ابن حبان قال ابو حاتم ليس بقوي يكتب يكتب حديثه هذا من بخلاف مسروق آآ الثوري مولى آآ رامية ابن مسعود هذاك ثقة تقتل امام نعم قال ويكره رفع الصوت عند حمل الجنازة وعند شدة القتال ولا يكره الالحاح به للاثر. ذكره في الرعاية ودعاء الرغبة ببطن الكهف ودعاء بظهره مع قيام السبابة كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء. قال القاضي ابو علا تستحب الاشارة الى نحو السماء في الدعاء قال صالح في مسائله سألت ابي عن الاعتداء في الدعاء قال يدعو بدعاء معروف اه بالنسبة لكيفية حال الايدي في الدعا دعاء الرغبة في بطن الكهف يعني هكذا هذا فضل الدعاء ببطن الكهف ودعاء الرهبة بظهره. بظهره يعني يرفع يديه هكذا وهذا يسمى دعاء الابتهاء. حتى يرى ان بطون الاكف الى الارض وظهور الاكف الى السماء هذا دعاء الرهبة دعاء الخوف دعاء الالحاح والحاجة الشديدة واما بالسبابة فهذا في عامة الدعاء لذلك قال الصحابي الذي رأى الرجل وهو يخطب الجمعة يرفع يديه ويدعو قال قبح الله هاتين اليدين ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهما غير انه كان يقول بسبابتي هكذا اللهم اللهم يعني خطيين يدعو بالسبابة ذلك الجامع في التشهد انه كان يشير بها يدعو بها ولذلك قال ابن عباس كلاما مفصلا جميلا قال دعاء الرغبة ببطن الكف ودعاء الرهبة بظهر الكف وسائر الدعاء بالسبابة قال رحمه الله فصل الدعاء والتوكل ومراعاة الاسباب وسؤال المخلوق قال قال الشيخ تقي الدين تقي الدين رحمه الله الله الذي خلق السبب والمسبب والدعاء من جملة احسن منه والله الله الذي خلق السبب والمسبب والدعاء من جملة الاسباب التي يقدرها فالالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسباب النقص في العقل والاعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرط. بل العبد يجب ان يكون توكله ودعاؤه وسؤاله ورغبته الى الله سبحانه وتعالى الله يقدر له من الاسباب من دعاء الخلق وغير ذلك ما يشاء. والدعاء مشروع ان يدعو الاعلى للادنى والادنى للاعلى ومن ذلك طلب الشفاعة والدعاء من الانبياء وذكر الاخبار في ذلك الى ان قال فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له فمن قال لغيره ادع لي قصد انتفاعهما جميعا بذلك كان هو واخوه متعاونين على البر والتقوى فهو نبأ فهو نبه المسؤول واشار اليه بما ينفعهما والمسؤول فعل ما ينفعهما بمنزلة من يأمر غيره ببر والتقوى فيثاب المأمور على فعله والامر ايضا يثاب مثل ثوابه لكونه دعاه اليه الى ان قال وعلى هذا يحمل اذا صح قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لا تنسانا من دعيك من دعائك يا اخي لما اراد العمرة قال رحمه الله الى ان قال ولم يأمر الله مخلوقا ان يسأل مخلوقا شيئا لم يأمر الله المخلوق المسئول بما امر الله او العبد به امر ايجاب او استحباب الى ان قال والمقصود ان الله لم يأمر لم يأمر مخلوقا ان يسأل مخلوقا الا ما كان مصلحة لذلك المخلوق المسؤول اما واجب واما مستحب فانه سبحانه لا يطلب من العبد الا ذلك. فكيف يأمر غيره ان يطلب منه غير ذلك؟ بل قد حرم على العبد ان يسأل العبد مسألة الا عند الضرورة وان كان اعطاء المال مستحبا ثم من طلب من غيره واجبا او مستحبا فان كان مصلحة فان كان قصده مصلحة المأمور ايضا فهذا مثاب على ذلك. وان كان قصده الحصول مطلوبه مع قصد منه انتفاع المأموم فهذا مثاب على ذلك وان كان قصده حصول مطلوبه من غير قصد منه انتفاع المأمور فهذا من نفسه اتي قال ومثال هذا السؤال لا يأمر الله به قط احصلوا عليه ومثل هذا السؤال لا يأمرني الله به قط بل قد نهى عنه اذ هذا سؤال محض للمخلوق من غير قصده لنفعه ولا لمصلحته. والله تعالى يأمرنا ان نعبده ونرغب اليه ويأمرنا ان نحسن الى عباده وهذا لم يقصد هذا ولا هذا الى الان لماذا لا نجد في القرآن ولا في السنة يعني اه اسألوا عالمكم الدعاء. اسألوا صالحيكم الدعاء هذا دليل على ان هذا الامر فيه تفصيل لذلك لم يأمر به الشرع من حيث الاجبار نعم قال وهذا لم يقصد هذا ولا هذا الى ان قال وان كان العبد قد لا يأثم بمثل هذا السؤال. لكن فرق بين ما يؤمر العبد به وما يؤذن له فيه. الا ترى انه قال في حديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ان لا يستبقون وان كان الاستبقاء جائزا الى ان قال ولا صوفي في سؤال الخلق ان يكون محرما فانما يباح للحاجة فان فيه لفظة يسترقون مرة معنا ان الشاذة في صحيح مسلم ولا لفظة آآ يعني يلقون شاذ اما لفظ التيسترخون فهذي في الصحيحين ثابتة قال والاصل في سؤال الخلق ان يكون محرما فانما يباح للحاجة فان فيه ظلم المتعلق بحق الله تعالى. وظلم العباد وظلم العبد لنفسه. الى ان قال الطاعة والايتاء لله ورسوله والخشية والتحسب لله وحده. الى ان قال ينبغي ان يعرف بالاسباب ثلاثة امور احدها ان السبب المعين. عليكم السلام لا يستقل بالمطلوب بل لا بد معهم من اسباب اخرى. ومع هذا فلها موانع. ان لم يكمل له اسبابه ويدفع الموانع لم يحصل المقصود. الثاني انه لا يجوز ان الشيء سبب الا بعلم كمن يظن ان النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعمة. الثالث ان الاعمال الدينية لا يجوز ان يتخذ ان يتخذ شيء منها سببا الا ان تكون مشروعة. ان العبادات مبناها على التوقيف والله اعلم قال رحمه الله فصل في كون التوكل والدعاء نافعين في الدنيا فعبادتين لنفع الاخرة وحده قال رحمه الله قال الشيخ ايضا ظن طائفة ان التوكل لا يحصل به جلب منفعة ولا دفع مضرة بل ما كان مقدورا بدون التوكل وهو مقدور معه ولكن التوكل عبادة يثاب عليها من جنس الرضا بالقضاء. وقول هؤلاء يشبه قول ما قال ان الدعاء ليحفر به في قلبه منفعة ولا دفع مضرة بل هو عبادة يثاب عليه الى ان قال الذي عليه الجمهور ان ان المتوكل والداعي يحصل له من جلب المنفعة ودفع مضرة ما لا يحصل لغيره والقرآن يدل على ذلك ثم هو سبب عند الاكثر وعلامة وامارة عند من ينفي الاسباب ويقول ان الله يفعل عندها لا بها قول لشاعر الشاعر ينفون الاجسام ويقولون ان الله يفعل عندها اي عند العلامات والامارات لا بها واما اهل السنة فانهم يقولون ان الله سبحانه وتعالى يفعل عندها ويفعل بها ويفعل بلاها نعم قال ويقولون ذلك في جميع العبادات وذكر كلاما كثيرا واحتج بالايات المشهورة. وذكر في التحفة العراقية ان ان التوكل واجب باتفاق ائمة الدين. وقال في شرح مسلم قال العلماء توكل توكل ايها الاخوة اذا كان في امور تعبدية فهذا لا شك انه من الايمان ومن التقوى وهو واجب من واجبات الايمان اما التوكل في الامور الدنيوية فهذا واجب ان قام به الانسان ازداد ايمانا وان لم يقل به وان لم يقم به فلا يقال انه ينقص ايمانه ولكن في ترك التوكل حتى بالامور المباحة نقصان في تحصيل الامر المباح قال وقال في شرح مسلم قال العلماء رحمه الله استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الاشياء لتكمل صفاته بكل احواله. وشرعه ايضا وشرعه ايضا تعليما لامته. وفي هذا الحديث دليل لاستحباب الدعاء والاستعاذة من هذه من الاشياء المذكورة وما في وما في معناها. وهذا هو الصحيح هو الذي اجمع عليه العلماء واهل الفتاوى في الامصار في كل الاعصار وذهب طائفة من الزهاد واهل المعارف الى ان ترك الدعاء افضل. استسلاما للقضاء. وقال اخرون منهم ان دعا للمسلمين فحسب. وان دعا لنفسه والاولى تركه. فقال اخرون منهم ان وجد في نفسه باعثا للدعاء استحب والا فلا. ودليل الفقهاء ظواهر القرآن والسنة في الامر بالدعاء وفعله والاخبار عن الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بفعله. قول من قال ان ترك الدعاء استسلاما للقضاء افضل حقيقة هذا مجرد استسلام العقل والا فان من استقرأ القرآن الكريم وتتبع حال الانبياء والمرسلين وجده من اشد الناس واعظم الناس دعاء وذلك لان الدعاء لا يخالف القضاء ومن ظن ان الدعاء يخالف القظاء فهذا خطأ منه نعم قال وقال الشيخ تقييم الدين في مواضع اعمال القلوب كمحبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين لله والشكر له والصبر على حكمه والخوف منه والرجاء له وما يتبع ذلك واجبة على جميع الخلق مأمورون بها باتفاق ائمة الدين لا يكون تركها محمودا في حال احد وان ارتقى مقامه. والذي ظن ان التوكل من المقامات العامة ظن ان توكل لا يطلب به الا حظوظ الدنيا وهو غلط. بل التوكل في الامور الدينية اعظم. قال واما من لا ينام بل لا هذه المقامات العالية الدين الا بقدر التوكل صلاتك لا تستطيع ان تؤديها الا بالتوكل. صومك وردك حفظك قراءتك علمك كل هذا انت فيه بحاجة اليك التوكل عبادة اه داخل مع كل عبادة وكل عبادة مفتقرة الى التوكل والعكس قال وما الأمور الدنيوية هذا إذا الإنسان توكل عليه حصل الدنيا ما توكل عليه لا يحصل الدنيا ما له علاقة في امور لكن لو توكل كان احسن واكثر لانها امور مباح قال واما الحج واما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بل قد نهى عنه في مواضع وان تعلق بامر الدين كقوله ولا تهنوا ولا تحزنوا وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله فلا يحزنك قولهم وقوله لكي لا تأسوا ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. وذلك لانه لا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر لا يأمر الله به. نعم ولا يأثم به صاحبه اذا لم يقترن بحزنه محرم. وقد يقترن بما يثاب صاحبه عليه. ويحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما. فهذا يثاب على قدر ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وثواب عباده لكن الحزن على ذلك اذا افضى الى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهي عنه. والا كان حسب صاحبه رفع الاثم عنه من الحزن. واما اذا افضى الى الى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما امر ما امر الله به ورسوله كان ومردودا عليه من تلك الجهة وان كان محمودا من جهة اخرى. الحزن باي حال لا يكون ايها الاخوة عبادة لهذا ينبغي ان ندرك ان الحزن منهي عنه في الشرع سواء كان ما يتعلق بامر الدين او ما يتعلق فضلا عما يتعلق بامور الدنيا فمثلا موت العلماء طولنا في الاسلام. الانسان يحزن عليه. لكن هذا لم يأمر الله به وفوات الدنيا يحزن الانسان عليه لكن هذا لم يأمر الله عز وجل به وذلك لانه سبحانه لم يشرع لعباده ان يتقربوا اليه بالحزن فالذين يتقربون الى الله بالحزن او باللطم او للظرف هؤلاء خالفوا الشرع بين النص الشرعي ان الحزن منهي عنه قال وما المحبة له والتوكل عليه وما شرع النبي صلى الله عليه وسلم باظهار الحزن ثلاثة ايام الا لكون ذلك موافقا للفطرة وليست تشريعا تعبديا قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله ورسوله ان تعتد على احد فوق ثلاث الا المرأة على زوجها اربعة اشهر وعشر قال وما المحبة له والتوكل عليه والاخلاص له؟ فهذه كلها خير معه وهي محبوبة ومن قال ان هذه المقامات تكون تكون للعامة دون الخاصة فقد غلط ان اراد خروج الخاصة عنها فان هذه لا يخرج منها مؤمن قط انما يخرج عنها الكافر والمنافق وذكر كلامه كثيرا. والذين ذكروا ان هذه مقامات العامة هم يا اصحابي قوت القلوب المكي ونحوه وبرحمن السلمي والحكيم الترمذي ونحوهم ومن جاء بعدهم زعموا ان هذه المقامات العامة هذا غير صحيح هذه مقامات الانبياء عليهم الصلاة والسلام هذه مقامات خيرة خلق الله الذين يقتدى بهم كما قال الله اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتدر قال وقال ابن عقيل في الفنون العقلاء يعلمون ان الاحتراز لا يقدح في التوكل. وان دقيق الحيل من الاعداء يدفع تدفع بلطيف التحرز والمبالغة في التحفظ. وروى الخلال في الجامع في اخر بل ان اتخاذ الاسباب هو من تمام التوكل فزعموا بعض الصوفية ان اتخاذ الاسباب مخالف للتوكل هو التواكل بعينه. نعم الخلال في الجامع في اخر الجنائز عن سعيد ابن المسيب ان سلمان الفارسي وعبدالله عن سلام رضي الله عنهما قال احدهما لصاحبه ان لقيت ربك فاخبرني ما لقيت وان لقيته قبلك اخبرته فذكر سعيد ان احدهما توفي فلقي صاحبه في المنام فقال له الميت توكل وابشر فاني ما رأيت مثل التوكل سلمان الفارسي رضي الله عنه ان مات قبل عبد الله ابن السلام وعبدالله بن سلام ممن ادرك الفتنة التي وقعت بين الصحابة من القتال وكان مع سعد ابن ابي وقاص ممن اعتزلوا الفتنة واما سلمان فمات في المدائن باخر خلافة عثمان رضي الله عنه الا روي فيه ايضا في التجارة والتكسب. قال اخبر محمد ابن احمد ابن منصور قال سئل المازني بشرى ابن الحارث عن التوكل قال المتوكل لا يتوكل على الله ليكفى ولو حلت ولو حلت هذه القصة بقلوب متوكلة فضجوا الى الله بالندم والتوبة. ولكن المتوكل تحل بقلبه الكفاية من الله فيصدق فيصدق الله عز وجل لما ومن ولم يدخل الخلال ما يخالف كلام بشر لا من عنده ولا من عند غيره. فبشر رحمه الله يقول من توكل ليكفى لم يخلص توكلا لله فيقدح فيه ويكون لغير الله يعني المقصود بشر ان الانسان الذي يتوكل على الله لاجل ان يكفى في الامور الدنيوية فهذا توكل دنيوي هذا المقصود وهذا في قلوب العارفين شغل لهم عما هو اهم ما الذي هو اهم من امور الدنيا التقرب الى الله عز وجل بالعبادة فتوكل العباد هو طلبهم العون على العبادة والقرب الى الله سبحانه وتعالى هذا مراد وشر رحمه الله قال نظيرهم من اتقى الله ليجعل ليجعل الله له مخرجا قال ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا ومن تواضع ليرتفع ولهذا قال عليه السلام وما تواضع احد لله الا رفعه الله. ولهذا قال بعضهم لبعض من تواضع ليرتفع لا اه يرتفع بالتواضع اي لا يقصد هذا وهو نظير الكلام المشهور من اخلص لله اربعين يوما نطق بالحكمة وفعل بعض الناس وفعل بعض الناس له لينطق بالحكمة وانه لم ينطق بها وسئل بعض المشايخ عن هذا فقال له لم تخلص انما فعلت هذا لاجل هذا وهذا الكلام من اخلص لله يروى عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وسبق في اصول التوبة ما يتعلق بهذا وهو مذكور في الفقه في باب ما يبطل الصلاة لا شك ان من قولهم من اخلص لله هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من اخلص لله نطق بالحكمة لا يصح قال رحمه الله مما لا شك فيه ان من اراد ان يكون ناطقا بالحكمة فعليه بالتزام الكتاب والسنة فهما الحكمان العدلان الفاصلان الفرقان الذي من قال بهما نطق بالحق صدق و حصل البصيرة وبقدر بعد الانسان عنهما يحصل له التقصير في البصيرة والحكمة من دونهما. نعم. قال رحمه الله فصل التسليم لله في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج قال ابن عقيل في الفنون قد ندب الله الى الدعاء وفيه معان الوجود والغنى والسمع والكرم والرحمة والقدرة فان من لم ليس كذلك لا يدعى ومن يقول بالطبائع يعلم ان النار لا يقال لها كفي ولا النجم. لا يقال له اصلح لان هذه عندهم مؤثرة طبعا لا اختيار فشرع فشرع الدعاء والاستسقاء ليبين كذب اهل الطبائع ليبين كذب اهل الطبائع. وقال وان من شيء الا عندنا خزائنه. حتى لا يطلب الا منه. ثم احب ان يظهر جواهر اهل الابتلاء فقال لذا اذبح ولدك وقرظ هؤلاء بالبلاء ليحملهم على الدعاء واللجاء. على كل حال بالنسبة كون الغنى يظهر فيه جلد الله وغناه سمعه وبصره وكرمه ورحمته وقدرته وقوته جل في علاه. وعلمه وحاله بالعباد وعلمه باحوال العباد كل هذا من معاني الدعاء لذلك الدعاء عبادة عظيمة الدعاء عبادة عظيمة لذلك تجدها تجد الدعاء في كل عبادة. نعم قال وقال رحمه الله وقال ايضا في الفنون اه تستبطلوا الاجابة من الله تعالى بأدعيتك بأغراضك التي يجوز ان يكون في باطنها المفاسد في دينك ودنياك وتتسخط بابقاء بمرادك مع القطع على انه سبحانه لا يمنعك شحا ولا بخلا ولا نسيانا الله كلام جميل والله انسان عليه ان يعلم انه لا يجوز الاستبطال الاجابة من الله لاغراض قد يكون في باطنها مفاسد وان لا نتسخط على منع الله عز وجل لانه لا يمنع شحا او بخلا ولا نسيانه ولا عجزا الانسان يتذكر الخلق كم سنة يدعو؟ نوح عليه السلام دعا قومه تسع مئة وخمسين سنة وتظنون انه لما دعا قومه تسع مئة وخمسين سنة في الليل ما يناجي ربه ما يقول يا ربي اهد قومي ليل ونهار يقول يا رب اهدي القوم تسع مئة وخمسين سنة يقول يا ربي ما يئس ولا ايس وهكذا الانبياء من بعدي الواجب علينا ايها الاخوة ان نلح في الدعاء وان نكرر الدعاء وان لا نشبع من الدعاء ولو مسألة واحدة تكررها الشهور والدهور لا تستقطعها لا تستمتع لا تتعجل من شيء يتأخر عنك السنة والسنتين والثلاث تم اذا انحه تجد الفرج من الله عز وجل والله هذا من واقع يدعو الانسان من نفسه ومن من حوله نسأل الله ان يرزقنا واياكم الرضا بامر الله عز وجل وبعطائه ومنعه سبحانه. نعم. قال وقد شهد لسحر ذلك مراعاته لك. وان اللسان ينطق بدعاء ولا اركان ادي ولا قوة تتحرك بها في طاعة من طاعاته. فكيف وجملتك وابعاظك ووقف على خدمته ولسانك رطب باذكاره. لكن انما اخر رحمة لك وحكمة ومصلحة. وقد تقدم اليك بذلك تقدمة فقال سبحانه وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وانت العبد المحتاج تتخلى عن اكثر اوامر ولا تستبطئ نفسك في اداء حقوقك. هل هذا انصاف ان يكون مثلك يبطئ يبطئ عن الحقوق يخطئ عن الحقوق ولا تنكر ذلك من نفسك قابلني احد الاخوة البدون يقول سنين وانا ادعو الله عز وجل ميسر لي الجنسية يقول ثم تيسرت وسافر الى احد البلدان واريد ان اذكر البلد هذا حتى لا يعرف يقول فلما ذهبت وحصلت على الجنسية يقول ندمت ندما شديدا على دعاء السائق يقول مع اني كنت استبطي لماذا ربنا عز وجل يؤخر عني الدعاء ان الاجابة يقول لما رأيت مفاسد ما طلبت علمت كم كان حكمة الله في يقول لولا ابطعه لربما لرجعت ملحدا الان بالكاد رجعت بديني وبالكاد استطعت ان احافظ على عيالي هذا امر ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يدرك انا اسألكم سؤال يجب علينا مر معنا اظن والله اعلم ما اذكر في المجلد هذا واللي قبله انه قال يجب على الانسان يدهن نفسه مثل الطفل بين يدي والديه احيانا الولد يبكي يريد الحلوى والام تمنعه او الاب يمنعه ليس بخلا ولا شرحا ولا عجزا ولاعيا لماذا يمنع؟ لان فيه اظرار اما وساخة اليدين اما اضرار في الاسنان اما اضرار في البطن ولا لا طيب ربنا عز وجل ارحم بنا من ابائنا وامهاتنا واذا طلبنا شيء لم يعطه لنا فلنستيقن ان في ذلك حكمة عظيمة قال ثم تستبدل الحكيم الازلي الخالق في باب الحظوظ التي لا تدري كيف حالك فيها؟ هل طلبها عطب وهلاك او غلطة وصلاح فقال ايضا بعد ان تكلم على قوله تعالى وابتلوا اليتامى. قال والله سبحانه ينبهك على الاحتياط لنفسك وسرك ومالك بالاحتياط لما لغيرك. لقد اوجب عليك ذلك التحرز والتحفظ والارتياب. والمبالغة في الانقياد لكل محل تودعه سرا او مالا او ترجع اليه او مشورة تقتبس بها رأيك. ونبهك على ما هو اوكد من ذلك وان فاعلم بانك وان بلغت الغاية من الفهم والعقل والتجربة يجوز ان يعلم الباري سبحانه تقصيرك عن تدبير نفسك فاذا بالغت في الدعاء المحبوب لنفسك جاز له سبحانه ان يعطيك بحسب ما طلبت ولا يرخي ذلك العنان بحكم ما له بحكم ما له اردت بل يحبس عنك لصالحك ويضيق عليك ما وسعه على غيرك نظرا لك لانه في حجر الربوبية ما دمت عبدا فاذا اخرجك عن رفقة التكليف سرحك تسريحا ولا تطلب التخلية ولا تطلب التخلية على حق ولا تطلب التخلية حال حبسك. ولا التصرف بحسب مرادك حال حجرك فلست رشيدا في مصالحك. فكن بالله كاليتيم مع الولي الحميد. الله اكبر. الله اكبر. تسترح من كد التسخط. ايوا. وتنجو من مأثم الاعتراض والتحير. وليس يمكنك هذا الا بالشدة بحث ونظر في حبك وقدرك فاذا علمت انك بالاضافة الى الحكمة الربانية والتدبير الالهي دون اليتيم بالاضافة الى الولي بكثير صح لك التفويض والتسليم واسترحت من كد الاعتراض ومؤمرات التسخط والتدبير. وقد اشار الى ذلك بقوله وكفى بربك وكيلا. سبحانه اي والله كفى بربك يدبروا امورهم يرى الانسان ان في ظاهرها شرا لكن لو تأمل ما في باطنها لعلم علم اليقين انه ارحم بنا من امهاتنا وابائنا والله شيء عجب يا اخوان سبحان الله العظيم الانسان لو تأمل في حال نفسه يرى العجب فضلا عن الناس فضلا عن ما يذكر من القصص تأملوا في قصة يوسف عليه السلام الظاهر بعده شر بالقاء في الجب قتل وتلف لبعض ثم في استلقاقي واخذه الى مدينته بلدة اخرى بعيدة عنه بيت المقدس لمصر تم قيامه بخدمة امرأة عزيز تم افتتان النساء به ثم القائه في السجن شيء عجيب سبحان الله العظيم لكن النهاية كما قال هو ان ربي لطيف بما يشاء يقول ابن القيم رحمه الله في الشفاء العليل فربط قدره او قضاؤه بلطفه فلابد الانسان يتيقن ان هذا لطف من الله قد يقول القائل اي لطف في غرق الناس او في احراقهم او كذا لابد ان تدرك ان هذا فيه الرحم ان لم يكن الرحمة لهم فالرحمة لغيرهم الا ترون ان القاتل يقتل رحمة في المجتمع اذا كان القاتل يقتل رحمة بالمجتمع الذي يجلب المخدرات للتجارة لنفسه الحكومة تمنعه وتقتله وتسجنه وتزجره رحمة بالمجتمع ولا لا لابد ان ندرك هذه القضية قال رحمه الله واعلم بانك في اسر الاقدار تصرف ان اعترفت صرت في اسر الشيطان فلا ان تكون في اسر من لا يتهم عليك خير من ان هنا في الصريف احدهما لا محيص لك عنه والاخر انت وقعت نفسك فيه ولا اقبح من عاقل حماه الله وحجر عليه حميمه ونظرا له ادخل على نفسه عدوا يقبح يقبح اثار وليه عند يقبح اثار ولي وليه عنده ويسخطه عليه ليفسد عليه حاله مع الوليد وذكر كلاما كثيرا وقال ايضا كل حال حضر الله تعالى كل حال امر الله تعالى حضر نعم الله تعالى في قلب المؤمن فينبغي ان يغتنم تلك اللحظة فانها ساعة اجابة فحضور ذكر الله تعالى بقلب العبد حضور واستحقاق وخير اوقات الطلب استحضار الملوك. ومن اشتدت فاقته فدعا او اشتد خوفه فبكى. فذلك الوقت الذي ان يدعو فيه فانه ساعة اجابة وساعة صدق في الطلب وما دعا صادق الا اجيب وسبق ما يستعمل لازالة الهم والغم قبيل فصول الامر بالمعروف وفي الكلام على دعوة ذي النون عليه السلام ويأتي ادعية في اصول التداوي وتذكرت الان قصة ارسلها لبعض الاخوة يقول انك تركب الطائرة وانت لا تعرف القبطان وانت تركبي وتطمئن الباب وتثق بقيادته وب كونه ماهرا فكيف لا تثق بتدبير الله لهذا الكون ولا مقارنة بين الخالق والمخلوق لكن هذا من باب التقليب والمثل الاعلى وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد بقي لنا ان شاء الله درسان في هذا المجلد وننتهي