القضية الاخرى التي تسأل عنها صاحبة هذه الرسالة اختنا عين الف من الرياء تقول قال الله تبارك وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن يظهر من الاية الكريمة ان المؤمن يحيا في هذه الدنيا حياة طيبة بينما ورد في الحديث ان الدنيا سجن المؤمن. ارجو ارشادنا الى معرفة الجمع بين هذه الاية وبين الحديث الشريف جزاكم الله خيرا لا تعارض فكلمة سجن مؤمن لان من كان في حالا محرجة اذا انتقل منها الى دار السعادة وملك واسع وعز مكين وقرة عين لا انقطاع لها كان ذلك الوقت الذي عاشه قبلها بمثابة السجن. الله اكبر. فان السجين لا يستطيع الانطلاق الى حيثما يشاء. نعم ولا يستطيع تحصيل مراده كله بينما المؤمن في الجنة كل ما اراد يتيسر له هو لا يريد الا ما يرضي الله ولكن كل ما اراده يتيسر له فكانت حياة الدنيا بمثابة السجن بالنسبة للموقع وهي بالنسبة للعمل مطية للاخرة ومزرعة فمن احسن الزراعة في المزرعة حصد الثمار الكريمة وقت الحصاد ومن غفل في اوقات الزرع عن استغلال مزرعته حصد الندامة الى ادرك المجدون المجتهدون ثمرات اعمالهم المؤمن الشأن فيه انه يحس بضيق الدنيا عليه ويرى ما يسوءه فيها فيكون بمثابة السجين فيها وهو في الجنة فيها قرة العين التي لا تنقطع ولذة العيش التي لا تتكدر والسعادة التي لا يعقبها شقاء فنسأل الله ان يجعلنا من اهلها. اللهم امين اللهم امين. فلا تعارظا بين الحياة الطيبة الله المستعان المذكورة في الاية الكريمة. نعم نعم وبين ما يتعلق السجن والحديث الصحيح الدنيا ملعونة ملعون ما فيها. مم. الا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما والمقصود بذلك العلم الذي هو مقرب لمرضاة الله جل وعلا وحامل على طاعته والاستقامة والله اعلم