الحديث العاشر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال يا ايها الناس انكم محشرون الى الله تعالى حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده علينا انا كنا فاعلين. الاوان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم صلى الله عليه سلم الا وانه سيداء برجال من امتي. فيؤخذ بهم ذات الشمال. فيقول يا ربي اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم الى هي العزيز الحكيم. فيقال لي انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم. متفق على الحادي عشر عن ابي سعيد بن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال انه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو. وانه يفقه العين ويكسر السن. متفق عليه. وفي رواية ان قريبا لابن مغفل حذف فنهاه وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحذف قال انها لا تصيد صيدا. ثم عاد فقال احدثك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم تحذف لا اكلمك ابدا. وانا باسم ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الاسود ويقول اني اعلم انك حجر ما تنفع ولا تضر ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبل كما قبلتك متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد نادي الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها في وجوب المحافظة على السنة وتعظيمها وتعظيم ما شرع الله جل وعلا من الاوامر والفرائض سواء كان ذلك من القرآن او من السنة. ما كان من القرآن فهو اعظم وما كان من السنة فهي الحكمة. وهي شقيقة القرآن وهي الوحي الثاني فالواجب على كل مسلم ان يعظم ما امر الله به ورسوله وان يعظم ما نهى الله عنه ورسوله وتعظيم الاوامر بامتثالها والقيام بها والمحافظة عليها وتعليم النواهي باجتنابها والحذر منها. هذا هو الواجب على جميع المسلمين ابن عباس يقول رضي الله عليه الصلاة والسلام انكم تحصرون يوم القيامة حفاة عراة غردا اذ يحشر الناس يوم القيامة ما عليهم ثياب عراة حفاة ما عليهم نعال ولا غيرها مرنا غير مقتولين هي تعود الالفة الى حالها كما قال الله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده وادى العين انا كنا فاعلين واول ما يكسى من الناس ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام اول من يكسى ابراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الرحمن الذي قدم نفسه لله حتى القي في النار طاعة لله لما كسر الاصنام وحافظ على دين الله ودعا اليه عاقبه قومه بالقائه في النار فوقاه الله شرها وقال الله لها كوني بردا وسلاما على ابراهيم وارادوا كذا فجعلناهم الاخسرين قال وانه يزاد يوم القيامة اناسا من حوضي فاقول اصحابي لاصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فاقول كما قال العبد الصالح يعني عيسى عليه الصلاة والسلام وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت انت الراغب عليهم وانت على كل شيء شهيد وباللفظ الاخر فاقول سحقا سحقا لمن بدل المادي. يعني بعدا بعدا لمن بدل بعدي وهؤلاء الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم الصديق والصحابة من الاعراب الذين ارتدوا مع مسيلمة هذا شأنهم ويطردون عن حوظ النبي صلى الله عليه وسلم لانهم ارتدوا عن دينهم فلا يجده الا اهل الايمان فالواجب على كل مؤمن ان يحافظ على دين الله وان يستقيم على الحق حتى لا يطرد يوم القيامة حتى لا يوحل بينه وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجنة والحوظ حوض عظيم يوم القيامة طوله شهر وعرضه شهر يصب فيه من الجنة من الكوثر مورد للمؤمنين يوم القيامة لانهم عطاش يوم القيامة فيردون هذا الحوض قبل دخولهم الجنة والحديث الثاني حديث عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه انه رأى رجل يخذف باصبعه اصابه يخذل بالحصى باصابعه خلف هكذا باطراف الاصابع قال لا تحذف الرسول نهى عن الخلف قال انه لا يصل صيدا ولا ينكأ عدوا ولكن قد يكسر السن ويفقأ العين ثم رأى يخلف مرة اخرى قال انهاك عن هذا النبي نهى عنه ثم تحذف مرة اخرى لا اكلمك ابدا يعني هجره على التساهل بالسنة اجره عبد الله رضي الله عنه من باب التأديب فهذا يدل على ان طالب العلم والامير وكل مؤمن اذا رأى الهجر للمصلحة هجر من اظهر المعصية يهجره سواء في المرة الاولى او الثانية على حسب ما يراه المصلحة للتأديب حتى يتوب من عمله كما هجر النبي الثلاثة الذي تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر هجرهم خمسين ليلة بامر الله حتى تابوا فتاب الله عليه والمقصود من هذا الدلالة على وجوه المحافظة على السنة والعناية بها والحذر من مخالفته المؤمن يعتني بالسنة ويجتهد في الحفاظ عليها على اوامر الله على ترك نواهيه يرجو ثوابه ويخشى عقابه سبحانه وتعالى. هكذا المؤمن في اي وقت وفي اي مكان كذلك عن عمر رظي الله عنه عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر الاسود وهو يطوف قال اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت النبي يقبلك ما قبلته يعني اقبته تأشم بالنبي صلى الله عليه وسلم لا لانك ستضر او تنفع يبين الامر للناس اننا ننتقب الى الحجر والطواف البيت واستلام الركن الايماني كلها اتباع السنة بالنبي صلى الله عليه وسلم لا لان الحجر يضر او ينفع او غسل الايمان لا. ولكن نقبل الحجر الاسود ونستلمه ونستمر في الايمان تأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعا له لان الله قال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وفق الله الجميع