الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه اما بعد فلا ادري ما سبب هذه الليلة في عدم حضور المقدم للندوة وعسى ان يكون في خير وعافية ولا ريب ان التنكير بالله والدعوة اليه لنهم المطالب ومن اعظم القربات في كل وقت. ولا سيما في الاوقات التي الاجتماع فيها لسماع العظة والذكرى. في هذه الليلة في هذا المسجد اوقات اخرى الاجتماع لسماع العلم والعظة والتفكير بالله وبحقه والله سبحانه وتعالى انزل كتابه الكريم ذكرا. وعظا وشفاء لما في الصدور. ورحمة لعباده سبحانه وتعالى. وجعله تبيانا لكل شيء مما يحتاجه الناس في امور دينهم كما قال عز وجل ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فجعله تباعا لكل شيء. فيما يحتاجه الناس في امور دينهم. واسباب نجاتهم وقيامهم بحق ربهم سبحانه وتعالى. وجاءت من امراض النفاق والشك والريب والجهل وجعله هدى لعباده يهتدون به الى صراطهم المستقيم. الى معرفة اسباب رضاه. حتى يأخذوا بها. والى معرفة اسباب سخطه فيحذروها وجعله رحمة لعباده المؤمنين. لانهم بكتاب الله يأخذون وبه يعملون وبسبب ذلك يفوزون بالكرامة والنجاة والسعادة. كما قال سبحانه يا ايها الناس قد جاءتكم من ربكم. وشفاء لما في الصدور وهو رحمة للمؤمنين قال عز وجل قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وضبر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد. فاهل الايمان لهم بشرى في هذا الكتاب العظيم. وهو شفاء لما في الصدور. وهو رحمة لعباده المؤمنين وذكرى وعظة. فجدير باهل الايمان ان يتعظوا بكتاب ربهم. وان يتدبروا يتعقلوه وان يداووا به امراض قلوبهم وامراض مجتمعاتهم حتى تستقيم القلوب على امر الله وحتى تستقيم المجتمعات على طاعة الله ورسوله. وبذلك يستحقون ربه فظلا واحسانا يستحقون كرامته وتوفيقه وهدايته وحفظه لهم من اسباب غظب سبحانه وتعالى كما قال عز وجل كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وهذا في حثهم على التدبر وتحذير من الاعراض والغفلة. واخبر في اية اخرى ان كتابه هدى الى الطريقة التي هي اقوم. قال عز وجل ان هذا القرآن التي هي اقوم بان يهدي للسبيل التي هي اقوم واشد واصلح وانفع للعباد من كل الطرق. لانه كتاب العزيز الحكيم. ومن عليم حكيم. من رحيم الكريم بين فيه لعباده الاعمال التي ترضى ترضيه سبحانه وبين لهم الاعمال التي تجب عليهم وبين لهم الاعمال التي تحرم عليهم وبين لهم ولا يناظيه. وماذا جرى عليهم ولهم؟ وماذا فعل سبحانه؟ من اطاع الرسل فمع ما جاءوا به من النصر والتأييد وحسن العاقبة وماذا انزل بمن عصاهم وخالف اوامرهم من انواع العقوبات من الغرق والرياح المهلكة والصيحات والعواصف المهلكة لذلك من انواع العذاب ان يحذر اولو الالباب ينتبهوا مما غفل عنه الغافلون واعرض عنه غير اولي الالباب وليأخذوا باسباب النجاة والحفظ والعصمة. ومما بين في كتابه العظيم قوله عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يامر بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات. جنات تجري من تحتها انهار. خالدين بما فيها ومساكن طيبة في جنة عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. فلم يتبع الايات بكتاب الله لبيان صفات الناجين صفات المؤمنين واخلاقهم العظيمة حتى يأخذون بها الراغب في النجاة وان ضدها هي اسباب الهلاك. وهي صفات الهالكين. كما قال في اية اخرى المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض. ليأمر بمنكر وينهون عن المعروف. ويقبضون ايديهم نسوا الله في ان المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار جهنم خالدة فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مبين. وقال في وقال في الكفار ايضا ولقد درأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس وهم قلوب لا يفقهون بها. ولهم ان لا يوصون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك الانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون. هذي حال الكافرين. الغفلة. والاعراض عن الله عز وجل وقال في صفاتهم ايضا والذين كفروا عما انذروا معلومون. ليس عندهم عناية ولا اقبال والاهتمام بما فيه نجاتهم ولا بما جاءت به رسلهم في اعراض وغفلة وقال ايضا جل وعلا في صفات اهل اهل الهلاك ومن اظلم ممن وبايات ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه. هذه حال وقال عز وجل في صفات المنافقين ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى كسالى يراعون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء وصفهم بخمس صفات. المخادعة لله. وفي اسباب وفي سورة البقرة يخادعون وهو الذين امنوا المخادعة لله ولاولياء الله. للمكر واظهار الاسلام ترضى بكفر واظهار النصح وابطال الخيانة والغش. هذه حال المنافقين في الباطن كفرة خونة اهل وغشي وخيانة وعناية واهتمام بكل ما يضر المسلمين. وبكل ما يعين عدوهم على وفي الظاهر مع المسلمين. واذا قاموا الى الصلاة قاموا حسابا ليس عندهم احتساب وليس عندهم اهتمام بامر الصلاة لعدم ايمانهم لتخذيبهم من كفرهم وضلالهم يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. يعني اعمالهم رياء يخشون ان يقال انهم كفار يخشون ان يحرموا من الغنائم يخشون ان يحرموا من بيت المال يخشون ان يقتلوا الى غير ذلك ليلبلبين بين ذلك مع وقلة ذكرهم ومع خداعهم وكسلهم عن الصلوات مع ذلك هم مذبذبون ليس لهم قدم ثابتة من هم مع الكفار ثارة ومع المؤمنين ثارة مع من رأوا فيهم المصلحة همهم الدنيا وسلامة انفسهم فهم مع من رأوا انه هو المنتصر وان سلامتهم بهم اليهم. فان رأوا ان المسلمين لهم الغلبة والنصرة صاروا اليهم واظهروا الموافقة والنشاط في الاسلام. واذا ظهروا اعداء الله قد ظهروا واصابتهم شيء فاصابه شيء من هزيمة او شيء من خلل مالوا الى اعداء الله الكفار وصاروا معهم ضد المسلمين والمقصود من هذا التحذير من هذه الصفات. المقصود من هذا كله ان ربنا يحذرنا من صفاتهم واخلاقهم وان نكون متشبهين بهم لا في المخادعة والمكر والخيانات ولا في التكاسل عن الصلوات ولا في الرياء والسمعة ولا في غفلة عن ذكر الله ولا في الذبذبة الثبات على الحق وفي اية براءة بين صفات المؤمنين اما جيل السعداء ويقوله كما تقدم قوله سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض قولهم المؤمنون الراسخون بالعلم والايمان والصادقون الذين عرفوا دين الله وامنوا بالله ورسوله واستقاموا على توحيده والاخلاص له وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه. هؤلاء هم اهل الايمان هم الصادقون الثابتون الذين يوالي بعظهم بعظا بعظهم اولياء بعظ متناصحون متواص بالحق وتعاونوا على البر والتقوى. قد امنوا بالله ورسوله ايمانا صادقا. وقد تعاونوا على البر والتقوى وقد ابغضوا اعداء الله وقاطعوا اعداء الله واتخذوهم اعداء اتخذوا اهل الايمان اولياء وصابروا في ذلك وصبروا. ولهذا قال عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء اذا انصار البعض واحباء بعض يتعاونوا على البر والتقوى والتقوى ويتناصحون ثم من بلادهم انهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. بعض الناس قد يكون عنده خير وعنده خوف من الله ومراقبة ولكنه ضعيف. منزوي لا يهتم بامر المسلمين. ولا يأمر بالمعروف وما نهى عن منكر وهذا شأن ضعيف. شأن ضعيف الايمان. اما المؤمنون الصادقون هم اقوياء ليسوا اهل كسل ولا ضعف بل يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر كما امرهم الله قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير في اهل الايمان جميعا خير ولكن كلما كان المؤمن اقوى في لا واصبر على الدعوة الى الله واقوم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر صارت درجته اعلى وصارت منزلته عند الله اكمل. وصار اجره عند الله اعظم. لقوة ايمانه. وصبره على نفع الناس واخراجهم من الظلمات الى النور والصبر على اذاهم فهو بهذا له منزلة عظيمة غير منزلة الضعيف الذي من بيته الى مسجده وحاجاته وليس له عناية بامر المسلمين وليس له اهتمام بدعوته من الله والامر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ذاك له حال وهذا له حال جعل ذاك الضعيف من خطر الاثم اذا ضيع واجبا اوجبه الله عليه من الدعوة والانكار والامر بالمعروف فيجب على اهل الايمان ان ينتبهوا لانفسهم وان يكونوا كما امر ما امرهم الله وان يحاسبوا انفسهم اينما كانوا. في المساجد وفي البيوت والطرقات وفي ميدان الجهاد وفي الاسرار وفي مراكب السفر وفي غير ذلك اينما كان مؤمن وهو يعلم ان لله عليه حقا ويعلم انه مسؤول عما اعطاه الله من علما وهدى وبصيرة مسؤول عما اوجب الله عليه من النصيحة لاخوانه ولغيرهم مشغول عن توجيه الناس الى الخير وعن انشاده من اسباب النجاة مأمور بان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليس له التغاضي عن قل رضوا عن هذا بل يلزمه ان يقوم بهذا الواجب حسب الطاقة والامكان. ولهذا قال قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة يؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. وان مسؤوله منين هزا؟ من صفاته انهم يقيموا الصلاة قولا وعملا وهم دعاة للحق وهم مع ذلك يسارعون الى فعل الحق بعض الناس قد يقول ولكن لا يعمل. واما اهل الايمان فهم اصحاب قول وعمل. يقولون ويعملون ويأمر بالخير ويسارعون اليه. وينهون عن المنكر ويبتعدون عنه. هكذا اهل الايمان. يؤتون الزكاة ايضا يؤدون حق المال ويؤدون العبادات البدنية الواجبة من صلاة وصوم وغير لذلك كما يؤدون اعمال المالية من زكاة وصدقات واجبة ونفقات. وهكذا العبادات المالية والبدنية من جهاد وحج وغير ذلك. فاهل الايمان يقومون بما اوجب الله من نصوص العبادة بدنية او مالية او مشتركة. يرجون ثواب الله ويخشون عقابه سبحانه وتعالى ثم من كمال صفاتهم ومن تمام ايمانهم انهم يطيعون الله ورسول كل شيء ولهذا قال ويطيعون الله ورسوله. ليسوا مقتصرين على الصلاة والزكاة فقط. بل لما كان الصلاة والزكاة من اهم الفرائض نبه الرب عليهما كما نبهنا بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه واجبا عظيما اجتماعيا عاما. واما بقية الامور فاشار اليه بقوله ويطيعون الله ورسوله. يعني في الصوم والحج والجهاد وان هذا من واجبات الاسلام. هكذا كانوا اهل الايمان من الذكور والاناث فجدير بنا ايها الاخوة ان نهتم بهذا الامر وان يكون العناية بكتاب ربنا تلاوة وتدبرا وتعقلا وعملا واستفادة. ويكون ايضا لنا عناية بالتواصي بذلك. لا نكتفي بهذا في انفسنا فلنتواصى بذلك ونتعاون على البر والتقوى اينما كنا ننبه الغافل وننكر الناس والامر العاصي بالتوبة الى الله ونعينه على ذلك ونشجع المستقيم حتى يثبت على الحق وحتى على امر الله وحتى ينصح لله ولعباده. هكذا اهل الايمان اينما كانوا. قال الله بعد ما ذكر صفاتهم العظيمة قال اولئك سيرحمهم الله. اولئك سيرحمهم الله. هل يفيدنا ان الرحمة معلقة بالعمل لما ذكروا اعمالهم العظيمة قال اولئك سيرحمهم الله مثل ما غفلتوه وهو رحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون وذكر ان انه اوجبها لهؤلاء. المستقيم المطيعين المنفقين. والمتبعين للرسول عليه الصلاة والسلام مع ايمان وتقوى هذا شأن اهل الايمان وهذا شأن ربنا عز وجل معنا من استقام على امره من ادى حقه استحق الرحمة وفاز بالكرامة وصلى مع الناجين السعداء ومفرط في امر الله وركب محارم الله استحق الغضب والبعد. استحق الغضب من الله من رحمته واستحق العذاب في دار الهوان ولا حول ولا قوة الا بالله ومن هذا الباب قوله جل وعلا ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله قال بعد ارجو رحمة الله وذكر انهم يرجون لما عملوا. فالمضيع المفرط الغافل عن امر الله في الحقيقة ليس براج ليس براج رحمة الله لو رجاها وارادها لعمل لما اعرض وغفل دل ذلك على انه غير راجع لهذه الرحمة وغير مريد له. ولهذا ضيع اسبابها. ومن رظع مقتظياتها وعن اعمالها وهكذا الخائف من النار. ويريد السلامة منها. لا يغفل عن الاعمال التي تكون النجاة ولا يتعاطى الاعمال التي سبب التي هي سبب للهلاك. فاذا تعاطى اعمال النار وغفل عن اعمال الجنة دل على ان هناك مرضا في قلبه وانه ليس براد رحمة ولا خائف من العذاب. ولهذا اقدم على اسباب النار واعرض عن اسباب النجاة ولا حول ولا قوة الا بالله. اسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. وان يرزقنا واياهم صدق الايمان. والثبات على الحق والهدى. وان يرزقنا ايضا العناية بكتابه تلاوة وتدبرا وتعقلا وعملا ثم العناية بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حفظا وقراءة وتدبرا وعملا ونصحا لله ولعباده. فان هذا هو طريق النجاة. طريق النجاة هو الاخذ بكتاب الله. وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام قولا وعملا وتبليغا وارشادا ودعوة الى الحق وصبرا على ذلك وصدق الله الجميع الهداية والتوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه