بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب التنافس في امور الاخرة والاستكثار مما يتبرك به. قال الله تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب التنافس في امور الاخرة والاستكثار مما يتبرك به التنافس هو التسابق والمسارعة الى الشيء رغبة فيه التنافس في امور الاخرة ان يسارع الانسان في الامور التي تقربه الى الله عز وجل. ويسابق اليها وقوله والاستكشار مما يتبرك به يعني استكثار من الاعمال الصالحة ومما يتبرك به والبركة هي الخير الكثير الثابت وطلب البركة يكون بامرين الامر الاول ان يكون بامر شرعي معلوم. كالقرآن الكريم فان القرآن الكريم مبارك في اثره وفي تأثيره وفي اثاره ومن بركته ما يحصل للقارئ من الاجر العظيم والثواب الجزيل عند الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف ومن بركة القرآن انه اعظم صلاح للقلب. فاعظم ما يصلح به القلب ويوعظ به هو القرآن قال الله عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى والرحمة مؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. من بركته ان من تمسك به نجا ومن خالفه وقع في الهلاك والردا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي الامر الثاني مما تطلب فيه البركة ان يكون طلب البركة بامر حسي معلوم كالعلم. فان العلم بركة فالانسان يتبرك بعلمه ويتبرك بدعوته الى الخير. قال اسيد بن الحضير رضي الله عنه ما ببركتكم يا ال ابي بكر ثم ساق المؤلف رحمه الله الاية في هذا الباب وهي قول الله عز وجل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون في ذلك في هذا النعيم المقيم الذي اعده الله عز وجل لعباده الابرار فليتنافس المتنافسون لان الله عز وجل قال في اول هذه الايات ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة نعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. فالتنافس والتسابق والتسامح انما يكون في مثل هذا من النعيم المقيم. وهذا كقول الله عز وجل لمثل هذا فليعمل امنون والتنافس في امور الاخرة يكون بامور واسباب منها اولا التزود من العلم الشرعي لان الانسان لا يمكن ان يعبد الله عز وجل على بصيرة وعلى علم الا اذا كان عنده علم شرعي بالعلم يعرف الانسان كيف يتوضأ كيف يصلي كيف يصوم كيف يحج كيف يتعامل العلم الشرعي امر مهم فلا يستوي من يعبد الله عز وجل عن علم ممن يعبده عن جهل. فالعالم يستنين الناس بعلمه في حياته. يهديهم الى الصراط المستقيم. ويجنبهم ويحذرهم من طرق اصحاب زعيم العالم حي بعد مماته والجاهل ميت في حياته. قال الله عز وجل اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ثانيا مما يتزود الانسان به للاخرة الاعمال الصالحة. لان الاعمال الصالحة هي التي تقربك الى الله وهي التي تنفعك عند الله تكون سببا في رفعة درجاتك. وتكفير سيئاتك وزيادة حسناتك ولهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على الاستكثار من الاعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك ولهذا يخطئ بعض الوعاظ الذين يعظون الناس ويذكرونهم تجد انه يذكرونهم بامور الاخرة ابكوهم بسبب هذه المواعظ ولكنهم لا يحثونهم على العمل الصالح. فما فائدة الموعظة وما التذكير اذا لم يقرن بعمل صالح. قال الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا من الامور ايضا التي يتزود الانسان بها للاخرة والتي تكون سببا في ثباته على دين الله عز وجل مجالسة اهل الخير والصلاح. فان مجالستهم سبب لثبات الانسان على دين الله. وسبب لاستمراره في اقامة على شرع الله عز وجل. قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. فعلى الانسان ان يستعد لامر الاخرة. وان يتزود ما استطاع الى ذلك سبيلا من الاعمال الصالحة. التي تقربه الى الله عز وجل وتكون سببا في دخوله الى جنات النعيم وتجنيبه الى صراط الجحيم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد