بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر تناول شيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب الورع وترك الشبهات وعن نافع ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الاولين اربعة الاف وفرض لابنه ثلاث الاف وخمس مئة فقيل له هو من المهاجرين فلما نقصته؟ فقال انما انما هاجر به ابوه يقول ليس هو كمن هاجر في نفسه رواه البخاري وعن عطية ابن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان نكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس. رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عطاء رحمه الله ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يفرض للمهاجرين الاولين كان ان يعطي العطاء من من بيت المال كان يفرض المهاجرين الاولين اربعة الاف واعطى ابنه عبد الله ثلاثة الاف وخمسمائة فلما قيل له في ذلك اي لم تنقصه وهو من المهاجرين؟ فقال رضي الله عنه انما هاجر به ابوه وليس كمن هاجر بنفسه اي لم يحصل له عناء المشقة والسفر والتعب كما حصل للمهاجرين الاولين ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا شدة ورع امير المؤمنين عمر رضي الله عنه حيث انه نقص حق ابنه من العطاء خشية الا يكون مستحقا لذلك. ولان لا يساويه بغير من المهاجرين الذين حصل لهم من التعب والعناء. وفيه ايضا دليل على فضيلة المهاجرين الاولين. الذين هاجروا من مكة الى المدينة نصرة لدين الله تعالى ومؤازرة لرسوله وجهادا في سبيله هذا قال الله عز وجل فيهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. وقال عز وجل للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك اولئك هم الصادقون والهجرة في الاصل هي الانتقال من بلد الكفر الى بلد الاسلام. وهذا دليل على فضيلة الهجرة من مكة الى المدينة وفضيلة المهاجرين ولا سيما الاولون. اما الحديث الثاني حديث عطية ابن عروة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبلغ العبد درجة المتقين او منزلة المتقين اي لا يبلغ ان يكون من من المتقين والمتقون جمع متق. وهو الذي اتقى الله تعالى. وتقوى الله تعالى جماعها ان العبد بما امره الله تعالى فعلا للمأمور وتركا للمحظور. فهي ان يتخذ وقاية من بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وقيل في التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ثواب الله وان تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عذاب الله. وقيل في التقوى هي ان لا يفقد لك حيث امرك والا يجدك حيث نهاك. وقيل في التقوى ايضا خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واعمل كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى. لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى. قال لا تبلغ العبد ان يكون من المتقين. اي ان يصل الى منزلتهم حتى يدع ما لا بأس به. اي من حذرا مما لا بأس به. فيترك الشيء المباح حذرا من الوقوع في الشيء المحرم. وهذا فيما اذا المباح بالمحرم على وجه لا يتميز. فاذا اشتبع المباح بالمحرم على وجه لا يتميز فانه يجب وعلى الانسان ان يدعهما جميعا. لان اجتنابا المحرم واجب ولا يمكن اجتناب المحرم الا باجتناب المباح فمثلا لو اشتبه لحم ميتة بلحم مذكاة ولا يدري هل هذا اللحم هو لحم الميتة او انه لحم المذكاة اجتناب الميتة امر واجب. ولا يمكنه ان يجتنب اكل لحم الميتة الا باجتناب المباح. فحينئذ وجب اجتنابهما جميعا. وهذا الحكم اعني انه يدع هذا المشتبه ما لم يكن مضطرا الى ذلك فان اضطر الى ذلك فانه يتحرى. فما غلب على ظنه انه هو لحم المذكاة فانه يأكله. وما غلب على ظنه انه لحم الميتة فانه يجتنبه. فهذا الحديث يدل على فوائد منها اولا ان الورع ان يدع الانسان الشيء المباح خوفا من الوقوع في المحرم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فالانسان الذي يدع الامور المشتبهة يكون قد استبرأ لدينه واستبرأ لحفظه. اما استبراؤه لدينه فان تعاطي الامور المشتبهة يجره الى الوقوع في المحرم من حيث لا يشعر. وثانيا ايضا ان تعاطي الامور المشتبهة قد يكون سببا للوقوع في الامر المحرم لانه يتساهل في هذه الامور المشتبهة شيئا فشيئا حتى توقعه في المحرم على هذا فقوله عليه الصلاة والسلام فقد استبرأ لدينه وعرضه الاستبراء في الدين له معنيان المعنى الاول ان تعاطي الامور المشتبهة ولو كان عن غير قصد فان الانسان ربما وقع في الامر المحرم من حيث لا يشعر. والمعنى الثاني انه يقع فيها عمدا بمعنى انها تكون وسيلة وسببا للوقوع في المحرم. فيتساهل في هذه الامور انتبه شيئا فشيئا ومع كثرة المساس يقل الاحساس وحينئذ يقع في المحرم عمدا فقد استبرأ لعرضه ايضا من ان يقع الناس في عرضه لان الناس اذا رأوا هذا الشخص يتعاطى الامور المشتبهة ربما وقع في الامور المحرمة فانهم يلقونه بالسنتهم ويتكلمون في عرظه. فعلى المؤمن ان يحرص على الصيانة دينه وصيانة عرضه. ان يحرص على صيانة دينه بترك الامور المحرمة وبترك الامور المشتبهة ايضا لانها تجر الى الحرام وان يحرص على صيانة عرضه من ان يتكلم فيه احد بحيث يكون هو السبب في وقوع في عرضه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد