ان حقوق العباد لهم ان يتنازلوا عنها. لان الحق الذي جعله الله عز وجل لاحد الزوجين لاحد الشريكين لاحد الجارين هو حق الشرع فاذا تنازل عنه العبد فله ذلك لان الشارع انما جعله له لاجله لا لمصلحة راجعة الى نهى عن ما يضاد ذلك وهو وهو لين اللسان عن الحق في الشهادات وغيرها وتحريف نطق عن الصواب المقصود من كل وجه او من بعض الوجوه ويدخل في ذلك تعريف وعدم تكميلها وتأويل الشاهد على امر اخر فان هذا من الليل لانه الانحراف عن الحق او تعرضه وهي تترك القسط المنوط بكم كترك لشهادته وترك الحاكم لحكمه الذي يجب عليه القيام به. اي محيط بما فعلتم يعلم اعمالكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنت اليوم وامس اقرأ في سورة النساء وتأمل من تكرار كلمة يزعمون يزعمون. فتعجبت من هذا الامر. ما هو السبب في تكرار كلمة يزعمون بسورة النساء كثيرا ما ادري يعني وانتبهتم الى هذا لان اكثر حديث النساء يقولون يقولون ولا تزعلون ولا يزعلون. طيب هذا هو المجلس السابع ونحن في يوم الاحد من شهر رمظان وفي اليوم السابع من رمظان عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكنا قد وقفنا على الاية السابعة والعشرين بعد المئة. على الانسان ان يحدث بما هو مستيقن به والا يقول يقولون ويقولون وقالوا القراءة مع الشيخ يوسف جاسم العيناتي تفضل شيخ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ويستفتونك بالنساء الاية الاستفتاء طلب السائل من المسؤول بيان الحكم الشرعي في ذلك مسؤول عنه فاخبر المؤمنين انهم يستفتون الرسول صلى الله عليه وسلم في حكم النساء المتعلق بهم. فتولى الله هذه الفتوى بنفسه فقال قل الله يفتيكم فيهن فاعملوا على ما افتاكم به في جميع شؤون النساء من القيام بحقوقهن وترك ظلمهن عموما وخصوصا وهذا امر عام يشمل جميع ما شرع الله امرا ونهيا في حق النساء الزوجات وغيرهن الصغار والكبار. ثم قصد بعد التعميم الوصية بالضعاف من اليتامى والولدان اهتماما بهم وزجرا للتفريظ في حقوقهم فقال وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اي ويفتيكم ايضا بما يتلى عليكم في الكتاب في شأن اليتامى من النساء اللاتيات تؤتونهن ما كتب لهن وهذا اخبار عن عن الحالة الموجودة الواقعة في ذلك الوقت. فان اليتيمة اذا كانت تحت ولاية رجل بخسها حقها وظلمها اما بأكل مالها الذي لها او بعضه او منعها من زوجها. لينتفع بمالها خوفا من استخراجه من يده ان زوجها او يأخذ من صهرها الذي تتزوج به بشرط او غيره. عندنا او منعها من التزوج وهذا هو الصح نعم احسن الله اليكم او منعها من التزوج لينتفع بمالها خوف لينتفع بمالها خوفا من استخراجه من يده ان زوجها او يأخذ من صهرها التي الذي تتزوج به بشرط او بشرط او غيره هذا ان كان اذا كان راغبا عنها او يرغب فيها وهي ذات جمال ومال ولا يقسط في مهرها بل يعطيها دون ما تستحق فكل هذا ظلم يدخل تحت هذا النص ولهذا قال وترغبون ان تنكحون اي ترغبون عن نكاحهن وفي نكاحهن كما ذكرنا تمثيله والمستضعفين من الولدان اي ويفتيكم في المستضعفين من وجدان الصغار ان تعطوهم حقهم من الميراث وغيره والا تستولوا اموالهم على وجه الظلم والاستبداد. هذا من بلاغة القرآن وترغبون ان تنكحوهن. شمل الامرين معا ها؟ شمل الرغبة عن نكاحها شمل الرغبة في نكاحها وهذا من بلاغة كلام الله عز وجل ان يتضمن الامر الامرين المتظادين وترغبون ان تنكحوهن اي وترغبون عن نكاحهن او ترغبون ان تنكحون ترغبون في نكاحهم نعم قال وان تقوموا لليتامى بالقسطين بالعدل التام وهذا يشمل القيام عليهم بالزامهم امر الله وما اوجبه على عباده فيكون الاولياء مكلفين بذلك يلزموا يلزمونه بما اوجبه الله ويشمل القيام عليهم في مصالح في مصالحهم الدينية الدنيوية بتنمية اموالهم وطلب الاحظ لهم فيها والا يقربوا الا بالتي هي احسن وكذلك لا يحابون فيهم صديقا ولا غيره في زوج وغيره على وجه الهضم لحقوقهم وهذا من رحمته تعالى بعباده حيث حث على من الصالحين من لا يقوم مصلحة نفسه لضعفه وفقد وفقد ابيه. ثم حث على الاحسان اولا فقال وما تفعلوا من خير اليتامى سواء كان الخير متعد او لازما فان الله كان به عليما اقدح طعمه بعمل العاملين للخير قلة وكثرة حسنا وضده فيجازيكن بحسب عمله. قال تعالى وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا الاية. اي اذا خافت المرأة نشوز زوجها اي ترفعه عنها وعدم رغبته فيها واعراضه عنها. فالاحسن في هذه الحالة ان يصلح بينهما صلحا بان تسمح المرأة عن بعض حقوقها اللازمة لزوجها على وجه تبقى مع مع زوجها اما ان ترضى باقل من الواجب لها من النفقة او الكسوة او المسكن او القسم. بان تسقط منه او تهب يومها وليلتها لزوجها ولبرتها. فلا جناح ولا بأس عليهما فيها لا عليها ولا على الزوج فيجوز حينئذ لزوجها البقاء معها على هذه الحال وهي خير من الفرقة ولهذا قال والصلح خير ويؤخذ من عموم هذا اللفظ والمعنى اصطلح بين من بينهما حق او منازعة في جميع الاشياء انه خير من استقصاء كل منهما على كل على كل حقه لما فيه من الاصلاح وبقاء الالفة بصفة السماح وهو جائز في جميع الاشياء الا اذا حل حراما وحرم حلالا فانه لا يكون صلحا وانما يكون جورا واعلم ان كل حكم من لا يتم ولا يكمل الا بوجود مقتضيه وانتفاء موانعه. فمن ذلك هذا الحكم الكبير الذي هو الصلح فذكر تعالى المقتضين لذلك. ونبه على انه خير والخير كل عاقل يطلبه ويرغب فيه. فان كان مع ذلك قد امر الله به واحسانه ازداد المؤمن طلبا له ورغبة فيه وذكر المانع بقوله واحضرت الانفس الشح اي جبلت النفوس على الشح وهو عدم الرغبة في بذل ما على الانسان والحرص على الحق الذي له فالنفوس مجبولة على ذلك طبعا اذ ينبغي لكم ان تحرصوا على طلع هذا الخلق الدنيء من نفوسكم وتستبدلوا به ضده وهو السماحة وهو بذل الحق الذي عليك واقتناع ببعض الحق الذي كفى متى وفق الانسان لهذا الخلق الحسن سهل حينئذ عليه الصلح بينه وبين خصمه ومعامله لم يجتهد في ازالة الشح من نفسه فانه يعسر عليه الصلح والموافقة. لانه لا يرضيه الا جميع ما له ولا يرضى ان يؤدي ما عليه فان كان خصمه انه اشتد الامر. هذه الاية مما يستفاد منها ان الحقوق المتعلقة بالعباد متى ما تنازل عنها احد ممن يملكها فان له ذلك فالمرأة يجب لها السكنة فان تنازلت هذا حقها جاز شرعا. الرجل له ابقاء المرأة في الزوجية والاستمتاع بها فان تنازل واذن لها بالخروج للعمل فله ذلك ان يتنازل عن شيء من حقه مقابل شيء او تتنازل هي فيها شيء في مقابل شيء او شيء في مقابل لا شيء فهذه قاعدة عامة الى التعبد فحينئذ يجوز اسقاطه وبهذا ندرك ان كثيرا من شروط ومن الواجبات التي تكون بين المتشاركين او بين الزوجين او بين المتجاورين يمكن لاحدهما الصلح عليه. نعم ثم قال وان تحسنوا وتتقوا ان تحسنوا في لباس الخالق بان يعبد العبد ربه كانه يراه فان لم يكن يراه فانه يراه وتحسنه الى المخلوقين بجميع طرق الاحسان في علم مال او علم او جاه او غير ذلك. وتتقوا الله بفعل جميع المأمورات وترك جميع المحظورات او تحسنوا بفعل المأمور وتتقوا بترك المحظور فان الله ما تعملون خبيرا وقد احاط به علما وخبرا بظاهره وباطنه فاحفظه لكم ويجازيكم عليه اتم الجزاء. قال تعالى وان تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم الاية يخبر تعالى ان نزولنا وليس في قدرتهم العدل التام بين النساء وذلك لان العدل يستلزم وجود المحبة على السواء في القلب اليهن على السواء ثم العمل بمقتضى ذلك وهذا متعذر غير ممكن فلذلك عفا الله عما لا يستطاع ونهى عما هو منكر بقوله فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة. اي لا تميل ميلا كثيرا بحيث لا تؤدون حقوقهن الواجبة بافعلوا ما هو باستطاعتكم من العدل فالنفقة والكسوة والقسم ونحوها عليكم ان تعدلوا بينهن فيها. بخلاف الحب والنطق ونحو ذلك فان الزوجة اذا ترك فان الزوج اذا ترك زوجها ما يجب لها صارت كالمعلقة التي لا زوج لها فتستريح وتستعد للتزوج ولا ذات زوج يقوم بحقوقها وان تصلحوا ما بينكم بين زوجاتكم اجبار انفسكم على فعل ما لا تهواه نفس احتسابا وقياما بحق بحق الزوجة وتصلحوا ايضا فيما بينكم وبين الناس وتصلحوا ايضا بين الناس فيما تنازعون فيه وهذا يستلزم الحث على كل طريق يوصي من الصلح. مطلقا كما تقدم وتتقوا الله بفعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور ان الله كان غفورا رحيما. يغفر ما صدر منكم من الذنوب والتقصير بالحق ويرحمكم كما عطفت. كم كما عطفتم على ازواجكم بقدر رحمة الانسان يرحمه الرحمن بقدر رحمة الانسان يرحمه الرحمن. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. نعم ثم قال تعالى وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما. هذه الحالة الثالثة بين زوجين اذا تعدل الاتفاق فانه لا بأس فقال وان يتفرقان بطلاق او فسخ وقلع او غير ذلك فيغن الله كلا من الزوجين من سعته. اي من فضله واحسانه الواسع الشامل فيغني الزوج بزوجة بزوجة خير له منها ويغنيها من فضله من فضله وانقطع نصيبها من زوجها فان رزقها فان رزقها على المتكفل بارزاق جميع الخلق القائم من صالحهم ولعل الله يرزقها خيرا منه وكان الله واسعا اي كثير الفضل واسع الرحمة وصلت رحمته واحسانه الى حيث وصل اليه علمه ولكنه مع ذلك حكيم انه مع ذلك حكيم ان يعطي بحكمته ويمنع لحكمته. فاذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من احسانه بسبب بسبب ان العبد لا يستحق منه الاحسان حرمه عدلا وحكمة. ثم قال تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض وانا قد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله هاتين يخبر تعالى عن عموم ملكه العظيم الواسع المستلزم تدبيره بجميع انواع التدبير وتصرفه بانواع التصريف قذرا وشرعا. فتصرفه الشرعي ولهذا الكفر ببعض الانبياء كفر بكلهم. نعم ولما ذكر ان هؤلاء هم الكافرون حقا ذكر عقابا شاملا لهم ولكل كافر فقال واعتدنا للكافرين عذابا مهينا كما تكبر عن الايمان بالله اهان والاولين والاخرين اهل اهل الكتب السابقة واللاحقة بالتقوى المتضمنة للامر والنهي وتشريع الاحكام يليم العذاب. ولهذا قال وان تقوموا بان تتركوا تقوى الله وتشركوا بالله ما لم ينزل به عليكم سلطان فانكم لا تظنون بذلك الا انفسكم ولا تضرون الله شيئا اتنقصون ملكا وله عبيد خير منكم واعظم واكثر مطيعون له خاضعون لامره ولهذا رتب على ذلك قوله وان تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا له الجود الكامل والاحسان الشامل الصادر من خزائن رحمته التي لا ينقصها الانفاق ولا يغيظها نفقة سحاب سحاء الليل والنهار لو اجتمع اهل السماوات واهل الارض اولها اولهم واخرهم فسأل كل كل واحد منهم ما بلغت اماني فيه ما نقص من ملكه شيئا ذلك بانه جواد واجد ماجد عطاؤه كلام وعذابه كلام عطاؤه كن فيكون ومنعه كن فيكون هذا معنى عطاؤه كلام ومنعه كلام. نعم وعذابه كلام انما امره لشيء اذا اراد ان يقول له كن فيكون. ومن تمام غناه انه كامل الاوصاف اذ لو كان فيه نقص بوجه من الوجوه لكان فيه نوع افتقار من ذلك الكمال بل له كل صفة كمال ومن تلك الصفة كمالها ومن تمام غناه انه ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريكا في ملكه ولا ظهيرا ولا معاونا له على شيء من تدابير ملكه ومن كمال غناه افتقار العالم العلوي والسفلي جميع احوالهم وشؤونهم اليه وسؤالهم اياه وجميع حوائجهم الدقيقة والجليلة واما الحميد فهو من اسماء الله تعالى الجليلة الدالة على انه هو المستحق لكل حب ومحبة وثاء واكرام. وذلك لما لما اتصف به من صفات الحمد التي من صفات الحمد التي هي صفة الجمال والجلال وبما انعم به على خلقه من النعم الجزال فهو احسن اقتران هذه الاسم الكريم الغني والحميد فانه غني محمود فله كمال من غناه وكمال من حمده وكمال من اقتران احدهما بالاخر ثم كرر احاطة لما بين الغنى والحمد فيهما دلالة على امرين عظيمين. احدهما عدم الافتقار وهذا يدل وانه سبحانه هو واجب الوجود. والثاني ان عدم افتقاره لكمال ذاته وهذا هو معنى الحمد والمحمود الاقتران فيه الدليل والمدلول. هو غني لماذا هو غني؟ لانه محمود. لماذا هو محمود لانه غني نعم الحكمة فان ذلك من تمام الوكالة فان الوكالة تستلزم العلم بما هو وكيل عليه وقوة القوة والقدرة على تنفيذه وتدبيره وكون ذلك التدبير على وجه الحكمة والمصلحة فما نقص من ذلك فهو لنفس الوكيل والله تعالى منزه عن كل نقص. ثم قال تعالى ان يشأ يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين الايتين ايهما الغني الحميد الذي له القدرة الكاملة والمشيئة النافذة فيكم ان يشاء يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين غيركم هم اطوع لله منكم وخير منكم وفي هذا الناس على اقامتهم على كفرهم واعراضهم عن ربهم فان الله لا يعبأ بهم شيئا ان لم يطيعوه ولكنه يمهل ويملي ولا يهمل. حتى في زماننا هذا قضية تسونامي واخذت مئة وعشرين الف انسان او مئة وثمانين الف انسان في لحظات ابدلهم الله عز وجل جاء في اماكنهم وفي دورهم وفي اراضيهم وناس اخرين الله جل في علاه قادر على كل شيء نعم ثم اخبر ان من كانت همته وارادته دنية غير متجاوزة ثواب الدنيا وليس له ارادة في الاخرة فانه قد قصر سعيه ونظره ومع ذلك ولا يحصل له من ثواب الدنيا سوى ما كتب الله له منها. فانه تعالى هو المالك لكل شيء الذي عنده ثواب الدنيا والاخرة فليطلبا منه ويستعان به عليهما فانه لا ينال ما عنده الا بطاعته ولا تدرك الامور الدينية والدنيوية الا بالاستعانة به والافتقان اليه على الدوام وان يوفقه وخذلان من يخذله وفي عطائه ومنعه ولهذا قال وكان الله سميعا بصيرا. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين الاية. يموت على عباده شهداء الله والقوام صيغة مبالغة اي كونوا في كل احوالكم قائمين بالقسط الذي هو العدل في حقوق الله وحقوق عباده. فالقسط في حقوق الله الا بنعمه على معصيته بل تصرف في طاعته والقسط في عقوق الادمي ان تؤدي جميع الحقوق التي عليك كما تطلب حقوقك فتؤدي النفقات الواجبة والديون وتعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به من الاخلاق والمكافآت وغير ذلك. ومن اعظم انواع القسط القسط في المقالات والقائلين. فلا يختم لاحد القولين او احد المتنازعين لانتسابه او ميل لاحدها بل يجعل وجهته العدل بينهما بل يجعل وجهته العدل بينهما او من القسط اذان الشهادة التي عندك على في وجه كان حتى على الاحباب بل على النفس ولهذا قال شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. اي فلا تراعون اليه ولا الفقير بزعمكم رحمة له بل اشهدوا بالحق على من كان والقيام بغسط من والقيام بالقسط والقيام بالقسط من اعظم الامور ودل ودل على وادل على دين القائم به وورعه ومقامه في الاسلام يتعين على من نصح نفسه واراد نجاة ان ان يهتم له غاية الاهتمام وان يجعله نصب عينيه ومحل ارادته وان يزيل عن نفسه كل مانع وعاق يعوقه واعظم عاق لذلك اتباع الهوى اي فلا تتبعوا قد ينقصكم الموعظة للحق فانكم ان اتبعتموها اعدلتم عن اصغام ولم توفقوا للعدل فان الهوى اما ان يعمي بصيرة صاحبه حتى يرى الحق باطلا والباطل حقا ومما ان يعرف الحق ويتركه لاجل هواه فمن هوى نفسه وفق للحق للحق وهدي الى الصراط المستقيم. ولما بين ان الواجب القيام بالقسط بها وجليها وبهذا تهديد شديد للذي يلوي او يعرض. ومن باب اولى واحرى الذي يحكم بالباطل ويشهد بالزور انه اعظم جرن لان الاولين ترك الحق وهذا ترك الحق وقام بالباطل ثم قامت ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله الايات الاية اعلم ان الامر اما يوجه الى من لم يدخل في شيء ولم يتصف بشيء منه فهذا يكون امرا له في الدخول فيه. وذلك كامر من ليس يؤمن بالايمان كقوله تعالى يا ايها الذين الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم الاية. واما ان نوجه الى من دخل في الشيء فهذا يكون امه يصحح ليصحح ما وجد منه ويحصل ما لم يولد ومنه ما ذكره الله في هذه الاية من امر المؤمنين بالايمان فان ذلك يقتضي امرهم بما يصح ايمانه من الاخلاص والصدق وتجنب المفسدات والتوبة من جميع المنقصات. يعني اللي يصحح ما وجد منه ويحصل ما لم يوجد ويثبت على ما هو عليه يعني ثلاثة امور مقصودة تصحيح ما وجد وتحصيل ما لم يوجد والثبات على الايمان. نعم قال ويقتضي ايضا الامر بما لم يوجد من المؤمن من علوم الايمان واعماله فانه كلما وصل اليه نص وفهم وفهم معناه اعتقده فان ذلك من الايمان المأمور به وكذلك سائر الاعمال ظاهرة وباطنة كلها من الايمان كما دلت على ذلك نصوص كثيرة واجب عليها سلف الامة ثم الاستمرار على ذلك والثبات عليهم الى الممات كما قال تعالى امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وامر هنا بالايمان به وبرسله وبالقرى وبالكتب المتقدمة فهذا كله من الايمان الواجب الذي لا يكون العبد مؤمنا الا الا به اجمالا فيما لم يصل اليه تفصيله وتفصيلا فيما عنوا من ذلك بالتفصيل فمن امن هذا الايمان المأمور به فقد اهتدى وانجح ومن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا واي ضلال ابعد من ضلال من ترك طريق الهدى المستقيم وسلك طريق الموصلة له الى العذاب الاليم. واعلم ان الكفر بشيء من هذه الامور مذكورة كالكفر بجميعها لتلازمها وامتناع وجود الامام بعضها دون بعض. ثم قال قال تعالى ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا. اي من تكرم منهم بعد الايمان فاهتدى ثم ضل وابصر ثم عمي وامن ثم كفر واستمر على كفره وزاد منه فانه بعيد من التوفيق والهداية لاقوم طريق لاقوم الطريق وبعيد عن المرء من المغفرة في كونه اذى باعظم مانع يمنعه من حصولها. فان كفره يكون عقوبة وطبعا لا يزول كما قال تعالى ثم قال وابن غلي وافئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ودلت الاية انهم ان لم يزدادوا كفرا بل رجعوا الى الايمان وتركوا ما هم عليه من الكفران فان الله يغفر لهم ولو تكررت منهم الردة واذا كان هذا الحكم في الكفر فغيره من المعاصي التي دونها من باب اولى ان العبد لو تكررت منه ثم عدلت توبة عاد الله له بالمغفرة. ثم قال تعالى بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما. الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون الموت لهم بالعذاب الاليم المخزي والذين امنوا بالله ورسله وهذا يتضمن الايمان بكل ما اخبر الله به. بكل ما اخبر الله به عن نفسه وبكل ما جاءت به الرسل من الاخبار المؤمنين ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا. البشارة تستعمل في الخير وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الاية. يقول تعالى الذين اظهروا الاسلام وابطنوا الكفر باقبح بشارة واسوأها وهذا وهو العذاب الاليم. وذلك بسبب محبة الكفار وموالاتهم ونصتهم وتركهم فاي شيء حام لهم على ذلك اية عندهم العزة وهذا هو الواقع من احوال المنافقين ساء ظنهم بالله وضعوا فيقينهم بنصر الله لعباد المؤمن ولاحظوا بعض الاسباب التي عند الكافرين هو الولاء الذي يكفر به الانسان وهو ان يحب الانسان الكفار ويحب ظهور دينهم. هذا الذي كان عليه المنافقون. يحبون ظهور دين المشركين قال وهذا هو الواقع كيف اتخذوا الكافين ولا يتعززون بهم ويستنصرون والحال ان العزة لله جميعا. فان نواصي العباد بيده ومشيئته نافذة فيهم وقد تكفى نصر دينه وعباده المؤمنين ولو تخلل ذلك بعض الامتحان بعباده المؤمنة وازالة العدو عليهم ادانة غير مستمرة للمؤمنين هذه الاية الترهيب العظيم من والاة الكاذبين وترك موالاة المؤمنين وان ذلك من صفات المنافقين وان الايمان يقضي محبة المؤمن وموالاة الكافرين وعداوتهم ثم ثم قال تعالى وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله في حديث غيره الايتين قد بين الله لكم فيما انزل عليكم حكمه حكمه الشرعي عند حضور مجالس الكفر والمعاصي مكلف بايدي الله بالايمان الايمان في ايات الله الايمان بها وتعظيمها واجهلها وتفكيمها وهذا المقصود بانزالها وهو الذي خلق الله الخلق لاجله فضد الايمان الكفر بها وضد تعظيمها الاستلزام بها واحتقارها ويدخل في ذلك مجادلة الكفار المبتدعون على اختلاف نوعهم فان احتجاجهم على باطلهم يتضمن الا على الحق ولا تستسلم الا صدقا. بل وكذلك يدخل في حضور مجالس المعاصي والفسوق الذي يستهان بها فيها باوامر الله ونواهيه. وتقتحم حدوده التي حدها لعباده وانتهى هذا النهي عن القعود معهم حتى يخوضوا في حديث غيره. اي غير الكفر والاستهزاء به انكم اذا اي ان قعدتم معهم في حال مذكور مثلهم لانكم رضيتم بكفر والراضي بالمعصية كالفاعل لها والحاصل ان من حضر مجلسا يعصى الله به فانه يتعين عليه الانكار عليهم مع القدوة والقيام مع عدمها. ان الله جامع المنافقين والكافرين في كما اجتمعوا على الكفر والموالاة ولا ينفع المنافقين مجرد كونهم في الظاهر معونين. كما قال تعالى يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم الى اخر الايات. ثم ذكر تحقيق موالاة المنافقين قال الذين يتربصون بكم ان ينتظرون الحالة التي تصدرون عليها وتنتهون اليها من خير او شيء قد اعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم فيظهرون انهم ظاهرا وباطنا يسلموا من القدح والطعن عليهم ويشركوهم في الغنيمة والفيل فنصطروا بهم وان كان للكافر نصيب ولم يقل فتح لانه لا يحصل لهم فتح يكون مبدأ لنصرة مستمرة. فالغاية ما يكون ان يكون لهم نصيب غير مستغل حكمة من الله فاذا كان كذلك قالوا الم فاذا كان ذلك قالوا عليكم ان استولي عليكم ويمنعكم من المؤمنين ان يتصنعون عنده بكف ايديهم عنهم مع القدرة ومنعهم من المؤمنين بجميع وجوه المنع مع تفنيدهم في القتال المسكين والممسكات ولا يزال الله يحدث من اسباب النصر للمؤمن ودفع التسليط الكاثرين ما هو مشهود بالعيان حتى ان بعض المسلمين الذين تحكمهم الطوائف الكافرات قد بقوا محترمين لا يتعرضون لاذانهم ولا يكونوا مستصغرين عندهم بل لهم العز التام الى الله فلله الحمد اولا واخرا وظاهرا ثم قال تعالى ان طريقتهم مغادرة الله تعالى اي ما اضغمهم من الايمان وابطنهم من الكفران ظنوا انه يروج على الله ولا يعلمه ولا يبديه لعباده والحال ان الله خادع فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها خداع لانفسهم واي خداع اعظم من يسعى سعيا يعود عليه بالهوان والذل والحرمان ويدل بمجردها على نقص عقل صاحبه حيث جمع بين المعصية ورآها حسنة وظنها من العقل والمكر ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله في قوله. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا ظنونا نقتبس من نوركم تلتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم المكم الى اخر الايات ومن صفاتهم انهم اذا قاموا الى الصلاة ان قاموا التي هي اكبر الطاعات العملية قاموا كسالى متثاقلين لها متبرمين من فعلها والكسل لا يكون الا من فقد الرغبة من قلوبهم. فلولا ان قلوبهم فارغة من الرغبة الى الله والى ما عنده عادمة للايمان لم منهم الكسل يراوغ الناس اي هذا الذي انطوت عليه سرائرهم وهذا مصدر اعمالهم مراءة الناس يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم ولا يخلصون لله لهذا لا يذكرون الله الا قليلا لامتلاء قلوبهم للرياء فان ذكر الله تعالى وما زمته لا يكون الا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اي مترددين بين الفريق المؤمنين وفريق الكافرين فلا من المؤمنين ظاهر وباطن ولم الكافرين ظاهر وباطنا. اعطوا باطنهم الكافرين وظاهرهم المؤمنين. وهذا اعظم ضلال يقدر ولهذا قال ومن يضلل الله فلا ان تجد له سبيلا اي لن تجد طريقا لهدايته ولا وسيلة لترك هوايته لانه انغلق عنه باب الرحمة وصار بدله كل نقمة. فهذه نزدل بتنبيهها على ان المؤمنين متصفون بضدها وباطنا والاخلاص وانهم لا يجهل ما عندهم ونشاط ونشاطهم في صلاة وعباداتهم وكثرة ذكرهم لله تعالى وانهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط المستقيم فليعرض العاقل نفسه على هذين الامرين ايهما اولى به والله المستعان. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا. لما ذكر ان من صفات المنافقين اتخاذ الكافرين عباده المؤمنين ان يتصلوا في هذه الحالات القبيحة ويشابه المنافقين فان ذلك موجب لان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا. اي حجة واضحة على عقوبتكم فانه قد انذرنا وحذرنا منها واخبرنا ما فيها من من المفاسد. فسلوكها بعد هذا موجب للعقاب وفي هذه الاية كمال عزل الله وان الله لا يعذب احدا قبله ايام الحجة عليه وفيها التحذير من المعاصي ثم قال تعالى النار الايات يخبر تعالى عما يمثلنهم في اسفل الدرجات من العذاب واسر الحالات من العقاب فهم تحت سائر الكفار انهم شاركوهم بالكفر بالله المكر والخديعة والتمكن من كثير من انواع العداوة للمؤمنين على وجه لا يشعر به ولا يحس ورتبوا على ذلك جريان احكام فبذلك في يوم القيامة اسفل من الكافرين لانهم فعلوا اشياء ما كان بمقدور الكافرين فعلا ولو لم يكن من افعالهم الا تغيير الشرع. يريدون ان يبدلوا كلام الله ظاهرا وتأويلا. فهذا اكثر التأويلات الموجودة في الامة بسبب التأويلات الفاسدة بسبب المنافقين نعم دينهم الذي هو الاسلام والايمان والاحسان لله فقصدوا وجه الله باعمالهم الظاهرة والباطنة واستلموا من الرياء والنفاق المؤمنين اي بالدنيا والبغظة ويوم القيامة وسوف يؤتي الله المؤمن اجرا عظيما لا يعلم كنه الا الله ملا اعين رأت ولا اذن سمعت ولا قطر على قلب بشر وتأمل كيف خصنا الاعتصام والاخلاص من اصل الذكر مع دخولهما في قوله واصلحوا الاخلاص من جملة الاصلاح اليهما خصوصا في هذا المقام الحرج الذي تمكن من القلوب الذي تمكن من القلوب النفاق فلا يزيله الا شدة الاعتصام بالله ودوام اللجأ والافتقار اليه في دفعه وكون الاخلاص هناك قن كل المنافسة النفاق فذكرهما لفضلهما وتوقف الاعمال الظاهرة والباطنة عليهما وشدة الحاجة فذاكرهما لفضلهما وتوقف الاعمال الظاهرة الباطنة عليهما وشدة الحاجة في هذا المقام اليهما وتأمل كيف لما ذكر ان هؤلاء مع المؤمنين لم يقل وسوف يؤتيهم اجر عظيم مع ان السياق فيهم بل قال وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما ان هذه القاعدة الشريفة لم يزل الله يبدأ بها يبدأ يبدأ فيها ويعيد اذا كان السياق في بعض الجزئيات وان اراد ان يترتب عليه ثوابا يترتب عليه ثوابا او عقابا وكان ذلك مشتركا بينه وبين الجنس الداخلي تحته تلك القضية وغيرها ولان لا يتوهم الحكم الى من الجزئية فهذا من اسوان البديعة فالناء فالتائبون المنافقين مع المؤمنين وله ثوابهم ثم اخبرت قال الله شاكر عليم يعطي المتحملين لاجله الاثقال الدائبين الاعمال جزيل الثواب وواسع الاحسان ومن ترك شيئا لله اعطاه الله خيرا منه ومع هذا يعلم يعلم ظاهرك وباطنكم واعمالكم وما تصدر عنه من اخلاص وضد ذلك فانه لا يتشفى بعذابكم لا ينتفع بعقابكم بل العاصي لا يضر الا نفسه كما ان عمل المطيع لنفسه والشكر هو خضوع القلب واعترافه بنعمة الله وثاء اللسان على المشكور وعمل الجوارح بطاعته والا يستعين بنعمه على معاصيه. احسنت بارك الله فيك. قراءة يا شيخ عبد السلام انسان يجب عليه ان يتذلل بين يدي الله عز وجل ليذهب الله ما في قلبه من الامراض سواء كان كبرا او كان نفاقا ايا كان فان التذلل بين يدي الله عز وجل اللام القلوب علام الغيوب ومقلب القلوب من اعظم باب اصلاح القلوب نعم قال رحمه الله تعالى قول الله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما على انه لا يحب الجهر بالسوء من القول ان ذلك وينقته ويعاقب عليه ويشمل ذلك جميع الاقوال السيئة التي تسوء وتحزن. كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فان ذلك كله من المنهي يعني الذي يبغضه الله ويدل مفهومها انه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين. وقوله الا من ظلم اي فانه يجوز له ان يدعو على من ظلمه يشتكي منه ويجهر بالسوء لمن جهر له به من غير ان يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته او كما قال تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله وكان الله سميعا عليما. ولما كانت الاية قد اشتملت على كلام السيء والحسن والمباح اخبرت على انه سميع فيسمع اقوالكم فاحذروا ان تتكلموا ما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك وفيه ايضا ترغيب على القول الحسن على اللي عليم بنياتكم ومصدر اقوالكم ثم قال تعالى ان تبدوا خيرا وتخفوه هذا يشمل كل خير قولي وفعلي ظاهر وباطن من واجب ومستحب ان تعفو عن سوء من اساءكم في ابدانكم واموالكم ثم اعراضكم فتسمحوا عنه فان الجزاء من جنس العمل فمن عفا افمن عفا لله عفا الله عنه ومن احسن احسن الله اليه فلهذا قال فان الله عفو قديرا اي يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته الاية ارشاد الى التفقه في معاني اسماء الله تعالى وصفاته وان الخلق والامر صادر عنها وهي مقتضية له ولهذا يعلل احكام الاسماعيل كما في هذه الاية مما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء رتب على ذلك بان احالنا على معرفة اسمائه قوله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله الايات هنا قسمان قد قد وضحا لكل احد مؤمن بالله وبرسله كلهم وكتبه كافر بذلك كله. وبقي قسم ثالث وهو الذي يزعم انه يؤمن بعض الرسل دون بعض وان هذا سبيل ينجيه من عذاب الله انها لا مجرد اماني فان هؤلاء يريدون التفريق بين الله وبين رسوله فان من تولى فان من تولى الله حقيق فان من تولى الله حقيقة تولى جميع رسله لان ذلك من تمام توليه ومن عاد احدا من رسله فقد عاد الله وعاد جميع رسله كما قال تعالى من كان عدوا لله الايات وكذلك من كفر برسوله فقد كفر بجميع الرسل بل بالرسول الذي يزعم انه به مؤمن ولهذا قال تعالى اولئك هم الكافرون حقا يتوهم ان مرتبة متوسطة بين الايمان والكفر ووجه كونهم كافرين حتى بما زعموا الايمان به ان كل دليل دلهم على الايمان بمن امنوا به موجود هو او مثله او ما فوقه للنبي الذي كفروا به. وكل شبهة يزعمون انهم يقدحون بها في النبي الذي كفروا به موجود مثلها واعظم منها من امنوا به فلم يبق بعد ذلك الا التشهي والهوى ومجرد الدعوة التي يمكن كل احد ان يقابلها بمثلها. يعني الان لو ادعى اليهودي قال يجب اتباع مع موسى عليه السلام قلنا لماذا؟ قال جاء بشريعة التوراة قلنا شريعة القرآن افضل من شريعة التوراة فان قال ان موسى عنده ايات قلنا الايات التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم اعظم فان قال فان الله اهلك عدو موسى واغرقه واظهر موسى ومن معه. قلنا الظهور حصل للنبي قبل وفاته بينما الظهور لبني اسرائيل لم يحصل الا بعد موت موسى عليه السلام مع ان عدو المسلمين ولم يحصل لهم غرق وهذا اتم مما لو انهم كفروا او ماتوا على الكفر. في اي دليل يستدل به المخالف الذي يؤمن ببعض الانبياء دون بعض لن يجد سبيلا للتفريق والاحكام ولم يفرقوا بين احد من رسله بل امنوا بهم كلهم فهذا الايمان الحقيقي واليقين مبني على البرهان عليه من عمل صالح وقول حسن وخلق جميل كل على حسب حاله ولعل هذا هو السر في اضافة الاجور اليهم وكان الله غفورا رحيما يغفر ويتقبل الحسنات. قوله تعالى يسألك عن الكتاب ان تنزل عليهم كتاب من السماء والايات. هذا السؤال الصادر من اهل الكتاب والرسول محمد صلى الله عليه وسلم على وجه العلاج والاقتراح وجعلهم هذا السؤال لا يتوقف عليه تصديقهم او تكذيبهم. وهو انهم سألوه ان ينزل عليهم القرآن جملة واحدة كما نزلت التوراة وهذا غاية الظلم منهم منهم والجهل فان الرسول بشر عبد مدبر ليس في يده من الامر شيء. بل الامر كله لله وهو الذي يرسل وينزل ما يشاء كما قال تعالى عن الرسول لما ذكر الايات التي فيها اقتراح المشركين على محمد قل سبحان ربي هل كنت الا ما شاء الله السهولة؟ وكذلك جعلهم الفارق الى الحق والباطل مجرد انزال الكتاب جملة او مفرقة مجرد دعوى لا دليل عليها ولا مناسبة بل ولا شبهة. فمن اين يوجد في نبوة احد من الانبياء ان الرسول الذي يأتيكم بكتاب نزل مفرقا فلا تؤمنوا به ولا تصدقوه بل نزول هذا القرآن مفرغا بحسب الاحوال مما يدل على عظمته. واتنا لله بمن انزل عليه كما قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة كذلك ليثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك حطي واحد سنة تفسيرة فلما ذكر اعتراضهم الفاسد اخبر انه ليس بغريم عن من امرهم بل سبق لهم من المقدمات القبيحة ما هو اعظم مما سلكوا مع الرسول الذي يزعمون انهم امنوا به من سؤالهم له رؤية الله عيانا واتخاذهم العجلة الى ان يعبدون من بعد ما رأوا الايات. من بعد ما رأوا من الايات بابصارهم غيرهم ومن امتناعهم من قبول احكام كتابهم والتوراة حتى رفعت الطرق من فوق رؤوسهم. وهددوا انهم ان لم يؤمنوا اسقط عليهم فقبلوا ذلك الماضي والايمان الشبيه بالايمان الضروري والامتناع من دخول ابواب القرية التي امروا بدخولها سجدا مستغفرين فخالفوا القول والفعل. ومن اعتداء من اعتدى منه في السبت يعاقبه الله تلك العقوبة الشنيعة باخذ الميثاق الغليظ عليه فنبذوه وراء ظهورهم كفروا بايات الله وقتلوا رسله بغير حق. ومن قولهم انهم قتلوا المسيح عيسى هو الحال انهم ما قتلوا وما صلبوا بل شبه لهم غيروه فقتلوا غيره وصلبوه وادعائهم ان قلوبهم غلف لا تبقى وما تقول لهم ولا تفهموه الناس عن سبيل الله فصدهم عن الحق ودعوهم الى ما هم عليه من الضلال والغيب اخذهم السحت والربا ما عليه الله لهما والتشديد فيه فالذين فعلوا هذه لمن يسأل الرسول محمدا وينزل عليهم كتابا من السماء وهذه الطريقة من احسن الطرق لمحاجات الخصم المبطل وهو انه اذا صدر منه الاعتراض الباطل وما جعله شبهة له ولغيره في رد الحق ان يبين من حاله الخبيثة ما هو اقبح ما صدر منه ليعلم كل واحد ان هذا الاعتراض من ذلك الوادي الخسيس وان له مقدمات وان له مقدمات يجعلها معها وكذلك كل اعتراض يعترضون به على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يكون يقابل مثله او ما هو اقوى منه او هو او ما هو اقوى منه في نبوة من يدعون هنا ايمانهم به ليكتفي بذلك شرهم وان قمع باطلهم. وكل حجة سلكوها في تقرير نبوة من امنوا به فانها نظيرها وما هو اقوى منها دالة ومقررة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولما كان المراد من تهديد ما عدد الله من قبائلهم هذه المقابلة لم يبسطها بهذا الموضع بل اشار اليها وحال على مواضعها وقد بسطها بغير هذا الموضع في المحل اللائق ببسطها وقوله وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته يحتمل ان ضميرهن في قوله قبل موته يعود الى اهل الكتاب فيكونوه على هذا كل كتاب يحضره الموت ويعاين الامر حقيقة فانه يؤمن بعيسى عليه السلام ولكنه ايمان لا ينفع ايمان اضطرار. فيكون مضمون هذا التهديد لهم والوعيد الا يستمروا على هذه الحالة التي سيندمون عليها قبل فكيف يكون حالهم يوم حشرهم وقيامهم؟ ويحتمل ان الضمير في قوله قبل موته رجل الى عيسى عليه السلام فيكون معناه وما من احد من الكتاب عليه السلام ان من عصى الله وخالفهم بشقاوة الدارين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد رسله. فيقول ما جاءنا من بشير ولا نذير. يقول قد جاءكم بشير ونذير فلم يبقى للخلق على الله قبل موت المسيح وذلك يكون عند اقتراب الساعة وظهور علاماتها الكبار. فانها تكاثرت الاحاديث الصحيحة في نزوله عليه السلام في اخر هذه الامة يقتل الدجال ويضع ويؤمن به من اهل الكتاب من المؤمنين ويوم القيامة يكون عيسى عليهم شهيدا يشهد عليهم باعمالهم وهل هي موافقة لشرع الله ام لا؟ وحينئذ لا يشهد الا كل ما هم عليه مما هو مخالف لشريعة القرآن ولما دعاهم اليه محمد صلى الله عليه وسلم علمنا بذلك لعلمنا بذلك لعلمنا بكمال المسيح عليه السلام وصدقه وانه لا يشهد الا بالحق الا ان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وما عداه فهو ضلال وباطل ثم اخبر تعالى انه حرم على اهل الكتاب كثيرا من الطيبات التي كانت حلالا عليهم وهذا تحريم عقوبة بسبب ظلمهم واعتداءهم وصدهم الناس عن سبيل الله اياهم من الهدى واخذهم الربا وقد نهوا عنه. عن العدل فعاقبهم الله من جنس فعلهم فمنعهم من كثير من الطيبات التي كانوا مرشى من اصول الدين وفروعه فكلها داخلة بالعقود التي امر الله بالقيام بها. ويستدل بهذه الاية ان الاصل في العقود وشروط الاباء وان اية العقد ما دل عليها من قول بصدد حلها لكونها طيبة واما التحريم الذي على هذه الامة فانه تحريم تنزيه لهم عن الخبائث التي تضرهم في دينهم ودنياهم فبظلم من الذين اهادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وبصدهم عن سبيله. يقول بعض مشايخنا ان هذه الاية خبر متظمن التهديد ان اي مجتمع يظلمون ويحرمون ويقع منهم الصد عن سبيل الله فان الله عز وجل حرموا عليهم طيبات كونا كونا وليس شرعا فتنظر ان المجتمع عنده من الطيبات ما الله به عليم. ثم يظلمون انفسهم ويصدون عن سبيل الله تنقلب احوالهم وتذهب طيباتهم نسأل الله السلامة والعافية فيكون على المعنى الخبري الكوني كقوله تعالى ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة واما هنا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم الخطاب شرعي ولكن الخطاب الشرعي لا ينفي الامر الكوني. نعم قوله تعالى لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك الاية لما ذكر معايب اهل الكتاب ذكر الممدوحين منهم فقال لكن الراسخون في العلم اي الذين ثبت العلم في بهم ورسخ الايمان في افئدته فاثمر لهم الايمان التام العام. بما انزل اليك وما انزل من قبلك واثمر لهم الاعمال الصالحة من اقامة الصلاة واتاء الزكاة الذين هم افضل الاعمال قد اشتملت الاخلاص المعبود والاحسان للعبيد وامنوا باليوم الاخر فخافوا الوعيد ورجوا الوعد. اولئك سنؤتيهم اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما لانهم جمعوا بين العلم والايمان والعمل الصالح والايمان بالكتب والرسل السابقة واللاحقة. قوله تعالى انه اوحى الى عبده ورسوله من الشرع والعظيم والاخبار الصادقة ما اوحى الى هؤلاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام في هذا عدة فوائد. منها ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بدعة من الرسل بل ارسل ارسل الله قبلهم من المرسلين عددا كثيرا والجم الغفيرا والاستغراب رسالته لا وجه له الا الجهل والعناد. ومنها انه اوحي اليه كما اوحى اليه كما اوحى اليه من اصول العدل الذي اتفقوا عليه وان بعضهم يصدق بعضهم يوافق بعضهم بعضا. ومنها انه من جنس هؤلاء الرسل فليعتبره المعتبر باخوانه مرسلين فدعوته اخلاقهم متفقة ومصدرهم واحد وغايتهم واحدة ولم يقرنوا بالمجهولين ولا بالكذابين ولا بالملوك الظالمين. ومنها ان في ذكر هؤلاء الرسل وتعدادهم من التنويه بهم والثناء عليهم وشرح احوال ما يزداد به المؤمن ايمانا بهم ومحبة لهم واقتداء بهديهم واستنانا بسنتهم ومعرفة بحقوقهم. ويكون ذلك مصداقا لقوله على نوح في العالمين وسلام على ابراهيم وسلام على موسى وهارون سلام على الياس انا كذلك نجزي المحسنين. فكل محسن له من الثناء الحسن بين الانام بحسبه والرسل خصوصا هؤلاء المسمون في المرتبة العلياء من الاحسان. ولما ذكر اشتراكهم بوحيه ذكر تخصيص بعضهم فذكر انه اتى داود زبرا وهو الذي خص الله به داود عليه السلام بحفظه وشرفه. وانه كلم موسى تكليما اي مشابهة منه اليه بلا واسطة حتى اشتهر بها عند العالمين فيقال موسى كليم الرحمن وذكر ان الرسل منهم من قصه الله على رسوله ومنهم من لم يقصص عليه وهذا يدل على كثرتهم وان الله ارسلهم مبشرين لمن اطاع الله واتبعهم بالسعادة الدنيوية والاخروية يوم اي حجة لارسال الرسل التي تراه يبينون لهم امر دينهم ومراضي ربهم وساخطه وتلغى الجنة وطرق النار فمن كفر منهم بعد ذلك فلا يظلمن الا نفسه وهذا من كمال تعالى وحكمته ان ارسل اليه المرسل وانزل عليهم الكتب وذلك ايضا من فضله واحسانه حيث كان الناس مضطرين الى الانبياء اعظم ضرورة تقدر فازال هذا الاضطرار فله الحمد والشكر واسأله كما ابتعد علينا نعمته بارسالهم ان يتممها بالتوفيق لسلوك طريقهم انه جواد كريم اليك انزله بعلمه وملائكته يشهدون وكفى بالله شهيدا لما ذكر ان الله اوحى الى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما اوحى الى اخوانهم المرسلين. اخبر هنا تعالى على رسالته وصحة من جاء به وان وانزله بعلمه يحتمل ان يكون المراد انزله مشتمل على علمه اي فيه من العلوم الالهية والاحكام الشرعية واخبار الغيبية ما هو من الله تعالى الذي علم به عباده ويحتمل ان يكون من اراد ان انزله صادر عن علمه ويكون في ذلك اشارة وتنبيها على وجه شهادته. وان المعنى اذا كان تعالى انزل هذا القرآن مشتمل على الاوامر ونهي وهو يعلم ذلك ويعلم حالة الذي انزله عليه وانه دعا الناس اليه فمن اجاب وصدقه كان وليه ومن كذبه واعداءه كان عدوه استباح ما له ودمه والله تعالى يمكنه ويوالي نصره ويجيب دعوته ويخذل اعداءه وينصر اوليائه. فهل توجد شهادة اعظم من هذه الشهادة اكبر ولا يمكن القطع بهذه الشهادة الا بعد القدر بعلم الله وقدرته وحكمته واخباره تعالى بشهادة الملائكة على ما انزله على رسوله لكمال ايمانهم هذا المشهود عليه فان الامور العظيمة لا يستشهد عليها الا الخواص كما قال تعالى في الشهادة على التوحيد شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والعلم القسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وكفى بالله شهيدا. الاخبار بشهادة الملائكة للدلالة على ان الله عز وجل مستغن عنا. وعن فان شهدنا تبعنا الاخيار وقلنا بالقول المختار الحق الذي اه هو حق الله عز وجل وان لم نشهد الله عنده الملائكة يشهدون له بذلك. نعم قوله تعالى ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا ايات ما اخبر عن رسالة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واخبر برسالة خاتمه محمد وشهد بها وشهدت ملائكته لزم من ذلك ثبوت الامر المقرر والمشهود به فوجب تصديقهم والايمان بهم واتباعهم ثم توعد من كفر بهم فقال ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله يجمع بين الكفر انفسهم خسارتين الهدايتين ولهذا قال ان الذين كفروا وظلموا هذا ظلمه وزيادة كفرهم والا فالكفر عند الاطلاق الظلم يدخل فيه والا فالكفر عند اطلاق الظلم يدخل فيه والمراد بالظلم هنا ما يكفل واستقرار فيه فهؤلاء بعيدون من المغفرة والهداية للصراط المستقيم ولهذا قال الله ليغفر لهم ولا ليهدم طريقا الا طريق جهنم وانما تعذرت المغفرة لهم والهداية لانها استمروا في طغيانهم وزادوا في كفرهم فطبع على قلوبهم وانس وانسدت عليهم طرق الهداية ما كسبوا وما ربك بظلام للعبيد وكان ذلك على الله يسيرا الله بهم ولا يعمل لانهم لا يصلحون فيه ولا يليق بهم الا الحالة التي اختاروها لانفسهم الرسول بالحق من ربكم فامنوا خيرا لكم. الاية مرت على جمع الناس ان يؤمنوا بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ذكر السبب موجب الايمان به والفائدة بالايمان به والمضرة من عدم الايمان به فالسبب الموجب هو اخباره بانه جاء بالحق اي فمجيءه نفسه حق ومجاء بمن الشرع حق فان العقل فان العاقل يعرف ان بقاء الخلق في جهلهم يعمهون وفي كل يترددون والرسالة قد انقطعت عنهم غير لائق من حكمة الله ورحمته ومن حكمته ورحمته العظيمة نفسه ارسال الرسول اليهم ليعرفهم والهدى من الضلال والغنى من الرشد فمجرد النظر في رسالته دليل قاطع على صحة النبوة وكذلك النظر الى ما جاء به من الشرع العظيم والصراط المستقيم المستقبلة والخبر عن الله وعن اليوم الاخر ما لا يعرفون ولا يعرفه الا بالوحي والرسالة وما فيه من الامر بكل خير وصلاح ورشد وعدل واحسان وصدق وبر وصلة والنهي عن الشر والفساد والبغي والظلم وسوء الخلق. والكذب والعقوق مما يقطع يقطع به انه من عند الله وكلما ازداد به العبد بصيرة في الجنة بالمأكل والمشارب والمناكح والمناظر والسرور ونعيم القلب والروح ونعيم البدن. كل خير الدينين والدنيويين رتب على الايمان والعمل الصالح واما الذين فاستكبروا واستكبروا لعبادة الله تعالى فيعذبهم عذابا اليما وسخط الله وغضبه. والنار الموقدة التي تطلع على الافئدة ولا يجدون لهم من دون الله ولي ولا نصير تا دايما ويقين في هذا السبب الداعي للايمان وما الفائدة في الايمان فاخبر انه خير لكما الخير ضد الشر فالايمان خير المؤمنين في ابدانهم وقلوبهم وارواحهم ودنياهم واخراهم بكلم ما يترتب عليه من مصالح الفوائد فكل ثواب عادل واجر فمن ثمرات الايمان فالنصر والهدى والعلم والعمل الصالح والسرور والافراح والجنة ما اشتملت عليه من النعيم كل ذلك سبب عن الايمان كما ان الشقاء الدنيوية والاخروية من عدم الايمان او نقصه واما مضرة عدم الايمان به صلى الله عليه وسلم فيعرف بضد ما يترتب على الايمان به وان العبد لا يضطر الا نفسه والله تعالى غني عنه لا تضره معصية العاصين ولهذا قال فان لله ما في السماوات والارض اي جميع الخلق اي الجميع خلقه وملكه وتدبيره وتصريفه وكان الله عليه بكل شيء حكيم في خلقه وامره فهو العليم بمن يستحق الهدى والرواية الحكيم في وضع الهداية والغواية في موضعهما قوله تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق والايات ينهى تعالى عن الكتاب عن غلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع الى ما ليس بمشروع ذلك قول النبي بعيسى عليه السلام ورفعه مقام النبوة والرسالة الى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله. فكما ان التقصير والتفريط بالمنهيات فالغلو كذلك ماذا قال ولا تقولوا على الله لحقوا هذا الكلام تضمن ثلاثة اشياء امرين منهي عنهما وهما قول الكذب على الله وقول والقول بلا علم في اسمائه وصفات افعاله وشرعه ورسله ثالث مأمور به وهو قول الحق في هذه الامور. ولما كانت هذه قارية عامة كلية وكانت السياق في شأن عيسى عليه السلام نص على قول الحق فيهم مخالف لطريق لليهود والنصرانية فقال انما مسجد عيسى ابن مريم رسول الله اي غاية المسيح عليه السلام. ومنتهى ما يصل اليه من مراتب الكمال اعلى حالة تكون للمخلوقين وهي رسالتي التي هي على الدرجات واجل المثوبات وانه كلمة القاها الى مريم اي كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى. ولم يكن تلك الكلمة وانما كان بها وهذا من باب اضافة التشريف والتكريم وكذلك قوله وروح المنهي من الاضاحي التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والاخلاق الكاملة ارسل الله روحه جبريل عليه السلام فنفخ في فرج مريم عليها السلام فحملت باذن الله بعيسى عليه السلام فلما بين حقيقة عيسى عليه السلام امر اهل كتاب الايمان به وبرسله ثلاثة احدهم عيسى والثاني مريم فهذه مقالة النصارى قبحهم الله فامرهم ان ينتهوا واخبر ان ذلك خير لهم لانه الذي يتعين انه سبيل النجاة وما سواه طرق الهلاك ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال انما الله اله واحد وهو المنفرد بالالوهية الذي لا تنبغي العبادة الاله سبحانه تنزه وتقدس عن اخوانه ولد لان له ما في السماوات وما في الارض منهم او ولد ولما اخبر انه المالك العالم العلوي والسفلي اخبر انه قائل من مصالحهم الدنيوية والاخروية وحافظها ومجازيهم عليها فقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله والملائكة الايتين لما ذكر تعالى غلو النصارى في عيسى عليه السلام وذكر انه عبده ورسوله ذكر هنا انه لا يستكيف عن عبادة ربه اي لا يمتنع عنها رغبة عنها لا هو الملائكة المقربون فنزاهم عن الاستنكار وتنزيلهم عن الاستكبار من باب اولى ونفي الشيء فيه اثبات ضده اي فعيسى والملائكة المقربون قد رغبوا في عبادة ربهم احبوها وسعوا فيها بما لا يليق باحوالهم فاوجب لهم ذلك الشرف العظيم والفوز العظيم. فلم يستنكفوا ان يكونوا عبيدا للربوبية ولا الالهية بل يرون افتغارهم لذلك وكل افتقاء ولا يظن ان رفع عيسى وغيره من الخلق فوق مرتبته التي انزله الله فيها وترف وترفعه عن العبادة كمالا بل هو النقص بعينه محل الذنب والعقاب ولهذا قال ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا فسيحشر الخلق كلهم اليه المستنكفين والمستكبرين وعباده المؤمنين فكيف يحكم بينهم بحكمه العدل وجزائه الفصل ثم فصل حكمه فيه فقال فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات اي جمعوا بين الايمان المأمور به وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات من حقوق الله في حق عباده فيوفيهم اجورهم ما هي الاجور التي رتب على مالي كل بحسب ايمانه وعمله من فضله من الثواب الذي لم تنله اعمالهم ولم تصل الى افعالهم ولم يخطر على قلوبهم ودخل بذلك كلما لا يجدون احدا من الخلق يتولون فيحصل لهم مطلوب لا من ينصرهم فيأته عنهم المرفوض. بل قد تخلى عنهم ارحم الراحمين وتركهم في عذابهم خالدين وما حكمها وما حكم بهم تعالى فلا راد لحكمه ولا مغير لغضائه. يا ايها الناس قد جاءكم رهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا ويوضح لهم الحج فقال يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربك من حجة قاطعة على الحق تبين توضح وتبين الضجة وهذا يشمل الادلة العقلية والنقلية والايات الافقية والنفسية في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وفي قوله من ربكم يدل سبع اذا وفيها حياة مستقرة لتحقق الذكاة فيها ولهذا قالت الفقهاء لو ابانا السبع حشوتها وقطع حلقومها كان كان وجود حياتها كعدمها لعدم فائدة الذكاة فيها اعتبر فيها الا وجود الحياة فاذا ذكاها وفيها حياة حلت ولو كانت مباناة الحشوة. وهو ظاهر الاية الكريمة على على شرف اهل البرهان وعظمته. حيث كان من ربكم الذين رباكم التربية الدينية والدنيوية فمن تربيته لكم التي يحمد عليها ويشكر ان اوصل اليكم البينات ليهديكم بها الى الصراط المستقيم الوصول الى جنات النعيم. وانزل اليكم نورا مبينا وهو هذا القرآن العظيم الذي قد اشتمل على علوم الاولين والاخرين من الاخبار الصادقة النافعة والامر بكل عدل واحسان وخير والنهي عن كل ظلم وشر فالناس في ظلمة ان لم يستضيئوا بانواره وفي شقاء عظيم ان لم يقتبسوا من خيره ولكن انقسم الناس بحسب الايمان بالقرآن والانتفاع به قسمين فاما الذين امنوا بالله اعترفوا بوجود واتصاب بكل وصف كامل وتنزيه عن كل نقص وعيب واعتصموا به اي لجأوا لجأوا الى الله واعتمدوا عليه وتبرأوا من حوله وقوته واستعانوا بربهم فسيدخلهم في رحمتهم في رحمة من هو فضل. اي فسيتغمدهم بالرحمة ويوفقهم للخيرات ويجزوا لهم الثبات ويدفع عنهم البليات والمكروهات ويهديهم اليه صراطا مستقيما ان يوفقهم للعمل والعلم للعلم والعمل معرفة الحق والعمل به اي ومن لم يؤمن بالله ويعتصم به ويتمسك بكتابه منعهم من رحمته وحرمه من فظله وخلى بينهم وبين انفسهم لم يهتدوا بل ضلوا ضلالا مبينا. عقوبة لهم على تركهم الايمان فحصلت لهم الخيبة والحرمان. نسأله تعالى العفو عافيته المعافاة. قوله تعالى يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة الاية اخبر تعالى ان الناس استفتوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الكلالة بدليل قوله لا يفتيك في الكلالة وهي الميت يموت وليس له ولد صلب ولا ولد ابن ولا اب ولا جد ولهذا قال يؤمرون الهلك ليس له ولد اي لا ذكر ولا انثى ولد صلب ولا ولد ابن وكذلك ليس له والد بدليل انه ورث فيه الاخوة والاخوات بجمع بالاجماع لا يرثون مع فاذا هلك وليس له ولد ولا والد وله اخت شقيقة او لاب او لام اي شقيقة او لابي الله لام فانه قد تقدم حكمها فلها نصف ما ترك اي نصف متروكات اخيها من عقود وعقار واثاث وغير ذلك وذلك من بعد الدين وصية كما تقدم وهو اي اخوها الشقيق او الذي للاب يرثها ان لم يكن لها ولد ولم يقدر لها له. ولم يقدر له لانه عاصم فيأخذ ما لها كله ان لم يكن صاحب فرض وان لم يكن صاحب فرض ولا عاصب يشاركه او او ما قتل فروض الاخت لام في الاية الثانية من ايات المواريث وان كان الرجل يورث كلالة او امرأة او وله اخ او اخت. هناك الاخوة لام. اما هنا اية الصيف اخر اية النساء فبالاجماع المقصود بها اخوة الاشقاء والاخوة لاب نعم فان كانتاي الاختان اثنتين اي فما فوقها هما الثلثان ما تركا وان كانوا اخوة الرجال ونساء اجتمع الذكور من الاخوة لغير ام مع الاناث وللذكر مثل حظ الانثيين فيسقط فرض الاناث ويعصبهن اخوتهن يبين الله لكم ان تضلوا يبينوا لكم احكامه التي تحتاجونها ويوضحها ويشرحها لكم فضلا منه واحسانا لكي تهتدوا ببيانه وتعملوا احكامه ولئن لا تضلوا عن الصراط المستقيم بسبب جهلكم وعدم علمكم. والله بكل شيء عليم بالغيب والشهادة والامور الماضية والمستقبلة ويعلم حاجتكم الى بيان وتعليم يعلمكم من علمه الذي ينفعكم على الدوام في جميع الادمنة والامكنة اخر تفسير سورة النساء فان لله الحمد والشكر. لله الحمد والشكر. قوله يبين الله لكم ان تضلوا انوى ما بعده من الفعل المضارع مؤول بالمصدر. والمعنى يبين الله لكم الظلالة. اي احذروها لتبتعدوا عنها. نعم تفسير سورة المائدة وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا افوا العقود الاية هذا امر من الله تعالى لعباده المؤمنين بما يقتضيه الايمان بالوفو بالعقود اي باكمال وعدم نقضها ونقصها من العقود التي بين العبد وبين ربه من الالتزام عبوديته. والقيام بها اتم قياما وعدم الانتقاص من حقوقها شيء والتي بينها وبين الرسول واتباعه والتي بينه وبين الوالدين والاقارب لبرهم وصلتهم وعدم قطيعتهم والتي بينها وبين اصحابهم القيام بحقوق الصفة والغنى والفقر واليسر والعسر. والتي بينه وبين الخلق من معاملاتك البين والاجارة ونحوهم وعقود تبرعاتك للبيت ونحوها بالقيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم في قوله انما مأمور اخوة بالتناصر على الحق والتعاون عليه والتألف بين المسلمين وادب التقاطع بهذا الامر وفعلا لاطلاقها ثم قال وامتنع على عباده احلت لكم اي لاجلكم رحمة بكم بهيمة الانعام من الابل والبقر والغنم بل ربما دخل في ذلك الوحشي منها وحمر الوحش ونحوها من الصيود واستدل واستدل بعض الصحابة بهذه الاية على اباحة الجنين الذي يموت في بطن امه بعدما تذبح الا ما يتلى عليكم تحريم منها في حرمت عليكم الميتة ودموا لحم الخنزير الى اخره. الاية فان هذه مذكورة وان كانت بهيمة الانعام فانها محرمة ولما كانت اباحة البهيمة الانام عامة في جميع الاحوال ولقاة استثنى منها الصيد في حال الاحرام فقال غير محل الصيد وانتم حرمون اي وحلتكم بهيمة في كل حالة الا حيث كنتم متصلين بانكم غير محل الصيد وانتم حرم اي متجرؤون. اي متجرؤون على قتله في حال الاحرام فان ذلك لا يحل لكم اذا كان صيدا كالظباء ونحوه والصيد هو اكون متوحش ان الله يحكم ما يريد ان فمهما اراده تعالى حكم به حكما موافقا لحكمته كما امركم بالوفاء بالعقود وحسن مصالحكم ودفع مضارك والمضارع عنكم واحل لكم بهيمة الانعام رحمة بكم وحرم عليكم واستثنى منها من ذوات العوارض من الميتة ونحوها صون لكم واحتراما ومن صيد الاحرام احتراما للاحرام وعظام يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام والهدي والقلائد الاية يقول تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحلوا غير الله اي محرماته التي امركم بتعظيمها وعدم فعلها فالنهي يشمل النهي عن فعلها والنهي عن انتقاد حلها فهو يشمل النهي عن الفعل القبيح وعن اعتقاده ويدخل بيت ذلك النهي عن المحرم الاحرام ومحرمات الحرام. ويدخل في ذلك ما نص عليه بقوله ولا الشهر الحرام الا تنتهكوه بالقتال فيه وغيره من انواع الظلم كما قال تعالى ان عدة شهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم من المفسرين من يقول لا تحلوا شعائر الله انها شاملة الشعائر الزمانية الشعائر المكانية والشعائر المعنوية. واما الشهر الحرام فالمقصود بها الشعيرة الزمانية اذا في شعائر زمانية وفي شعائر مكانية وفي شعائر معنوية. الشعائر المعنوية مثل الاذان والصلوات والعيدين ونحو ذلك شعائر المكانية مثل البيت المقام إبراهيم الصفا والمروة عرفات الشعائر الزمانية هي الأشهر الحرم نعم والجمهور من العلماء على ان القتال في الاشهر الحرم منسوخ من قوله تعالى فاذا سلخ الاشهر الحرم فاقتل المشركين حيث وجدتم وغير ذلك من العلومات التي فيها الامر اغتال الكفار مطلقا في التخلف عن قتاله مطلقا وبان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اهل الطائف للعقد في ذي القعدة وهو من الاشهر الحرم وقال اخرون ان النهي عن القتال بلا شحوم غير ممسوخ لهذه الاية وغيرها مما فيه النهي عن ذلك بخصوصه وحملوا النصوص المطلقة الوارد على ذلك وقال المطلق يحمل على المقيدة فصل بعضهم فقال ابتداء القتال في الاشهر الحرم. واما استدامته وتكمله اذا كان اوله في غيرها فانه يجوز وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الطائف على ذلك لان اول قتال حنين في شوال وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود منه الدفع فاما القتال الكفار المسلمين بالقتال فانه يجوز المسلمين القتال دفعا عن انفسهم في الشهر الحرام وغيره باجماع العلماء. وقوله والهدي والقلائد اي ولا تحل الهدي الذي يهدى الى بيت الله بحج او عمرة او غيرهما من نعم وغيرها فلا تصدوا فلا تصدوها عن الوصول الى محله ولا تأخذوه بسرقة او غيرها. ولا تقصروا به او تحملوا ما لا يطيق خوفا من تلفه قبل وصوله الى محلي الى محله بل عظموه وعظموا من جاء به والقلائدة هذا نوع خاص من انواع الهدي وهو الهدي الذي يفتل له القلائد او عراة فيجعل في اعناقه اظهار لشعائر الله وحمل الناس على الاقتداء وتعليما لهم للسنة وليعرف انه هدي فيحترم ولهذا كان تقليد الهدي من السنن والشعائر المسنونة البيت الحرام اي قاصدين له يبتغون فضلا من ربهم ورضوانين من قصد هذا البيت حراما وقصده قصده فضل الله بالتجارة والمكاسب المباحثة قصد رضوان الله تعالى بحجه وعمرته والطواف والصلاة وغيرها من انواع العبادات فلا تتعرضوا له بسوء ولا تهينوه بل اكرموه وعظموه وعظموا الوافدين الزائرين لبيت ربكم ودخل في هذا الامر ودخل في هذا الامر الامر بتأمين الطرق الموصلة الى بيت الله جعل القاصدين له مطمئنين مستريحين غير خائفين على انفسهم وقتهم ما دونه ولا على اموالهم من المكس والنهب ونحو ذلك. وهذه الاية الكريمة مخصوصة بقوله تعالى ايها الذين امنوا انما المشركون نجس ولا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. فالمشرك لا فالمشرك لا يمكن من الدخول الى الحرم والتخصيص في هذه الاية النهي عن التعرظ لمن قصد البيت ابتغاء فضل الله ورضوانه يدل على ان من قصده ليلحد فيه بالمعاصي فان من تمام احترام الحرم صد من هذه حاله عن بيت الله. كما قال تعالى يعني هذا الشيخ رأيه ان هذه الاية مخصوصة. اه ولكن الصحيح انها لا لا تحتاج الى تخصيص لان قوله ولامين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا المقصود به من انتسب الى الاسلام واما من قال ان الخطاب كان لاجل المشركين فهذا صحيح لكن قوله فضلا من ربهم ورضوانا من الذي يطلب رضوان الله غير واحد نعم يمكن يطلبون فضل الله الدنيا اما الرضوان لا يطلبه الا المسلم الموحد فحينئذ لا داعي للتخصيص نعم قال ولما نهاهم عن الصيد في حال الاحرام قال واذا حللتم اصطادوا اذا حللتم من احرام الحج والعمرة فخرجتم من الحرم حل لكم اصطياد وزال ذلك التهريب والامر بعد التهريب يرد الاشياء الى ما كانت عليه من قبل. وهذه قاعدة ان الامر بعد التحريم يرد الشيء الى ما كان عليه هذه قاعدة الامر بعد التحريم يرد الشيء الى ما كان عليه. نعم قوله تعالى ولا يجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا الا يحملنكم مرظ قوم وعداوتهم واعتداهم عليكم حيث صدوكم عن المسجد حرام على الاعتداء عليهم طلبا منهم فان العبد عليه ان يلتزم امر الله ان يسلك طريق العبد ولو جني عليه او ظلم او اعتدي عليه فلا يحل له ان يكذب على من كذبوا عليه او يخون من خانه وتعاونوا على البر والتقوى ليعن بعضكم بعضا على البر وهو اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضى من الاعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الادميين والتقوى في هذا الموضع اسم جامع لترك كل ما الله تعالى ورسوله من الاعمال الظاهرة والباطنة وكل ما وكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها وخصلة من خصال الشر المأمور بتركها فان العبد مأمور بفعلها بنفسه معاونة غيره من اخوانه المؤمنين عليها بكل قول يبعث عليها وينشط لها وبكل فعل وبكل فعل كذلك. ولا تعاونوا على الاثم وهو على المعاصي التي يأثم صاحبها ويحرق ويحرج والعدوان وهو التعدي على الخط في دمائهم واموالهم واعراضهم في كل معصية كف نفسه عنه ثم اعانة غيره على تركه. واتقوا الله ان الله يشهد بعقابه على من عصاها وتجرأ على محارمه فاحذروا المحارم لان لا يحل بكم عقاب والعاجل والآجل. اذا جاء الاثم مقرونا بالعدوان فالاثم يكون في حق الله والعدوان في حق الادميين نعم قوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الاية هذا الذي حولنا الله عليه في قوله الا ما يتلى عليكم واعلمنا الله تبارك وتعالى لا يحرم ما الا صيانة للعباد وحماية لهم من الضرر الموجود في المحرمات ويبينوا للعباد الى ذلك وقد لا يبين فاخبر انه حرم الميت والمراد والميتة ما فقدت حياته بغير زكاة شرعية فانها تحرم لضررها وهو احتقان الدم في جوفها ولحمها المضر باكلها وكثيرا ما تموت بعلة تكون سببا لهلاكها فتضر بالاكل ويستثنى من ذلك مسجد الجراد والسمك فانه حلال والدموع كما قيد في الاية الاخرى ولحم الخنزير وذلك شيء من جميع اجزائه وانما نصر الله عليه من بين سائر الخبائث من لان طائفة من الكتاب احله لهم اي فلا تغتروا بهم بل هو محرم من جملة الخبائث اسم غير الله تعالى من اصنام والاولياء والكواكب غير ذلك من المخلوقين فكما ان ذكر الله تعالى يطيب الذبيحة فذكروا اسم غيره عليها يفيدها خبثا معنوية لانه شرك بالله تعالى ومنخنقة اهل الميتة بالحق بخنق بيد او حبل او ادخالها رأى سهام شيء ضيق يجوز ان اخراجه حتى تموت والموقوتة اي ميتة بسبب الضرب بعصا او حصى او خشبة. او هدم شيء عليها بقصد او بغير قصد وتردي الساقطة من علوك جبلا وجدال وسطه ونحوه فتموت بذلك. والنطيحة هي التي تنطحها غيرها فتموت وما اكل السبع من ذئب او اسد او من الطيور التي تفترس الصيود فانها اذا ماتت بسبب اكل السبع فانها لا تحل وقوله الا ما ذكيتم راجع لهذه المسائل من مخنقة وموقوتة متردية وان تستقسموا بالازلام ان يحرم عليكم الاستقسام بالازلام ومعنى استقسامه ويقدر بها وهي قداح ثلاثتك تستعمل في الجاهلية مكتوب على احدهما افعل وعلى الثاني لا تفعل وعلى الثالث غفل لا كتابة والثالث طفل لا كتابة به فاذا هم احدهم بسفن او عرس ونحوهما اجال تلك القداح المتساوية في الجرم ثم اخرج واحدا منها فان خرج المكتوب عليه افعل مضى في امره. وان ظهر المكتوب عليه لا تفعل لم يفعل ولم يمض في شأنه وان ظهر الاخر الذي لا شيء عليه اعادها حتى يخرج احد القدحين فيعمل به فحرمها الله عليهم الذي في هذا وما يشبهه وعوضهم عنه بالاستخارة لربه في جميع امورهم وهذا ما يشبه ما يفعله بعض الناس يأخذ الوردة او اوراق الشجر يقول اروح لا ما اروح اروح لا ما اروح اذا اخر شيء بقى اروح يروح اخر شيء بقى ما اروح ما اروح هذا من الاستقسام لكن صورة عصرية او ما يفعله بعض الناس على الاعداد. يقول من واحد لعشرة اذا جاء ايده على العدد الفردي يقول اروح. اذا جاء ايده على الزوج يقول لا اروح هذا كله من الاستقسام بالازلام؟ نعم قال تعالى ذلكم فسق الاشارة لكل ما تقدم من المحرمات التي حرمها الله صيانة لعباده وانها فسق اي خروج عن طاعته الى طاعة الشيطان ثم على عباده بقوله باليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون الاية. واليوم المشار اليها اليه يوم عرفة اذا اتم الله دينه ونصر عبده ورسوله اهل الشرك وانخذالا بليغا بعد ما كانوا حريصين على رد المؤمنين عن دينهم طامعين في ذلك فلما رأوا عز فلما رأوا عز الاسلام وانتصاره وظهوره الكل ليس من المؤمنين ان يرجعوا الى دينهم وصاروا يخافون منهم ويخشون ولهذا في هذه السورة هذه السنة التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر سنة عشر حجة الوداع لم يحج فيها مشرك ولم يطل بالبيت عريان. ولهذا قال فلا تخشوهم اخشون اي فلا تخشوا المشركين واخشوا الله الذي نصركم عليهم وخذلهم في نحورهم اليوم اكملت لكم دينكم بتمام النصر وتكميل الشرائع ظاهرة الباطنة والاصول والفروع لهذا كان الكتاب والسنة كافيه لكل الكفايات في احكام الدين وفروعه فكل متكلف متكلف يزعم انه لابد للناس معرفة اعقادهم واحكامهم الى علوم غير علم الكتاب والسنة من علم كلام غيره فهو جاهل مبطل في دعواه قد زعم ان الدين لا يكمل الا بما قاله ودعا اليه وهذا من اعظم الظلم وتجهيل الله ولرسوله واتممت عليكم نعمتي الظاهرة والباطنة ورضيت لكم الاسلام دينا اخترت واصطبيت لكم دينا كما ارتضيتكم فكما ارتضيتكم له فقوموا به شكرا لربكم واحمدوا الذي من عليكم بافضل الاديان واشرفها واكملها فمن الضرين الجأته الضرورة الى اكل شيء من المحرمات السابقة لقوله حرمت عليكم ميتة في مخمصة اي مجاعة غير متجانف اي ماء الى اثم لا يأكل حتى يضطر ولا يزيد في الاكل على كفايته فان الله غفور رحيم حيث اباح له الاكل في هذه الحال ورحمه بما يقيم به بنيته من غير نقص يلحقه في دينه احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ يوسف. نتأمل ايها الاخوة اية كمال الدين في سورة المائدة فيها اشارة الى ان القرآن اعظم مائدة لا يجب ان نلتفت الى موائد الشرق ولا الى موائد الغرب. والقرآن مأدبة الله كما قال ابن مسعود ثم اية كمال الدين جاءت في وسط ايات الطعام حرمت عليكم بعدين الا فمن اضطر غير باغ في وسطه في وسط الاية جاء ذكر كمال الدين اشارة الى ان الله اكمل لكم ما هو محرم عليكم فبينه وما هو حلال عليكم ولو في حال الظرورة فبين بما سوى ذلك من امور العقائد من امور الايمان من امور العبادات التي تقربكم والاذكار لا يمكن ان يغفلها رب العالمين جل وعلا ولكن الجهل بها سبب منا من انفسنا من عدم اطلاعنا على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله قال تعالى يسألونك ماذا احل لهم؟ قل احل لكم الطيبات وما علمت من الجوارح مكلفين تعلمونهن مما علمكم الله الاية. يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم يسألونك ماذا وحل لهم من اطعمة قل احل لكم الطيبات وهي كل ما فيه نفع او لذة غير ضرر بالبدن ولا بالعقل فدخل في ذلك جميع الحبوب والسماء التي في والبراغي ودخل في ذلك جميع حيوانات البحر وجميع حيوانات البر. الا ما استثناه الشارع كالسباع والخبائث من والخبائث منها ولهذا دلت الاية بمفهوم قبائل كما صنع به في قوله تعالى اية دلت هذه الاية على امر احدها لطف الله بباده ورحمته لهم حيث وسع عليهم طرق الحلال وباح لهم ما لم يزكوه الجوارح والمراد بجوارح الكلاب والفهود والصغر ونحو ذلك مما يصير بنا به او بمخلبه. والثاني انه يشترط ان يكون انه يشترط ان يكون ان تكون معلم بما يعد في العرف تعليما بان يسترسل الى بان يسترسل الى وينزجر وينزجر اذا زجر احسن الله اليكم. واذا مسك لم يأكل ولهذا قال تعلمونهن مما علمكم الله فكل مما امسكنا عليكم. اي امسك من ما اكل منه الجارح فانه لا يعلم انه لا يعلم انه امسكه على صاحبه ولعله ان يكون امسكه على نفسه. الثالث اشتراط ان يجرحه الكلب ونحوهما لقوله من الجوارح مع ما تقدم من تحريم المنخنقة فلو خنقه الكلب لم يبح هذا هذا بناء بناء على ان هذا بناء على ان الجوارح اللاتي جرحنا الصيد بانيابها ومخادها اي المحصلات للصيد والمدركات له فلا يكون فيها معنى هذا دلالة والله اعلم. الرابع جواز اقتناء كلب الصيد كما ورد في الحديث الصيع مع ان اقتناء الكلب محرم لان من لان من لا لان من لازم لازم مني لان من لازم اباحة صيده وتعليمه جواز اقتنائه وهذه قاعدة ان ما لازم الحق حق ولازم باطل باطل نعم قال الخامس طهارة ما اصابه فم الكبر من الصدر لان الله باح وامت له غسلا فدل على طهارته. هذا في حال العدو في حال ها في حال كونه ها عاديا يعدو في حال كونه يعدو يذهب اللعاب الذي فيه فيجف فاذا مسك البهيمة ومسك الصيد لا يتعلق به لعاب فلا اثر له شرعا. نعم العلم يباح صيدهما الباهر بالتعليم لا يباح صيده. السابع الاشتغال بتعليم الكلب او الطير او نحوهما ليس مدون وليس من العبث والباطل بل هو امر مقصود منه وسيلة لصيده والانتباع به. لحل صيده والانتفاع بها الثامن فيه حجة لمن اباح بائع الكلب الصيد. قال لانه قد لا يحصل له الا بذلك. التاسع في التسمية عند الاسلام الجارح وانه ان لم يسمي الله متعمدا لم يبح ما قتل الجائح. الاصل تحريم بيع الكلاب. لكن اذا كان البيع لمعنى كالحراسة او اه الصيد المعلم فجمع من اهل العلم يقول لا بأس بذلك لمعنى يباع وهو التعليم وكونه قادرا على الحراسة. لا لكونه كلب. نعم. قال العاشر انه يجوز اكل ما صانه سواء قتله الجارح ام لا وانه اذ ادركه صاحبه فانه لا يباح الا بها ثم حث تعالى على تقواه وحذر ميتان الحساب في يوم القيامة امر قد دنا واقترب فقال واتقوا الله ان الله سريع الحساب. ثم قال تعالى اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم حل لهم. الاية كررت على طيبة لبناء الجنان ودعوة للعباد الى سهر والاكثار من ذكره. حيث اباح لهم ما تدعوهم الحاجة اليه واحسن لهم الانتباه به من الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم اي ذبائح اليهود والنصارى حلال لكم يا معشر المسلمين دون باقي الكفار فان ذبائحهم لا تحل للمسلمين وذلك ان اهل الكتاب ينتسبون الى الانبياء والكتب. وقد اتفق الرسول كلهم على تحريم الذبح لغير الله انه شرك فاليهود والنصارى يتدينون بتحريم الذبح لغير الله. فلذلك ابيح الذبائح دون غيرهم مدري على ان المراد بطعامهم ذبائحهم ان الطعام الذي ليس من الذبائح كالهوب والثمار ليس فيه خصوصية بل يباح ذلك ولو كان من طعام غيرهم وايضا فانه اضاف الطعام اليهم فدل ذلك على انه كان طعمهم سيء ذبحهم ولا يقال ان ذلك للتمليك. وان المراد وان المراد الطعام الذي يملكون لان هذا يباح على وجه الغصب ولا من المسلمين وطعامكم ايها المسلمون حل لهم ان يحلوا لكم ان تطعموهم اياه واحل لكم محسن المحصنات وهي الحرائر العفيفات من المؤمنات والحرام العفيفات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اي من اليهود والنصارى وهذا مخصص لقوله تعالى ولا تنكحوا المشركات فعلى كل حال لا يباحن ولا يجوز نكاح من الاحوال مطلقا لقوله تعالى من فتياتكم المؤمنات ام المسلمات اذا كن رقيقات فانه لا يجوز عدم الطول غير العفيفات الزنا فلا يباح نكاحهن سواء كن مسلمان او كتابيات حتى حتى يتبن. لقوله تعالى اي ابحنا لكم نكاحهن اذا اعطيتوهن مهورهن فمن عزم على الا يؤتيها مهرها فانها لا تحل له. وامر وامر بايتائها اذا كانت تصلح للايتاء الا اعطاها والا اعطاه الزوج لوليها. واضافة اليه النذر معنى ان المرأة تملك جميع مهلها ان يهدي منه شيء الا ما سمحت به الازواج محصنين لسائكم بسبب حفظكم وعن غيرهن غير مسافحين ازانين مع كل احد ولا متقذ يدا وهو الزنا مع العشيق قاتلنا الزناة في الجاهلية منهم من يزني مع من كان فهذا المسافر ومنهم من يزني مع مع خدمة ومحبه. فاخبر الله تعالى ان يكون ذلك المناف العفة وان شرط التزوج ان يكون الرجل عفوا عن الزنا قوله تعالى ومن يكتب الايمان فقد حبط عمله ايها من كفر بالله تعالى وما يجب الايمان به من كتبه ووصفه او شيء من الشرائع فقد حبط عمله بشرط ان يموت على كفره قال تعالى ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حفظت اعمالهم في الدنيا والاخرة ثم قال وهو في الاخرة من الذين خسروا انفسهم واموالهم واهليهم يوم القيامة وحصنوا وحصنوا وحصلوا على الشقاوة الابدية. الذي يظهر ان هذا ما يحتاج الى قيد بشرط الموت لان حبوط العمل مرتبط بالكفر مجرد الكفر تعني حبوط العمل والاية ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله بمجرد الكفر يحبط عمله. اما هل يغفر له او لا يغفر؟ هذا ينظر ان مات الكفر لم يغفر له ويخلد في النار ان لم يغفر له ان هذا يعني فيه نظر والله اعلم يعني ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله العمل محبوب. اما هل هو يخلد في النار او لا؟ يخلد في النار ان مات عليه. هذه تحتاج الى دليل اخرى اخرى نعم ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى الروافض وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين الاية. هذه اية عظيمة قد احكام كثيرة نذكر منها ما يسره الله وسهله احد ان هذه المذكورات فيها امتثالها والعمل بها من لوازم الايمان الذي لا يتم الا به لانه صدرها بقوله يا ايها الذين امنوا الى اخرها يا ايها الذين امنوا اعملوا بمقتضى ايمانكم وما شرعناه لكم. الثاني الامر بقيام الصلاة لقوله اذا قمتم الى الصلاة. الثالث الامر بالنية للصلاة لقوله اذا قمتم الى الصلاتين بقصدها ونيتها الطهارة لصحة الصلاة ان الله امر بها عند القيام اليها والاصل في الامر وجوب الخامس ان الطهارة لا تجب بدخول الوقت وانما تجب عند ارادة الصلاة السادس وان كل ما يبلغ عليه اسم الصلاة من الفضل والنفي وفرض الكفاية وصلاة الجنازة تشترط له الطهارة وحتى السجود والمجرد عند كثير من العلماء كسجود التلاوة والشكر السابع الامر بغسل الوجه وما تحكم به المواجهة من نابت شعر الرأس المعتدلة من لحين والدغن طولا ومن الاذن الى الاذن عرضا ويدخل فيه المظلومة والاستنشاق بالسنة احسن الله اليكم ويدخل فيه المقبضة والاستنشاق بالسنة ويدخل فيه الشعور التي فيه لكن ان كانت خفيفة فلابد من ايصال الماء الى البشرة وان كانت كثيفة اكتفي بظاهرها من اهل العلم من يقول المضمضة والاستنشاق داخل بظاهر النص. فاغسلوا وجوهكم لان الانف لان الانف هو الفم من الوجه نعم قال الثامن كقوله تعالى والا بغسل مرفق التاسع من اول مسح الرأس العاشر وانه يجب مسح جميعه لان الباء ليست وانما هي المواصلة وانه يعم المسح جميع الرأس بجميع الرأس انه يكفي المسح كيف ما كان بيديه او احداهما او خفقة او خشبة او نحوها ماء لان الله اطلق المسح ونقيده بصفة فدل ذلك عن اطلاقه الثاني عشر ان الواجب المسح ولو غسل رأسه ولم يمر يده عليه لم يكفي لانه لم يأت بما امر الله به. الثالث عشر الامر بغسل رجليه الكعبي ويقال فيهما ما يقال بعشرة فيه الرد على على الرافضة على قراءة الجمهور بالنصب. وانه لا يجوز مسحهما ما دامت مكشوفتين الخامس عشر فيه اشارة الى مسك الخفين على قراءة وارجلكم وتكون كل من قرأته على معنى فعلى قراءة النصب فيها غسلهما ان كانتا مكشوفتين اذا كانت المشورتين بالخف يعني اهل السنة عملوا بالقراءتين وفازوا بالنتيجتين. واما الرافضة فهم لا يغسلون ارجلهم اذا كانت مكشوفة بل يمسحونها ولا يرون المسح على القدمين اذا كان عليهما الجورب فهم بقراءة النص معكوسا على المعنى. نعم. قال السادس عشر الامر بترتيب في وضوء لان الله تعالى ذكر اما طبتم فانه ادخل ممسوحا وهو الرأس بين الرسولين ولا يعلم ذلك فائدة غير الترتيب. السابع عشر بالاعضاء الاربعة مسميات في هذه الاية واما الترطيب بين المضمضة والوجه او بين اليمنى هنا في بلدنا حتى تظهر ثورة وهذا قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه وكثير من الائمة على اختلاف على اختلاف بعض التفاصيل ذلك النكال لهم خزي في الدنيا فضيحة واليسرى من اليدين والرجلين فان ذلك غير واجب ويستحب ويستحب تقديم المبغضة على اصل وجهه وتقديم اليمنى على اليسرى من اليدين والرجلين وتقديم مسح الرأس على مسح الاذنين بتجديد الوضوء عند كل صلاة توجد صورة المأمور التاسع عشر الامر بالغسل من بالغسل من الجنابة؟ الامر بالتجديد الوضوء عند كل كل صلاة آآ يعني هذا على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب. نعم قال رحمه الله العشرون انه يجب تعميم الغسل للبدر ان الله اضافت طهور البدر والمقصود بشيء دون شيء. الحادي والعشرون الامر بغسل ظاهر الشأن وبطنه وباطنه الجنابة الثاني والعشرون انه في الحديث انه يعيد الوضوء يصدق على من نزل المني يقظة نواما او جامع او ولو لم ينزل ولم يجد بللا فانه لا غسل عليه لانه لا غسل عليه لانه لم تتحقق منه الجنابة. الخامس وعشرون ذكر منة الله تعالى عباد مشروع التيمم السادس والعشرون ان من اسباب جواز التيمم وجود المرض الذي يضره غسله يضره غسله بالماء فيجوز له التيمم. السابع عشرون من جملة اسماء جوازه السفر اذا اذا عدم الماء فالمرض يجوز التيمم مع وجود الماء لحصول وباقيها يلوزون العدم للماء ولو كان في الحطب. الثامن والعشرون ان الخارج من بلغد ينقض الوضوء. التاسع عشر استدل بها من قال لا ينقض الوضوء الا هذان الامران فلا ينتقض بلمس من فرج ولا بغيره كما يستقظم التلفظ به لقوله تعالى التيمم الثالث والثلاثون انه معدود الماء ولو في الصلاة يبطل التيمم لان الله انما اباحه مع عدم الماء. الرابع ثلاثونه اذا دخل الوقت وليس معهما فانه يلزموه طلبه برحله وفيما قرب منه لانه لا يقال لم يجد لمن لم يطلب. الخامس والثلاثون ان من وجد ما لا يكفي بعض الطهارة بعد ذلك والثلاثون انه لا بد من نية التيمم لقوله فتيمه يقصد السامع والثلاثون انه يكفي التيمم بكل ما تصاعد على وجه الارض من تراب وغيره فيكون على هذا القول فامسحوا ايديكم اما من باب التغليب ان يكون له غبار يمسح منه ويعلق بالوجه واليدين. واما ان يكون ارسال اللفظ وانه اذا امكن الذي فيه الاربعون انه يمسح فقط دون بقية الاعضاء الى الحادي والارض ان قوله بوجوهكم شام لجميع الوجه وانه يعمه بالمسح الا انه الثاني والاربعون عند الاطلاق كذلك فلو كان يشترط لقيده في وضوء الثالث والاربعون ان الاية عامة في جوائز كلها للحدث الاكبر والاصغر بل ونجاسة البدر ان الله جعلها بدلا عن طهارة الماء واطلق في الاية وقد يقال ان السياق في الاحداث وهو قول جمهور العلماء هذه مسألة مهمة لو ان انسان جاء على بدنه على صدره على بطنه نجاسة بول مثلا. ليس عنده ما كيف يتطهر هل يتيمم فيصبح هذا التيمم طهرا للنجاسة الموجودة على بدنه وثيابه او يعبر مكان النجاسة في البدن وفي الثوب بالتراب قولان لاهل العلم. نعم قال رحمه الله الرابع والاربعون ان محل التيمم في الحديث حقدا من علوم الاية واطلاقها استأنس ان بعضنا يكفي المسح باي شيء كان بيده او غيرها لان الله قال على جوازه بكل شيء ثم يشترط ذلك في الوضوء ولان الله بدأ بمسح الوجه قبل مسح اليدين وانما هو رحمة منه بعباده ليطهرهم ويتم نعمته عليهم وآذاه. التاسع والاربعون طهارة الظاهر بالماء والتراب تكميم طهارة الباطن بالتوحيد والتوبة النصوح الخمسون وان لم يكن فيها ظرف وطهارة تدرك بالحس والمشاهدة فان فيها طاعة معنوية ناشئة عن امتثال امر الله تعالى الحادي يوصل العبد الى المنازل العالية الرفيعة ثم قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكمما وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور يأمر او ممن خلق تجني عليكم احكام العدل والفضل. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واليه المصير اي فأي شيء خصكم بهذه الفضيلة وانتم من جملة المماليك؟ ومن جملة من يرجع الى الله في الدار الاخرة فيجازيكم اعمالكم؟ ثم قال تعالى تعالى عباده بذكر نعمه الدنيا والدنيوية بقلوبهم فان في استدامة ذكرها داع لشكر الله تعالى ومحبته وامتلاء القلب من احسانه والنفس بالنعم الدينية وزيادة لفضل الله واحسانه وميثاقه واذكروا وميثاقه اي واذكروا ميثاقه الذي وثقكم به اي عهد عهده الذي عهده الذي اخذه عليكم وليس المراد بذلك انهم لفظوا يطغوا بالعدل والميثاق وانما المراد بذلك انهم بايمانهم بالله ورسوله قد التزموا طاعتهما ولهذا قال اذ قلتم سمعنا واطعنا اي سمعنا ما اوتنا بهم ايات في القرآن ما امرتنا به بالامتثال وما نهيتنا عنه بالاسناد الباطنة وان المؤمنين يذكرون في ذلك عهد الله وميثاقه عليه وتكون منهم على بال ويحرصون على اداء ما امروا به كاملا غيرنا واتقوا الله في جميع احوالكم ان الله علم ذات الصدور اي بما تنطوي عليه من الخواطر فاحذروا ان يطلع من قلوبكم على امر لا يرضاه ويصدر منكم ما يكره واعمروا قلوبكم معرفتي ومحبتي ونص عباده فانكم ان كنتم كذلك غفر لكم السيئات وضاعف لكم الحسنات بعلمه بصلاح قلوبكم ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قواما شهداء بالقسط الاية اي يا ايها الذين امنوا بما امروا امروا بالايمان به قوموا بلازم ايمانكم من تكونوا قوامين ليس لها بالقسط بان تنشط لقيام القسط. حركاتكم الظاهرة والباطنة وان يكون ذلك القيام لله وحده لا لغرض من كونوا قاصدين القسط الذي هو العد ولا الافراط والتفريط في اخوانكم ولا افعالكم وقوموا بذلك عن الطريق والبعيد والصديق والعدو واجرمنكم وان يحملنكم بغض قوم على الا تعدلوا كما يفعلوا من لا لا عنده ولا قسط بل كما تشهدون يريكم فاشهدوا عليكم كما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له ولو كان كافرا مبتدعا فانه يجب العدل به وقبول ما يأتي به من حق لانه حق لا لانه قال ولا يرد الحق لاجل قوله فان هذا ظلم للحق اعدلوه واقرؤوا للتقوى ان كلما حرصتم على العدل واستئدتم في العمل به كان ذلك اقرب لتقوى قلوبكم فان تم العدل كم كملت التقوى؟ ان الله ان الله خبير بما يعملون. بما احسن الله اليكم. ان الله امير بما تعملون فمجازيكم باعمالكم خيرها وشرها صغيرها وكبرها جزاء عاجلا واجلا ثم قال تعالى وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم والذين كفروا هو كده هو يأذن اولئك اصحاب الجحيم. اي وعد الله الذي لا يطيق الميعاد وهو اصدر القائلين المأمومين به وبكتبه ورسله واليوم الاخر. وعملوا الصالحات من واجبات العفو عنها وعن عواقبها وبالاجر العظيم الذي لا يعلم عظمه الا الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي له من قرة اعين والذين كفروا كذواتنا الدالة على الحق المبين فكذبوا بها بعدما ابانت الحقائق اولئك اصحاب الجحيم الملازمون لها ملازمة الصاحب لصاحبه ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم اختفى ايديهم عنكم واتقوا الله على الله فليتوكل يؤمنون عباده بنعمه العظيمة بالقلب واللسان وانهم كما انهم يعدون قتلهم لاعدائهم واخذ اموالهم وبلادهم وسبيهم نعمة فليعدوا ايضا انعامه عليهم كف ايديهم عنهم ورد كيدهم في نحورهم نعمة فانهم الاعداء قد هموا بامر وظنوا انهم قادر عليه فاذا لم يدركوا مقصودهم فهو نصر من الله ينبغي لهم ان يشكروا الله على ذلك ويعبدوه ويذكروه وهذا يشمل كل كل من هم بالمؤمنين بشر من كافر منافق وباغ كفى الله شره عن المسلمين فانه داخل في هذه الاية ثم امرهم ويسعون به على الانتصار على عدوهم وعدم عمرهم فقال وعلى الله فليتوكل والدنيوية ويتبرأ من حوله وقوة ويثقوا بالله تعالى ثم قال تعالى وقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا الايتين يخبر تعالى انه اخذ على بني اسرائيل مؤكدا وذكر صفة الميثاق واجرهم قاموا به واثمهم ان لم يقوموا به. ثم ذكر انهم ما قاموا به وذكر ما عاقبوا به فقال وقد الغليظ على من تحته ليكون ناظرا عليهم حاثا لهم على القيام بما امروا به مطالبا يدعوهم. وقال الله ان قبائل الذين تحملوا من اعباء ما تحملوا اني معك والنصر فان المعونة بقدر المؤنة ثم ذكر ما وثقهم عليه ما واثقهم عليه فقال لان اقمتم الصلاة ظاهرا وباطن بالاتيان ما يلزم وينبغي فيها اوي احدهما فلو سرق دون ذلك فلو قطع اليه ولعل هذا يؤخذ من لفظ السرقة ومعناها. فان لفظ السرقة اخذ اخذ الشيء على وجه لا يمكن الاحتراز منه وذلك ان يكون ومداومة على ذلك واتيتم الزكاة من مستحقيها محمد صلى الله عليه وسلم وعزرتموهم اي اي عظمتموهم واديتم ما يجولهم من الاحترام والطاعة والاخلاص وطيب المكسب فجمع لهم بين حصون المحبوب والجنة وما فيها من النعيم واندفاع المكروه بتكفير السيئات ودفع ما يترتب عليها من العقوبات فمن وبعد ذلك العهد والميثاق المؤكد بالايمان والتزامات المقرون بالتريب ذكرنا ثوابه. فقد ضل سواء السبيل اي من عن عمد وعلم. فلا فيستحق ما يستحق وهم ضالون من حرمان الثواب وحصول العقاب. فكأنه قيل ليت ليت شعري ماذا فعلوا وهل وافقوا وهل وهل وفوا الله عليه ان نكثوا فبين انهم نقضوا ذلك فقال فما نقضهم ميثاقهم اي سمع قبلهم عدة عقوبات الاولى انا لعناهم اطردناهم وبعثناهم فتنة حيث اغلقوا انفسهم وابواب الرحمة ولم يقوموا ببعث الذي اخذ عليهم الذي هو سببها الاعظم الثانية قوله وجعلنا قلوبهم قاسية ايظا مواعظ ولا تنفعها الايات والنذر. ولا ولا يرغبهم وتشويق ولا يجعلهم تخويف. وهذا من اعظم العقوبات عليه ان يكون قلبه بهذه الصفة التي لا الهدى والخير الا شرا. الثالثة انه يحرفون الكلمة من بعد مواضعه ان يبتلوا بالتغيير والتبديل فيجعلون للكلم الذي اراد الله معنى غير ما اراده الله ولا رسوله الرابعة انهم نسوا حظا مما ذكروا به فانهم ذكروا بالتوراة وما انزل الله على موسى فنسوا حظا منه. وهذا شأن نسيان علمه وانهم نسوه وضاع ولم يوجد كثير مما نساهم الله اياه عقوبة منهم منه لهم وشامل العمل الذي هو الترك فموفق ويستدل بهذا على اهل الكتاب بعض الذي قد ذكر في كتابهم او وقع في زمنهم انه مما نسوه. الخامس في الخيانات المستمرة التي لا تزال تطيعون. وفي الاية نسوا حظا مما ذكروا به في اشارة عظيمة على ان من اعظم اسباب الاختلاف والعداوة نسيان شيء من المنزل يعني ما يوجد في الامة المحمدية ولا في الامم السابقة اختلاف وتنازع الا بسبب ترك شيء من المنزل نسيان شيء من المنزل ولو مسك وتمسك الجميع واعتصموا بالمنزل ما حصل النزاع والاختلاف نعم قال الخامسة الخيانة المستمرة التي لا تزال تطلع على خائنة منهم اي خيانة لله ولعباده المؤمنين ومن اعظم الخيانة منهم كتمهم عن من يعظهم ويحسن فيهم الظن الحق ويلقاهم على كفرهم فهذه خيانة عظيمة. وهذه نغصان الذميمة حاصلة لكل ما صفاته فكل من لم يقم بما امر الله به واخذ به عليه التزام كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب والابتلاء بتأنيف الكلم وانه لا يوفق للصائب نسأل الله العافية وسمى الله تعالى ما ذكر به حظا لانه هو اعظم الحبوب. وما اعداه فانما هي حظوظ دنيوية كما قال تعالى الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم وقال في الحفظ وقال في الحظ النافع وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم هنا المقصود بالحظ يعني اه مثل ما احنا نقول يا حظي هذا المقصود بالحظ. ويمكن التفسير الاخر نسوا حظا يعني شيئا. شيئا مما ذكروا به او نصيبا مما ذكروا به. نعم وقوله الا قليلا منهم اي فانهم وفوا بما عاهدوا الله عليه وفقهم واهداهم الصراط المستقيم فاعفو عنهم واصفح اي لا تؤاخذهم ما يصدر منهم يا اذى الذي يقتضي ان يعفى واصفح فان ذلك من الاحسان والله يحب المحسنين. والاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك كانوا من الذين قالوا انا نصارى قد ميثاقهم فلسوا حظهم فارينا بينهم عداوة الى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون على الذين قالوا ان نصارى عيسى ابن مريم وزكوا انفسهم بالايمان بالله ورسله. وما جاءوا به فنقضوا العهد ونسوا حظ ما ذكروا به نسيانا علميا ونسيانا عمليا ما بينهما دعوة الى يوم القيامة بينهم من الشرور والاحن ما يقتضي بغض بعضهم بعضا. بغض بعضهم بعضا ومعاذات بعضهم بعضا الى يوم القيامة وهذا امر مشاهد فان النصارى لم يزالوا ولا يزالون في بغضهم في بغض وعداوة وشقاق وسوف ينبههم الله ما كانوا يصنعون فيما ثم قال تعالى يا اهل الكتاب الا غنى منهم امرهم جميعا ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم واحتج عليهم باية قاطعة دالت على صحة النبوة وهي انه يبين لهم كثيرا ما يخفون عن الناس حتى عن العوام لملتهم فاذا كانوا هم مشار اليهم في العلم ولا علم عند احد في ذلك الوقت الا ما عندهم. فالحريص على علم لا سبيله الا ادراكه الا منهم بيتنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا القرآن العظيم الذي بين به ما كانوا يتكاتمونه بينهم وهو امي لا يقرأ ولا يكتب من اجل الدلائل على القطع بالاساءة وذلك وذلك مثل صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم ووجود البشائر به في كتبهم وبيان اية الرجم ونحو ذلك ويعفو عن كثير ان يترك بيان ما لا ترضيه الحكمة قد جاءكم من الله نور وهو كثير من كتب التفسير قد جاء تخفون من الكتاب اول ما يذكرون انهم اخفوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حق لكن الاخطاء اهل الكتاب اعظم ما اخطوه هو اخفاء التوحيد. هذا اعظم ما اخطوه قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم اخفوا التوحيد اخفوا التحذير من البدع والضلالات التي عليها قومهم وسكتوا عليها. ثم لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم اخفوا صفته هذه صفات من من الاخفاء عندهم وليست فجأة جاءت نعم ثم قال اياه من العلم لله واسمائه وصفاته وافعاله ومن العلم باحكام شرعية واحكامه الجزائية. ثم ذكر من الذي يهتدي بهذا القرآن وما هو السب الذي من العبد للحصون ذا لحصول ذلك فقال يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ان يهدي من اجتهد وحرص على بلوغ مرضاة الله وصار قصده حسنا سبل السلام التي يسلم صاحبها من عذاب الى دار السلام وهو العلم بالحق والعمل به اجمالا وتفصيلا يخرجهم من ظلمات الكفر والبدعة والمعصية والجهل والغفلة الى نور الايمان والسنة والطاعة والعلم والذكر وكل وهذا من هداية باذن الله الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ويهديه الى صراط مستقيم. ثم قال تعالى قد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم الايات ثم لما ذكر تعالى اخذ الميثاق على اهل الكتاب على اهل الكتاب وانهم لم يقوموا على اهل الكتابين. احسن الله اليكم لما ذكر تعالى اقدم ميثاق عن اهل الكتابين وانهم لم يقوموا به بل نقضوه ذكر اقوالهم شيئا فذكر قول النصارى القول الذي ما قاله اهل غيرهم بان الله هو المسيح من شبهاتهم انه ولد ولد من غير من غير اب. فاعتقدوا فيه ان هذا عتق فاعتقدوا فيه هذا عتق للباطل مع النحو ونظيره. خلقت بلا ام وادم اولى من انه خلق بلا اب ولا ام فهلا ادعوا فيهما الالهية كما ادعوا في المسيح فدل على ان قولهم اتباع هوى غير برهان ولا شبهة قال قل فمن يملك من الله شيئا اراد ان يهلك المسيح بالمرء وامه ومن في الارض جميعا فاذا كان المذكور الامتناع عندهم يمنعهم لو اراد الله ان يهلكهم ولا قدرة ومع ذلك دل على بطلان الهية من لا يمتنع من الاهلاك ولا في قوته شيء من الفكاك ومن الادلة ان لله وحده ملك السماوات والارض يتصرف فيهم بحكمه الكونية والشرعي والجزائري وهم مملوكون مدبرون فهل يليق ان يكون المملوك العبد الها معبودا غنيا من كل وجه؟ هذا من اعظم المحال ولا وجه لاستغرابهم لخلق المسيح ابن مريم من غير اب فان الله يخلق ما يشاء من اب وام كساء بني ادم ومن شاء من اب الى ام كحواء وانساء من ام الى ام وان شاء من غير اب ولا امك ادم فنوع خليقته تعالى بمشيئته النافذة التي لا يستعصي عليها شيء ولهذا قال اكل شيء قدير. ومن مقالات اليهود والنصارى ان كل منهم ادعى دعوة باطلة يزكون بها انفسهم بان قال كل منهما نحن ابناء احباؤه والابن في لغة هو الحبيب الامين البنوة الحقيقية فان هذا ليس من مذهبهم الا مذهب النصارى في المسيح دعوا بلا برهان والفريم يعذبكم بذنوبكم وعلى هذا حتى ما جاء في الانجيل ان الله يقول لعيسى يا ابني المقصود به يا ما هو المقصود به بنوة كما هم فهموه على غباوتهم. او ارادوه على ضلالتهم فلما يخاطب الله عز وجل عيسى بكلمة ابني حتى لو فرضنا انه ثابت فالمقصود يا حبيبي لانكم انتم يطلقون كلمة الابن على الحبيب فقلتم نحن ابناء الله اذا نحن ابناء الله اي المقربون عنده. يعني المقربون عنده. كقرب الابن عند ابيه وليس المقصود البنوة الحقيقية. لذلك اليهود لا يقولون النصارى لا يقولون نحن كلنا ابونا ربنا. لا يقولون هذا الكلام الا بمعنى الابوة اي بمعنى الربوبية. نعم قال الله رد عليهم حيث دعوا ببرهان قل فلما يعذبكم بذنوبكم فلو كنتم احبابه ما عذبكم لقول الله لا يحب الا من قام واراضيه بل انتم الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا وعلى كل شيء قدير. يدعون تبارك وتعالى الذي ارسله اليهم على حين على حين فترة من الرسل وشدة حاجته اليه وهذا مما يدعو الى الايمان به وانه يبين لهم جميع المطالب الشرعية فجاءكم بشير ونذير يبشر بالثواب العاجل والاجل وبالاعمال الموجبة لذلك وصفة العاملين بها وينذر بالعقاب العاجل والاجل بالاعمال الموجودة في ذلك وصفته للعاملين والله على كل شيء قدير وصاهم احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام يعني الله عز وجل يقول قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم هم يقولون لا احد وهذا فيه تنبيه انكم تقولون ان عيسى عذب وصلب طيب اذا كان عذب وصلب ما استطاع ان يدفع عن نفسه كيف يكون الها او ابن اله جعل الله عن ذلك نعم قال رحمه الله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم الاية لما امتن الله تعالى على موسى وقومه بنجاتهم من فرعون وقومه واسلموا واستعبادهم ذهبوا قاصدين لاوطانهم ومساكنهم وهي بيت المقدس وما حولها وقاربوا وصول بيت المقدس وكان الله قد فرض عليهم جهاد عدوهم ليخرجوا وجوه من ديارهم فوعظهم موسى عليه السلام وذكرهم ليقوموا بداء قد ليقدموا على الجهاد فقال اذكروا نعمة الله عليكم بقلوبكم والسنتكم ان ذكرها داع الى محبته تعالى منشط على العبادة. اذ جعل فيكم انبياء يدعونكم الى الهدى ويحذرونكم من الهدى ويحثونكم على سعادتكم الابدية ويعلمونكم ما تكونوا تعلمون وجعلكم ملوكا تملكون امركم بحيث انه زال عنكم استعباد عدوكم لكم. وكنتم تملكون امركم وتتمكنون من اقامة دينكم واتاكم ومن نعم الدينية والدنيا وائتما لم يأت احدا من العالمين فانه في ذلك الزمان خيرة الخلق واكرمهم على الله. وقد انعم عليهم بنعم ما كانت لغيرهم فذكرهم بنعم دنيته ودنيت الداعي ذلك لايمانهم وثباتهم وثباتهم على الجهاد واقدامهم عليه. ولهذا قال يا قوم ادخلوا الارض المقدسة المطهرة التي والله لكم ما اخبرهم خبرا تطمئنوا به انفسهم ان كانوا مؤمنين مصدقين بخمر الله تعالى وانه قد كتب الله لهم دخولا وانتصارهم على عدوهم ولا ترتدوا ترجعوا على فتنقلبوا خاسرين قد خسرتم دنياكم بما فاتتكم من النصر على الاعداء وفتح بلادكم واخرتكم بما فاتكم من الثواب وما استحققتم بمعصيتكم من العقاب فقال وقوله يدل على ضعف قلوبهم وخور لنفوسهم وعدم اهتمامهم بامر الله ورسوله. قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين شديد القوة والشجاعة اي فهذا من الموانع ما من دخولها وانا لندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانها داخلون. وهذا من الجبن وقلة اليقين والا فلو كان معهم رشدهم لعلموا انهم كلهم من بني ادم وان القوي من اعانه الله بقوة من عنده فانه لا حول ولا قوة الا بالله ولعلموا انهم سينصرون عليهم اذا وعدهم الله بذلك وعدا خاصا وخار قارن بين اصحاب موسى وبين اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لما قال يا قومي ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم. هذا لفظ ولا من ام ها لفظ قال لقومه ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم. النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام انه سيدخل مكة فامر اصحابه عمرة فكلهم ذهبوا الى العمرة ولما جاءوا عند مكة منعوا وهم ذهبوا معتمرين ليس معهم سلاح ولا قتال ومع ذلك كلهم هم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على القتال واصحاب موسى يقول لهم موسى عليه السلام الله كتب لكم هذه الارض راح تدخلونه تدخلونه ما قال رأيت في المنام وتجهزوا لذلك ومع ذلك ما قاتلوا. يدلك على فضل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى فضل النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى فضل التربية وتعليمه صلوات ربي وسلامه عليه. نعم قال رجلان من الذين يخافون الله تعالى مشجعين لقومهم مناهضين لهم على قتال عدوهم واحتلال بلادهم انعم الله عليهما بالتوفيق وكلمة الحق في هذا المواطن المحتاج الى مثل كلامهم وانعم عليهم بالصبر واليقين. ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون ليس بينكم وبين نصركم عليهم الا تجزم عليهم وتدخل عليهم الباب فاذا دخلتموه عليهم فانه سينهزمون. ثم نراهم بعدة هي اقوى العدد فقالا وعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين فان في التوكل على الله وخصوصا في هذا الموطن تيسيرا لامر الامر ونصرا على العداء ودل هذا على وجوب التوكل على انه بحسب ايمان العبد يكون توكله فلم ينجح فيه هذا الكلام ولا نفع فيهم الملام فقالوا قولا لو اذلينا يا موسى انا لندخلها ابدا ما داموا فيها ما دام انت وربك ابتلاء ها هنا قاعدون. فما اشنع هذا كلاما هم ومواجهتهم لنبيهم فيه في هذا المقام الحرج الضيق الذي قد دعت الحاجة والضرورة الى نصرة نبيهم وعزاز انفسهم وبهذا وامثاله يظهر التفاوت بين سائر الامم وامة محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شاورهم القتال يوم بدر مع انه لم يحتم عليهم يا رسول الله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك. ولو بلغت بنا برك ولو بلغت بنا برك الغماد ما تخلف عنك احد. ولا نقول كما قال موسى كما قال قوم موسى لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك. يعني الصحابة يقولون النبي بس لو سرت الى برك برك الغماد او برك الغماد صرناه معك شف من المدينة الى اقصى طرف في اليمن الجبال والصحاري والوديان والوحوش والبراري لا يهمهم شيء يمشون مع النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. نعم قال فلما رأى موسى عليه السلام عتوهم عليه قال ربي اني لا املك الا نفسي واخي فلا يدان لنا بقتالهم ولست بجبار على هؤلاء فاخرق بيننا وبين القوم الفاسقين يحكم بيننا وبينهم بان تنزل فيهم من العقوبة ما اقتضت حكمته. ودل ذلك على ان قولهم وفعلهم من الكبائر العظيمة الموجة للفسق قال الله مجيبا لدعوة موسى فانها محرمة عليهم اربعة اربعين سنة يتيهون في الارض اي ان من عقوبة من نحرم عليهم دخول هذه القرية التي كتب الله لهم مدة اربعين سنة وتلك المدة ايضا يتيهون في الارض. لا يهتدون الى طريق ولا يبقون مطمئنين. وهذه عقوبة دنيوية لعل الله تعالى كفر بها عنهم ودفع عنهم عقوبة اعظم منها. وفي هذا دليل على ان العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة او دفع نعمة قد انعقد سبب وجودها او تأخرها الى وقت اخر. ولعل الحكمة في هذه المدة ان يموت اكثر هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة الصادرة عن قلوب لا صبر فيها ولا ثبات. بل قد الفت الاستعباد لعدوها ولم ولم تكن لها همم ترقيها الى ما فيه ارتقاؤها الى ما فيه ارتقاؤها وعلوها ولتظهر ناشئة جديدة تتربى عقولهم على طلب قهر الاعداء وعدم الاستعباد والذل المانع من السعادة. ولما علم الله تعالى ان عبده موسى في غاية الرحمة على الخلق خصوصا قومه وانه ربما رق لهم واحتملته الشفقة على الحزن عليه في هذه العقوبة او الدعاء لهم بزوالها مع ان الله قد حتمها قال لا تأس على القوم الفاسقين. اي لا تأسف عليهم ولا تحزن فانهم قد فسقوا وفسقوا مقتضى وقوع ما نزل بهم فلا ظلما منا في قوله تعالى فانها محرمة عليهم هنا وقف بعض القراء ان يكون التحريم التأبيد. لا يجوز ليهودي ان يدخل بيت المقدس وهو على يهوديته وفسقه وظلمه. ثم قال اربعين سنة يتيهون في الارض واما عن القراءة المعروفة فانها محرمة عليهم اربعين سنة. خطاب للموجودين يتيهون في الارض. نعم قوله تعالى واتل عليهم نبأ ابني ادم الحق الى اخر القصة يقص على الناس واخبرهم بالقضية التي جرت على ابن ادم بالحق والتلاوة اعتبروا بها المعتبرون صدقا لا كذبا وجدا لا لعبا والظاهر ان ابن ادم هما ابناه لصلبه كما يدل عليه ظاهر الاية والسياق. وهو قول جمهور المفسرين يأتي عليهم نبأهما في حال تقريبهم على القربان الذي اداهما الى الحالة المذكورة اذ قربا قربانا اخرج كل منهما شيئا من ماله لقصد التقرب الى الله فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر بان علم ذلك بخبر من السماء وبالعادة السابقة في الامم ان علامة تقبل الله للقبائل تنزل نار من السماء تحرقه قال الابن الذي لم يتقبل منه للاخر حسدا وبغي لاقتلنك فقال له الاخر مترققا له في ذلك انما يتقبل الله من المتقين فاي لي وجناية توجب لك ان تقتلني الا اني اتقيت الله تعالى لتقواها واجبة علي وعليك وعلى كل احد واصح الاقوال في تفسير المتقين هنا اي المتقين لله في ذلك العمل بان يكون عمله خالصا لوجه الله متبعين فيه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال له مخبر انه لا يريد ان يتعرض لقتل ابتداء ولا مدافعة فقال ان بسطت الى يدك لتقتلني ما انا باسطني يدي اليك لاقتلك وليس ذنبا مني ولا عجزا وانما ذلك اني اخاف الله رب العالمين واخاف لله لا يقدم على الذنوب خصوصا الذنوب الكبار فيها تخويف لمن يريد القتل وانه ينبغي لك ان تتقي الله وتخافه اني اريد ان تبوء تراجع باسمي واثمك اي انه اذا دار الامر بين ان اكون قاتلا او تقتلني فاني اؤثر ان تقتلني فتبوءك فتبوء بالوزرين كيف تكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين؟ دل هذا على ان القدم كما يزن بانه موجب للدخول في النار فلم يرتدع ذلك الجاني ولم ينزجر ولم يزل يعزم حتى طوعت له قتل اخيه الذي يقتضي الشرع والطبع احتراما فقتله فاصبح من الخاسرين دنياهم واخرتهم واصبح قد سن هذه السنة لكل قاتل ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. ولهذا ورد في الحديث الصحيح انه ما من نفس تقتل الا كان على ابن ادم الاول بدر من دمها لانه اول من سن القتل. وكذلك جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمن الفتن قال كن كخيري ابني ادم. كن كخيري ابني ادم. لا تحمل السلاح. ولو اراد الاخر قتلك نعم فلما قتل اخاه لم يدري كيف يصنع به لانه اول ميت مات من بني ادم فبعث الله غراما يبحث في الارض ان يثيرها ليدفن غرابا اخر ميتا يريه بذلك كيف يواري سوءة اخيه بدنه لان بدن الميت يكون عورة. فاصبح من النادمين وهكذا عاقبة المعاصي الندامة والخسارة. وفي هذا الى ان الطيور والبهايم والحيوانات موجودة قبل ادم عليه السلام في الارض جعلها الله هيأها لادم كما قال تعالى خلق لكم ما في الارض بما فيها الطيور والبهايم والاسماك ونحوها نعم قوله تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا الاية يقول تعالى من اجل ذلك الذي ذكرناه في قصة ابن ادم وقتل احدهما اخاه وسنه القتلى لمن بعده القت العاقبة وخيمة وخسارة في الدنيا والاخرة. كتبنا على بني اسرائيل اهل كتب السماوية انهم من قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض اي بغير حق فكانما قتل الناس جميعا الا انه ليس معه داع يدعوه الى تبييض الى التبيين وانه لا يقدم علقته الا بحق فلما تجرأ علاقته النفس التي لم تستحق القتل علي علم انه ولا فرق عنده بين هذا المقتول وبين غيره. وانما ذلك بحسب ما تدعو اليه نفسه الامارة بالسوء فتجرؤه على قتله كأنه قتل الناس جميعا وكذلك من احيا نفسا اذ تبقى احدا فلم يقتلوا مع دعاء نفسه له الى قتله. فمنعه خوف الله تعالى من قتله فهذا كأنه احيا الناس جميعا لانه ما معه من الخوف يمنعه من قتل من لا يستحق القتل. ودلت الاية على ان القتل يجوز باحد امرين اما ان يقتل نفسا من غير حق متعمدا في ذلك فانه يحل له فان يحل قتله ان كان مكلفا مكافئا ليس بوالد للمقتول واما واما ان يكون مفسدا في الارض افساده ليدين الناس ابدانهم المرتدين والمحاربين والدعاة الى البدع الذين لا يكفوا شرهم الا بالقتل. ونحن من يصول على الناس لقتلهم واخذ باموالهم وقد جاءتهم رسلنا لا يبقى معها حجة لاحد. ثم ان كثيرا منهم اي من الناس بعد ذلك بان قاطع الحجة الموجب استقامة في الارض للمسرفون في العمل بالمعاصي وفي مخالفة الذين جاءوا بالبينات والحجج. قوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله والايتين. المحاربون لله ورسوله هم الذين بارزوه بالعدو افسدوا في الارض بالكفر والقتل واخذ الاموال واخافة السبل والمشهور وان هذه الاية الكريمة للاحكام قطاع الطريق الذين يعرضون الناس في القرى والبوادي فيغصبونهم اموالهم ويقتلونهم ويخيفونهم فيمتنع الناس من سلوك الطريق التي هم بها فتنقطع بذلك فاخبر الله ان جزاءهم ونكالهم عند اقامة الحج عليهم ان يفعل بهم واحد من هذه الامور واختلف واختلف المفسرون هل ذلك على التخيير؟ وان كل قاطع طريقا يفعل به يفعل به الامام هذه الامور المذكورة وهذا ظاهر اللفظ او ان عقوبتهم تكون بحسب جرائم فكل جريمة لها قسط يقابلها كما تدل عليه الاية بحكمتها وموافقتها لحكمة الله تعالى انهم ان قتلوا واخذوا مالا تحتم قتلهم وصلوا حتى يشتهروا ويختزوا ويرتدع غيرهما ان قتلوا ولم يأخذوا ماله حتى قتلهم فقط عمالا ولم يقتلوا حتى ما تقطع ايديهم وارجلهم من خلافه اليد اليمنى والرجل اليسرى وان اخافوا الناس ولم يقتلوا ولا اخذوا مال النفوا من الارض فلا يتركون ولهم في الاخرة عذاب عظيم. فدل على هذا على فدل هذا انقطع الطريق من اعظم الذنوب موجب لفضيحة الدنيا وعذاب الاخرة وان فاعل محارب لله ولرسوله. واذا كان هذا عشان نعظ واذا كان هذا شأن عظم هذه الجريمة علم ان تطهير الارض من المفسدين وتأمين السبل والطرق عنقته واخذ الاموال اخافة الناس من اعظم الحسنات واجل الطاعات انه اصلاح في الارض كما ان ظده وافساد في الارظ الا الذين اتاهوا من قبل ان تقدروا عليهم اي من هؤلاء المحاربين فاعلموا ان الله غفور رحيم فيسقط عنه ما كان لله من تحكم الغتر والصلب احفظ عيوننا في يوم حق الادمية ايضا ان كان المحارب كافرا فان كان المحارب مسلما فان حق الادمي لا يسقط عنه من قتل واخذ المال. ودل مفهوم الاية على ان توبة بعد القدرة عليه انها انها لا تسقط عنه شيئا. والحكمة في ذلك ظاهرة واذا كانت التوبة قبل القدرة عليه تمنع من اقامة الحد في الحرابة فغيرها من الحدود اذا تاب من فعلها قبل القدرة عليه من باب اولى. هذا قياس لطيف من الشيخ ان حد الحراب وهو من اعظم الحدود عقوبة اذا كانت تسقط بتوبة المحارب قبل القدرة عليه بقية الذنوب من باب اولى. نعم قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون هذا امر من الله تعالى لعباد المؤمنين ما يقتضيه الايمان من تقوى الله تعالى من سخطه وغضب ذلك من العبد هو يبدو لغاية ما يمكنه من القدور في الابتلاء ما يسخطه ما يسخطه الله من معاصي القلب واللسان والجواهر والجوارح الظاهرة والباطنة استعينوا بالله على تركها لانجو بذلك من سخط الله وعذابه. وابتغوا اليه الوسيلة للقرب منه والحظوة لديه والحب له وذلك باداء فرائضه القلبية الحب له وفيه والخوف والرجاء والانابة والتوكل والبدنية كالزكاة والحج. والمركبة من ذلك الصلاة ونحوها من انواع القراءة والذكر ومن انواع الاحسان والخلق بالمال والعلم والبدن والنصح لعباد الله فكل هذه الاعمال تقرب الى الله تعالى ولا يزال العبد يتقرب بها الى الله حتى يحبهم اذا احبه وكان سمعه الذي يسمع به بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ويستجيب الله له الدعاء. ثم خص تبارك وتعالى من عبادة المقربة اليه الجهاد في سبيله وبذل الجهد في قتال الكفار بالكافرين بالمال والنفس والرأي واللسان السيد نصر دين الله بكل ما يقدر عليه العبد لان هذا النوع من اجل طاعة وافضل القربات. ولان من قام به فهو على القيام بغير احرى واولى لعلكم تفلحون اذا اتقيتم الله تعالى ابتغيتم الوسيلة الى الله بفعل الطاعة وجاهدتم في سبيلك ومرضاته والفلاح وهو الفوز والظفر بكل مطلوب. وهو الفوز والظفر بكل مطلوب مرغوب النجاة من كل مرهوب فحقيقته السعادة الابدية والنعيم المقيم الوسيلة معناها القرب. ابتغوا اليه الوسيلة اطلبوا اليه القرب ولا يمكن ابتغاء القرب الى الله الا بما شرعه الله. فاي وسيلة غير ما شرعه الله فهي تبعد كان عن الله ولا تقربه. نعم قوله تعالى ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثلهم معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة الايتان قلت على شناعة حال الكافرين بالله يوم القيامة وماليهم الفظيعة لو ابتدأوا من الله من عذاب الله من الارض ذهبا ومثله معه ما تقبل منهم ولا يفهذا لان محل الابتداء قد فاته ولم يبقى الا العذاب الاليم موجع الدائم الذين يخرجون منه بل هم ماكثون في سرمدا. قوله تعالى والسارقة والسارقة والقائدية هما الايات السارق هو من اخذ المال غيره المحترم خفية من غير ومن كبائر الذنوب الموجبة لترتب العقوبة الشنيعة وقطع اليد اليمنى. كما هو في قراءة بعض الصحابة وحد اليد عند الاطلاق من الكوع فاذا سلق قطعة يده حسمت في يد وحسمت في زيت لتنسد العروق فيقف الدم ولكن السنة قيدتها عموم هذه الايات من عدة اوجه. منها ولابد ان تكون السريغة من حزن وحرز كل مال ما يحفظ به عادة فلو سرغ من غير حزن فلقطع عليه ومنها انه لابد ان يكون مسنوغ الاصابة وهو ربع دينارين او ثلاثة دراهم او ما المحرزا فلو كان غير محرز لم يكن ذلك سرقة شرعية. ومن الحكمة ايضا ان لا تقطع اليد في الشيء النذر فلما كان لابد من التقدير كان التقدير الكتاب والحكمة بقطع يده في السرقة ان ذلك حفظ للاموال والاحتياط لها وليقطع العضو الذي صدرت منه الجناية. فان عاد السارق قطعت رجله اليسرى فان عادة فقيل تقطع يده اليسرى ثم رجله اليمنى وقيل يحبس حتى الموت. قال بعض الملاحدة معترظين على الشرع يد تقطع في ربع دينار وديته نصف دية الانسان هذا تناقض فكان شيخنا عبد المحسن العباد دفع الله به العباد والبلاد كثيرا ما اذا جاء هذه المسألة يذكر هذا ثم يقول لما كانت شريفة اليد كانت ذات قيمة ولما صارت وضيعة ها اصبحت وضيعة. تقطع بربع دينار هذه الشريحة هذه الشريعة الشريعة واظحة لها قيمة اذا كانت شريفة تذهب قيمتها وتصبح هذه اليد هدرا اذا اصبحت وضيعة تسرق. نعم وقوله جزاء بما كسب لذلك القطع جزاء للسارق بما سرقه من اموال الناس لكال من الله تكيلا وترهيبا للسارق ولغيره ليرتجع السراق اذا علموا انهم سيقعون اذا والله عزيز حكيم اعز وحكم فقطع السارق. فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم فيغفر لمن تاب فترك الذنوب واصلح الاعمال والعيوب وذلك ان الله له ملك السماوات والارض فيتصرف فيهما بما شاء من التصاريف القدرية والشرعية والمغفرة والعقوبة بحسب حكمته ورحمته الواسعة ومغفرته قوله تعالى يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم الايات كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشد حرصه على خلقه يشتد حزنه لمن يظهر الايمان ثم الكل يرشده الله تعالى الى انه لا يأسى ولا يحزن على امثال هؤلاء. فان هؤلاء لا في العير ولا في النفير ان حضروا ولم ينفعوا وان غابوا لم يفقدوا ولهذا قال مبين لعدم الحزن عليهم فقال من الذين قالوا امنا بافواههم فان الذين فان الذين يسعى ويحزن عليهم من كان معدودا من المؤمنين ومؤمنون ظاهرا وباطنا وحاشا لله ان يرجع هؤلاء عن دينهم ويرتدوا. فان الايمان اذا خالطت فشاته القلوب لم يعدل به صاحبه غيره ولم يبغض به بدلا ومن الذين هادوا اليهود سماعون للكذب السماعون لقوم اخرين لم يأتوك اي مستجيبون مقلدون لرسائم امرهم على الكذب والضلال والغيث وهؤلاء الرؤساء المتبوعون لم يأتوك بل اعرضوا عنك وفرحوا بما عندهم من الباطل وهو تهريب الكلم عن مواضع جلبهم عن الالفاظ ما ارادها الله ولا قصدها لا للخلق ولدفع الحق. فهؤلاء المنقادون للدعاة الى الضلال المتبعون للمحال الذين يأتون بكل كذب لا عقول لهم ولا همم فلا تبالي ايضا اذا لم يتبعوك لانه في غاية النقص والنقص لا يأبه له ولا يبالى به. نعم هؤلاء في غاية الضلال المتبعين للمحال اليهود متبعون للمحال ولا ريب وتأملوا معي انهم يعني يحرفون الكلم وهذا يوجد في بعض المنتسبين الى الاسلام يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة يقول سلوني بجاهي. منين جبت هذا؟ هذا من تحريف الكلم. من ابوه اليهود نسأل الله السلامة والعافية. نعم قوله تعالى يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوا فاحذروا اي هذا قولهم عند محاكمتهم اليك لا قصد لهم الا اتباع الهوى يقول بعضهم لبعض حكم لكم محمد بهذا الحكم الذي يوافق هواكم فاقبلوا حكمه وان لم يحكم لكم به. فاحذروا ان تتابعوه على ذلك وهذا فتنة واتباع مات هو الانفس ومن يريد فتنته فلن تملك له من الله شيئا. كقوله تعالى انك لا تهدي ما نحوت ولكن الله يهدي من يشاء اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم اي صدر منهم ما صدر. فدل ذلك على ان من كان مقصوده بالتحكم في الحكم الشرعي اتباعها وهو انه ان حكم له رضي وان لم يحكم له سخط فان ذلك من عدم طهارة قلبه كما ان من حاكم وتحاكم الى الشرع ورضي به وافق هواه او خالفه. ودل على ان طاهرة القلب سبب لكل خير وهو اكبر داء الى كل قول رشيد وعمل سديد لهم في الدنيا خزي اي فضيحة وعار ولهم في الاخرة عذاب عظيم وهو النار وسخط الجبار سماعون للكذب والسمع ها هنا والسمع ها هنا سمع استجابة اي من قلة دينهم وعقلهم من استجابوا لمن دعا من قول الكذب اكالون للسحت ايمان مما يقضونه على سفلتهم واعوامهم من المعلومات والرواتب التي بغير الحق. فجمع بين الاتباع للكذب واكل الحرام فان جاؤوك فاحكم بينهما واعرض عنهم فانت مخير وبذلك وليست هذه مسوخة فانه عند تحكم هذا الصنف اليه يخير بين ان يحكم بينهما او يرضى عن الحكم بينهم بسبب ان لا انه لا قصد له في الحكم الشرعي ان يكون موافقا لاهوائهم وعلى هذا فكل مصلحة ومتحاكم الى عالم يعلم من حاله انه ان حكم عليه لم يرضى لم يجب الحكم ولا الابتاء لهم فان حكم بينهم وجب ان يحكموا بالقسط ولهذا قال وان تعرض عنه فلن يضروك شيء وان حكمت تحكم بينهم بقصد ان الله يحب المقسطين. حتى ولو كانوا وظلمة وعدا فلا يمنع كذلك من العدل في الحكم بينهما وفي هذا بيان فضيلة العدل والقسط بالحكم بين الناس وان الله تعالى يحبه ثم قال متى ثم قال متأدبا ثم قال متعجبا منهم وكيف يحكمونك وعندهم التوراة هي حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك واولئك بالمؤمنين فانهم لو كانوا مؤمنين عاملين ما يقتضي الايمان ولم يصدفه عن حكم الله الذي في التوراة التي بين ايديهم الا لعل الا لعلهم ان يجدوا عندك ما يوافق اهواءهم وحين حكمت بينهم بحكم الله الموافق لما عندهم ايضا لم يرضوا بذلك بل اعرضوا عنه فلم يرتضوها اذا قال تعالى وما اولئك الذين هذا صنعوا مؤمنين اي ليس هذا دأب المؤمنين وليسوا وليسوا حريين بالايمان لانهم جعلوا الهتهم اهواءهم وجعلوا احكام الله وجعلوا احكام الايمان تابعة لاهوائهم قوله تعالى ان انزل التوراة على موسى ابن عمران عليه السلام فيها هدى يهدي الى الايمان والحق ويعصي من الضلالة ونور في ظلم الجهل والحيرة والشكوك والشبهات الشواهد كما قال تعالى ولقد اتينا موسى وهارون وضياء وذكر للمتقين يحكم بها بين الذين هادوا اي اليهود في القضايا والفتاوى والنبيون الذين اسوا الله من لاوامره الذين اسلامهم اعظم الاسلام غيرهم وهم صفوة الله من العباد فاذا كان هؤلاء النبي والكرامة الانام قد اقتدوا بها واتموا ومشوا خلفه فما الذي منع هؤلاء الاظالم اليهود من الاقتداء بها؟ وما الذي اوجب لهم ان ينبذوا اشرف ما فيها من الايمان محمد صلى الله عليه وسلم؟ الذي لا يقبل عمل ظاهر ولا باطن الا بتلك العقيدة هل لهم امام في ذلك؟ نعم لهم ائمة دأبهم التهريف واقامة رئاستهم ونصب بين الناس والتأكل بكتمان الحق واظهار الباطل الضلال الذين يدعون الى وقوله والربانيون والاحبار وكذلك يحكم بالتوراة الا الذين هادوا ائمة الدين من الربانيين من المعلمين الذين يربون الناس باحسن تربية ويشركون معهم مسك الانبياء المشفقين والاحبار. اي العلماء الكبار الذين يقتدى باقوالهم اسارهم ولهم لسان صدق بين اممهم. وذلك الحكم الصادر من الموافق للحق ما ما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء بسبب ان الله احفظهم على كتابه واجعل امنا علي وهو امانة عندهم اوجب عليهم حفظا من الزيادة والنقصان والكتمان وتعليمه لمن لا يعلمهم شهداء عليه بحيث انهم مرجوع فيه وفيما اجتمع للناس منه فالله تعالى قد حملها اهل العلم ما لم يحمله الجهال. فيجب عليهم القيام باباء ما حملوا الا يقتدوا بالجهال بالاخلاج الى البطالة والكسل لا يقتصر على مجرد العبادات القاسرة على انواع الذكر والصلاة والزكاة والحج والصوم ونحو ذلك من الامور التي اذا قام بها غير اهل العلم. سلموا ونجوا ونجوا واما اهل كما انهم مطالبون بقيام ما عليهم انفسهم فانه مطالبون ان يعلموا الناس. وينبهوهم على ما يحتاجون اليه من امور دينية خصوصا امور الاصول والتي فروقها والا يخشون الناس ويخشون ربهم ولهذا قال فلا تخشون الناس يخشون ولا تشتروا باياتي فمن قليل فتكتم الحق وتظهر الباطل لايدي متاع الدنيا القليل الى سمع منها العالم فهو من توفيقه فهو من توفيقه وسعادته بان يكون همه الاجتهاد في العلم والتعليم ويعلم ان يعلم ان الله قد استحفظه بما اودعه من العلم واستشهده عليه وان يكون خائفا من ربه ولا يمنعه خوف الناس وخشية من القيام بما هو لازم له وان لا يؤثر الدنيا على الدين كما ان علامة شقاوة العالم كما ان علامة شقاوة العالم ان يكون مخلدا للبطالة غير غائم بما امر بما امر به ولا مبالي بما استحفظ عليه وقد اهمله واضاعه وقد باع الدين بالدنيا قد ارتشى في احكامه واخذ المال على فتاويه ولم يعلم عباد الله الا باجرة وجعلة فهذا قد من الله عليه منة عظيمة كفرها ودفع حظا جسيما محروما منه غيره فنسألك اللهم علما نافعا وعملا متقبلا وان ترزقنا العفو والعافية من كل الا ان يا كريم امين قوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله من الحق المبين وحكم بالباطل الذي يعلمه لغرض من اغراضه الفاسدة فاولئك هم الكافرون بغير ما انزل الله من اعمال اهل وقد يكون كفرا ينقل عن الملة وذلك ان اعتقد حله وجوازه وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب. ومن اعمال الكفر قد استحق ممن فله العذاب الشديد. قوله تعالى الذين اسلموا الذين هدوا الربانيين الاحبار فان الله اوجب عليهم ان النفس اذا قتلت تقتل بالنفس بشرط العمد والمكافأة والعين تقلب بالعين والاذن تؤخذ بالاذن والسن ينزع بالسن ومثل هذه ما اشبهها من الاضراب التي يمكن الاختصاص منها بدون حيف والجروح قصاص والاقتصاص ان يفعل بها كما فعل فمن جرح غيره عمدا من الجارح جرحا مثل جرحه حدا وموضعا وطولا وعرضا وعمقا تصدق بالقصاص في الناس وما دونها من الاطراف والجروح بان عبا عمن جنى وثبت له الحق قبله. اي كفارة للجاني لان الادمي عفا حقه والله تعالى احق اولى بالعفو عن الحق وكفارة ايضا عن العافي. فانه كما عفا عمن جنى عليه او على من يتعلق به فان الله يعفو عنه وجنايته. ومن لم يحكم بما انزل الله اولئك هم الظالمون. قال ابن عباس كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق فسق فهو ظلم اكبر عند استحلاله عظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له قوله تعالى وقفينا على مصدقا لما بين يديه من التوراة اتبعنا هؤلاء الانبياء والمرسلين الذين يحكمون بالتوراة بعبدنا ورسولنا عيسى ابن مريم رح الله وكلمته التي القاها الى مريم بعثه الله لما بين يديه من التوراة وهو شاهد لموسى ولما جاء به. ولما جاء به من التوراة بالحق والصدق مؤيد لدعوته يحاكم بشريعته وموافق له في اكثر الامور الشرعية وقد يكون عيسى عليه السلام خف في بعض الاحكام كما قال تعالى عنه انه قال ابن اسرائيل وليحل لكم بعض الذي عليكم واتيناه الانجيل كتابا عظيما واتمم التوراة فيه هدى ونور ويهدي الى الصراط المستقيم يبين حقا بالباطل مصدقا لما بين يديه من التوراة بتثبيتها كهادتي لها والموافقة وهدى وموعظة للمتقين فانهم الذين ينتفعون بالهدى ويتعظون بالمواعظ وليحكم اهل الدين ما انزل الله فيه ان يلزمه التقيد بكتابهم ولا يجوز لهم العدول عنه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون احسنت بارك الله فيك. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك