باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فان مظاهر سماحة هذا الدين وتحقيقه للمقاصد العظيمة التي تعود على الناس التي تعود على الناس بالنفع في دنياهم واخرتهم كثيرة متعددة ومما جاءت به الشريعة في هذا الباب الرغبة المؤمنين في ان يكون عندهم يقين بان يكون عندهم طمأنينة في قلوبهم واستقرار للعلم في هذه القلوب فهذا اليقين مطلب جاءت به الشريعة ولذلك اثنى الله عز وجل على اولئك الذين يكونوا عندهم يقين قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فالامامة في الدين يشترط لها ان يكون عند الانسان يقين وقال الله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين يعني لا شك فيه يهتدي به المتقون ثم ذكر لهم صفات ومن تلك الصفات انهم وبالاخرة هم يوقنون ثم قال اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ويقول الله عز وجل مبينا ان اليقين من مقاصد هذه الشريعة يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون الى غير ذلك من النصوص الشرعية وبهذا تعرف الفرق بين هذا الدين القويم الذي يبنى على اليقين وبين تلك المناهج والنظريات والطرائق التي تبنى على الشك فحينئذ نقول ايهما اولى بالبناء ان نبني نفوسنا على الشك او على اليقين والعلم هل يبنى على الشك او على اليقين وايهما المقصود لذاته؟ الشك او اليقين فالشريعة قد جاءتنا ببناء احكامها على اليقين. قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون فبين ان عدم اليقين ليست من طرائق اهل الاسلام وانما من طرائق المخالفين. الذين ليس لديهم يقين وانما عندهم شكوك وظنون وتوهم واما اليقين فليس من صفاتهم كما ذكر الله عز وجل عنهم انهم يقولون ان نظن الا ظن وما نحن بمستيقنين وقد جاءت الشريعة بوسائل متعددة لتحصيل اليقين ومن ذلك التفكر في الايات الكونية العظيمة الشأن البديعة الدالة على صنع الله جل وعلا واتقانه. كما قال تعالى ان في السماوات والارض لايات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة ايات لقوم يوقنون يقول الله جل وعلا وفي الارض ايات للموقنين كذلك من اسباب تحصيل اليقين قراءة القرآن وتدبر فيه والتفكر في حججه فان بعض المخالفين لهذا الدين يظنون ان القرآن مجرد صياغة سمعية ليس فيه ادلة عقلية وهذا ظن خاطئ بل القرآن من اعظم الكتب التي اشتملت بل هو اعظمها على الاطلاق. اعظم الكتب التي اشتملت على الحجج العقلية المقنعة كما ان هذا القرآن فيه انواع التأثيرات على النفوس بما لا تجده في غيره من اه الكتب ولذلك امر الله عز وجل بتدبر هذا القرآن قال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب كذلك من الاسباب التي تجعلك توقن بفظل الله عليك ان تتفكر في نعم الله عليك كم من نعمة انعم بها عليك رب العزة والجلال لم يشاركك لم يشاركك فيها امثالك و زملاؤك الذين كنت معهم بالامس انفرد كل واحد منهم بنعمة عن الاخر وبعضهم وانت انفردت عنهم بنعم متعددة وحينئذ يجعلك ذلك توقن بفظل الله عز وجل عليك. وبعظم رب العزة والجلال. قال تعالى الم تروا ان الله سخر ولكم ما في السماوات وما في الارض واصبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة هكذا ايضا من الاسباب التي تجعلك توقن النظر في عواقب الامم السابقة عواقب المكذبين كيف نزلت بهم انواع العقاب مع انهم كانوا يظنون ان لديهم منعة وان عندهم قدرة يتمكنون بها من رد هذا العقاب قال تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك كذلك اذا علم العبد ان القلب بيد رب العزة والجلال فانه حينئذ يرجو ربه ان يثبت قلبه على اليقين قال تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هكذا الاكثار من ذكر الله عز وجل تسبيحا وتهليلا وحمدا يثبت اليقين في قلبك كذلك من الاسباب التي تدعوك الى تحصيل اليقين ان تفكر في قدرة رب العزة والجلال يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك يقول تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق كذلك من اسباب تحصيل اليقين الا نغتر بهذه المظاهر المؤقتة فانا الاغترار بها يجعلك تبتعد عن اليقين لانك نظرت الى البهارج ولم تنظر الى الثوابت كذلك من اسباب تحصيل اليقين ان يكون الانسان صادقا فان الصادق يكون مطمئن القلب يتيقن قلبه ما يصل اليه من معلومات. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصدق طمأنينة كذلك من اسباب تحصيل اليقين ان نترك المتشابه فاذا كان هناك لفظ يدل لفظ نفهم منه معنيين ونعلم ان احد المعنيين حق وان الاخر باطل فاننا نرد هذا النص الى النصوص المحكمة التي لا تدل الا على معنى واحد ولذلك قال الله عز وجل عن الراسخين في العلم وقال الراسخون في العلم امنا به كل من عند ربنا يعني المتشابه والمحكم ولذلك وهم يردون المتشابه الى المحكم كذلك من اسباب تحصيل اليقين الا نلتفت الى صيحات الاعداء الذين يريدون ان يرهبونا ويريدون ان يزيلوا عنا اليقين والقطع والطمأنينة بكلام لا قيمة له ولا ثمرة له ولذلك انظر في غزوة حمراء الاسد لما قال عبدالله بن ابي ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. يعني قد جاءت الجنود الكثيرة تريد ان تستأصلكم يريد ان يزرع الخوف والرعب في قلوبهم لكنهم لم يستجيبوا لذلك. قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فزادهم ايمانا. ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل كذلك من اسباب تحصيل اليقين العلم الشرعي بالرجوع الى مصادر الشريعة وكذلك بالرجوع الى علماء الشريعة كما قال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم اليقين والجزم باخبار الله عز وجل يحصل عنها طمأنينة القلب واستقراره وعدم تحركه وقلقه واضطرابه مهما حاول من يحاول اضطراب هذا القلب كذلك اليقين يكون من اسباب اتصاف الانسان بصفة الصبر بحيث يصبر على ما يأتيه من اقدار الله المؤلمة ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا فالمقصود ان اهل الايمان يقدمون اليقين ويطلبون اليقين. واما الشك فليس مطلوبا لهم بل هم يريدون ازالة هذا الشك ان الشكوك لا يبنى عليها شيء من الاحكام اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة اللهم ارزقنا اليقين اللهم ارزقنا الطمأنينة والسكينة. اللهم يا حي يا قيوم اجعلنا نتيقن صدق اخبارك واخبار رسولك صلى الله عليه وسلم هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني اسلامي وايماني وايماني وزمن