فوائد شرح كتاب اقتضاء الصراط المستقيم. لمخالفة اصحاب الجحيم لابن تيمية قال ومن هنا تعرف دخول الاعمال في مستحق الايمان. حقيقة لا مجازا. هذه قضية مهمة جدا وهي الايمان ماذا يراد به تلك قضية شغلت بال كثير من الناس قديما وحديثا وحديثا وهي واضحة في الكتاب والسنة. فالايمان في اللغة هو التصديق. الذي معه ائتمان للمخبر. هذا في اللغة. لكن الايمان في الشرع يختلف عن ذلك الايمان في الشرع يكون هو التصديق بالقلب والنطق باللسان والعمل جوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا هو تعريف الايمان وهو حقيقة شرعية ليس حقيقة لغوية. والحقائق كما هو معلوم ثلاث حقيقة لغوية وحقيقة شرعية وحقيقة عرفية. فالايمان هنا يراد به الحقيقة الشرعية. فالايمان في الشرع هو المكون من هذه الامور. ولا يتحقق ببعضها دون البعض. الاخر. الاخر فلا فلا ايمان الا بمجموع هذه الامور. النطق باللسان والاعتقاد بالقلب والعمل بالجوارح فالذي يعتقد بقلبه ولا ينطق بلسانه هذا كافر. الايمان بالقلب لا يكفي. وان قال به من قال من المرجئة فان المشركين يعترفون بقلوبهم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن يمنعهم من اتباعه الكبر والحسد او الحمية لدينهم ولهذا قال تعالى فيهم قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمون بايات الله يجحدون. فالذي منعهم هو الجحود مع اعترافهم بقلوبهم بانه رسول الله. وقال اليهود في النصارى واليهود آآ الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريق منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون. وقال آآ ابو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم معترفا بانه على حق ولكن منعته الحمية لدين قومه من ان يتبعه. ولهذا قال في شعره ولقد علمت بان دين محمد من البرية لينا لولا الملامة او حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا مبينا فهو بقلبه انه رسول الله. ومع هذا لم يدخل في الاسلام. وكان من اهل النار ومات على الكفر والعياذ بالله. وهو من اهل النار كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك من نطق بلسانه ولم يعتقد بقلبه ان شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولكن لا يعتقد ذلك في قلبه فهذا منافق. وهو اشد من الكافر الاصلي. قال تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. نعم. الله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. اتخذوا ايمانهم جنة. فصدوا عن سبيل الله. يقولون هذا الان من باب الاتنان به والتوقي ان تسفك دمائهم واموالهم ويعاملون معاملة الكفار. فهم لم كونوا من المؤمنين بل كانوا منافقين في الدرك الاسفل من النار من النار مسلمين في الظاهر ويقبل منهم اسلامهم في الظاهر تجرى عليهم الاحكام في الظاهر لكن في الباطن هم كفار. فيعاملون بحسب ما يظهر منهم وسريرتهم الى الله. الى الله سبحانه وتعالى. الشاهد من هذا انه لا يكفي نطق باللسان دون اعتقاد القلب. القلب. وكذلك لا يكفي الاعتقاد بالقلب مع النطق باللسان عن العمل بالجوارح فلا بد من العمل ايظا اذا امن بقلبه وصدق بلسانه فلا بد ان يعمل بما امن به والا كان متناقظا. نعم فالذي يقول يعترف ينطق بالشهادتين بلسانه. ويعتقد معناهما بقلبه. لكنه لا يعمل ترك الاعمال ترك الصلاة ترك الزكاة ترك جميع الاعمال هذا ليس بمؤمن. لانه لو كان مؤمنا لعمل الاعمال الصالحة الله جل وعلا يقول انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك سيرحمهم الله. قال عليه الصلاة والسلام الايمان بظع وسبعون شعبة وفي رواية بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله. نعم. وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. من الايمان فاعتذر القول وهو لا اله الا الله من الايمان. واعتبر العمل وهو ازالة الاذى. عن الطريق من الايمان اعتبر عمل القلب وهو الحياء من الايمان فدل على ان الايمان قول واعتقاد وعمل وعمل وانه يزيد بالطاعة كما قال تعالى زادتهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم زادتهم ايمانا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى الذين امنوا ايمانا فالايمان يزيد وينقص يزيد حتى يكمل او يقرب من الكمال وينقص حتى يكون مثقال حبة اردل او اقل من ذلك وذلك اضعف الايمان. فدل على ان الايمان يكون قويا ويكون ظعيفا وانه يكون بمنزلة الحبة من الخردلة واقل من ذلك. والذي يزيد ينقص وايضا في قوله آآ ليس وراء ذلك من الايمان مثقال مثقال حبة خردل هذا دليل على ان الايمان يضعف حتى يكون بقدر مثقال حبة الخردل