فهذه رسالة مجموعة من فتيات اليمن عرضنا بعضا من اسئلتهن في حلقة مضت وفي هذه الحلقة لهن بعض الاسئلة ايضا كتبنها بلهجتهم باللهجة العامية اليمنية فهمت من احد الاسئلة انهن اخذن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر. حبذا لو تفضلتم بتوجيه كلمة اغفاله ولعل للامر بالمعروف والنهي عن المنكر من طريقة توضحونها لاخواتنا. لا شك ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذروة العمل الاسلامي الا ان ذلك يفتقر الى ان يكون الامر حكيما اعارفا في مقتضيات الاحوال واسباب القبول والرد و الاخذ بالاهم فالاهم في الامر او التغيير وعدم التعرض لاسباب صدي الدعوة. طيب. وايقاف المسيرة ان يتحلى الداعي باللطف والرأفة وتجنب العنف والشعور بان المدعو مريض محتاج الى رفق الطبيب وعناية الناصح ان عقله يكاد يكون عازبا فيحتاج الى مداراة الحكيم العاقل حتى يأخذ بيده لينتشل من هوة الرذيلة ومعمعة البلاء ينبغي للداعي الى الله ان يعرف كيف يدعو وان يتجنب الاسباب والدعوة التي يكون من شأنها ايقاف مسيرة تلك الدعوة او تنبيه اعدائها ليقفوا ضدها بشراسة ينبغي للانسان ان يعرف وان يتحين الخرصاء ويختار الاشخاص الذين توجهوا اليهم الدعوة وان يسعى في ذلك السعي من يرجو ثواب الله لا يريد من وراء هذه الدعوة عزة دنيوية او قالت الناس وثنائهم فان الانسان قد تنقلب عليه الامور لان الله سبحانه لا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه موافقا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان من اهم ما ينبغي ان يتحلى به الداعية. نعم ان يتسلح هو بالعلم والمعرفة والتأمل في سير الدعاة وما لاقاهم في سبيل دعوتهم من مخالفات وما قابلوا به تلك المخالفات من الصبر والروية فقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام قصة نبي من الانبياء ضربه قومه حتى ادموه فحكاه لهم ومعنى حكاه وصف حالته الجسدية قال يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون فهكذا ينبغي للداعي ان يتجنب الغضب لنفسه والانتصار لنفسه والكراهية من اجل ما نيل به وان يستعد بالعلم فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فجعل العلم سابقا للعمل فلابد للانسان ان يعرف المنكر ومدى مخارته وان يأمر بالمعروف عن علم ومعرفة واذا كان الامر بالمعروف يسبب منكرا اعظم او كان النهي عن المنكر يأتي باعظم مما لينهى عنه فليتجنب ذلك وليأخذ بطريقة اخرى في اصلاح الناس وعليه ان يشعرهم انه مهتم بمصلحتهم راغب في سلامة عواقبهم جاد في ايصال الخير لهم لا يلوم وراء ذلك جزاء ولا شكورا الا من الله جل وعلا وعليه ان يفتش في نيته ويتأمل في مقاصده فان وجد نيته سليمة فليتحرى النصر والتوفيق والتثبيت. نعم وان وجد غير ذلك فليبادر للاصلاح اصلاح نيته. نعم. ويبدأ بنفسه ليصلحها حتى ينفع منه القول ويقتدى به في العمل والله اعلم