الشيخ صالح كما هو معروف ان كثيرا من المسلمين الذين يذهبون للدراسة فيها تلك الديار قلما تجد طالبا ذهب للدراسة على نفقته الخاصة بل يبتعثه غيره ما هو توجيهكم لتلكم الجهات التي تبتعث ابناء المسلمين للدراسة في مثل تلك الديار؟ والحال انه آآ متشابه كل دولة تشبه الاخرى طالما انها دولة غير اسلامية نصيحتي ان يضيق نطاق الابتعاث وان يحد منه في سائر بلاد الاسلام والا يبتعث احد للدراسة في خارج بلاد الاسلام الا بعد ان يأخذ قسطا كبيرا من التحصن وبعد ان يعرف عنه الصلابة في الدين والثبات عليه والا يبتعث الا لامور لا توجد في بلاد اسلامية والبلاد في امس الحاجة الى تعلم تلك المعارف وان تجعل عليه رقابة من سفارة بلاده فيعود حربا على بلاده التي ارسلته ليكون سلاحا لها وان بامكان الامة الاسلامية ان تستغني في بلادها فما لا يوجد في بلد اسلامي يوجد في البلد الاخر وقل ان تجد تخصصا في المعارف والعلوم العصرية الا ويوجد قسط كبير منه في بلاد الاسلام فاذا وجد النادر الذي لا يتوفر في بلاد الاسلام فالذهاب لتحصيله هناك بعد تعذر ادراكه في البلاد الاسلامية يعتبر من الاستعداد لاعداء الاسلام بالقوة المعنوية لكن لا يصح ان يرسل لذلك الا من واطمئن اليه وتوفرت الثقة في ميوله وعقيدته حتى لا يكون ارساله سببا في افساد اهله وعشيرته ان كثيرا من الناس يرى الشرف والمظهر الرائق ان يرسل اولاده للدراسة خارج بلاد الاسلام. هم نعم. وهو في الحقيقة يجني عليهم. نعم ليعودوا اما مستهزئين باخلاق اسلافهم مزدرين لما عليه اهلوهم من عادات وتقاليد ورثوها عن سلف هذه الامة الصالح او يعود باعتقادات مشبوهة او باخلاق قد مرجت فيستلذون الفجور ويستحلون السفور ويرون الخلطة بين الرجال والنساء الاجانب امرا مألوفة محمودا وبالتالي تفسد البيوت ويصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا ولهذا عواقبه واثاره فالواجب على اولياء امور الطلاب من اباء واخوة كبار ان يعتنوا بذلك والواجب على ذوي المسؤولية في بلاد الاسلام ان يجتهدوا في ايجاد العلوم والمعارف في بلادهم حتى يضمنوا السلامة الولا للدولة العقيدة والوطن فان الولاء لعقيدة الاسلام يستلزم الولاء لولاة الامر فيها ويستلزم الولاء لترابها والدفاع عنه والله اعلم