بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله اصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فقال الله جل وعلا في محكم التنزيل في سورة الرعد. قال جل وعلا قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضوء. قل هل يستوي الاعمى البصير ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ام جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار. ثم قال جل وعلا وقد تقدم الكلام حول هذه الاية في الدرس الماضي قال جل وعلا انزل من السماء ماء اي ربنا جل وعلا انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها. فاحتمل السيل زبد ضوابية ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال. لعل الاستاذ عبد الباسط ينتبه هذا مثل عظيم. ضربه الله جل وعلا لعباده. حتى يعقلوا عن الله جل وعلا. لان المقصود من ضرب الامثال هو تقريب المعاني. هذا هو المقصود من ضرب الامثال ولذا قال جل وعلا في نهاية هذه الاية العظيمة قال كذلك يضرب الله الامثال شبه الله تعالى الهدى الذي انزله على رسوله لحياة القلوب والارواح. انتم تعلمون ان حياة لعل الشيخ اسماعيل ينتبه حياة حسية وحياة معنوية. الحياة الحسية اذا لم تأكل ولم تشرب هذا يؤدي الى الوفاة. الوفاة الحسية. واما الحياة المعنوية اذا لم تقبل وحي الله ولم تنقاد الى هذا الوحي ولا يكون الانقياد والقبول الا بعد ماذا؟ العلم والفهم اهم اذا لم يحصل ذلك فان القلب يموت موتا معنويا. والموت المعنوي اشد من الحسي الحسي نعم اذا مات الانسان حسا نعم فهذا لا شك انه اخف مما لو ماتا معنى وذلك بدخوله الى النار وخلوده في النار عندما يموت وقلبه نعوذ بالله من ذلك. فهذا يسبب الشقاء الابدي. شبه الله تعالى الهدى الذي انزله على رسوله عليه الصلاة والسلام لحياة القلوب والارواح بالماء الذي انزله لحياة الاشباح. الماء للحياة الحسية والوحي للحياة المعنوية. وشبه ما في الهدى من النفع العام الكثير. الذي يضطر اليه العباد. العباد في حاجة ماسة اشد من حاجتهم للطعام والشراب هدى الله جل وعلا وشبه ما في الهدى من النفع العام الكثير الذي يضطر اليه العباد بما في المطو من من النفع العام الضروري. فشبه هذا بذاك وشبه القلوب الحامل للهدى. وتفاوتها فالقلوب انواع قلوب يقبل الهدى وينقاد اليه ويقبل عليه. وقلب نعم يقبل لكن قبوله ليس كالاول والقيادة ليس كالاول. فانقياد الاول اكثر من الثاني. فهكذا شبه الله عز وجل اقبال القلوب على الله عز وجل بالمطو. بما في المطو من من النفع العام وشبه القلوب الحامل للهدى وتفاوتها بالاودية التي تسيل فيها السيول. فواد من كبير يسع الماء الكثير. يسع ماء كثيرا كقلب كبير يسع علما كثيرا قاد صغير يأخذ ماء قليلا كقلب صغير يسع علما قليلا وهكذا كل واحد اذا عقل هذا لعل الشيخ ابراهيم ينتبه اذا عقل هذا المثل يود ان يكون قلبه كالوادي الكبير ولا الصغير الوادي الكبير. حتى يقبل هدى الله اكثر. فكالوادي الكبير الذي يقبل ما اكثر نعم كقلب كبير يسع علما كثيرا وواد صغير يأخذ ماء قليلا قلب صغير يسع علما قليلا وهكذا. وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشهب الانسان اما ان يؤتى من طريق الشهوات. واما ان يؤتى من طريق الشبهات. نعوذ بالله من هذا وذاك. نعم. والشبهات عندما يدخل في قلبه شبهة. فهذه الشبهة تمنع الانسان من الاقبال على الله عز وجل والانقياد الى امره سبحانه وتعالى واحد من اصحاب الفرق الضالة من الباطنية. حاولنا به وتكلمنا معه وكان هناك اكثر من شخص يتكلم معا من طلبة العلم قال اني رأيت في المنام ان اناسا طوال وكذا وكذا فهذا يريد ان استدل بهذه الرؤية على الا يدخل في دين الاسلام. ولا يترك نحلته الباطلة. وشخص قد يعني منها الكفار او صلى معنا مرة نعوذ بالله. فدعوناه الى ذلك فقال لن ترجع الى ما يقوله ارجع الى ما يقوله الكافر قد يعني احمد القادياني نعم نعوذ بالله الذي ادعى اولا انه المسيح المنتظر ثم ادى ان شريعته تنسخ ويعطي الرسول صلى الله عليه وسلم. فنعوذ بالله من ذلك. فالشبهات مانعة. قال كذلك الشبهات كهوات لا يزال القلب يكرهها. ويجاهدها بالبراهين الصادقة. هذا لمن اراد الله بهم الخير والايرادات الجازمة فهل الشبهات ردها يكون بالعلم الذي جاء في الكتاب والسنة الشهوات بالارادة ترد بالارادة الصادقة الجازمة بالاقبال على الله عز وجل وان الانسان يجاهد نفسه. تكون لصاحب الدخان دوك الدخان يقول ادع لي. ادع لي. طيب انت اجزم. اجزم بترك هذا الدخان. نعم. نعم قال والايرادات الجازمة حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصا صافيا ليس في فيه الا ما ينفع الناس من العلم بالحق وايثابه والرغبة فيه. فالباطل يذهب ويمحقه الحق. ان الباطل كان زهوقا. وقال هنا كذلك يضرب الله والامثال ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال. ثم قال جل وعلا للذين لربهم الحسنى. والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب. ومأواهم جهنم وبئس المهاد نعوذ بالله. لما بين تعالى الحق من الباطل ذكر ان الناس على قسمين مستجيب لربه. فذكر ثوابه لهما الحسنى الجنة وايضا الحسنى في الدنيا لنحيينه حياة طيبة. وغير مستجيب. ولهم نعوذ بالله النار فذكر عقاده فقال للذين استجابوا لربهم اي انقادت قلوبهم للعلم والايمان وجوارحهم امري والنهي وصاروا موافقين لربهم فيما يريده منهم فلهم الحسنى اي الحالة الحسنة والثواب الحسن فلهم من الصفات اجلها ومن المناقب افضلها ومن الثواب العاجل لعل الشيخ احمد ينتبه ومن الثواب العادل والاجل ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم جعلنا الله واياكم ووالدينا واهالينا وذوياتنا واخواننا واخواتنا من اهل الجنة والذين لم يستجيبوا له بعدما ضرب لهم الامثال وبين لهم الحق من الضلال لهما الحال غير الحسنة. فلو ان لهم ما في العود جميعا من ذهب وفضة. وغيرها ومثل ومثله معه لافتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم وان لهم ذلك بل اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد. نعوذ بالله من ذلك هذا وبالله تعالى التوفيق. امين