بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس السابع والستون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا ايها الاخوة والاخوات في درس جديد من دروس التوحيد. للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ صالح حياكم الله وبارك فيكم وقف بنا الحديث عند باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله باب من جحد شيء يعني انكر شيئا من الاسماء اسماء الله سبحانه وتعالى والصفات صفات الله لان الله له اسمى وله صفات قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة واسماء الله كثيرة منها ما بينه لنا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وامرنا ان ندعوه به ومنها ما استأثر الله بعلمه لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى من اسمائه وصفاته كما قال صلى الله عليه وسلم في دعائه اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ادل على ان لله اسماء وصفات لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى لقوله صلى الله عليه وسلم او استأثرت به في علم الغيب عنده والاسمى الحسنى اشتقوا منها الصفات وكل اسم من اسمائه اشتقوا منه صفة من صفاته ولهذا سماها الله بالحسنى لان الحسنى هي التي لها معاني ومعانيها انه يشتق له سبحانه من كل اسم صفة الرحمن يدل على الرحمة والعزيز يدل على العزة والكريم يدل على الكرم حكيم يدل على الحكمة فليست الفاظا مجردة او مترادفة كما يقوله الملاحدة وانما هي اسماء جليلة لكل اسم منها معنى يختص به وصفة تستنتج منه الله جل وعلا امرنا بدعائه باسمائه بان نتوسل اليه باسمائه وصفاته فادعوه بها يعني توسلوا اليه بها فتقول يا رحمن ارحمني ويا كريم اكرمني وهكذا تدعو الله باسمائه ان يعطيك ما تضمنه هذا الاسم العظيم نعم قال الله تبارك وتعالى وهم يكفرون بالرحمن قال الله جل وعلا وهم يكفرون بالرحمن يعني الكفار يكفرون بالرحمن يعني ينكرون اسم الرحمن وذلك لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكتب بينه وبين المشركين صلح الحديبية امر عليا رضي الله عنه ان يكتب كتب علي رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ما ندري ما الرحمان الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب ما ندري ما الرحمن ولكن اكتب باسمك اللهم لانهم كانوا يستعملون هذا في كتاباتهم باسمك اللهم ولا يكتبون بسم الله الرحمن الرحيم ولهذا قال الله جل وعلا وهم اي المشركون يكفرون بالرحمن اي ينكرون اسم الرحمن نعم وفي صحيح البخاري قال علي حدثوا الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله نعم تتمة للكلام السابق. نعم ان المشركين يكفرون بالرحمن ويكفرون باسماء الله وصفاته فهم سلف الجهمية والمعتزلة المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة اه البجهمية والمعتزلة يتبعون المشركين اهل الجاهلية لماذا؟ لان الجهمية والمعتزلة ينكرون اسماء الله وصفاته وانما يثبتون الفاظا مجردة لا تدل على معاني عندهم نعم وفي صحيح البخاري قال علي حدثوا الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله ان يبنوا ابي طالب رضي الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ورابع الخلفاء الراشدين يقول للوعاظ الذين يعظون الناس حدثوا الناس بما يعرفون لان الواعظ يتصيد اي كلام. نعم ويأتي به يلقيه على العوام وقد يستنكرونه ينكرونه وهو صحيح لكن ما درسوه ولا عرفوه فدل هذا على ان الم تعلم يتدرج به شيئا فشيئا ولا يلقى عليه شيء لا تبلغه معرفته حتى يتدرج به شيئا فشيئا ويعرفه اما ان تأتي على اناس جهال تذكروا لهم مثلا العرش صفة العرش تذكروا لهم الجنة والنار وما فيهما تذكر لهم اشياء غريبة قد يحملهم ذلك على التكذيب ولهذا قال اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ فدل على انه يتعين على الدعاة والوعاظ ان يأتوا بالاشياء الواضحة والاشياء الثابتة الصحيحة التي لا يستغربها الجاهل اما اذا تحدثت مع عالم فلا بأس ان تتحدث معه بما تعرف ولو كان هذا الذي تعرفه يخفى على الجهال فحديثك مع العلم مناسب والواعظ والداعية الى الله يراعي احوال المدعوين الذين يلقي عليهم الموعظة هل تتحمل عقولهم هذه الاشياء التي يخبرهم بها او ينكرونها ويكذبونها وهي صحيحة فيكون الاثم على هذا الداعية وهذا الواعظ فيجب عليهم ان يحدث الناس بالاشياء الواضحة التي لا تستنكرها عقولهم نعم. وروى عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في استنكارا لذلك. فقال ما فرقوا هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه انتهى نعم دل هذا هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنه على ان الاسمى والصفات ليست من الاشياء التي تستغرب عند الناس بل هي ثابتة وانها لا تدخل بقول علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون. نعم. فان الاسماء والصفات يعرفونها يعرفونها والله بينها في كتابه بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته فليست من الاشياء التي لا تعرف فلا تدخلوا في قول علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون بدليل ان ابن عباس رضي الله عنه حدث بشيء من اسماء الله وصفاته انتفض بعض الحاضرين من الاستغراب والخوف والهلع لان هذا شيء يخفى عليه لانهم ينكرون الاسماء والصفات فاذا حدثوا بها استغربوا وانكروها فدل على ان الاسماء والصفات ليست مما لا يعرفه الناس وانهم يحدثون بها. فان ابن عباس آآ ذكر اسما من اسماء الله عز وجل في كلامه فانتفض بعض الحاضرين الذين ينكرون ويستغربون اسماء الله وصفاته لما تلقوه من الشبهات المشبهين الذين ينكرون الاسماء والصفات كالجهمية والمعتزلة ومن اقتدى بهم انتفض هذا الرجل لانه على هذه العقيدة التي هي انكار الاسماء والصفات فقال ابن عباس رضي الله عنه ما فرق هؤلاء؟ فرق يعني الخوف مستغرب ما الذي سبب لهم الفرق؟ ما فرقوا هؤلاء يجدون رقة عند محكمه يعني الاسماء والصفات من المحكم وليست من المتشابه والمحكم هو الذي يعرف معناه ويجب اعتقاده والعمل به والمتشابه هو الذي لا يعرف معناه الا اذا رد الى المحكم قال الله جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ها وابتغاء تأويله ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا المحكم والمتشابه فاهل الضلال يأخذون المتشابه وينكرون المحكم واما اهل السنة والجماعة فانهم يأخذون بالمحكم والمتشابه يؤمنون بهما جميعا ويردون المتشابه الذي لا يعرف معناه الى المحكم الذي يبين معناه المحكم هو الذي لا يعرف معناه من نفسه الا برده الى غيره. هذا المتشابه. نعم واما المحكم فهو الذي يعرف معناه منه ولا يحتاج الى تفسيره بغيره هذا هو المحكم الاسماء والصفات من اي القسمين من المحكم الذي يعرف يعرف معناه ويفسر واما المتشابه فلا يعرف معناه ولا يفسر الا برده الى المحكم. واما الراسخون في العلم فيقولون امنا به يعني المحكم والمتشابه امنا به كل من عند ربه يردون المتشابه الى المحكم فيفسره ويوضحه نعم جزاك الله خير يا شيخ صالح انتهى درس هذا اليوم الحقيقة بقي بعض الاحاديث في هذا الباب ونظرا لاهميته سنرجي هذه الاحاديث وبعض المسائل المتعلقة بباب عظيم من ابواب التوحيد الى الدرس القادم ان شاء الله. شكر الله ولشيخنا العلامة صالح الفوزان شكرا لفريق العمل. لنجدد اللقاء ان شاء الله بكم في الدرس القادم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته