بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله ان تطيعوا الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين فيما يأمرونكم به من الضلال يرجعونكم بعد ايمانكم الى ما كنتم عليه كفارا فترجع خاسرين في الدنيا والاخرة ايها الاخوة ربنا جل جلاله يخاطب المؤمنين خطاب التكريم يا ايها الذين امنوا في هذا ملمحة لان ما بعد هذا الخطاب من لوازم الايمان ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين فالنجاة في طاعة الله وليس في طاعة الكافرين اما طاعة الكافرين فهي سبب الخسارة لان الكافرين لا يريدون الخير للمؤمنين ابدا بل الله مولاكم وهو خير الناصرين هؤلاء الكافرون لن ينصروكم اذا اطعتموهم بل الله هو ناصركم على اعداء ربكم فاطيعوه وهو سبحانه خير الناصرين فلا تحتاجون لاحد بعده. لماذا الانسان يوالي الكفار لاجل ان ينال النصر. فبين ربنا ان النصر من عند الله العزيز الحكيم وان الكفار لا ينصرون احد سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس ما توى الظالمين سنلقي في قلوب الذين كفروا بالله الخوف الشديد حتى لا يستطيع الثبات لقتالكم بسبب اشراكهم بالله الهة عبدوها باهوائهم لم ينزل عليهم بها حجة ومستقرهم الذي يرجعون اليه في الاخرة هو النار وبئس مستقر الظالمين ان ولقد صدقكم الله وعده افتح السونهم باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولا قد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ولقد انجزكم الله ما وعدكم به من النصر على اعدائكم يوم احد حتى كنتم تقتلونهم قتلا شديدا باذن الله تعالى حتى اذا جبنتم وضعفتم عن الثبات على ما امركم به الرسول واختلفتم بين البقاء في مواقعكم او تركها وجمع الغنائم وعصيتم الرسول في امره لكم بالبقاء في مواقعكم على كل حال وقع ذلك منكم من بعد ما اراكم الله ما تحبون من النصر على اعدائكم منكم من يريد غنائم الدنيا وهم الذين تركوا مواقعهم ومنكم من يريد ثواب الاخرة وهم الذين بقوا في مواقعهم مطيعين امر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم حولكم الله عنهم وسلطهم عليكم ليختبركم فيظهر المؤمن الصابر على البلاء ممن زلت قدمه وضعفت نفسه ولقد عفا الله عنكم ما ارتكبتموه من المخالفة لامر الله والله صاحب فضل عظيم على المؤمنين حيث هداهم للايمان وعفا عنهم سيئاتهم واثابهم على مصائبهم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى اذ تسعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون اذكروا ايها المؤمنون حين كنتم تبعدون في الارض هاربين يوم احد لما اصابكم الفشل بمخالفة امر عباد بمخالفة امر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينظر احد منكم لاحد والرسول يدعوكم من خلفكم بينكم وبين المشركين قائلا الي عباد الله الي عباد الله فجازاكم الله على هذا الما وظيقا بما فاتكم من النصر والغنيمة يتبعه الم وضيق. وبما شاع بينكم من قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقد انزل بكم هذا لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من النصر والغنيمة. ولا ما اصابكم من قتل وجراح بعد ما علمتم ان صلى الله عليه وسلم لم يقتل حيث هانت عليكم كل مصيبة والم والله خبير بما تعملون لا يخفى عليه شيء من احوال قلوبكم ولا اعمال جوارحكم من فوائد الايات التحذير من طاعة الكفار. والسير في اهوائهم. فعاقبة ذلك الخسران في الدنيا والاخرة القاء الرعب في قلوب اعداء الله صورة من صور نصر الله لاوليائه المؤمنين من اعظم اسباب الهزيمة في المعركة التعلق بالدنيا. والطمع في مغانمها ومخالفة امر قائد الجيش من دلاء من دلائل فضل الصحابة ان الله يعقب بالمغفرة بعد ذكر خطأهم ولذلك حتى لا يأتي احد يتكلم في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحمنا بالقرآن وارحم امة الاسلام اجمعين يا ارحم الراحمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته