بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل شيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه بعض الصالحين باب النهي عن البخل والشح. قال الله تعالى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وما يغني عنه ما له الا لا تردى وقال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب النهي عن البخل والشح البخل هو منع ما يجب بذله. سواء كان ما يجب بذله من مال ام من جاه ام من عمل ام من قول ام من اي شيء؟ فكل من منع ما يجب بذله فهو بخيل. حتى في الاقوال. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي عليه الصلاة والسلام واما الشح فهو بخل مع الحرص. بان يحرص على ما ليس في يده. فالبخل هو حرص على ما في يده يعرس على ما ليس في يده. ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب الاية الاولى قول الله عز وجل واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقبل ذلك قال الله تعالى فاما من اعطى واتقى اما من اعطى اي بذل ما يجب اعطاؤه من مال او عمل او جاه او غير ذلك. فاما من اعطى واتقى اي اتقى الله عز وجل بان جعل بينه وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه وصدق بالحسنى اي صدق بالقولة الحسنى ولا احسن ولا اصدق من كلام الله عز وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا ومن احسن من الله حديثا. فاصدق الكلام واحسن الكلام هو كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فمعنى وصدق بالحسنى اي بما جاء في كتاب الله. وما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. اي ان الله تعالى ييسره لليسرى في امور دينه فيوفقه للخير وييسر له الخير سواء كان ذلك فيما يتعلق بامور الدين ام في امور الدنيا لانه اتقى الله تعالى وصدق بما جاء في كتاب الله وما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ثم قال عز وجل واما من بخل واستغنى بخل اي ما اي منع ما يجب بذله من مال او علم او جاه او غير ذلك. واستغنى اي استغنى بنفسه وماله عن الله عز وجل ولم يتق الله وكذب بالحسنى اي بالقولة الحسنى. وهي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كما تقدم سنيسره للعسرى ان ييسر للعسرى فلا يوفق للخير وتتعسر عليه الامور. لانه لما لم يتق الله عز وجل جزاه الله تعالى بان تعسرت عليه اموره. ثم قال وما يغني عنه ما له اذا تردى ما هنا استفهاميا اي اي شيء يغني عنه من ماله اذا تردى يعني اذا هلك وتردى في جهنم والعياذ بالله فان ما له لا يمنع ولا يدفع. لا يمنع عذاب الله عز وجل ولا يدفع عنه عذاب الله تعالى. فهاتان الايتان في اولا البشارة لمن اتقى الله تعالى وبذل ما يجب بذله وصدق بما جاء في الكتاب والسنة ان اموره تتيسر وانه يوفق للخير وييسر ليسر. وعلى العكس من ذلك من منع ما عليه بذله من مال او علم او جاء ولم يتق الله ورأى انه بنفسه وماله مستغن عن الله عز وجل فان اموره تتعسر عليه. ولا يغني عنه ذلك المال شيئا من الله تعالى. فاذا قال قائل يرد على هذا اننا نشاهد اهل الباطل يتنعمون بنعم الله عز وجل ومع انهم قد خالفوا امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فالجواب ان ما يتنعمون به انما هو في ظاهر حالهم والا فهم في باطن امرهم في ضيق وقلق وحسرة وندم. قال الله عز وجل فمن يرد الله وان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. كأنما يصعد في كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون. ولان هذا ايضا من باب الاستدراج سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم وتلا قوله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد