اخونا يذكر انه كان يعطي والده من راتبه مبلغا معينا الا انه لاحظ نعم الا انه لاحظ ان هذا الوالد يأخذ تلك المبالغ اذا اجتمعت لديه ويسافر بها الى الخارج. فقام الابن اختصار المبلغ الذي يدفعه الى والده الى النصف. وحينئذ بدأ النقاش وبدأ الزعل كما يقول من الوالد ارجو التوجه لا شك ان بر الوالد والاحسان اليه والحرص على طاعته واكرامه وارضائه من مقاصد الشريعة الاسلامية ولا شك ان جد الولد لاكرام والده وارضاء وتوفير ما يطلبه الوالد من الاحسان اليه ولكن من الاحسان ايضا ان تمنع عن الشخص ما يضره ولو كان يريده فليست الارادة من الاب للشيء من دواعي البر اذا كان ما يريده من المضرات في الاخلاق ولا شك ان هذه الرحلات الى خارج البلاد لا تأتي على الراحلين بخير في الغالب فهي لابد تسبب لهم الاما المنحرفون تسبب لهم الاما لفقدهم اسبابا متطلبات انفسهم المريظة من الاخلاق الرذيلة والاعمال الوبيئة والطيبون يرون ما يكرهونه فتسبب لهم الاما لغيرتهم لله وغضبهم لدينه فالاستقرار في بلد الاسلام والسعي في ربوعها عند الاحتياج الى السعي والسياحة من الامور التي يحفظ بها الدين وتصان بها الاخلاق وبلادنا هذه بحمد الله المجال فيها فسيح للتنزه والرحلات فاذا كنت في شتاء ففي دفئ تهامة ولطافة جوها وحنو نهارها وليلها على المرء مجال للسياحة والسعي في الارض وفي ذرا جبالها ومناظرها الخلابة وخضرتها المالئة للنفس سرورا مجال للانسياب في ايام العطل في الصيف مع حفظ العقيدة والدين بحمد الله ويؤسفني ان اسمع عن كثير اذا دنت فترة الصيف فكأنها زمن هجرة الطيور من بلاد الى بلاد يذهب الناس زرافات ووحدانا الى الغرب او ما دنا منه من بلاد الشرق للتمتع بالمناظر المحرمة او قد يكون للتمتع بالمناظر المباحة لكن يختلط معها مناظر محرمة غير مرادة وفي بلادنا بحمد الله غني فمن اراد الصحراء واتساعها ففي بلادنا بحمد الله ما يملأ النفس ومن اراد تسلق الجبال الشاهقة او والنزول في الاودية العميقة او النظر الى الاشجار المتناسقة في كثير من الاماكن ففي بلادنا بحمد الله ومن اراد ان ينظر الى النخيل الباسقة وثمارها المختلفة الاشكال والالوان وحضرتي جريدها وما عليها من الخسوة ففي بلادنا بحمد الله ومن اراد ان يمتع روحه بالصلاة افضل المساجد فهي في بلادنا بحمد الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء انه يؤسف المرء ان يسمع ان بعض الاباء يجعل تكرمة اولاده رحلة الى اوروبا او امريكا او سفرة الى شرق اسيا وهم لا زالوا في طراوة القلوب ونعومة الاجسام وهيجان الغرائز ويصادفون امكنة تباع المعاصي بارخص الاثمان وتبذل مطالب النفس بايسر الامور ويقع الواحد منهم في حمأة الرذيلة ووحلها عميق قد يصل بالمرء الى ترقوته او فاق ذلك فيتعذر او يتعسر انتشاله والسبب تهيئة للسفر ووسائله فيجب على المسلم في هذه الايام ان يكون في يقظة وتنبؤ واذا طلب منه اولاده رحلة الى بلد كذا لا اقول يمتنع من تمكينهم من الارتحال لكن يوجههم الى بلاد لا يخشى فيها على عقائدهم ولا على اخلاقهم باذن الله الا ما ندر ثم يكون ما يبذلونه من مال وان كان ثانويا مبذولا في بلادهم واذا احتاج الواحد لرحلة شهر او عشرة ايام الى الاف من الريالات له في رحلته مع اضافة تذاكر السفر فانه قد تكفيه قيمة تذاكر السفر في الاستمتاع بمظاهر خلق الله في بلاد الله في هذه البلاد فان اراد الهواء العليل والجو الطري الناعم الندي فليتقدم الى جبال السروات ابتداء من للطائف وارتفاعا الى اقصى ارتفاع في جبال الصلوات ويوجد مثل ذلك او قريب منه في جبال بني سليم وما جاورهم ففي بلادنا مجالات واسعة للنزهة والاصطياف والسياحة والنظر الى المعالم وغير لاعق بالانسان ان يجهل ابرز معالم بلاده وان يذهب للاطلاع على معالم البلاد الاخرى فالواجب على المسلم ان يعتني بذلك غاية الاعتناء لان الرحلة لا تأتي للراحل بخير واتي على سؤال السائل عن توفير المال لابيه فهل بعد هذه السن مجال للجر وراء مطالب النفس الظعيفة ولو بالنظر وقد يترك الانسان الاستمتاع بالجوارح والغرائز الجنسية ويبقى معه حب الاطلاع لتمكن حب النظر والعيش في ربوع غير سليمة لالفه تلك القاذورات ثم هو لا يدري لربما وافته المنية بعيدا عن اهله ووطنه مختلطا بمن لا يليق بالمسلم الاختلاط بهم الا في حال الضرورة والحاجة الملحة فمنبر ذلك هذا الولد السائل بوالده ان يعطيه من النفقة ما يكفي لحاجته في بلاده والا يساعده على السفر الى خارج البلاد الا عند الاقتضاء لعلاج مرض لا علاج له في بلاده وقد يسر الله جل وعلا لنا في بلادنا فعملت حكومتنا زادها الله من الهدى والتوفيق. اللهم امين ومن عليها بالامن والامان. اللهم امين. وحرصها بدينه القويم يسرت بحمد الله وتوفيقه اسباب الرعاية الصحية ووفرت في كثير من الاحوال مجالات العلاج العالية بحيث لا يحتاج المسلم في بلادنا الى الكفايات النادرة الا في اندر الاحوال ولذا لا يصلح للمتعلل ان يتعلل بالذهب لاجل وصحته الا اذا تقر طبيا انه لا علاج له هنا وهذا في اندر الاحوال بحمد الله وذلك فضل الله. الحمد لله فليعطي الولد السائل والده من النفقة ما يكفيه في بلاده. نعم. وليمنع عنه ما زاد على ذلك. طيب طيب فان القسوة في هذا من الرحمة به. طيب. وقديما قال القائل فقسى ليزدجروا. نعم ومن يك حازما فليقسو احيانا على من يرحم. والله اعلم