بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال الشيخ الحاكم النبوي رحمه الله تعالى رياض الصالحين من باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقا عبد الله بن الشخيري رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بجوفه ازيز كازيز مرجل من البكاء. حديث صحيح رواه ابو داوود والترمذي في الشمال باسناد صحيح عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ابن كعب رضي الله عنه ان الله عز وجل امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا. قال وسماني؟ قال نعم. فبكى متفق عليه وفي رواية فجعل ابي يبكي بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال اتيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره ازيز كازيز المرجل العزيز هو الصوت او خليم خنين يكون في الصدر من البكاء قال كازيز المرجل يعني كالقدر الذي يغلي يعني انه عليه الصلاة والسلام صار له صوت يعني لبكائه صوت كصوت القدر الذي يغلي من شدة خضوعه وخشوعه لله في هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا بيان ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الخشوع والخضوع لله عز وجل ومنها جواز البكاء في الصلاة من خشية الله وان الصلاة لا تبطل بذلك وكذلك ايضا على القول الراجح لو بكى من غير خشية الله البكاء الذي يكون بغير اختيار من الانسان سواء كان من خشية الله او من غير خشية الله فانه لا يبطل الصلاة ولو بان حرفان بان كل محظور جعله الانسان في صلاته جاهلا او ناسيا او مكرها فانه لا يؤاخذ به ولا يؤثر ذلك على صلاته في عموم قول الله تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال الله قد فعلت وقال عز وجل وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. ولكن ما تعمدت قلوبكم وقال عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان اما الحديث الثاني حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بن كعب ان الله امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا. يعني سورة لم يكن الذين كفروا كاملا. يعني سورة قال ابي ابن كعب رضي الله عنه وسماني يعني تعجب من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هذاك ابي بن كعب رضي الله عنه وانما بكى اما فرحا وسرورا بان البكاء قد يكون من شدة الفرح والسرور واما خوفا وخشية من ان يقصر في شكر هذه النعمة. التي انعم الله تعالى بها عليه ففي هذا الحديث فوائد منها جواز قراءة القرآن على المفضول ومنها ايضا منقبة لابي ابن كعب رضي الله عنه من وجهين الوجه الاول ان الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ عليه سورة البينة بخصوصه والوجه الثاني ان الله تعالى عينه وسماه للرسول عليه الصلاة والسلام ولا ريب ان هذه منقبة عظيمة وشرف عظيم وفيه ايضا دليل على جواز بل مشروعية البكاء من خشية الله تعالى لانه ابي ابن كعب لما قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة وبين ان الله تعالى امره بذلك وسماه باسمه بكى خشية لله وخضوعا له عز وجل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد