كثيرا ما يتحدث الناس عن الاطفال. عن امراضهم وعن عاهاتهم وايضا عن مصيرهم في الاخرة. ماذا يقول سماحة الشيخ حتى يصحح بعض الذين يخطئون ويقولون ان الاطفال لا ذنب لهم فكيف يمرضون؟ وكيف يصابون بالعاهات ما هو مصيرهم في الاخرة؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى من هنا اما بعد فان الله عز وجل اخبر عن نفسه لانه حكيم عليم. وانه جل وعلا يبتلي عباده بالسراء والضراء. والشر والخير. يختبر صبرهم ويختبروا شكرهم. والاطفال وان كانوا لا ذنب عليهم. فالله يبتليهم بما يشاء من حكمة بالغة. منها اختبار صبر ابائهم وامهاتهم واقاربهم. واختبار شكرهم وليعلم الناس انه جل وعلا حكيم عليم يسره في عباده كيف يشاء وانه لا احد يمنعه من تنفيذ بما يشاء سبحانه وتعالى في الصغير والكبير والحيوان والانسان. فما يصيبهم من امراض وعاهات الا فيه الحكمة البالغة التي منها ان يعلم الناس قدرته على كل شيء وانه يبتلي بالسراء والظراء حتى يعرف من رزق سالمين فضلا عن الله علي. وحتى يصبر من ابتلي باولاد اصيبوا بامراض فيصبر ويحتسب فيكون له الاجر العظيم وفضل كبير على صبره واحتسابه وايمانه بقضاء الله وقدره وحكمته. واما مصيرهم في الاخرة فهم تبع اهلهم هؤلاء المسلمين في الجنة مع اهليهم. اجمع على هذا اهل السنة والجماعة. حكى الامام احمد وغيره اجماع اهل السنة والجماعة على ان اولاد المسلمين في الجنة. اما اولاد الكفار فقد سئل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل له يا رسول الله ما ترى في اولاد المشركين قال الله اعلم بما كانوا عاملين. قاله العلم معناه انهم يمتحنون يوم وقيامه حتى يظهر علم الله فيهم يوم القيامة. وهو من جنس اهل الفترات الذين لم تأتيهم الرسل ولم تبلغهم الرسل. واسباب ممن لم يصل اليه رسول فانه يمتحنون ويختبرون يوم القيامة باوامر توجه اليهم فان اجابوا صاروا الى الجنة وان عصوا صاروا الى النار. وثبت هذا في احاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فعند هذا يظهر علم الله فيهم فيكون على حسب ما ظهر من عند الله فيهم ان اطاعوا صاروا الى الجنة وان عصوا صاروا الى النار هذا هو المعتمد فيهم وهذا هو قول صوابين وقال جماعة من العلم انهم يكونوا في الجنة لانه لا ذنب عليهم فيكونوا في الجنة كاولاد المسلمين. ولكنه قول مرجوح والصواب انهم يمدحنون ويختبرون يوم القيامة لان الله قال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا هو لا يعذب الا يصنع شيء من المعذب او كفر من المعذب والاطفال ليس منهم معصية ولا كفر فلهذا يمتحنون يوم القيامة كما يمتحن الذين لم تبلغهم دعوة الرسل فيمتحنون يوم القيامة بما يظهر امر الله فيهم من طاعة او معصية. والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيرا