المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثانية وستون. الصبر اكبر عون على كل الامور والاحاطة بالشيء علما وخبرا هو الذي يعين على الصبر. وهذه القاعدة عظيمة النفع قد دل القرآن عليها صريحا وظاهرا في اماكن كثيرة. قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة. اي استعينوا على جميع المطالب وفي جميع شؤون بالصبر فان الصبر يسهل على العبد القيام بوظيفة الطاعات واداء حقوق الله وحقوق عباده وبالصبر يسهل عليه ترك ما تهواه نفسه من المحرمات. فينهاها عن هواها حذر شقاها وطلبا لرضى مولاها. وبالصبر تخف عليه الكريهات. ولكن هذا الصبر وسيلته والته التي ينبني عليها ولا يمكن وجودها بدونه هو معرفة الشيء المصبور عليه معرفة الشيء المصبور عليه وما فيه من الفضائل وما يترتب عليه من الثمرات. فمتى عرف العبد ما في الطاعات من صلاح القلوب وزيادة الايمان واستكمال الفضائل وما تثمره من الخيرات والكرامات وما في المحرمات من الضرر والرذائل وما توجبه من العقوبات المتنوعة وعلم ما في اقدار الله من البركة وما من قام بوظيفته من الاجور هان عليه الصبر على جميع ذلك وبهذا يعلم فضل العلم وانه اصل العمل والفضائل كلها. ولهذا كثيرا يذكر في كتابه كثيرا يذكر الله في كتابه ان المنحرفين في الابواب الثلاثة انما ذلك لقصور علمهم وعدم احاطتهم التامة بها. وقال انما يخشى الله من عباده وقال انما التوبة على الله للذين يعملون السيء السوء بجهالة. ليس معناه انهم لا يعترفون انها ذنوب وسوء انما قصر علمهم وخبرتهم لما توجبه الذنوب من العقوبات وانواع المضرات. وزوال المنافع. وقال تعالى مبينا انه متقرر ان الذي لا يعرف ما يحتوي عليه شيء يتعذر عليه الصبر فقال عن الخضر. لما قال له موسى وطلب منه ان يتبعه ليتعلم مما علمه الله. قال انك لن استطيع معي صبرا. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ فعدم احاطته به خبرا يمتنع معه صبر. ولو تجلد ما تجلد فلا بد ان ان يعالج صبره وقال تعالى مبينا عظمة القرآن وما هو عليه من الجلالة والصدق الكامل. بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتيهم تأويله فابانا ان الاعداء المكذبين به انما تكذيبهم به لعدم احاطتهم بما هو عليه. وانهم لو ادركوه كما هو لالجأهم واضطرهم الى التصديق والاذعان. فهم وان كانت الحجة قد قامت عليهم. ولكنهم لم يفقهوه الفقه الذي يطابق معناه. ولم يعرفوه حق معرفته. وقال في حق الذين بان لهم علمه وخبأوا صدقه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون والمقصود ان الله ارشد العبادة الى الاستعانة على امورهم بملازمة الصبر. وارشدهم الى تحصيل الصبر بالنظر الى الامور ومعرفة حقائقها وما فيها من الفضائل او الرذائل والله اعلم