المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السادسة والستون من قواعد القرآن انه يستدل بالاقوال والافعال على ما صدرت عنه من الاخلاق والافعال. وهذه قاعدة جديدة فان اكثر الناس يقصر نظره على نفس اللفظ الدال على ذلك القول او الفعل. من دون ان يفكر في اصله وقاعدته. التي اوجبت صدور ذلك الفعل والقول والفطن اللبيب ينظر الى الامرين ويعرف ان لهذا وهذا ملازم لهذا يعرف ان هذا لهذا ملازم لهذا. وقد تقدم ما يقارب هذا المعنى الجليل ولكن لشدة الحاجة اليه اوردناه على اسلوب اخر. فمن ذلك قوله عن عباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. وذلك صادر عن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم. وعن من حلمهم الواسع وخلقهم الكامل وتزييهم وتنزيههم لانفسهم عن مقابلة الجاهلين قوله وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. يدل مع ذلك على حسن ادارة الملك وكمال سياسة وحسن النظام. وقوله تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا الجاهلين يدل على حسن الخلق ونزاهة النفس عن الاخلاق الرذيلة. وعلى سعة عقولهم وقوة حلمهم واحتمالهم. ومثل الاخبار عن اهل الجاهلية بتقتيل اولادهم خشية الفقر. او من الاملاق يدل على شدة هلعهم وسوء ظنهم بربهم. وعدم ثقة بكفايته وكذلك قوله عن اعداء رسوله. وقالوا ان التبين هدى ما كانوا تخطف من ارضنا. يدل على سوء ظنهم بالله ان الله لا ينصر دينه ولا يتم كلمته. وامثلة هذا الاصل كثيرة واضحة لكل صاحب فكرة حسنة