هذه الرسالة وردت من عبد الله سالم. يقول سمعت من احد المحدثين قوله ان الميت يعذب في قبره بما يناح عليه. فهل هذا صحيح وان كان واذا كان كذلك فما هو ذنب الميت؟ حيث ان الله تعالى يقول ولا تزر وازرة وزر اخرى بسم الله الرحمن الرحيم ثبت في الصحيح ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه ولكن اهل العلم عند البحث في مدلول هذا الحديث ومدلول بقية النصوص التي منها لا يجني جانا الا على نفسه فهموا من هذا الحديث انه اذا اوصى بان يناح عليه كما كانت العرب في الجاهلية تفعل فانه يعذب ببكاء اهلها عليه واذا لم يوصي بذلك او نهى عنه فلا شيء عليه في ذلك قد كان العرب اذا قربت وفاة احدهم يوصي بالبكاء حتى قال قائلهم يوصي بناته او ابنتيه بالبكاء ويأمرهن ان يبكين الى الحول يقول الى الحول ثم اسم السلام عليكما. ومن يبكي حولا كاملا فقد اعتذر. نعم هذا وامثاله هو الذي كان في الجاهلية. فهذا الشخص اذا اوصى بالبكاء عليه او علم ان اهله يبكون عليه اذا مات فلم ينهاهم عن وذلك ولم يتبرأ من فعلهم فانه في هذه الحالة لا شيء عليه. وقد يقال ان المسلم في قبره يتأذى مما يحصل لاهله من ارتكاب بعض المعاصي والنياحة على الميت معصية. نعم. فكأنه بشعوره بهم بعد وفاته حين يبكون عليه يتألم بتعلم ان قد يسمى معه تعذيب ذلك التعلم تعذيبا بسبب استيائه وتعلمه من ارتكابهم لما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها حينما سمعت هذا قالت لا انه خاص آآ بكاؤهم بمن كان يعذب ولو لم يبكوا عليه وان ذلك بسبب اه يهودية او يهودي مات فبكى اهله عليه فقال النبي انهم لا يبكون عليه وانه ليعذب ولكن الحديث ثابت وواضح ومعناه صريح في ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه فما توصل اليه اهل العلم لانه اذا ترك نهيهم مع علمه ببكائهم او اوصاهم فان هذا يكون قد حثهم وحظهم على ارتكاب ما حرم الله فيعذب مساعدته اياهم في ذلك اما اذا لم يعمل ولم يعمل يأمر ولم يسكت عن الوصية مع علمه فلا شيء عليه في ذلك وبالله التوفيق. احسنتم