بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الخامس وستون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم وقف بنا الحديث آآ عند باب قول الله تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا الباب ويقصد به الشيخ رحمه الله بيان ان الامن ان الامن من مكر الله اي من من هاله واستدراجه لعباده وهم على المعاصي وهو ينعم عليهم ان ذلك ليس اكراما لهم وانما هو استدراج ليزدادوا اثما كما قال سبحانه وتعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث يعني القرآن. نعم سنستدرجهم من حيث لا يعلمون والله جل وعلا اخبر انه اذا ان الناس لم يتنبهوا بالمواعظ فان الله يمهلهم ويستدرجهم بالنعم حتى تكثر ذنوبهم ومعاصيهم يحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين يسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون لا يدرون هذا مكر كما قال سبحانه وتعالى عن اهل القرى انهم لما لم يتعظوا بما نزل من العقوبات ان الله املى لهم واستدرجهم بالنعم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون الله اولا ينذر عباده بالتخويف وينزل عليهم ما ينبههم من العقوبات لعلهم يتوبون فاذا استمرؤوا المعاصي ولم يتوبوا فان الله يستدرجهم بالنعم ليأخذهم على غرة وهم غافلون نعم وقال تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون هذا على المقابل مقابل الامن من مكر الله فانه ايضا لا يقنط من رحمة الله بل يكون بين الخوف والرجاء. وهذا شأن المؤمن انه يكون بين الخوف والرجاء لا يأخذ بالخوف فقط هذه طريقة الخوارج ولا يأخذ بطريقة الرجا فقط ويأمن من العذاب وهذه طريقة المرجئة وهما فئتان ضالتان نعم عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله سئل صلى الله عليه وسلم عن الكبائر يعني كبائر الذنوب لان الذنوب تنقسم الى الكبائر وصغائر والكبيرة هي ما ختمت بلعنة او غضب او نار يعني اذا جاء التذكير والوعظ الزجر وختم بلعنة او غضب او نار فهذه كبائر واما ما نهي عنه ولم يختم بخاتمة الكبيرة فانه من الذنوب الصغائر والواجب على المسلم ان يتجنب الذنوب الكبائر والذنوب الصغاية لكن الذنوب الكبائر لا تكفر الا بالتوبة واما الصغائر فانها قد يغفرها الله للمؤمن قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم يعني الذنوب والصغائر نعم واليأس من روح الله فهذا الامن من مكر الله من كبائر الذنوب وهو ان الانسان لا يخاف من الله لا يكون عنده خوف من الله فهو فاقد لنوع من انواع العبادة لان الخوف من انواع العبادة خوف من الله سبحانه وتعالى وعلى العكس الامن من مكر الله عز وجل والاستدراج فالله جل وعلا يحذر عباده فان تابوا وانابوا ورجعوا عن الذنوب تاب الله عليهم وان استمروا في ذنوبهم ولم يلتفتوا الى النهي والزجر فان الله قد يأخذهم ويعجل عقوبتهم وقد يستدرجهم ليزدادوا اثما. ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما العبد لا بد ان يكون بين هذين المقامين بين الخوف والرجع فلا يخاف خوفا معه قنوط من رحمة الله وهذا كفر ولا يرجو رجاء امنا من مكر الله ومن عذاب الله وهذا طريق المرجئة الظلال نعم قال سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن الشرك بالله واكبر الكبائر هو اكبر الكبائر واعظم ما نهى الله عنه سبحانه وتعالى الشرك بالله واليأسوء من روح الله وهو القنوط من رحمة الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى يحب من عبده ان يكون بين الخوف والرجاء لا يخاف خوفا معه يأس من رحمة الله وهذه طريقة الخوارج ولا يرجو رجاء معه امن من مكر الله وهذه طريقة المرجئة والطريق الصحيح ان المسلم يكون بين الخوف والرجاء والرجاء لا يغلب جانبا على الاخر ولهذا يقولون المؤمن كالطائر بين الخوف والرجاء. بين جناحي طائر مثل جناحي الطائر لا يغلب جانبا على الاخر ما دام على قيد الحياة نعم. اما في حالة نزول الموت كربات الموت فانه يكون يغلب جانب الرجاء. قال صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل الله جل وعلا يقول انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. نعم وعن ابن مسعود قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. كل هذه متضادات الشرك بالله الذي ينجي منه التوحيد واخلاص العبادة لله عز وجل والثاني الامن من مكر من مكر الله انه لا يخاف من الله عز وجل يفقد الخوف فهو فاقد لنوع من انواع العبادة عظيم وهذا معناه انه والعياذ بالله انه يستمرئ المعاصي ويستلذ بها ولا يخاف من العواقب نعم. والقنوط من رحمة الله. وعلى النقيض كذلك يخاف لكن لا يقنط من رحمة الله بل يخاف خوفا معه رجاء. رجاء لرحمة الله سبحانه وتعالى فلا يرجو فقط ويترك الخوف ولا يخاف فقط ويترك الرجاء بل يكون بين الخوف والرجاء. والرجاء. هكذا طريقة المؤمنين اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. ويرجون رحمته ويخافون عذابه ما قال يرجون رحمته فقط قال ويخافون عذابه فيجمع بين الخوف والرجاء والرجاء هذا طريقة المؤمن نعم. واليأس من روح الله. واليأس من روح الله القنوط. القنوط من رحمة الله عز وجل في نفسه فلا يتوب من المعصية ويقول انه لا يغفر له جاء في الحديث ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفس فالقى الله في قلبه التوبة فسأل عن من يفتيه هل له توبة او لا تدل على عابد ما عنده علم لكنه متعبد ومجتهد فسأله انه قتل فهل له من توبة فقال لا ليس لك توبة فقتله وكمل به المئة لان هذا العابد ما عنده علم وافتى بجهل كيف يسد باب اه التوبة على هذا العبد الذي جاء يريد التوبة فهذا قنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى ثم سأل عن عالم يسأله تدل على عالم فقال انه قتل مئة نفس. فهل له من توبة قال ومن ومن يحول بينك وبين التوبة فافتاه بان باب التوبة مفتوح. وان الله يقبل توبته ولو تعاظم ذنبه ولو قتل مئة نفس قال ولكنك بارض سوء فاخرج الى ارض كذا فان فيها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم. فخرج يريد الارظ الطيبة. فقبظت الملائكة روحه في الطريق قبل ان يصل الى البلدة الطيبة اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ملائكة الرحمة يريدون ان يقولون ان يقولوا انه تاب فيقبضونه وملائكة العذاب يقولون انه لم يعمل شيئا لم يعمل شيئا فيريدون ان يقبضوا اه نقبضوه للعذاب فارسل الله اليهم ملكا يحكم بينهم فقال الملك قيسوا ما بين البلدتين فقاسوا فوجدوه الى البلدة الطيبة بشبر فقبضته ملائكة الرحمة فهذا يدل على ان ان المسلم لا يقنط من رحمة الله وان تعاظمت ذنوبه بل عليه التوبة الى الله والله يقبل التوبة من عباده والله حث على التوبة وامر بقبولها فقال سبحانه وتعالى وانا التواب الرحيم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم يعني توبوا انيبوا الى ربكم واسلموا له نعم رواه عبدالرزاق من هو عبدالرزاق الشيخ؟ عبدالرزاق الصنعاني. نعم. الذي كان العلماء طلبة العلم يرحلون اليه في وقت ومنهم الامام احمد فقد رحل الى اليمن الى صنعاء ليروي الحديث عن عبد الرزاق رحمه الله وهو من مشائخ الامام احمد. نعم. شكر الله لكم الشيخ صالح وبارك الله فيكم على ما شرحتم وبينتم وافضتم فيه هذا الدرس المبارك من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شكر الله لكم وجزاكم عن امة الاسلام خير الجزاء. شكرا لكم انتم ايها السادة نلتقي ان شاء الله مع درس قادم من دروس التوحيد شكرا للزملاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته