اظن في من سن سنة حسنة او سيئة. قال الله تعالى والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا ذرياتنا قرة اعين وجعلنا للمتقين اماما. وقال تعالى وجعلناهم ائمتين يهدون بامرنا وعن ابي عمرو جليل بن عبدالله البدني رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابين نمار ام العبى. متقلد السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة. فدخل ثم خرج فامر بلالا فاذن واقام فصلى ثم خطب فقال يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة الى اخر ان الله كان عليكم رقيبا. والاية الاخرى التي في اخر الحشر. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله نفس ما قدمت لغده. تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره. حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الانصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس ترأيت قومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كانه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها. واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من نجورهم شيء. ومن سن في الاسلام سنة سيئة كانت عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. رواه مسلم. وعن ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه قال ليس من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها. لانه كان اول سن القتل متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اما بعد هذه الايات الايتان والحديثان فيها الحث على احياء السنن والدعوة اليها والتحريم من البدع والمنكرات والدعوة اليها وان العبد اذا احيا سنة ودعا اليها كان له من اجر مثل اجر من تبعه لا ينفخ الله من اجورهم شيئا هو من دعا الى بدعة كان من تبعه لا ينقصنا من اثامهم صيغة الله جل وعلا قال في اسماء عباد الرحمن وجعلنا للمتقين اماما. قل سيكون اماما في الخير في الدعوة الى الخير في احياء السنة في دعوة الى الجهاد الى حلقات العلم الى اقامة الصلاة في الجماعة الى بر الوالدين الى غير هذا من وجوه الخير يكون له مثل اجور من تبعه قال جل وعلا وجعلنا من ائمة يهدون بامرهم الواجب على المؤمن ان يكون قدوة في الخير حذر من القدوة في الشر يدعو الناس الى الخير ويسار الى العمل به حتى يقتدى به قولا وعملا ويحذر الناس من الشر ويبتعد عنه وهذا يحتاج الى صبر ويقين وثبات كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا. لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اذا رزق الله العبد الصبر على الطاعات والصبر على المحارم مع اليقين مع العلم النافع قاده هذا الى الخير العظيم وقاده الى فعل السنن والدعوة اليها والا ترك البدع والتحذير منها في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى قوما دخلوا المسجد وهم فقراء بالنمار قد ظهرت عليهم الفاقة والحاجة فلما رأى ذلك عليه الصلاة والسلام ولو فرغ من الصلاة خطب الناس وذكرهم حثهم على الصدقة قد صدق الرجل من درهمه من ديناره من ثوبه من صاع بره من سائر سائره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الانصار بصرة من الفضة كاد الكفه تعجز عنها بل قد اجازته ثم تتابع الناس في الصدقة هذا يجيب ثوب هذا يأتي بتمر هذا يأتي برز هذا يأتي بر هذا يأتي بكذا حتى رأى ترى ان كومين من طعام وثياب فلما رأى النبي سأل ذلك وسارعتهم الى الخير ومسارعتهم الى الصدقة على هؤلاء الفقراء سر وجه سر بذلك وصار وجهه كان مذهبه من السرور واللمعان هو الفرح مسارعة الاخيار الى الصدقة ثم قال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة يعني احياها واظهرها كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص من امورهم شيئا ومن سنة في الاسلام سنة سيئة هذه بدعة كان عليه وزرها وجمعة مماته لا ينقص عليهم شيئا هذا بالتحديد من الدعوة الى البدع والمعاصي وان على الداعية لذلك والسعي في ذلك مثل اوزار من تابعوه اما من دعا الى الحق والسنة ودعا الى ما شرعه الله فهذا يكون له مثل اجور من تبعه وهذا فرق عظيم فرق بين من يدعو الى الخير ويكون له من الاجور ومن يدعو الى الشر والعياذ بالله مثل اوزار من تبعه فعلى مؤمن ان يجاهد نفسه ان يجاهدها في الله حتى يسارع الى الخيرات ويبادر الى ما يرضي الله ويقربه لديه وحتى يبتعد عن الشروط التي تغضب الله عز وجل كذلك في الحديث الصحيح صلى الله عليه وسلم ما قتل نفس ظلما اذا كان على ابن ادم الاول كثر من دمها من دمها لعله كان اول من سن القتل يعني قافية فان قابيلها بابني ادم تنازع بشيء قدم هذا قربة وهذا قربة فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فغضب على اخيه هابيل وقتله والعياذ بالله وصارت اول جريمة في الاسلام بعد ما خلق الله ابانا ادم فكل من قتل ظلما كان على ابن ادم الاول قسط من دمها لانه اول من السنة بفعله القبيح هذا يدل على ان من دعا الى الشرور بافعاله او اقواله وتأسى به الناس في ذلك يكون عليه مثل اوزارهم كما انه اذا داعي للخير كالجهاد وعمارة المساجد و تعلم العلم وصلة الرحم بر الوالدين وتبع صلى بالاجور من الاجور مثل اجور اتباعه وهذا جاء في عدة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نسأل الله للجميع التوفيق