بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس السادس وستون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ضيف هذا بس هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا الدرس. حياكم الله وبارك فيكم. وقف بنا الحديث مع السادة المشاهدين والمستمعين عند باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. من الايمان بالله يقول الشيخ رحمه الله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله فالمؤمن يبتلى بالمصائب النكبات ليمحص ويطهر من ناحية ولاجل ان يظهر يقينه وصدقه وانه لا يقنط من رحمة الله مهما اصابه فانه يرجو الله عز وجل لا يخرج عن دائرة الرجاء ولو اصابه ما اصابه هذه طريقة المؤمنين والصبر هو باب عظيم بل هو رأس الدين ولهذا يقول العلماء الصبر من الايمان الرأس من البدن اذا فقد الرأس فانه يموت البدن فلابد من وجود الصبر الله جل وعلا يقول ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم والصلوات من الله على عبده هي الثناء من الله على عبده اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. نعم قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فالمسلم اذا اصابته المصيبة يعلم انها من الله فيرضى ويسلم ويصبر وحينئذ يهدي الله قلبه بمعنى ان الله جل وعلا يثبته يدله ويثبته على الهداية وعلى الحق نعم قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم علقمة هو علقمة الاسود هو علقمة الاسود من اهل اليمن ومن تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنهما قال علقمة يعني في هذه الاية معنى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى عن الله جل وعلا ولا يجزع ويسلم لله عز وجل ولا يعترض هذه فائدة الايمان وقوة الايمان لان ايمان المؤمن الصادق لا يتزحزح عند المصائب ولا يفرح عند النعم ويبطر بل انه يكون بين الخوف والرجاء دائما في حالة اليسر وفي حالة العسر. نعم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت اثنتان يعني خصلتان في الناس هما بهم كفر يعني كفر اصغر ليس المراد الكفر الاكبر المخرج من الملة اثنتان في الناس هما بهم كفر وهما من خصال الجاهلية الطعن في الانساب لا يطعن في نسب احد من المسلمين الله جل وعلا يقول يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ليس من نيل منازل العالية بالنسب لانه من بني فلان او من اشراف الناس ولا يتكل على نسبه وكذلك الطعن في النسب يعني لا يغلى في مدح الانساب ولا يحط منها بل ان المؤمن على خير سواء كان نسيبا او غير نسيب ان اكرمكم عند الله اتقاكم. اتقاكم هذا ابو جهل وابو لهب من سادات قريش ومن اكابر قريش في العرب وهذا بلال عبد حبشي وسلمان الفارسي فارسي فارس ليس عربيا وهما من سادات اهل الجنة نعم ولهما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية نعم هذه من خصال الجاهلية لطم الخدود عند المصيبة من الجزع يلطمون خدودهم كضرب الخدود من الجزع على المصيبة فهذا من امور الجاهلية من خصال الجاهلية وهي نوع من الكفر هما بهم كفر ليس منا اي على طريقتنا ليس معنى هذا انه كافر ولكن معناه الوعيد انه على غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس منا من ظرب الخدود هذا من امور الجاهلية يعني عند المصيبة وشق الجيوب فهذا ايضا من افعال الجاهلية ليس منا من ظرب الخدود وشق الجيوب هذا فعل من افعال الجاهلية ليس منا من ظرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية. الجاهلية هذا من اقوال الجاهلية ما سبق هذا من افعالها وهذا من اقوال الجاهلية. والمسلم يتبرأ مما ينسب الى الجاهلية. سواء كان انا في الاقوال او في الافعال الطعن في الانساب من امور الجاهلية وكذلك الفخر بالانساب من امور الجاهلية الطعن في الانساب ليس منا اي ليس على طريقتنا وسنتنا من ضرب الخدود يعني من افعال من الجزع عند المصايب وهذا من افعال الجاهلية فهو من ناحية من افعال الجاهلية فيتجنبه المسلم لانه من افعال الجاهلية ومن ناحية اخرى وهي اشد ان الرسول تبرأ منه فقال ليس منا من ظرب الخدود وشق الجيوب هذا ايضا من افعال الجاهلية ودعا بدعوى الجاهلية كأن يدعو بالويل والثبور قل وعظداه يعني الميت انه يتأسف عليه ومصيبتاه والى اخره من امور الجاهلية. فالمؤمن الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ولا يجزع ولا يفعل فعلا من افعال الجاهلية ولا يقول قولا من افعال الجاهلية ايضا كل امور الجاهلية محرمة ومتروكة نعم وعن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له بالعقوبة في الدنيا نعم هذا يدل على ان العقوبة لا تكون يعني لا تكونوا نتيجة غضب من الله على المؤمن وانما هي تمحيص وتطهير له فهي من مصلحته اذا اراد الله بعبده خيرا. نعم. اذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا. في الدنيا. فعقوبته الدنيا اسهل من عقوبة الاخرة والمصائب اذا جرت على المؤمن فهي خير له ان الله اراده بخير نعم وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فهي تمحيص للمسلم نعم واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. واذا اراد الله بعبده شرا هذه ارادة كونية اذا اراد بعبده شرا امسك عنه العقوبة في الدنيا وامهل له وانعم عليه واستدرجه حتى يوافي بذنبه يوم القيامة فيعذب به وعذاب الاخرة اشد من عذاب الدنيا نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء ان عظم الجزاء من الله عز وجل والثواب والخير مع عظم البلاء فمهما تعاظم البلاء فان العبد لا يفقد الثقة بالله عز وجل ولا يجزع مما اصابه بل يعتبره رحمة له وتمحيصا له وتطهيرا اللهو من الذنوب والمعاصي. نعم وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي. نعم وان الله جل وعلا اذا احب قوما ابتلاهم. نعم فليس الابتلاء دليل على كراهية الله لهم بل يكون عن محبة من الله لهم ليطهرهم بذلك وليختبرهم ولينبههم على هذا على الذنوب حتى يتجنبوها بخلاف الذين يذنبون ويمسك الله عنهم العقوبة استدراجا لهم وامهالا لهم فالمؤمن على خير نعم ان عظم البلاء مع عظم الجزاء وان الله اذا احب قوما ابتلاه ابتلاهم فمن رضي بقضاء الله وقدره وصبر فله الرضا من الله وهذا فيه ان ان من اوصاف الله عز وجل انه يرظى ويغظب ويسخط فهذا من صفات الافعال لله عز وجل فان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا من الله. ومن سخط ولم يرظى ولم يصبر وجزع وتسخط او ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية فله السخط من الله عز وجل. لان الجزاء من جنس العمل ولا تجزون الا بما كنتم تعملون. نعم الشيخ صالح يعني هذا الباب العظيم باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. لما كان الصبر من ركائز الايمان نعم الذي ليس عنده صبر ليس عنده ايمان فالمؤمن الذي يعلم ان المصيبة من الله يرضى ويسلم كما قال علقمة يرضى ويسلم لانها من الله وما كان من الله فهو رضا لا يتسخط لي. وايضا هو باصابه بذنبه فيتوب الى الله عز وجل بدل ان يسخط و يتلوم وما اشبه ذلك فالعقوبة تكون منحة من الله قد تكون منحة وقد تكون محنة الذي يصبر تكون له منحة والذي لا يصبر ويجزع تكون محنة له. نعم شيخ صالح هل هذا الباب متعلق بتوحيد الربوبية ام توحيد الالوهية؟ توحيد الالوهية لان هذه افعال العبد هذه توحيد الربوبية وتوحيد الله بافعاله هو سبحانه واما توحيد الالوهية فهو توحيد الله بافعال العباد التي شرعها لهم نعم نسأل يا شيخ صالح ونختم فيه هذا اللقاء ايهما اعظم اجر؟ الصبر على المعاصي ام الصبر على الطاعات الصبر على ما يجري على العبد بسبب المعاصي. بسبب المعاصي نعم. اي نعم. فهو ما دام انه من الله فانه لا يجزع ولا يسخط ولكن يتوب الى الله عز وجل ويستغفر ويندم ويا الله يتوب عليه لان الله اراد ان ينبهه بهذه المصيبة واراد ان يمحصه بها فهي خير له. نعم. شكر الله لكم شيخنا الكريم فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظكم الله وسدد خطاكم على ما شرحتم وبينتم وافضتم في هذه الدروس المباركة من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شكرا لفريق العمل في هذا البرنامج يتجدد اللقاء ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته