كان هذا من اسباب دخوله في الخير ومن اسباب مخالفته اهل الشر اما عن الغفلة فانه يكثر الشر ويقل الخير وينشط دعاة الضلالة لكن مع نشاط دعاة الحق و تتبعهم احوال الناس بالدلالة على خير والدعاء الى هدى وضلالة. قال الله تعالى وادع الى ربك. وقال تعالى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى. وقال تعالى تكن منكم امة يدعون الى الخير. وعن ابي مسعود نقمة من عمر الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هداه كان له من النذر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من نجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. رواه مسلم. وعن ابي عباس سالم بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا من يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطى فقال اين علي بن ابي طالب فقيل يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال فارسلوا اليه فاتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم انما في عينيه ودعا له. فبرأ حتى كأن لم يكن به وداعا. فاعطاه الراية فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم. ثم دعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه ان فتى من اسلم قال يا رسول الله اني اريد الغزو وليس معي ما تجهز قال ائت فلانا فانه قد كان تجهز فمرض. فاتاه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك سلامه يقول اعطني الذي تجهزت به فقال يا فلانة اعطه الذي تجهزت به ولا تحبسي منه شيئا لا تحبسيني منه شيئا. فيبارك لك فيه. رواه مسلم. وبالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى وهو سلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث الصحيحة كلها تدل على شرعية الدعوة الى الله والنصيحة للعباد والتواصي معهم بالخير وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر هذا واجب المسلمين لان المسلمين شيء واحد يجمعهم دين الله عز وجل الواجب عليهم ان يتعاونوا على البر والتقوى وان يتناصحوا الى الله يدعو عالمهم جاهله وان يتواصوا بالحق والصبر عليه حتى ينتشر الاسلام فيهم وحتى يدخل من جهل الاسلام في الاسلام وحتى تقوم الحجة على من عانى ولهذا يقول جل وعلا وادع الى ربك ويقول سبحانه قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة ويقول في المعنى ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وليعدلهم بالتي هي احسن ويقول عز وجل ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرهم بالمعروف وينهون عن المنكر ويقول سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى ويقول عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. كل هذه الايات تدل على وجوب التعاون التواصي والتناصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله لان الانسان قد يجهل قد يغفل قد يملي له الشيطان اشياء فاذا دعاه اخوه ونصحه وجاه الاخر ونصحه وجاء الثالث ونصحه وصبرهم على ذلك يكثر الخير ويقل الشر قد بعث الله الرسل بهذا عليهم الصلاة والسلام بعثهم الله بالدعوة الى الخير وتحذير من الشر قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لعل يكون الناس على الله حجة بعد الرسل هذه دعوة التبشير والانذار تبشير بالجنة والسعادة لمن امن والانذار بالنار لمن عصى وخالف وفي حديث ابي مسعود البدري يقول النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله. من دل على هذه كلمة عامة من جوامع الكلم من دل على خير فله بسوء الجبال اذا زلت على بر والديه وبر والديه باسبابك لك مثل اجره دللته على صلة الرحم وصل الرحم باسبابك لك مثل اجره دللته على اعفاء اللحية وقلت هذا لا يجوز عليك بعفائها وعفاها باسبابك لك مثل اجره كان يشرب الخمر ونصحته وهداه الله لك مثل اجره يدخن يعمل التدخين او ما اشبه من المخدرات نصحته وهداه الله من اسبابك يكون لك مثل اجره وهكذا ويقول في الحديث الاخر عليه الصلاة والسلام من دعا الى هدى كان له من اجر مثل اجور من تبعه اذا تبعه مئة يكون له مثل اجوره مليونكم مثل اجورهم وهكذا. من دعا الى هدى كان له من تبعه لا ينقصون من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه اعوذ بالله لا يمقتون من عتابهم شيئا وبهذا يعلم من الرسل من الخير وان الرسل عليهم الصلاة والسلام لهم مثل اجور اتباعهم ونبينا صلى الله عليه وسلم له مثل وجوه اتباعه من امته لأنه هو الذي دعاهم الى الخير ونشر الحق و بلغ عنه اصحابه فيكون له مثل اجورهم ويكون لاصحابه مثل اجور من بلغوه فضلا من الله سبحانه وتعالى ولما بعث عليا الى خيبر بقتال اليهود قال له عليه الصلاة والسلام انفس على رسلك يسير على مهلك لا تعجل حتى تنزل بساحتهم بقربهم ساحة القوم وشوحهم قربهم ما قرب منهم لا تنزل بعيد تنزل قريب لانه اذا نزل قريب صار اشجع له لقومه واوهن لقلوب الاعداء ثم ادعه من الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه تدعو الى توحيد الله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ثم ما يجب من صلاة وغيرها ثم قال صلى الله عليه وسلم لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حول الله واحد خير له من الدنيا وما عليها ما تذبحون النعم لانها انفس اموال العرب. والمراد خير لك من الدنيا وما عليها وهذا فضل عظيم يدل على ان ينبغي للمؤمن ان يصبر على الدعوة وان ينافس نبيها وان يجتهد فيها حتى يكفر من يهديه الله على يديه فيحصل له مثل اجورهم وفيه ايضا هذا من اعظم النبوة كان عليا قد اشتكى عينيك كان علي قد اشتكى اليه فبعث له النبي صلى الله عليه وسلم من يأتي به فوتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ في الحال كان لم يكن به وجه هذا علامة من علام النبوة وان الله ابرأ بريقه الشريف ودعوته المباركة هذا الوجه العظيم في لحظة شوفي في الحال لما نفث عليه ودعا له ثم اخذ الراية والراية هي البيرق الذي يسمونه الناس البيرقي ليتم عليه الناس وفي الحديث الرابع ان الرجل تجهز للجهاد مرض فجاء رجل يريد الجهاد وليس عنده شيء عاجز فقال له اذهب الى فلان فانه قد تجهز ليعطيك ما تجهز به لانه قد حبسه المرض فجاءه رجل مسألة واخبر بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فامر امرأته ان تعطيه الجهاد كله قال لا تحبسي منه شيئا هذا فيه تجهيز الغاز فيه فضل عظيم ولهذا في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا فقد غثى يوم عطاه جهازه كانه قد قتل يكون له مثل اجره ماشي فالذي يجهز القاضي قد غثى والذي يعين الدعاة الى الله تعينهم على تبليغ الدعوة ويجهزهم السيارات او غيرها يكون لهم سوء اجورهم وفق الله