بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الرابع والستون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها والاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فرزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا الدرس. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تبارك وتعالى الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال الشيخ رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى الم تر الى الذين ويزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت قد امروا ان يكفروا به سبب نزول الاية وانه كان بين منافق ويهودي خصومة فقال اليهودي نختصم الى محمد صلى الله عليه وسلم لعلمه ان ان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يأخذ الرشوة. اليهودي علم هذا ان ان محمدا لا يقبل الرشوة فلهذا طلب التحاكم عليه واما المنافق الذي يزعم انه مؤمن وانه من المسلمين يقول نتحاكم الى كعب ابن الاشرف زعيم اليهود لانه يعلم انه يأخذ الرشوة فالله جل وعلا فضحه بهذه الاية المتر الى الذين يزعمون يعني ما هو بحقيقة وانما هم يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك من القرآن وما انزل من قبلك من الكتب يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت نعم نعم يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. والطاغوت من الطغيان مشتق من الطغيان كما قال ابن القيم ما جاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع في غير طاعة الله فهو طاغوت الذي يتحاكم الى غير الله يتحاكم الى الطاغوت يعني الى الباطل والى غير ما انزل الله سبحانه وتعالى يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا امرهم الله ان يكفروا بالطاغوت. قال جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. وهذا الرجل الذي يدعي انه مؤمن لا يكفر بالطاغوت ويريد ان يتحاكم اليه. نسأل الله العافية يريدون ان يتحاكموا يريدون في قلوبهم. فكيف اذا نفذوا الامر اشد يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت يعني الى غير الله سبحانه وتعالى والى غير ما انزل الله وقد امروا ان يكفروا بالطاغوت وفهموا ذلك لكن ليس عندهم ايمان حقيقي وانما هو مخادعة لله ولرسوله ليتظاهروا بمظهر المؤمن وهم غير مؤمنين دون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا بك فلا يجوز التحاكم الى غير ما انزل الله ولا الى غير من يحكم بالشريعة نعم ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا اي نعم هذا هو السبب ان الشيطان لعنه الله يريد ان يضل هؤلاء المنافقين ضلالا بعيدا عن الاسلام مع انهم يدعون الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. لكن ينكشف عوارهم عند ادنى حادثة من الحوادث نعم. وقال تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون كما ذكر الله في اول سورة البقرة من صفات المنافقين ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا ثم ذكر ممارساتهم وتصرفاتهم مع انهم تصرفاتهم المخالفة والباطلة مع انهم يدعون الايمان ومن ذلك اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء يريدون المسلمين مع انهم يدعون الاسلام لكن اظهر الله ما في قلوبهم وفظحهم انؤمن كما امن السفهاء. قال الله جل وعلا الا انهم هم السفهاء اسر الله السفاهة فيهم لا في المسلمين وانما السفاهة في المنافقين مع انهم يدعون الكمال والعقلية وما اشبه ذلك الا ان هم السفهاء ولكن لا يشعرون. نعم وقال تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. الله جل وعلا اصلح الارض بارسال الرسل وانزال الكتب وبذلك بطل عبادة المشركين وعبادة الاصنام وبطلت امور الجاهلية كلها بظهور الاسلام ولله الحمد الله اصلح الارض بذلك صلاح الارض هو بتحكيم الشريعة هذا صلاح الارض صلاحها بالايمان بالله عز وجل. هذا صلاح الارض وفساد الارض تحكيم غير الشريعة ان تحكم القوانين الوضعية واحكام الطاغوت وغير ذلك من المعاصي والمخالفات كلها من الفساد في الارض كما قال سبحانه ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فهذا فساد والعياذ بالله لا يصلح الارض الا العمل بالكتاب والسنة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الشريعة الاسلامية هذا الذي يصلح الارض ويعمر الارض. نعم وقال تعالى افحكم الجاهلية يبغون نعم يقول تعالى مستفهما استفهام انكار افحكم الجاهلية الذين يريدون ان يتحاكموا الى غير الشريعة افحكم الجاهلية يبغون؟ ولا الجاهلية ما كان قبل الاسلام فلما جاء الاسلام ابطل الله حكم الجاهلية وامر بتحكيم الشريعة الاسلامية تحكيم الكتاب والسنة. هناك ناس لا يريدون هذا. يريدون ان يبقوا على حكم الجاهلية ويحبون حكم الجاهلية افحكم الجاهلية يبغون؟ مجرد ارادة هذا مجرد ارادة هذا ولو لم يمارسه فانه يدخل في في عموم هذه الاية انه يبتغي حكم الجاهلية. ومن ابتغى حكم الجاهلية وابغض حكم الاسلام فانه كافر نعم وعن عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يؤمن احدكم الايمان الكامل حتى يكون هواه يعني رغبته. نعم. تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذكر لنا من روى هذا الحديث قال النووي هذا حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح نعم صححه الامام النووي وهو من كبار المحدثين وذكر انه موجود في كتاب الحجة على تارك المحجة كتاب الحجة على تارك المحجة وهو كتاب مشهور. نعم قال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي نتحاكم الى محمد لانه عرف انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم الى اليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة فاتفقا على ان يأتي كاهنا في جهينة فيتحاكما اليه فنزلت الم تر الى الذين يزعمون هذا سبب نزول الاية الكريمة انه كان بين منافق يدعي الايمان والاسلام وبين يهودي خصومة فقال اليهودي نتحاكم الى محمد بعلمه انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم الى كعب ابن الاشرف او الى اليهود. نعم. لعلمه انهم يأخذون الرشوة فانزل الله هذه الاية الم تر الم ترى اي تعلم يا محمد اي قد رأيت هذا لما اخبرك الله بذلك الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت هذا من باب الانكار عليهم وقد امروا ان يكفروا به ثم بين السبب وهو ان الشيطان يريد ان يظلهم عن الحق ضلالا بعيدا فاتفق رأيهم على ان يذهبوا الى كاهن من الكهنة والكاهن هو الذي يدعي علم الغيب وكان الكهنة يحكمون لاهل الجاهلية اتخذهم اهل الجاهلية حكاما يحكمون بينهم تتنزل عليهم الشياطين وهم يأخذون عن الشياطين ويتخذهم اهل الجاهلية حكاما بينهم لزعمهم انهم اه عندهم علم يعرفون به الحق من الباطل او يتعمدون هذا الله اعلم لكن لما كان هذا واقعا في هؤلاء الله انكر عليهم يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به نعم والاية اللي بعدها نعم وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب بن الاشرف ثم ترافع الى عمر فذكر له احدهما القصة فقال للذي لم يرظى برسول الهي صلى الله عليه وسلم كذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف فقتله نعم هذه القصة عجيبة وعظيمة بين يهودي وبين منافق من المنافقين خصومة فقال اليهودي نتحاكم الى محمد. لعلمه انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم الى عمر نتحاكم الى عمر ابن الخطاب. ذهب الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فذكر له القصة فقال للذي قال نتحاكم الى عمر اهكذا يعني نترك حكم الرسول صلى الله عليه ونذهب الى عمر قال قال نعم. فاخذ السيف وظرب عنقه وقتله لانه كافر وهذا من عمر رضي الله عنه انكار للمنكر وعمر رضي الله عنه هو ثاني الخلفاء الراشدين وهو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم فقتله نعم شكر الله لكم الشيخ صالح الفوزان وبارك الله فيكم وفي علمكم على ما شرحتم وافضتم في هذه الدروس المباركة من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. شكرا لكم انتم ايها السادة على متابعتكم في هذه الدروس وشكرا لزميلي مهندس الصوت عبدالله المواش الذي سجل هذا اللقاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته