بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال وقوله باب قول الله تعالى ولئن ادقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولان رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. باب قول الله تعالى ولان اذقناه رحمة منا من بعد ظراء مسته ليقولن هذا لي بمعنى انه لا يعترف بمنة الله عليه وان الله ابرأه من من اه المرض فيقول هذا انا استحقه يستحقه على الله سبحانه وتعالى ويجحد نعمة الله عليه والعياذ بالله نعم وقال الشارح الشيخ عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد قال ذكر المصنف رحمه الله عن ابن عباس وغيره من المفسرين في معنى هذه الاية وما بعدها ما يكفي في المعنى ويشفي قال المصنف رحمه الله قال مجاهد ليقولن هذا لي هذا بعملي وانا محقوق به وقال ابن عباس يريد من عندي وقوله قال انما اوتيته على علم عندي قال قتادة على علم مني بوجوه المكاسب نعم ويجحد نعمة الله عليه وهذا نقصان في التوحيد فان الاعتراف بنعمة الله وان النعم من عند الله هذا من التوحيد واضافة النعمة الى العبد وانها من من سعيه وكسبه هذا من الشرك بالله عز وجل نعم وقال اخرون على علم من الله اني له اهل وهذا معنى قول المجاهد اوتيته على شرف نعم والمعنى الثاني على علم من الله اني استحقه فيجحد فضل الله عليه يجحد فضل الله عليه وينسب النعمة الى انه مستحق لها وليس لله فضل عليه فيها نعم وليس فيما ذكروه اختلاف وانما هي افراد المعنى نعم الاية لها عدة تفاسير هذا يدل على ان هذه الاية لها عدة تفاسير نعم وليس فيما ذكروه اختلاف وانما هي افراد المعنى قال العماد ابن كثير رحمه الله في معنى قوله تعالى ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم بل هي فتنة يخبر ان الانسان في حال الظر يضرع الى الله تعالى وينيب اليه ويدعوه ثم اذا خوله نعمة منه طغى وبغى وقال انما اوتيته على علم اي لما يعلم الله من استحقاق له ولولا اني عند الله حظيظ لما خولني هذا اي نعم فيجحد نعمة الله عليه وينسب هذا الى استحقاقه على الله هذه النعمة فهذا من كفران النعمة والعياذ بالله. نعم قال الله تعالى بل هي فتنة اي ليس الامر كما زعم بل انما انعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما انعمنا عليه ايطيعوا ام يعصي مع علمنا المتقدم بذلك فهي فتنة اي اختبار نعم فهي فتنة هذا الكلام فتنة انه اعجب بنفسه قال وجحد نعمة الله عليه وقال هذا حقي على الله انا مستحقه وهذا لا شك انه مخل بالعقيدة مخل بالتوحيد نعم ولكن اكثرهم لا يعلمون. فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون ما يدعون فهذا القول هذا ليس عن علم وانما هو من عن جهل بحق الله سبحانه والاعتراف بنعمته. نعم قد قالها الذين من قبلهم. قد قال هذه المقالة انهم انها ان هذه النعم يستحقونها فلم يعترفوا بفظل الله سبحانه وتعالى فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون آآ الكسب نعمة من الله وليس هو استحقاق للعبد على الله نعم. وقد قالها الذين من قبلهم اي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوة كثير ممن سلف من الامم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون اي فما صح قولهم ولا نفعهم جمعهم وما كانوا يكسبون. نعم جحدوا نعمة الله وانكروا فظله وهذا مخل بالعقيد عقيدة التوحيد لان من من معاني توحيد الله الاعتراف بنعم الله سبحانه وتعالى على العبد وان الله من بها عليه وليست من كسبه وليس هو مستحق لها على الله سبحانه وتعالى والله لا يجب عليه حق من خلقه وانما هو حق اوجبه على نفسه سبحانه وتعالى. فاصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء اي من المخاطبين سيصيبهم سيئات ما كسبوا اي كما اصاب اولئك وما هم بمعجزين نعم فهم تكبروا ان يعترفوا بنعمة الله عليهم فهذه سنة من سنن الجاهلية قد قالها الذين من قبلهم اي من قبل امة محمد صلى الله عليه وسلم امة الدعوة فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون لما جاء امر الله سبحانه وتعالى ونزلت بهم المصائب ولو كانت هذه النعم من عندهم لا لتمسكوا بها آآ احتفظوا بها نعم كما قال تعالى مخبرا عن قارون اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين قال انما اوتيته على علم عندي قارون ملك من الملوك السابقين وكانت عنده نعم من الله سبحانه وتعالى من الله بها عليه فجحد فضل الله بهذه النعم وقال هذه النعم انما هي على علم عندي يعني بوجوه المكاسب اخذتها لاني اعرف لاني اعرف وجوه المكاسب فانا الذي اوجدتها فيجحد نعمة الله عليه وهذا كفر بالله عز وجل. نسأل الله العافية. نعم اذ قال له قومه لا تفرح قارون قال الله جل وعلا واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة مفاتح هذه الكنوز مفاتيحها يعجز عنها الجماعة عن حملها كثرتها وثقلها الله جل وعلا لما انزل بهم عقوبته ما اغنى عنهم هذا هذا الكسب الذي يزعمونه فاخذتهم العقوبة وزالت هذه النعم من بين ايديهم ولم يستطيعوا امساكها. نعم اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. آآ قال له قومه لا تفرح يعني فرح بطر اما الفرح بنعمة الله فهو من انواع التوحيد ولكن لا تفرح بها فرح بطر وتدعي انها من كدك وكسبك تجحد فضل الله عليك. نعم وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة. ابتغي فيما اتاك الله من هذا المال الدار الاخرة تصرفه في طاعة الله وعبادة الله ولا تبغي الفساد في الارظ تطغى بهذا المال لتفسد في الارض وتؤذي عباد الله بالترفع عليهم نعم وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا. ولا تنسى نصيبك من الدنيا تمتع بما اتاك الله مع الشكر لله عز وجل فالانسان لا يحرم نفسه من نعم الله عليه بحجة ان هذا من العبادة هذا ليس من العبادة هذا من كفران النعمة نعم واحسن كما احسن الله اليك. واحسن من هذا المال فتصدق منه واعطي المحتاجين كما احسن الله عليك فاعطاك هذا المال وجاد بها به عليك فمن شكره انك تحسن الى الناس المحتاجين نعم ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين. ولا تبغي بهذا المال الفساد في الارظ بالمعاصي والسيئات ان الله لا يحب المفسدين مفهوم هذا ان الله يحب المحسنين كما صرح بهذا بايات اخرى نعم قال انما اوتيته على علم عندي جحد نعمة الله وقال انما اوتيته على علم عندي على علم مني على معنيين في في تفسير الاية على علم عندي اي على خبرة مني لوجوه المكاسب وليس لله فضل علي في ذلك او ليس لاحد علي فظل في ذلك فجحد نعمة الله وانكر فضل الله عليه وهذا من نقصان التوحيد. نعم اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا؟ ولم يعلم ان الله قد اهلك من القرون اي من الامم السابقة من هو اشد قوة واكثر جمعا للمال فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون من هذه الاموال وما دفعت عنهم عذاب الله سبحانه وتعالى لما نزل بهم فدل على ان هذه النعم من الله هو الذي يعطيها وهو الذي يسلبها من العبد نعم ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون بل يؤخذون بها ويعاقبون بها نعم وقال الله تعالى وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. وقال اهل الجاهلية نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين تكبروا باموالهم واولادهم وظنوا ان الله لا يعذبهم وان هذه الاموال وهذه وهؤلاء الاولاد يدفعون عنهم عذاب الله قال جل وعلا ردا عليهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون. لما جاء امر الله ما دفعت عنهم اموالهم عذاب الله سبحانه وتعالى نعم انتهى كلام العماد ابن كثير رحمه الله فضيلة الشيخ وفقكم الله من يقول عندما يحصل على عمل انما تحصلت عليه بفضل شهادتي او خبرتي ان يدخل في هذا ايضا اي نعم بلا شك انما اوتيته على علم عندي شهدها الشهادة علم فهو ينسب الى شهادته ما اعطاه الله من النعم ويجحد فضل الله عليه وهذا مضاد للتوحيد. نعم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين