بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس الخامس وستون. بسم الله الرحمن الرحيم الاهداف التي يتحلى بها الصائم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين نبينا محمد واله واصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته الى يوم الدين وبعد ايها المستمع الكريم ان المسلم مطلوب منه ان يتحلى بمكارم الاخلاق وان يتخلى عن الرذائل دائما وابدا ولا سيما في حال الصيام ولا سيما في شهر رمضان فان الصائم قد باشر عملا جليلا يستدعي منه ان يصونه عن كل ما يخل به او يتنافى معه فيجب على الصائم ان يجتنب الغيبة وهي ذكر الانسان في حال غيبته بما فيه من الصفات التي يكره ان تذكر فيه مما يفهم منه تنقصه والغيبة محرمة بالنص والاجماع قال الله تعالى ولا يركب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم والغيبة من الصائم اشد تحريما واعظم اثما ولقد ورد انها تفطر الصائم كما في حديث المرأتين اللتين اشتد بهما العطش في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم وما وصلت حالهما اليه من العطش فدعا بهما وامرهما ان تتقيأ فتقيأتا ملء قدح دما وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا حالك هاتين المرأتين وما اصابهما ان هاتين المرأتين صامتا عما احل الله لهما وافطرتا على ما حرم الله عليهما جلست احداهما الى الاخرى وجعلتا تأكلان لحوم الناس دل هذا الحديث على ان الغيبة تفطر الصائم تفطيرا معنويا بحيث انها تبطل ثواب صيامه واما التفطير الحسي فانها لا تفطره بمعنى انه يؤمر بقضاء الصوم كما لو اكل او شرب عامدا بل انما تفطره تفطيرا معنويا هذا معنى ما قرره العلماء رحمهم الله ويجب على الصائم ان يجتنب النميمة وهي نقل الحديث بين الناس على وجه الافساد كأن يقول لشخص ان فلانا يقول فيك كذا وكذا ثم يذهب الى الاخر ويقول ان فلانا يقول فيك كذا وكذا يريد التفريق بينهما وافشاء العداوة والنميمة من عظم الذنوب قال تعالى فلا تطع كل حلاف مهين عن مازن مشاء بنميمة قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان النمام يعذب في قبره بسبب النميمة واخبر انه لا يدخل الجنة نمام ويجب على الصائم اجتناب الكذب وهو خلاف الصدق بان يخبر بما لا يطابق الواقع والكذب من صفات المنافقين وهو يهدي الى الفجور بجور يهدي الى النار والكذاب ممقوت عند الله وعند خلقه ويجب كذلك على الصائم اجتناب الشتم وهو السب والكلام القبيح فلا ينبغي للصائم ان يشتم احدا او يسب احدا لا مبتدأ ولا رادا لقوله صلى الله عليه وسلم فان سابه احد او شاتمه فليقل اني صائم يعني فلا يرد على الشاب والشاتم بالمثل ترفعا عن ذلك محافظة على صيامه فيجب على الصائم ان يجتنب قول الزور وهو كل قول باطل كالكذب وشهادة الزور والفجور في الخصومات قال صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به اليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه رواه احمد والبخاري وابو داوود وغيرهم فيه زجر شديد عن قول الزور والعمل به حال الصيام. لما يحصل به من الاثم المقاوم للصوم والمذهب لاجر الصائم وكل هذه الامور يا عباد الله الغيبة والنميمة والكذب والشتم وقول الزور كلها امور دنيئة ينبغي للصائم ان يترفع عنها حفاظا على صيامه وكلها امور مؤثرة لا تتناسب مع الصيام بل تخل به وتذهب ثوابه وتجرحه فينبغي للصائم ان يتعاهد صيامه من لسانه ويصونه وكان السلف الصالح اذا صاموا قصدوا المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب احدا كما انه يتأكد على الصائم كفر سمعه عما حرم الله فلا يستمع الى الاغاني والمعازف والملاهي وحفظ بصره عما حرم الله فلا ينظر الى النساء وما لا يحل النظر اليه ويحفظ لسانه عما حرم الله فلا ينطق بكلام قبيح من شكل وغيبة ونميمة وغير ذلك هذه بعض الامور التي يجب ان يبتعد عنه الصائم واما الامور التي ينبغي له ان يتحلى بها فهي كثيرة ترجع الى كل فعل حميد وقول سديد فينبغي له ان يكثر من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه فداء للنبي صلى الله عليه وسلم انه كان يخص شهر رمضان بمزيد اقبال على تلاوة القرآن قد قال الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وينبغي للصائم ان يكثر من ذكر الله عز وجل من تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد لان هذه الكلمات تثقل في ميزان المسلم وهذه الكلمات من غراس الجنة وان يكثر من الصدقة وبذل المعروف واعانة المحتاج واغاثة الملهوف فان الاعمال تضاعف في رمضان اكثر من غيره فالفريضة فيه عن سبعين فريضة فيما سواه والنافلة فيه عن فريضة فيما سواه والصدقة فيه افضل من الصدقة في غيره ومن اداب الصائم ان يؤخر السحور ان لم يخشى طلوع الفجر الثاني لقول زيد ابن ثابت جحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا الى الصلاة قلت كم كان بينهما يعني بين القيام بين بين نهاية السحور والقيام الى الصلاة قال قدر خمسين اية متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم لا تزال امتي بخير ما اخروا ما اخروا السحور وعجلوا الفطور ويسن للصائم تعجيل الفطر اذا تحقق غروب الشمس او غلب على ظنه. قال صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر متفق عليه اي لا يزال امن لا يزال امر هذه الامة معظما وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة ومخالفين لاعداء الاسلام والمبتدعة لتعجيل الفطر العمل بالسنة هو عين الخير والسداد ومخالفتها عين الشر والفساد قوله تعالى ثم اتموا الصيام الى الليل يقتضي الافطار عند غروب الشمس وانه هو الحكم الشرعي وفي الحديث في الصحيحين وغيرهما. اذا اقبل الليل منها هنا وادبر النهار منها هنا وغربت الشمس فقد افطر الصائم اي دخل وقت الفطر ايها المستمع الكريم هذه جمل من الاداب التي ينبغي للصائم ان يأخذ بها حتى يصون صومه ويستفيد منه الله تعالى ان ينفعنا واياك بما اسمعنا وعلمنا ويجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الاجر وفاز بجائزة الرب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صلى الله وسلم على نبينا محمد والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى