سؤاله الثاني يقول هناك بعض الناس يقولون اذا فقدت شيئا ثمينا او اردت الحصول على شيء طيب فاذهب الى من تتوهم فيهم الصلاح والتقوى واطلب منهم ان يسألوا الله لك ذلك. فهل هذا العمل جائز؟ وهل هناك من الناس من لا يقبل الله منه الدعاء اما انك تطلب من ناس تظهر عليهم علامات الصلاح والاستقامة ومن اعظم ادلة الاستقامة ان يكون الانسان مؤديا للواجبات اعنيه مؤديا للفرائض من الرجال في المساجد مع الجماعة منكفا عما حرم الله تقربا الى الله جل وعلا بالطاعات والنوافل فاذا طلبت من هذا ان يدعو الله لك فلا بأس بذلك وقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه لعمر لا تنسنا يا اخي من صالح دعائك فهذا النبي اشرف الخلق واكملهم يطلب من احد اتباعه والصحابة ان يدعو له ولا بأس بذلك. واما ما يلوح لي من السؤال انه قد يكون هناك بعض الاولياء والطرق الصوفية منتشرة في بعض البلاد الاسلامية وانه يظن ان الولي له منزلة عند الله فالحقيقة ان الولاية انما هي بقدر ما يمارس الانسان من عبادات ربه وبقدر ما تمسك به من اركان دينه فمن كان اقوى تمسكا بالعبادات اي باداء الصلوات في اوقاتها مع الجماعة وابعد عن الشرك ومظاهره وابعد عن كل معصية فهو اقرب الى ولاية الله ممن يتمسك ويحمل مسبحة طويلة جدا ويعدد حباتها ويدعي انه وصل الى درجة الكمال وان التكاليف رفعت عنه. ان كان من هذا النوع فهو من اضل عباد الله المضلين. نسأل الله السلامة. فلا بأس يا اخي السائل ان تطلب من اخوانك من تتوسم فيهم الصلاح وتظن بهم الخير لكثرة ما ترى من عبادتهم وانكفافهم عما حرم الله ان تطلب لهم ان يدعوا لك اما ان هناك من لا يستجيب الله له فهناك اناس لا يستجيب الله دعاءهم كله والله كريم يستجيب حتى من الكافر في بعض الاحوال لكن وهذا في مطالب الدنيا. واما امور الاخرة فهي خالصة للذين امنوا والمعاصي من اعظم اسباب حجب الدعاء وقد جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رب اشعث اغبر يطيل السفر يرفع يديه يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك يعني ان الاجابة بعيدة فبقدر ما يكون الانسان طائعا تقيا اكلا ممن المباح الحلال من الكسب الطيب يكون اقرب لاجابة الدعاء وخاصة اذا تعرض لساعات الاجابة كبعد صلاة العصر من يوم الجمعة بان يبقى في المسجد على طهارة الى غروب الشمس كالدعاء في اخر الليل الى غير ذلك وبالله التوفيق