رأى في يد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة ورقة من التوراة اتى بها عمر لعل في هذه الورقة شيء من البشارات. او شيء من المؤكدات لما في كتابنا ورقة من التوراة وفي بعض الروايات انه اخذها من رجل يهودي فجاء بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا ابن الخطاب قال يا رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف درسنا هذا حيث كنا قد وقفنا في كتاب فضل الاسلام على باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرن الحق حقا ويرزقنا اتباعه يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه فنبدأ على بركة الله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولاهلينا وللحاضرين وعلوم المسلمين قال الامام الابيدي الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وايانا فوجوا بالاستغفار بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه. وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب وتبيان لكل شيء. عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى انه رأى فقال يا ابن الخطاب واتبعتم وتركتموني لظلمتم. وفي رواية وموسى حيا الله ووسع بما وسعه الا الدفاع فقال له رضي الله عنه رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. احسنت هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لبيان فضل الاسلام من جهة ان اتباعه عندهم ما يغنيهم عن كتب عن كتب من سواه فوجوب الاستغناء عن اي كتاب سواء كان منزلا في الاصل كالتوراة والانجيل او محرفا مبدلا كالتوراة الموجودة عند اليهود والانجيل الموجود عند النصارى وجوب الاستغناء عن كل كتاب سوى كتاب الله عز وجل ولو كان هذا الكتاب من الشرق او كان من الغرب هذا دليل على فضل الاسلام. وان لاهل الاسلام ليسوا بحاجة الى كتاب اخر بخلاف النصارى النصارى كانوا بحاجة الى التوراة لذلك عندهم ما يسمى بالعهد القديم والعهد الجديد واما ديننا فقد اتانا الله ما اغنانا عمن سوانا فجعلنا لا نحتاج لا الى كتاب موسى المنزل في الاصل ولا الى التوراة المحرفة او فضلا عن التوراة المحررة ولا الى الانجيل المنزل على عيسى عليه السلام في الاصل فضلا عن الانجيل المحرر فهذا دليل على فضل هذا الدين العظيم ان الله سبحانه وتعالى اكرمنا وتفضل علينا وامتن علينا بان انزل علينا كتابا وهو هذا القرآن هذا الكتاب ما دام موجودا عندنا فنحن لا نحتاج الى كتب دين اخر. البتة لا نحتاج الى كتب الديانات السابقة ولا كتب الديانات الوضعية لان في كتاب ربنا ما يغنينا عن كل كتاب سواه قد يقول قائل ان المصنف لم يذكر السنة السنة موجودة لابد ان الانسان يستغني بالكتاب والسنة ولكن لم يذكر المصنف السنة مع انه ذكر الحديث في الباب لان من تمام الاستغناء بالكتاب متابعة وهذا الكتاب القرآن الكريم في اكثر من ثلاثين موضعا ربنا تبارك وتعالى يأمرنا باتباع النبي كريم صلى الله عليه وسلم وهل يمكن لانسان ان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يرد او ينكر السنة الجواب لا يمكن اذا نحن مأمورون باتباع الكتاب والسنة وبالاستغناء بالكتاب والسنة عن كل كتاب منزل قبل القرآن او عن كتاب مدعاة ولو كان من وضع الانسان فنحن لا نحتاج لا الى كتاب الياسق الذي وضعه التتار ولا نحتاج ولا نحتاج مع كتاب ربنا عز وجل الى الكتب التي تضعها اهل الشرق واهل الغرب لان في هذا الكتاب بيان ما يقربنا الى الله جل وعلا وبيان ما يبعدنا عن الله بيان كيف نتقرب الى الله بالطاعات والعبادات والاعتقادات والاخلاق والمعاملات هذا القرآن كامل والدليل على انه كامل لان الله قال قال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل كل شيء هذه الاية قاضية ان كل ما يحتاج اليه الانسان في عقله من اسئلة او في وهمه او في اعتقاده او في يقينه او في ظنه او في عبادته او في معاملاته او في اخلاقه فهو موجود في هذا القرآن ونزلنا عليك الكتاب يعني القرآن الالف واللام للعهد المقصود به الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل ذلك الكتاب لا ريب فيه. ذلك الكتاب يعني القرآن وهنا قال ونزلنا عليك الكتاب يعني القرآن سماه كتابا قبل ان يوجد في كتاب لان الله علم ان المسلمين سيجمعونه بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسماه كتابا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا يقول العلماء رحمهم الله تبيانا حال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا حال اي حال كونه قد بين فيه كل شيء اوحال كونه مبين فيه كل شيء فالقرآن مبين فيه كل شيء وهو مبين لكل شيء نحتاج اليه في عقيدتك فيما تتعامل به في قلبك في لسانك في عينك في سمعك في عقلك في اخلاقك في عباداتك في تعاملاتك ففيه تبيان كل شيء لو سألنا اي شعب لو خرجت من ها هنا وسألت انسانا فقلت له وهو ليس بمسلم لماذا خلقك الله لا يجد جوابا لماذا لا يجد جوابا لان كتبهم ناقصة لا تعلمهم اما انت لو سألك انسان لماذا خلقك الله؟ فتقول قال الله تبارك وتعالى وما خلقت الجن والانس الانشاء الا ليعبدوا لو سألت في الخارج اي انسان يهودي نصراني بوذي لماذا ارسل الله الرسل؟ لا يعرف الجواب اما انت ففيه بيان هذا الجواب. هذا السؤال قال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فالله انزل الرسل لكي يقيم عليهم الحجة لماذا انزل الله الكتب؟ انزل الله الكتب لكي يهتدي به الناس ويزل التوراة والانجيل من قبله للناس وانزل الفرقان اذا كل سؤال ديني يخطر ببالك فجوابه في هذا القرآن تبيانا لكل شيء تبيانا اي توضيحا وتجلية وتفسيرا فانت لا تحتاج الى شيء في باب الاعتقادات في باب الاخلاق في باب العبادات في باب المعاملات الا تجد في الكتاب والسنة الغنة والغناء والكفاء والشفاء والدواء هذا القرآن تبيانا لكل شيء شفاء لما في الصدور وشفاء للناس هدى ورحمة للمؤمنين وهدى ورحمة للعالمين هذا القرآن كما قال ابن عباس فيه كل شيء ولكن قصرت عنه افهامنا القرآن فيه كل شيء. ولكن قصرت عنه افهامنا وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنه حبر الامة ترجمان القرآن بحر العلم كان يقرر هذه المسألة ان القرآن فيه كل شيء فقالت امرأة ممن كنا يحضرن الدرس قالت امرأة يا ابن عباس انظر الى ما تقول. يعني هذه مبالغة كانها تقول هذه مبالغة انظر الى ما تقول فان العرب تقول الجار قبل الدار. فاين تجد ذلك في كتاب الله فقال ابن عباس في قوله تعالى وامرأة فرعون اذ قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة. فطلبت العندية قبل البيتية وهذا ابلغ من كلام العرب الجار قبل الدهر وجاء رجل وقال ان العرب تقول القتل انفى للقتل فاين مثال ذلك في القرآن قال العلماء مثاله في القرآن ولكم في القصاص حياة وهذه اكمل من قول العرب القتل انفى للقتل فما من شيء تحتاج اليه الا وفي القرآن بيانه لكن هل نحن تعلمناه؟ هل نحن امضينا اعمارنا فيه اليوم اليوم في الصباح كنت ابحث عن مسألة لعلي ان اجد جوابا له لاحد المفسرين الذين فسروا القرآن وهم بالمئات التفاسير الموجودة بين ايدينا الله تعالى يقول بين يديه على الاقل اكثر من ثلاث مئة تفسير القرآن يغلب المفسرين والمفسرون لا يستطيعون ان يفسروا كل ما في القرآن ولهذا يجب على الانسان يتأمل ويتدبر قال لعلكم تتذكرون لعلكم تعقلون الله انزله لماذا كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فكيف لا نستغني بهذا القرآن عن كتب الشرق والغرب. عجب والله عجب كل العجب ان الناس اليوم يقرأون الصفحات ويقلبون الواتسابات وينظرون الى التويترات وجرائد والجرائد والمجلات لكنهم عن القرآن في غفلة الا من رحم الله واذا قرأ اية يقرأها تلاوة وهو عن تدبره في عماية الا من رحم الله الله جل في علاه ذكر لنا في القرآن في اول البقرة صفة من صفات بني اسرائيل كيف يتلون كتبهم اذا دخلت الى كنيسة من الكنايس تجد النصارى او اليهود يقرؤون كتبهم كيف يقرؤون؟ يقرؤون يهزون رؤوسهم ولو تسأل احد الجالسين ماذا؟ قال يقول ما ندري ليش تترنم؟ ليش تهز؟ قال والله الصوت طيب وانا فهو يتلو تلاوة ولا يفهم المعنى. فقال الله عز وجل عنهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا يا اماني وان هم الا يظنون ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني يعني الا ظنونا او الا تلاوة بس يقول نقرأ القرآن احنا ما نفهم طيب هذا الحال موجود في امة محمد صلى الله عليه وسلم. الله ذكر لنا هذا لنحذر ومع ذلك وجد في امة الاسلام من يقرأ القرآن تلاوة لا تدبرا واذا قلنا له تدبر اقرأ التفسير يقول لا التفسير اذا اذا قرأنا القرآن للتدبر يمكن نكفر ليش؟ الله انزل القرآن هداية ولا لتكفر هذا كلام خطير هذا كلام خطير القرآن كتابه هداية كلما تأملت فيه كلما ازددت بصيرة ازددت هداية ازددت نورا ازددت علما ازدادت فهومك وازدانت علومك لذلك هذا القرآن يجب الانسان يتأمل فيه. تبيانا لكل شيء وتأملوا معي الى اية عظيمة جدا في سورة ال في سورة المائدة في سورة المائدة يقول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اذا الدين كامل اليوم اكملت لكم دينكم الدين كامل في اعتقاداته في عباداته في اخلاقه في معاينات الدين كامل يوم ان انزل الله هذه الاية كمل الدين فاذا فاذا كان الدين كاملا هل نحتاج الى كتاب اخر من كتب اليهود او النصارى او كتب المجوس او كتب البوذيين يجيبوا لنا فلسفتهم منطقهم ذوقهم وجدهم لا فوالله ما نحتاج الى اي كتاب اليوم بدأوا يجلبون لنا كتب يسمون كتاب السر كتاب يسمونه كتاب كشف السر. كتاب يسمونه كتاب اكتشف ذاتك وكل ذلك من فلسفات الشرق والغرب ويريدون ان يصرفونا عن كتاب الله عز وجل يقول لك الطاقة قانون الجذب قانون الانجذاب قانون الوجد قانون كلها فلسفات فلسفات ما انزل الله بها من سلطان الله يقول في القرآن اليوم اكملت لكم دينكم الدين كامل اذا كان كاملا يجب ان تستغني به عن كل شيء ما يجوز ان تنظر ماذا قال فلان في المسألة لا تنظر ماذا قال الله ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأملوا معي اية كمال الدين وين نزلت اية كمال الدين نزلت في المدينة في اخر زمان النبي صلى الله عليه وسلم. اين وضعت؟ وضعت في سورة المائدة. مائدة يعني الطعام ليش وضعت في سورة الماي؟ اية كمال الدين لماذا وضعت في سورة المائدة؟ لماذا لم توظع في سورة لها؟ اه مكانة مثل الفاتحة لا ووضعت اية كمال الدين في جزء اية قبلها الحديث عن الطعام وبعدها الحديث عن الطعام. تأمل معي الاية حرمت عليكم هكذا افتتح الله الاية بقوله حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به الخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة. وما اكل السبع الا ما ذكيتم. وما ذبح للنصب وان تستقسموا بالازلام بين المحرمات ثم قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. رجع الكلام الى المطعومات ثم قال ورضيت لكم الاسلام دينا ثم قال فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم لنتأمل في انفسنا لماذا اورد الله جعل الله اية كمال الدين في اية المطعومات والمشروبات من المحرمات ومن في حل الظرورات ايها الاخوة هذا التنبيه عظيم. على ان الله بين لنا ما حرم علينا من الطعام ومن المعاملات ثم بين لنا ما يجوز في حال الظرورات. فاذا كان قد بين المطعومات حرمة وحنا في حال الاختيار وفي حال الاضطرار في حالة تحريم وفي حال الضرورة افيترك مسائل الاعتقاد ولا يبينها لنا افيترك مسائل يقربنا الى الله ولا يبينها لنا حتى نحتاج الى طريقة فلان وفلان وفلان وفلان افيترك لنا مسائل من الاخلاق حتى نأتي باخلاق الشرق والغرب لا والله لا يكون هذا ابدا. ثم وضع الله لان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بوظع الايات وترتيبها في السورة بامر من الله وضع الاية في سورة المائدة اشارة الى ان مائدتكم يا اهل الاسلام كتابكم كامل فلا تلتفتوا الى موائد الشرق ولا الى موائد الغرب واذا كان عيسى عليه السلام قال ربنا انزل علينا مائدة من السماء من السماء من الله من العلو تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين فنحن نقول المائدة المنزلة من السماء علينا هو هذا القرآن هذه مائدة لذلك جاء في الحديث القرآن مأدبة الله هذه مائدة منزلة من السماء وهو والله فرحة لاولنا واخرنا ان كنا ندرك ونعقل عز لاولنا واخرنا ان كنا نعلم شرف لاولنا واخرنا يجب ان نستغني به عن مواهب الشرق والغرب لاولنا واخرنا ورزق من الله لنا. رزقنا دون غيرنا. واية من ايات الله الدالة على فردانيته وحدانيته والوهيته وصدق ما جاء به رسله وصدق الجنة والنار اذا الدين كامل فالكتاب فيه الكمال اليوم اكملت لكم دينكم فيه تبيان كل شيء اذا لا نحتاج الى اي كتاب اخر. ولهذا يقول العلماء كل كتاب يدل على الله فانه محتاج الى القرآن القرآن لا يحتاج الى كتاب اخر كل دين يزعم صاحبه انه يدل الى الله فهو ناقص الا كتاب الله فانه كامل افلا يجب الان علينا ان نستغني به الجواب بلى يجب ان نستغني بالقرآن نتعلمه ونقول دائما واردد والله لو جاء اليك رسالة بلغة انت لا تفهمها وقالوا لك هذه رسالة من ملك انجلترا او رسالة من ملك الدولة الفلانية من ملك الصين وانت لا تفهم تقول لا هذي الرسالة جتني من من الملك لازم اشوف لي شخص يترجم لي تتعب الليل والنهار وتدور ليل تلقى مترجم. وجدت المترجم قال لك ما ترجم الا بفلوس. تدفع الفلوس تدفع الفلوس عشان تتعلم شنو اللي فيه طيب هذه رسالة من ملك من ملوك الدنيا عبد مثلك وجد بعد ان لم يكن ويموت بعد ان كان يزول ملكه فقد جاءت كرسالة من ملك الملوك من الله سبحانه وتعالى هل بذلت وسعك وجهدك في تعلم ما فيه؟ هل بذلت ما لك في ترجمة معانيه هذا السؤال سنسأل عنه ولذلك قال الله سبحانه وقفوهم انهم مسؤولون. قال بعض العلماء اي عن القرآن مسؤولون عن الدين مسؤولون عن التوحيد مسؤولون عن القرآن وانه لذكر لك اي شرف لك ولقومك وسوف تسألون يعني عن اذا ليس لنا عذر والله ليس لنا عذر ربما بعض الاعاجم الذين لا يحسنون العربية يكون لهم نوع عذر لانهم لا يحسنون مع انه يجب عليهم ان يبذلوا وان يتعلموا ما فيه لكن نحن معاشر العرب ما عذرنا امام الله ما عذرنا امام الله اذ نتكاسل نتكاسل ونتقاعس عن فهم ما فيه وهذا من اعجب ما يكون طيب نفتح المصحف لبعض الناس الذين نحسبهم على خير من اهل الصف الاول نقول ما معنى هذه الكلمة؟ يقول ما اعرف طيب لماذا تعرف؟ لماذا لا تعرف؟ الى متى وانت لا تعرف لابد ان نستغني وهل يمكن الاستغناء بدون التحصيل؟ ما يمكن اعظم الاستغناء بتحصيل معانيه بالتدبر ما فيه ثم ورد المصنف رحمه الله حديث النسائي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة اخذتها من فلان اليهودي فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال امتهوكون يا ابن الخطاب امتهوكون التهوك معناه التشكك ومتهوكون يا ابن الخطاب ويأتي التهوك بمعنى الخوظ فيه بلا وجه حق لكن الاول هو المراد ا متهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها اي بالرسالة لقد جئتكم بها برسالة الاسلام رسالة التوحيد لقد جئتكم بها بيضاء نقية بيضاء صافية ما فيها لون اخر ما فيها شوائب لا غموض فيها مثل الوان الاخرى لقد جئتكم بها بيضاء نقية اي واضحة جلية جئتكم بها بيضاء نقية اي دلالاتها صافية مدلولاتها واضحة ثم قال صلى الله عليه وسلم كلمة عجيبة ولو كان موسى حيا وهو موسى ابن عمران كليم الله احد اولي العزم من الرسل الذي كلمه الله في الارض بدون واسطة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كان موسى حيا واتبعتموه. تأملوا معي هذا لو حرف امتناع الامتناع وغير ممكن ان موسى يصير حي ويبعثه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا على سبيل الفرض ولو كان هذا مثل قول الله عز وجل مثل قول الله عز وجل قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين فليس لله ولد اذا لا يجوز ان اعبد غير الله. وهنا ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني لظللتم. وموسى ليس حي. فان اتبعتموه فانتم في اشد الظلال لو كان موسى حيا واتبعتموه راح موسى عليه السلام الى جهة وانت والنبي صلى الله عليه وسلم مشى الى جهة فانت تركت النبي صلى الله عليه وسلم ومشيت خلف موسى عليه السلام يقول الله عليه وسلم لظللتم لماذا ظللتم؟ لان اتباع اي نبي بعد رسول الله لا يجوز لماذا؟ لان الله اخذ الميثاق على الانبياء قبل نبينا ان يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس واذا خدا الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول يعني محمد صلى الله عليه وسلم. مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه تأملوا معي قال اقررتم واخذتم على ذلكم مصري؟ قالوا اقررنا اذا اخذ الميثاق على الانبياء انهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اماما في ليلة الاسراء والمعراج في بيت المقدس. ولم يتقدم احد من الانبياء انا في الدنيا ولن يتقدم احد في الاخرة كما في حديث الشفاعة فيأتي الناس فيأتي الناس الى دم فيقول لست لها ليشفع عند الله. فيأتون نوحا يقول لست لها. فيأتون ابراهيم فيقول لستنا فيأتون موسى فيقول لست لا عيسى فيقول لهم اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها اذا هذا الحديث يدل على وجوب الاستغناء بالكتاب والسنة عن كل شيء. استغني بكتاب الله عن اي كتاب سنة رسول الله عن سنة كل احد على وجه الارض ولو كان نبيا قال واتبعتموه وتركتموني لظللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي ينام موسى عليه السلام لو كان حي لاتبع النبي كما ان عيسى ينزل في اخر الزمان فيتبع القرآن والسنة لا عنهما قيد انملة ابدا حتى لما يقتل الخنزير ويكسر الصليب ولا يأخذ الجزية هذه الامور الثلاث لماذا يفعلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعلها لان رسول الله اخبر ان ذلك علامته فيجب ان يفعل ذلك ولولا اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لما كان له ان يفعل ذلك فهو يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخبر فيفعل كما امر واخبر عليه الصلاة والسلام فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ايها الاخوة اذا كان لا يجوز لنا ان نتبع سنة موسى عليه السلام لو خالفت سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يجوز للانسان ان يتبع سنة فلان وفلان وفلان؟ ويقول امام وسيد وشيخ وولي ويترك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من اعجب العجاب افنترك كتاب الله لكتاب فلان افنترك سنة رسول الله لسنة فلان نترك طريقة النبي صلى الله عليه وسلم لطريقة فلان من ترك من لم يستغن بالقرآن. يقول صلى الله عليه وسلم من لم يتغنى بالقرآن فليس منا قال الامام ابو عبيد ان من معاني من لم يتغنى بالقرآن اي لم يستغني بالقرآن وهو معنى صحيح من حيث المعنى صحيح من لم يتغنى بالقرآن ان يستغني به فالاستغناء بالقرآن غناء ولهذا ايها الاخوة من اعظم فضائل الاسلام انه دين كامل. في كتابه دين كامل في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا الى كتاب اخر لان التوراة ولا الى الانجيل ولا الى غيرها ولا نحتاج الى سنة اخرى غير سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا يجب على المسلم ان يقول صدقا يقينا من قلبه عن علم وايمان ورسوخ رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وهذا الاسلام فظله عظيم والنبي صلى الله عليه وسلم سنته قائمة وواضحة وجلية حفظ الله لنا القرآن من التغيير والتبديل وهذا من الادلة التي تدلنا على وجوب اتباع هذا القرآن لان الله حفظه من الزيادة والنقصان حفظ الله السنة فمن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا بالعلماء يظهرهم الله ليبينوا كذب الكذابين. ويضع الوظاعين حتى يومنا هذا هناك من يكذب على الانبياء والمرسلين فان قال لنا قائل فاننا امرنا باتباع الانبياء فكيف نقول الان نتبع النبي صلى الله عليه وسلم؟ امرنا باتباع الانبياء فيما لا يخالف هدي رسول الله ولذلك قال الله عز وجل فبهداه مقتدى يعني في التوحيد في السنة في الشرائع في الامور العامة لا في دقائق الشريعة فان شريعتنا في بعض الامور مخالفة لشرائع السابقة ولهذا قال عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فنحن مأمورون باتباع الانبياء السابقين اذا كان ما ورد عنهم او ما نقل عنهم موافقا لما عندنا ولهذا القرآن هنا حكم على كل ما ينقل عن الانبياء فان شهد له قرآننا بالحق قلناه حق وان شهد قرآننا ببطلان منسوب الى الانبياء قلنا انه باطل ولهذا لا ينبغي تفسير القرآن بالاسرائيليات لا يجوز تفسير القرآن بالاسرائيليات وان اوردنا الاسرائيليات من باب الاستئناس فهذا شيء ولكن ان يعتمد على ذلك وان يتكئ على ذلك وان يجعل القرآن في بيانه محتاجا الى الاسرائليات فهذا خلاف المقصود. القرآن فيه تبيان لكل شيء يقول الله عز وجل عن اصحاب الكهف مثلا يخبرنا عن اصحاب الكهف سم يأتي انسان ويذكر اشياء من بني اسرائيل على اصحاب الكهف. ما الداعي لذلك؟ ما الغاه الله ينبغي اهماله وتركه لانه ليس في ذكره فائدة ولو كان في ذكره فائدة لذكره الله لنا يأتي لسانه يكتب في تفسيره من هم اصحاب الكهف؟ لو كان في ذكر اسمائهم فائدة لذكرهم الله في القرآن يأتي انسان ويقول ما اسم كلب اصحاب الكهف؟ وما لنا وما اسم كلب؟ ما الفائدة من هذا العلم يا سبحان الله شيء يتركه الله ولا يذكره لنا ثم نحن ندندن حولها ونتعب انفسنا ونسود الصفحات ونضيع الاوقات لماذا يجب ان نهتم بما ذكره الله يجب ان ننظر الى ما ينفعنا من ذكر الله عز وجل لا ان ننشغل بما لم يذكره الله فهذه من ابواب ابليس في صرف الناس عن العلم الصحيح واشغالهم بالتدليس ينبغي علينا ان ان ننظر الى الطريقة الصحيحة في العلم ما ذكره الله ندندن حوله ونتعلمه وما تركه الله نتركه ولا نبحث عنه يقول الله عز وجل عن جهنم لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم. يأتي انسان ويشغل نفسه ويتعب الناس. ما ابواب جهنم واسماؤها ايش لك فيها تعوذ بالله من جهنم ليش تظيع وقتك في اسماء ابواب جهنم؟ ما الفائدة من هذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان للجنة ثمانية ابواب تعتقد ان لها ثمانية ابواب قال هنا له باب يقاوع الريان اذا تقول باب له الريان. ما تتعب نفسك في امور تضيع نفسك الاوقات فما ذكره الله ورسوله ندندن حولهما. وما لم يذكروا الله ورسوله فلا نضيع اوقاتنا فيها هذا معنى الاستغناء ان نستغني بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يخالف ذلك نكتفي بهذا القدر ان شاء الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين