بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام ينعقد هذا المجلس الاسبوعي الرابع والستون من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة الرابع من شهر رمضان سنة الف واربعمائة وخمسة واربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. مستقبلين ليلة هذه ليلة الجمعة بما نزداد به حسنات ونتقرب به الى ربنا جل وعلا بصلاتنا وسلامنا على رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم وهذا المجلس ذو صلة بما وقف الحديث عنده ليلة الجمعة الماضية فيما ساقه المصنف رحمه الله من هدي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم في الصلاة اذا رفع رأسه من السجود. فالجلوس بين السجدتين من اركان الصلاة التي ثبت فيها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم هدي وسنن يحسن تعلمها. ذكر رحمه الله كيفية رفع الرأس من السجود بالتكبير وافتراش الرجل اليسرى والجلوس عليها مع نصب القدم اليمنى كما روت امنا عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي اخرج الامام مسلم ثم ذكر اثر ابن عمر رضي الله عنهما في قوله من سنة الصلاة ان ينصب القدم اليمنى واستقباله باصابعها القبلة والجلوس على اليسرى وتتمة الحديث في صفة وضع اليدين في هذا الجلوس بين السجدتين. وما يتلوه من المواضع التي اورد فيها المصنف رحمه الله هدي النبي صلى الله عليه واله وسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله وذكر النسائي عن ابن عمر انه قال من سنة الصلاة ان ينصب القدم اليمنى واستقبال واستقباله باصابعه القبلة واستقباله باصابعها القبلة. واستقباله باصابعه باصابعها القبلة والجلوس على اليسرى ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع جلسة غير هذه وكان يضع يديه على فخذيه ويجعل حد مرفقه على فخذه. وطرف يده على ركبته. وقبظ اثنتين من اصابعه وحلق حلقة ثم رفع اصبعه يدعو بها ويحركها. هكذا قال وائل ابن حجر عنه واما حديث ابي داود عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير باصبعه اذا دعا لا يحركها فهذه الزيادة في صحتها نظر. وقد ذكر مسلم الحديث بطوله في صحيحه عنه. ولم يذكر هذه الزيادة بل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى واشار باصبعه كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من السجدة الاولى انتقل الى ركن الجلوس بين السجدتين وصفة هذا الجلوس كما ذكر رحمه الله ان المصلي يفرش رجله اليسرى ليجلس عليها فيجلس على قدمه اليسرى التي يجعلها فراشا له. اما قدمه اليمنى فانه ينصبها قائمة ويستقبل باصابعها القبلة لا يثني اصابعها يستقبل بها القبلة. وتكون قدمه اليمنى منصوبة. هذا وصف القدمين في الجلسة بين السجدتين اما اليدان فيضعهما على فخذيه. يضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى. وكفه اليسرى على فخذه يسرا واتفق العلماء فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكف اليسرى تكون مبسوطة على فخذ اليمنى يضع يضع مرفقه على فخذه. ويضع حد يده على فخذه كاملة قال رحمه الله يجعل حد مرفقه على فخذه وطرف يده على ركبته او تكون اليد اليسرى مبسوطة على الركبة اليسرى هذه اليد اليسرى اما ان يبسطها فيجعلها على الركبة او على الفخذ. وذراع يده اليسرى تكون ممدودة على فخذه اليسرى اما اليد اليمنى فقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه يجعل كفه اليمنى كما يجعلها في التشهد يرفع اصبعه السبابة يحركها ويقبض الخنصر والبنصر وتبقى الوسطى والابهام. فاما ان يجعل الابهام على الوسطى هكذا ويشير بالسبابة او يحلق بالوسطى وبالابهام حلقة ويشير بالسبابة. والمراد انه في الجلوس بين السجدتين قرر المصنف رحمه الله والله ان المصلي يفعل بيده اليمنى كما يفعل في جلسة التشهد قال رحمه الله ويضع يديه على فخذيه ويجعل حد مرفقه على فخذه. وطرف يده على ركبته. وقبل قضى اثنتين من اصابعه يعني الخنصرة والبنصر وحلق حلقة يعني بالابهام والوسطى. ثم رفع اصبعه يعني السبابة يدعو بها ويحركها. قال هكذا قال قال وائل بن حجر رضي الله عنه يعني في حديثه الذي روى فيه صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واما حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم قال كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض اصابعه كلها. واشار باصبعه التي تلي الابهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى. وفي رواية اخرى ايضا عند مسلم قال ورفع اصبعه اليمنى التي تلي الابهام دعا بها ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها فهاتان الصفتان في اليد اليسرى اما ان تكونا على الفخذ او على الركبة مبسوطة فيجعل يده اليسرى على ركبته اليسرى او على الفخذ ممتدة عليها وها هنا مسألتان فيما يتعلق باليد اليمنى. المسألة الاولى هل يحرك اصبعه اذا رفع؟ ويدعو بها؟ هل تتحرك الاصبع في هذا الجلوس فيه نقاش ذكره المصنف ونأتي عليه بعد قليل والمسألة الثانية هل يفعل هذا الوضع في الحركة بيده اليمنى كما يفعل في التشهد في هذا الجلوس بين السجدتين اهل العلم في هذه المسألة على قولين الذي قرره المصنف رحمه الله تعالى ما سمعت انه يجعل يده اليمنى كما يجعلها في الجلوس في التشهد في الصلاة وانه يرفعها كما يرفعها في التحيات لله والصلوات والطيبات يحركها كما ذكر في رواية وائل ابن حجر رضي الله عنه ودليله في المسألة عموم الحديث فان ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلس في الصلاة اي جلوس لم يخص جلوسا. اليس الجلوس بين السجدتين يسمى جلوسا اذا هو داخل فيه. كما ان الجلوس في التشهد الاول والتشهد الاخير يسمى جلوسا فكل ذلك داخل فيه. قالوا فهذا عموم اذا جلس في الصلاة في كل جلوس في الصلاة يشمله هذا الوصف المذكور في الحديث واما رواية اذا جلس في التشهد التي نصت على التشهد فهي من باب ذكر بعض افراد العام بحكمه التي تخصص العموم غاية ما في الامر ان الرواية جاءت بالعموم واخرى جاءت بخصوص التشهد فيثبت رفع الاصبع بهذه اليد اليمنى في كل جلوس في الصلاة جلوس التشهد والجلوس بين السجدتين وهكذا قرر المصنف رحمه الله تعالى خلافا لقول جماهير الفقهاء وهو القول الثاني في المسألة ان اليد اليمنى تبسط على الفخذ اليمنى كما تبسط الكف اليسرى على الفخذ اليسرى. ولا قبض للاصابع ولا تحريك للسبابة في هذا الجلوس وهذا الصنيع الذي قرره الفقهاء رحمة الله عليهم استندوا فيه على انه لم يأتي نص في مسألة الجلوس بين السجدتين بهذا الوصف وان حديث وائل ابن حجر رضي الله عنه محمول على التشهد لا غير ولهذا قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله قال ولم يصرح بمشروعية الاشارة بين السجدتين احد من علماء السلف ولم تعقد اي ترجمة على مقتضاها. قال وعمل المسلمين المتوارث على عدم الاشارة والتحريك بين السجدتين هذا قول جماهير الفقهاء والذي سمعته من كلام المصنف رحمه الله تعالى هو اختيار له اخذا بعموم الرواية كما سمعت وتبقى المسألة الاخرى فاذا قبض اصابعه على القول الذي اختاره المصنف رحمه الله. واراد ان يفعل كما يفعل في التشهد في التحيات. هل يثبت تحريك الاصبع كما يفعل في التحيات او فقط يقبض ويرفعها وتبقى مرفوعة هذا يعتمد على الرواية. قال المصنف رحمه الله رفع اصبعه يدعو بها ويحركها. هكذا قال وائل ابن حجر رضي الله وعنه ثم قال واما حديث ابي داود واتى بالرواية التي تنص على عدم تحريك الاصبع وهو ينتقدها رحمه الله الله. نعم. واما حديث قال واما حديث ابي داود عن عبد الله ابن الزبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير باصبعه اذا دعا يحركها فهذه الزيادة في صحتها نظر. زيادة ولا يحركها وهو مروي عند ابي داود في سننه رحمه الله وقد ذكر مسلم الحديث بطوله في صحيحه عنه. عنه يعني عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال ولم يذكر هذه الزيادة بل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده هذه جلسة التورق ستأتينا ان شاء الله جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه يعني اليمنى فرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى وقال ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى واشار باصبعه وايضا فليس في حديث ابي داود عنه انه ان هذا كان في الصلاة وايضا فلو كان في الصلاة لكان نافيا وحديث وائل ابن حجر مثبتا وهو مقدم وهو حديث صحيح ذكره ابو حاتم في صحيحه. اشار المصنف رحمه الله الى حديثين. احدهما حديث وائل بن حجر رضي الله والثاني حديث عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما. حديث وائل بن حجر قال يرفع اصبعه يدعو بها ويحركها فاثبت تحريك الاصبع في قبضه في هذا الجلوس وحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في سنن ابي داوود قال يشير باصبعه اذا دعا ولا يحركها يعني يرفعها من غير تحريك بل يرفعها من غير اشارة بالتحريك ورجح رحمه الله حديث وائل ابن حجر لثلاثة اسباب اولها ان حديث ابي داود رحمه الله في حديث عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما حديث منتقد معل. قال بان الامام مسلم اخرج الحديث نفسه وليس فيها هذه الزيادة وذكر لك لفظا حديث مسلم رحمه الله والسبب الثاني ان حديث ابي داود في سننه لم ينص ويصرح بان هذا الفعل كان في الصلاة. لكن هذا الانتقاد من الوجه ضعيف لان ابا داود رحمه الله بوب عليه بقوله باب الاشارة في التشهد وغيره كالنساء قال باب بسط اليسرى على الركبة وكل ذلك لا يراد به الا الصلاة. اما السبب الثالث الذي رجح به حديث وائل رضي الله عنه انه مثبت وحديث ابن الزبير ناف لحركة الاصبع. والقاعدة عند الاصوليين والمحدثين في بين الروايات اذا تعارضت ولم يمكن الجمع بينها ان المثبت مقدم مقدم على النافي. فمن اثبت شيئا نفاه غيره يؤخذ برواية الاثبات لان فيها زيادة علم ويقولون المثبت مقدم على النافي هذه ثلاثة اوجه في الترجيح ذكرها رحمه الله تعالى. تبقى الاشارة الى امور ثلاثة اخرى. اولها حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم كما سمعت كان اذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض اصابعه كلها واشار باصبعه التي تلي الابهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى. وفي لفظ رفع اصبعه التي تلي الابهام فدعا بها ويده اليسرى على كف على ركبته باسطها عليها. وعند الامام مسلم ايضا كان يبسط كفه اليسرى على الى ركبته اليسرى. ويقبض اصابع كفه اليمنى كلها. ويشير باصبعه التي تلي الابهام الى القبلة ويرمي ببصره اليها يعني يجعل بصره على اصبعه. وفي لفظ ايضا عند مسلم وكان اذا اشار باصبعه ابهامه على اصبعه الوسطى وفي رواية عند ابي داود النسائي وتارة يحلق بهما حلقة بالابهام والوسطى. فهذه الروايات التي سمعت التنبيه الثاني هل هذا الوصف هو للحديث للجلوس بين السجدتين او هو لجلوس التشهد. تقدمت الاشارة قبل قليل وان جماهير الفقهاء على حمل هذه الرواية ويأتي كلها على جلوس التشهد خاصة. والمصنف رحمه الله عمه في كل جلوس ومنه الجلوس بين السجدتين. الامر الثالث الذي ينبه عليه في تقرير كلام المصنف رحمه الله انه صحح حديث وائل ابن حجر في حركة الاصبع. حديث وائل منتشر في السنن مروي عند عامة الائمة رحمة الله عليهم. اخرجه احمد والدارمي والبخاري وفي رفع اليدين وابو داوود في السنن مختصرا وليس فيها لفظة انه كان يدعو باصبعه يحركها انما اثبت هذه اللفظة بتحريك الاصبع وهو موضع الشاهد الذي به رجح المصنف رحمه الله حديث وائل ابن حجر رواه وغيرهم من الائمة اخرجه النسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبراني من طرق متعددة. قال ابن خزيمة ليس في شيء من اخبار يحركها الا في هذا الخبر يعني حديث وائل ابن حجر قال زائدة ذكره. اشار الى تفرد احد بذكر هذه اللفظة مخالفا لعامة الرواة سواه ممن ذكر الحديث ولم يذكر لفظة التحريك. وهم اكثر عددا واثبتوا من زائدة في روايتهم لهذا الحديث ومنهم الائمة الكبار كالثور وشعبة وسفيان ابن عيينة وزهير ابن معاذ فهذه رواية شاذة لا يعتد بها. وعندئذ لا يستقيم للمصنف رحمه الله فيما ذكره من الترجيح اذا ثبت تعليل رواية وائل ابن حجر رضي الله عنه. واذا كان قد اعل رواية ابي داوود في السنن بما سمعت لما قال فهذه الزيادة في صحتها نظر فايضا فالنظر في رواية وائل ابن حجر لا يقل شأنا عنه. فهذه تنبيهات فيما يتعلق بمسألة وضع اليدين في الجلوس بين السجدتين والمراد يا كرام ان نقف على مآخذ اهل العلم في تقرير المسألة فمن قبض اصبعه فله من اهل العلم سلف معتبر وقول بما سمعت من الادلة ومن بسط كلتا كفيه في الجلوس بين السجدتين ولم يحرك اصبعه والا في جلوس التشهد فهو قول عامة الفقهاء والله اعلم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ثم يقول اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني هكذا ذكر ابن عباس عنه وذكر حذيفة انه كان يقول رب اغفر لي رب اغفر لي. انتهى من صفة الجلوس بين السجدتين وانتقل رحمه الله الى ذكر الدعاء في الجلوس بين السجدتين وهذا مما ينبغي ان يتعلم يا امة الاسلام فهذه ادعية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ماذا تقول عبد الله في جلوسك بين السجدتين. هذا الحديث اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني. هذه خمس دعوات. الله اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني. تسأل الله المغفرة وتسأله الرحمة وتسأله ان يجبرك. فالله عز وجل جبار جبار السماوات والارض والجبار من اسمائه جل وعلا يحمل معنيين احدهما انه جبار الجبابرة يعني قاصم ظهورهم وقاهر جبروتهم والثاني من جبر الكسر. فلا اعظم من يجبر الكسير سوى الله سبحانه وتعالى. كسير حس كعظم منكسر او كسيرا معنا كقلب منكسر وفؤاد متألم. فلا يجبر كسر الكسير الا الله عز وجل. فانت تدعو الله ان يجبرك ادع الله بالهداية التي سألتها الله في الفاتحة لما قلت اهدنا الصراط المستقيم وتسأله اخيرا الرزق وارزقه هذه خمسة مطالب يا كرام. نسأل فيها ربنا جل وعلا في كل جلوس في الصلاة بين السجدتين. اللهم اغفر لي امني واجبرني واهدني وارزقني وثبت الحديث ايضا في بعض دواوين السنن ببعض الزيادات فيها ايضا طلب امرين اخرين. ارفعني فيني تقول ربي اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني. فاصبح المطالب سبعة اما الرفعة فمعلوم معناها تسأل الله ان يرفع شأنك. ان يرفع قدرك ان يرفع مقامك. بما يرفعك بالمناصب بالجاه هذا احد وجوه الرفعة. لكن من رفعة الحقيقة للعبد الرفعة بطاعة الله. بالاستقامة على دينه بصلاح قلبه. هذه دفعة حقيقية لانك ان فعلت ذلك نلت ولاية الله عز وجل. وهذه اعظم مراتب الرفعة التي يبلغها العباد انه لا درجة ولا رتبة بعد النبوة ارفع من الولاية والله عز وجل قد قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون واما رفعة المناصب بان يرزقك الله رزقا واسعا ووظيفة مرموقة ومنصبا رفيعا فتلك امور تأتي تباعا لكن ليس ليست هي المطلب الاساس. واخيرا العافية تقول وعافني. فتسأل الله العافية. ولما سأل العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يسأل ربه في الدعاء؟ قال قل اللهم اني اسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. فلا اعظم من عفو وعافية يرزقك الله اياها عبد الله. وها انت ذا تقولها كل مرة في كل ركعة في الصلاة اذا جلست بين السجدتين. هذا احد الاذكار وهو مروي عند الائمة احمد وابي داود وابن ماجة وغيرهم رحم الله الجميع واما وهذا حديث ابن عباس رضي الله عنه فيما اخرج الائمة. واما الحديث الثاني فحديث حذيفة رضي الله عنه انه كان يقول ربي اغفر لي. رب اغفر لي. يعني يكررها. وهذا وان ثبت في بعض الاحاديث محمولا على قيام الليل ففيه فائدة كبيرة لنا معشر الصائمين. في صلاتنا قيام الليل ليالي رمضان. فاننا ربما نصلي خلف ائمة يحسنون اطالة الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين. اما في التراويح اقتداء بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم او بصلاة القيام التهجد في العشر الاواخر من رمضان. فتلك مظنة الايطال في الاركان يطول فيها القيام يطول فيها الركوع. يطول فيها السجود. فينبغي ان يكون موازاة لطول تلك الاركان ان يطول الجلوس بين السجدتين نوعا ما كما سيأتي اشارة المصنف اليه بعد قليل فيسأل كثير من المصلين ماذا عساي ان اقول؟ قلت الدعاء رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني واجبرني وارزقني وارفعني وبقي امامي جالسا لم يسجد فلماذا اسكت؟ ما تسكت؟ هذا ذكر اخر ان تكرر ولو طال جلوسك او جلوس امامك بين السجدتين ان تسأل الله المغفرة. ربي اغفر لي رب اغفر لي تكررها عبد الله. وهذي من اعظم المطالب ولا شك ان يغفر الله لك. واذا كنت في سجودك اقرب ما تكون الى الله ثم جلست فعدت في سجود ثان اقرب ما تكون الى الله بين هذين القربين من الله جل وعلا جلست جلسة العبد المتواضع الخشي الخاشع الذليل وسألت الله مغفرة اما ان يستجيب الله لك بلى والله في جلسة وقعت بين سجدتين انت فيهما اقرب ما تكون الى الله عز وجل التمس تلك المواضع وتأسى بنبي الامة صلى الله عليه وسلم مستكثرا من سؤال المغفرة رب اغفر لي ربي اغفر لي كررها ما اتسع جلوسك وامتد وطال او جلوس امامك اذا كنت مأموما. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان هديه اطالة هذا الركن بقدر وكان هديه اطالة هذا الركن بقدر السجود. اي ركن الجلوس بين السجدتين. انتبهوا يا كرام الذي يشيع وينتشر عند عامة المصلين ان الجلوس بين السجدتين ركن خفيف قصير بل بعضهم لا يتجاوز ان يرفع رأسه من السجدة ما يلبث ان يستوي ظهره حتى يعود للسجدة متخففا جدا في هذا الجلوس يقول المصنف رحمه الله كان هديه صلى الله عليه وسلم اطالة هذا الركن بقدر السجود فيكون جلوسك في طوله مساويا او مقاربا لسجودك بمعنى انك ان سجدت مثلا بقدر عشر تسبيحات فليكن جلوسك بين السجدتين مقاربا او مساويا له. قريبا من عشر تسبيحات وهذا بالنسبة لعامة المصلين يرونه طويلا لكنه رحمه الله المصنف نبه عليه كما نبه على ركن الرفع والاعتدال من الركوع وهذان الركنان هما اكثر اركان الصلاة يتخفف فيها المصلون فاذا رفع رأسه من الركعة سمع الله لمن حمده لا يكاد يتجاوز ربنا ولك الحمد حتى كبر للسجود بل بعضهم لا يكاد ينتصب ظهره معتدلا الا لحظة فيعود الى السجود. وهذا وان اتى باقل الواجب الا ان الهدي النبوي بخلاف ذلك. الهدي النبوي ان يقف في رفعه من رأسه من الركوع كما يرفع رأسه من السجود بين السجدتين ويطيل هذين الركنين. والكلام الان هنا على الجلوس بين السجدتين. قال اطالة هذا الركن بقدر السجود نعم قال وكان هديه اطالة هذا الركن بقدر السجود هكذا الثابت عنه في جميع الاحاديث وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى نقول قد اوهم. هذا اول الادلة على اطالة الجلوس بين السجدتين بقدر السجود. كان يقعد بين السجدتين حتى نقول قد او حتى نقول قد اوهم او نقول قد نسي وانس رضي الله عنه كما يروي ثابت البناني عنه قال صلى بنا انس رضي الله عنه وقال اني لاريد اني لاصلي وما اريد ان اصلي اريد اصلي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي. قال ثابت كما سيذكر المصنف. فكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه فانظر كيف رصد ثابت من صلاة انس رضي الله عنه وهو ما صلى الا ليعلمهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف رصد هذا الطول في الرفع من الركوع وفي الجلوس بين السجدتين فقال كان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه فيوشك ان تكون هذه السنة متروكة منذ القدم. ثم بين ان هذا صنيع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن الادلة ايضا حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه لما قال ربقت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوجدت قيامه فركوعه فاعتداله فسجوده فجلوسه قريبا من السواء وفي لفظ ما خلا القيام والقعود. قيل القيام هو الرفع من الركوع والقعود بين السجدتين. يعني انهما وان لم يكونا طول القيام والركوع والسجود فهما قريبا منه احسن الله اليكم. قال رحمه الله وهذه السنة تركها اكثر الناس من بعد انقراض عصر وفي الصحيح عن انس قال وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى نقول حتى نقول قد اوهم وهذه السنة تركها اكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة حتى نقول قد اوهم يعني حتى نقول لعله وهم فنسي انه في الجلوس بين السجدتين. يعني طول ليس بالقصر المعتاد الذي يفعله كثير من المصلين الا وهذه السنة تركها اكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة ولهذا قال ثابت فكان انس يصنع شيئا لا اراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين حتى نقول قد نسي او قد اوهم واما من حكم السنة ولم يلتفت الى ما خالفها فانه لا يعبأ بما خالف هذا الهدي. هذه الجملة الاخيرة فيها تعظيم للسنة والعمل بها والحرص عليها قال وان ترك هذه السنة كثير من الناس فليست العبرة بما يفعله الكثير بل العبرة بما ثبت عندنا عمن امرنا الله عز وجل بالاقتداء به رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فاذا ثبت السنة صحيحة من اكثر من وجه وانت قد سمعت حديث انس وحديث البراء رضي الله عنهما وكلا الحديثين قدم المصنف رحمه الله الاشارة اليهما في اطالة الرفع من الركوع وعدم اختصاره او التعجل فيه هناك في ذلك الموضع واعاد التنبيه هنا فاحسن التنبيه بشارة رحمه الله قال واما من حكم السنة يعني من جعل السنة حكما اذا اختلفنا في شيء نظرنا الى ما ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى ثبتت السنة فهي والامام والمعتبر والدليل والحجة. قال ولم يلتفت الى ما خالفها فانه لا يعبأ بما خالف هذا الهدي. وهذا يا كرام قاعدة ومنهج حياة للمسلم في شأنه كله. تعظيم السنة. اجلالها رفع رايتها العمل بها لانه لا عذر لمسلم ان يأتي امام الله يوم القيامة فيسأله عن امر تركه وهو يعلم انه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلهذا كانت السنة والعمل بها وتطبيقها والحرص عليها شأن العلماء رحمة عليهم الوارثين مقام الانبياء والرسل في الامة عليهم السلام احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصل ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض على صدور قدميه وركبتيه معتمدا على فخذيه كما كما ذكره عنه وائل وابو هريرة. ولا يعتمد على الارض بيديه. طيب قال ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض على صدور قدميه اي نهوض هذا؟ نعم نحن في الجلسة بين السجدتين. ما الركن الذي بعده السجدة الثانية ويفعل فيها ما تقدم ذكره في السجود فان هديه فيه واحد عليه الصلاة والسلام فاذا قام من السجدة الثانية الى اين نعم الى القيام الى الركعة الثانية. كيف ينهض؟ قال كان ينهض على صدور قدميه وركبتيه معتمدا على فخذيه تصور نفسك رافعا رأسك من السجود. ما اول ما ترفعه من نفسك في السجود رأسك اولا ثم ثم يديك ركبتاك اخر ما يرتفع منك ترفع رأسك اولا ثم ترفع يديك وانت تهم بالنهوض الى اعلى ستجعل ركبتك على الارض ويديك على فخذيك تعتمد عليهما ضاغطا على فخذيك مستندا على وصدور قدميك التي هي في السجود اصلا منتصبة. فتجعل ذلك وسيلة الى نهوضك. قال كما ذكره عنه وابو هريرة يعني في حديثين. واما حديث وائل فقد تقدم وحديث ابي هريرة ايضا اخرجه الترمذي وان كان فيه ضعف فهو ايضا الحافظ ابن حجر انما ثبت عن ابن مسعود بسند صحيح في اثر اخرجه عبد الرزاق في المصنف قال عبدالرحمن ابن يزيد ابن جابر رمقت عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في الصلاة فرأيته ينهض ولا يجلس. قال ينهض على صدور قدميه في الركعة الاولى والثالثة. يعني في رفعه من الاولى الى الثانية ومن الثالثة الى الرابعة هذا الاثر عن ابن مسعود رضي الله عنه صحيح. كان ينهض على صدور قدميه. اما حديث وائل بن حجر ففيه ضعف وقد تقدم. واما حديث ابي هريرة فعند الترمذي وهو ايضا ضعيف ظعفه الحافظ ابن حجر. قال المصنف لا يعتمد على الارض بيديه باصفة الاعتماد على الارض انك اذا رفعت رأسك ورفعت يديك تجعل يديك على الارض ثم ترفع ركبتيك قبل يديك ليكون اعتمادك وضغطك على الارض بيديك لا بركبتيك اذا ها هنا مسألة اذا رفعت رأسك من السجود وتنهض هل تعتمد على ركبتيك؟ ام على يديك؟ الذي ذكره المصنف فيما جاء عن وائل بن حجر وابي هريرة رضي الله عنهما ان الاعتماد يكون على الركبتين وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهوض معتمدا على اليدين فالذي نفاه المصنف بقوله ولا يعتمد على الارض بيديه ثبت في بعض الاحاديث. من ذلك في حديث ما لك بن الحويرثي قوله جلس واعتمد على الارض. قال الحافظ ابن حجر يستفاد من الاعتماد انه يكون باليد. وكان ابن عمر رضي الله عنهما اذا اذا قام رفع رأسه من السجدة معتمدا على يديه قبل ان يرفعهما قال الازرق بن قيس رأيت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وهو يعجن في الصلاة يعجب ماذا عجين يعجن نعم قال رأيت ابن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه اذا قام كيف يفعل العاجل؟ يجعل العجين بكفه ويقبض وصفة ذلك انه اذا وضع يديه اذا وضع يديه على الارض كالقابض على العجين كالقابض على العجين يجعل هكذا ويضغط على اصابعه لينهض على اصابع كفيه. قال رأيت ابن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه اذا اقام فقلت ما هذا يا ابا عبد الرحمن؟ قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة يعني يعتمد الحديث اخرجه الطبراني في المعجم الاوسط والحربي في غريب الحديث وصححه الالباني فمن اهل العلم من لا يصحح هذه الرواية فلا تكون حجة وايضا هي الاشارة الى اتساع القولين فانه ليس في احدهما نص صحيح صريح يكون العمدة عليه لترجيحه على الاخر والله اعلم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقد ذكره عنه ما لك بن الحوير في انه كان لا ينهض حتى يستوي جالسا وهذه هي التي تسمى جلسة الاستراحة. اذا رفعت رأسك عبد الله من السجدة الثانية في الركعة الاولى او في الركعة الثالثة فان انك تنهض الى قيام تنهب الى الثانية او تنهض الى الرابعة تقدم النهوض هل يعتمد فيه على يديه او على ركبتيه ومر بك الخلاف. لكنه قال هل يجلس جلسة خفيفة قبل ان ينام الى الركعة الثانية والى الركعة الرابعة هذه التي يسميها الفقهاء جلسة الاستراحة قال رحمه الله ثبت ذلك في الحديث الذي رواه ما لك بن الحويرث رضي الله عنه انه كان لا ينهض حتى يستويج جالسا الاستواء جالسا ها هنا في حديث صحيح اخرجه البخاري ان النبي عليه الصلاة والسلام كان لا ينهض حتى يستوي جالسا وثبت ايضا مثله في حديث ابي حميد الساعدي كما سيأتي في كلام المصنف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله واختلف الفقهاء فيها هل هي من سنن الصلاة؟ فيستحب لكل احد ان يفعلها او هي ليست من السنن وانما يفعلها من احتاج اليها على قولين هما روايتان عن احمد اختلف الفقهاء هل هي من سنن الصلاة؟ او ليست من السنن ما هي جلسة الاستراحة ثبت في حديث ما لك ابن الحويرث رضي الله عنه انه كان يجلس قبل ان ينهض او لا ينهض حتى يستوي جالسا هل هذه سنة مطلقا؟ يعني للشيخ الكبير والشباب ومن احتاج ومن لا يحتاج ام هي سنة لمن احتاج اليها؟ لما الخلاف؟ لان عامة الاحاديث التي روت صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تذكر هذه الجلسة انما ذكرها مالك في حديثه وابو حميد ايضا في حديثه فقالوا عدم ذكر ذلك في عامة الروايات اشارة الى تفرده هي رواية صحيحة لا سبيل الى ردها. لكن نحملها على ان ما لك بن الحويرفي الذي ادرك النبي عليه الصلاة والسلام ليس في اول الهجرة ولا في اول مقدمه المدينة بل بعد ذلك بكثير لعله ادرك النبي عليه الصلاة والسلام ورآه يصلي وقد كبر وتعب صلى الله عليه وسلم. فكان اذا رفع رأسه من السجود يحتاج الى استجماع القوى في جلسة يتهيأ بها للنهوض وكبار السن والمرضى يدركون هذا جيدا حتى الشباب اذا كان عليلا او ظعيفا او تعب او مرض ولا يزال في نقاهة من المرض فان تعب البدن في النهوض من السجود الى القيام مباشرة فيه مشقة ويعين عليه الجلوس اليسير الذي يسمى بجلسة الاستراحة قال رحمه الله اختلف الفقهاء هل هي من سنن الصلاة؟ فيستحب لكل احد ان يفعلها او هي ليست من السنن وانما يفعلها من تاج اليها من المحتاج كبير السن ومريض وعاجز ومن كان معتلا فاحتاج الى ذلك فتكون سنة في حقه لا في حق غيره يعني ليست قال رحمه الله الفقهاء على قولين هما روايتان عن الامام احمد رحم الله الجميع احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الخلال رجع احمد الى حديث ما لك ابن الحويرث في جلسة الاستراحة وقال اخبرني يوسف بن موسى وقال اخبرني يوسف بن موسى ان ان ابا عبدالله سئل عن النهوض فقال على صدور القدمين على حديث رفاعة وحديث ابن عجلان يدل على انه كان ينهض على صدور قدميه. وقد روي عن عدة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسائر من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر هذه الجلسة وانما ذكرت في حديث ابي حميد ومالك بن الحويرث ولو كان هديه صلى الله عليه وسلم فعلها دائما لذكرها كل من وصف صلاته صلى الله عليه وسلم. اذا ثاني مسلكان للعلماء. من قال هي سنة مطلقا؟ قال قد ثبت في حديث ما لك ابن الحويرث. وقد اخرجه البخاري. وفي حديث ابي حميد الساعدي وقد اخرجه احمد وابو الترمذي وغيرهم وصححه الترمذي هذه سنة ثابتة. فالعمل على السنة متى ثبتت مطلقا. ولم تقيد بحال دون حال ومن لم يعمل بها جعلها سنة مقيدة بالحاجة. فمن احتاج اليها جلس ومن لم يحتاج اليها لم يجلس وكلا القولين يا كرام كلام الفقهاء رحمة الله عليهم. فمنهم من رأى مشروعية ذلك مطلقا وهو مذهب عامة الفقهاء. ومنهم من قيدها فبالحاجة فلا يجلس الا اذا احتاج اليها وهي رواية ايضا عن الامام احمد رحم الله الجميع. ودليل ذلك ما سمعت ان عدة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن وصفوا صلاته عليه الصلاة والسلام لم يذكروا هذه الجلسة وانما ذكرت في حديث ابي حميدة ومالك ابن الحواريث قال فلو كان هديه فعلها دائما لذكرها كل من وصف صلاته عليه الصلاة والسلام. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومجرد فعله صلى الله عليه وسلم لها لا يدل على انها من سنن الصلاة الا اذا علم انه فعلها سنة يقتدى به فيها واما اذا قدر انه فعلها للحاجة لم يدل ذلك على كونها سنة من سنن الصلاة فهذا من تحقيق المناط في هذه المسألة. تحقيق المناط المراد به تحقيق محل المسألة او محك القول فيها او مناط يعني المكان الذي يتعلق به تحقيق الرجحان في المسألة. انه مجرد فعل النبي عليه الصلاة والسلام لا يدل على كونها من سنن الصلاة مطلقا. الا اذا علم انه فعلها سنة يقتدى به فيها. اما اذا قدر انه فعلها للحاجة يعني اذا قام احتمال انه فعلها للحاجة لم يكن هذا دليلا على كونها سنة باطلاق وهذا من باب الجمع بين الروايات وعدم رد بعضها ببعض. فكل سنة تثبت باطلاق تحمل على اطلاقها. الا اذا احتملت ان تكون مقيدة بحال او ببعض الصفات والهيئات فتقيد بها جمعا بينها وبين بقية الروايات عملا دموعي السنن في المسألة لاجل ان تدرك ان من لم يقل بها على الاطلاق ليس ردا للسنة ولا رفظا لها حاشا فلا يفعل هذا اهل العلم اطلاقا. انما يجمعون بين ذلك وبين بقية الروايات فيجعلون جلسة الاستراحة مقيدة بالحاجة فتثبت سنة بقيدها. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان اذا نهض افتتح القراءة ولم يسكت كما كان يسكت عند افتتاح الصلاة. اذا نهض الى الركعة الثانية وشرع رحمه الله يصف ما الذي يصنعه المصلى في الركعة الثانية؟ تم كلامه اذا عن افعال الصلاة واركانها في الركعة الاولى بتمامها ثم سيذكر ما الذي تختلف فيه الركعة الثانية عن الركعة الاولى وهو الذي نرجئه الى مجلسنا الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى. مكتفين في مجلسنا هذا بما مضى من كلام المصنف رحمه الله الله تعالى ايها المباركون معشر الصائمين بغروب شمس اليوم وانتم تتمون رابعة ايام صيامكم بعون الله تعالى تستقبلون ليلة كريمة هي ليلة الجمعة. وقد قال عليه الصلاة والسلام اكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. واذا صلى ربك عليك عشرا فانت في خير عظيم. ورحمة من ونعمة وذكر جليل. فان صلاة الله على العبد رحمته به سبحانه. وصلاته على عبده ثناؤه عليه في الملأ الاعلى فاذا اثنى الله عليك فانت بخير. واذا رحمك فما زلت بخير اذا اكتنفتك رحمة الله عز وجل. فكيف اذا كانت هذه الصلاة من الله عشرة اضعاف صلاتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. تدرك عندئذ ان الله لحبه نبيه عليه الصلاة والسلام. ولحبه جل وعلا صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم اغرانا هذا الاجر العظيم. يقول لك يا عبدي كلما صليت على نبيك مرة صليت عليك عشرا فنعم العبد من اغتنم هذه الخيرات واغترف من صلاة ربه عليه عشرة اضعاف ما يصلي على نبيه صلى الله عليه واله وسلم اللهم فصل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ازكى صلاة واتم صلاة. اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم صل وسلم وبارك عليه افضل صلاة وازكى سلام واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من اقرب امته واصدقه حبا واقربهم منه مجلسا يوم القيامة يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احيينا على سنته. وامتنا على سنته. واحشرنا يوم القيامة في زمرته. واكرمنا ووالدينا ازواجنا وذرياتنا بشفاعته يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل نداء يا حي يا قيوم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اله الحق يا سميع الدعاء. عجل بالفرج والنصر والتمكين لاخوتنا المستضعفين في فلسطين. اللهم والمسلمين جميعا شر الاشرار. وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا. وانت ارحم الراحمين. اللهم ارحم ارحم ضعف اخوتنا المسلمين فوق كل ارض وتحت كل سماء وتولى بعنايتك امرهم يا رحمن يا رحيم يا ولي المؤمنين ويا ناصر المظلومين انت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لكل بخير وهدى وسداد ورشاد يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمدلله رب العالمين