بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب النهي عن البخل والشح. وقال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا واستحلوا محارمهم. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب النهي عن البخل والشح وقال الله عز وجل ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. من يوق شح نفسه اي من يقيه الله عز وجل نفسه ويسلمه من هذه الخصلة الذميمة. فاولئك هم المفلحون. والفلاح هو الفوز القلوب والنجاة من المرهوب. ثم ساق المؤلف رحمه الله الاحاديث في هذا الباب وهو حديث واحد. حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم. اتقوا الظلم اي اجعلوا بينكم وبينه وقاية ظلم في اللغة بمعنى النقص. قال الله عز وجل كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا اي لم تنقص منه شيئا واما شرعا فالظلم نقص كل ذي حق حقه. فمن نقص صاحب الحق حقه الذي اوجبه الشر ووجب له فقد ظلماه والظلم نوعان. ظلم العبد لنفسه. وظلم العبد لغيره. فاما الاول وهو ظلم العبد لنفسه فهو يدور على امرين اما بترك واجب واما بفعل محرم. فمن ترك واجبا فقد ظلم نفسه ومن فعل محرما فقد ظلم نفسه. واعظم الظلم هو الشرك بالله عز وجل. كما قال عز وجل ان الشرك لظلم عظيم. وقال تعالى والكافرون هم الظالمون والنوع الثاني من الظلم ظلم العبد لغيره. وهو يدور على ثلاثة اشياء بينها النبي صلى الله عليه وسلم في في حجة الوداع فقال عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا. فالظلم يدور على هذه الامور الثلاثة. اولا الظلم في الدماء ان يعتدي على غيره في النفس او فيما دونها. والثاني الظلم في المال بان يعتدي على مال غيره. بان الداعية ما ليس له او ينكر ما وجب عليه. فمن ادعى ما ليس له بان قال هذا الشيء لي وهو ليس له فقد ظلم ومن انكر ما وجب عليه من الحقوق والاعيان فقد ظلم والثالث الظلم في العرض بان يظلمه في عرظه اما بغيبة او قذف او اعتداء على عرظه بزنا او مواطن نسأل الله العافية. فهذا كله من الظلم. قال عليه الصلاة والسلام اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة فالظالم عقوبته ان يسلب النور يوم القيامة. لانه يوم القيامة ليس هناك نور الا من الله تعالى له ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. ثم قال عليه الصلاة والسلام واتقوا الشح والشح هو البخل مع الحرص فهو اشد البخل فان الشح اهلك من كان قبلكم. اي كان سببا في هلاكهم هلاكا حسيا وهلاكا معنويا اما الهلاك الحسي فبينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله حملهم يعني الشح على ان سفكوا دماءهم حلوا محارمهم فالشح كان سببا في ان يقتل بعضهم بعضا وان يستحلوا محارم الله عز وجل بادنى الحيل كما قال عليه الصلاة والسلام لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بادنى الحيل. واما الهلاك المعنوي فبنقص دينهم. لان الشح يكون سببا للنقص في الدين. فهذا الحديث فيه تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم بخصلتين ذميمتين الاولى الظلم فالواجب على المؤمن ان يحذر من الظلم وان يحذر من عواقب ليبيا احذر من الظلم ولا تستعمل سلطتك اذا كان لك سلطة في ظلم من لا يستطيع ان ارفع الظلم عن نفسه فان فوقكما رب العالمين عز وجل. وربما تبتلى بدعوة من هذا الظالم تتمنى انك لم توجد في هذه الدنيا وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان دعوة المظلوم تفتح لها ابواب السماء يقول الرب عز وجل وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين. وفيه ايضا ان ما كان عقوبة في الامم السابقة فانه يكون عقوبة في هذه الامة. لان الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك ليس على سبيل الذكر فقط وانما على سبيل الذكر والموعظة. ومنها ايضا التحذير من الشح وهو ان يمنع الانسان ما يجب عليه بذله من الاعمال والاقوال والعلم والجاه وغير ذلك. فكل من منع ما يجب بذله فقد بخل حتى في الاقوال ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي عليه الصلاة والسلام. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد