الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس السابع من مجالس قراءتنا زبدات التفسير ونحن في عصر السبت قبل الصلاة في يوم السادس من رمضان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكنا قد وقفنا على قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا الاية السادسة والثلاثين بعد المئة من سورة الانعام فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العون والتوفيق والسداد والهدى والرشاد والعلم النافع والعمل الصالح القراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن كان الاشقر رحمه الله تعالى في كتاب زبدة التفسير وجعلوا لله مما درى من الحرث والانعام نصيبا الكلام عن كفار العرب لله سبحانه مما خلق من زروعهم وثمار اشجارهم ونتاج دوابهم نصيبا. وللهتهم اصيبا من ذلك يصرفونه الى سدنتها والقائمين بخدمتها فاذا ذهب بالهتهم لانفاقه في ذلك او عوضوا عنه ما جعلوه لله. وقال الله غني عن ذلك فما كان لشركائهم فما يصل الى الله اي الى المصائب التي شرع الله الصف فيها كالصدقة وصلة الرحم وهو قرى الضيف وما كان لله ويصل الى شركائهم من يجعلونه لالهتهم وينفقونه في مصالحها ساء ما يحكمون في ايثار الهتهم عامة سبحانه وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم. اي حسن اي حسن الشياطين في اعين اهل الجاهلية قتلى الاولاد وبين شركائهم ها هنا هم الذين كانوا يخدمون الاوثان من الكهنة وسدنة الاصنام. زينوا لهم دفن البنات مخافة السبي والحاجة وقتل الاولاد مخافة وكان الرجل يحلف بالله ان ولد له كذا من الذكور لان حرمن احدهم كما فعله عبد المطلب ليرضوهم اي ليضلكوهم بقتلهم الانفس البرية المحرمة وليلبسوا عليهم دينهم عليهم فلا يعلمون ما هو مشروع مما ليس بمشروع. ولو شاء الله ما فعلوا فان هذا جرى منه واقع بارادة الله الكونية لحكمة يعلمها. فدرهم وما يفترون. اي فاتركهم وافتراءهم على الله الكذب فان ذلك لا يضروك. وقالوا هذه انعام وحرث الحجر. اي حرام ممنوعة يعنون انها لاصنامهم لا يأكل منها الا من يشاؤون بزعمهم وهم خدامين كما يزعمون ان ذلك دين لهم وانعم حرمت ظهورها وهي البحيرة والزائبة والحامي. فهذه فهذه الانواع من الانعام كانوا بجهلهم يحلمون ركوبها او الحمل عليها. وانعام وانعام لا يذكرون اسم الله عليها وهي ما وهي ما ذبحوا لالهتهم فانهم يذبحونها باسم اصنامهم لا بسم الله وقيل ان المراد لا يحجون عليها افتراءا عليه اي كذب اي كذبوا بادعائهم النهى هذا من دين الله وقالوا ما في بطون هذه الانعام يعنون البحائر والسوائب من الاجنة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كانت الشاة اذا ولدت ذكرا ذبحوه وكرر الرجال دون النساء وان كانت انثى تركوها فلم تذبح. وان كانت ميتة كانوا فيها شركاء. خالصة لذكورنا اي حلال لهم على ازواجنا وهن النساء في ذلك البنات والاخوات ونحوهن. وقيل هو اللبن جعلوهم حلالا للذكور ومحرما على الاناث اي وان يكن الذي في بطون الانعام ميتة فهم فيه اي في الجنين الميت شركاء. يأكل منه الذكور والاناث وصفهم اساسي بقولهم هذا ما يستحقون. وقد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها اي قتلوا بناتهم بالوأد الذي كانوا يفعلون فانه الطيش والخفة لا لحجة لا لحجة عقلية ولا شرعية. وحرموا ما رزقهم الله من الانعام التي سموها بحائر وسوائب. افتراء ان على الله كذبا عليه فان الله لم يحرم منها داء شيئا. وهو الذي انسى جناته ان خلق البساتين معوشات اي مرفوعات على الاعمدة وغير معه شاة اي وخلق جنات اخرى غير مرفوعات عليها وقيل المعوشات وانبسط على وجه الارض مما مما يعرش مثل مثل الكرم نعم اكله في الطعم اي تختلف ثماره وما يؤكل منه من ورق او حب يمتن الله تعالى بما بما في اختلاف الاطعمة من الرفق بعباده والزيتون والرمان ايها الزيتون والرمان متشابنا وغير متشابه. وقد تقدم الكلام على تفسير هذا في الاية التاسعة والتسعين. اذا يصل به الدم وان لم يدرك واتوا حقا ويومح صاده. اذا حصل فيه الثمر وان لم يدرك وان لم يدرك. واتوه حقه يوم حصاد قيل هي زكاة السمع والثمر قيل يجب على المالك يوم الحصاد ان يعطي من من حضر من المساكين اي في الاكل اي في الاكل او في تصدق ومن الانعام همونة وفرجاء واكشلت من الانعام اصلا ثمانية الاتي ذكرها حمولة وفرشا والحمولة ما يحمل عليها وهو يختص بالابل سوء ما يتخذ من الوبر والصوف والشعن فراشا. فراشا يفترشون الناس فراشا يفترشه الناس. وقيل حمولة الابل والفرش الحمولة كبار الابل والفرش صغارها التي لا يحمل عليها كلوا مما رزقكم الله بهذه الاشياء ولا تتبعوا خطوات كما فعل المشركون من تحريم ما لم يحرمه الله وتحليل ما لم يحلله ثمانية ازواج يعني ثمانية افراد لان كل واحد من الذكر والانثى تعالى اشد واعظم من غضبه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتاب عنده فوق ان رحمتي تغلب غضبي غوى مسلم. رحمة الله جل وعلا جلية في كل آآ شؤون زوج بالنسبة للاخر ويقال لهما ايضا زوجان من الطرفين ذكر وانثى واطمأن ذوات الصوف من الغنم. ومن البعث اثنين والمعز من الغنم خلاف وهي ادوات الاشعار والاذناب الاصاب. المراد بالذكرين الكبش والتيس وباللثين النعجة والعنز معنى الانكار على المشركين في امر ما حرموه منها. نبهوني بعلم اي بعلم ما بعلم مستند الى خبر مخبر صادقا ان كنتم صادقين ان كنتم اي ان كنتم صادقين فهاتوا الدليل من كلام الله تعالى ان كنتم شهداء اذ الله بهذا اي ان لم يكن بيدكم مستند علم فهل كنتم شهداء حاضين مشاهدين اذ وصاكم الله بهذا التحريم؟ فمن اظلم ممن افترى على الله كلمة الى احدى اظلم ممن افترى على الله كذبا فحرم مسيئا لم يحرمه الله ونسب ذلك اليه افتراء عليه كما فعله المشركين. وفي هذه الاية بيان عظام اثم من شيئا مما خلقه الله بغير مستند صحيح. يعني من دياد المشركين واهل البدع انهم يحرمون من تلك لانفسهم ما احله الله تعالى. ويتدينون بما لم يشرعه الله تبارك وتعالى. والواجب على المسلم اتباع اتباع المنزل تحليلا وتحريما. نعم الحصان المحرمات فيها لولا انها مكية وقد نزل بعدها بالمدينة سورة سورة المائدة وزيد فيها على هذه المحرمات المنخنقة والموقودة والمتردية وما اتى السبع والخمر وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم كل ذي ناب. ومرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم كل ذي ناب من السباع وكل في مخلب من الطير وتحريم وتحريم الحمر الأهلية. ولكن قدر يعني ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم انه لا حرام الا ما ذكره الله في هذه الآية على طعامه على طاعمي يطعمه اي من المأكولات والمشروبات الا ان يكون ميتا وهي غير المذكى او دما مسموحا معفو عنه كالدم الذي يبقى في عونه بعد الذر ومنه الكبد والطحال وهكذا ما يتلطف به اللحم من الدم عند الذبح او لحم خنزير اي خنزير نجلس واي نجس او فسقا والا لغير الله به. اي ذبح على الاسلام فمن اضطر ولا عاد قد تقدم تفسيره في سورة البقرة الآية الثالثة والسبعين بعد المئة عفو ثم تلا هذه الاية فان ربك غفور رحيم اي للمضطر انك وعلى الذين هادوا اي الذين حرمناه في التماثم وهذا فمن اين الجاهلين تعليم واحد وهو ليس في الدورة ولا في القرآن حرمنا كل ذي ظفر عن المجاهدين قال هو كل شيء لم تنفرج قوائمه من البهائم ومن فرج اكلته اليهود قالوا انفردت قوائم الدجاج والعصافير خف البعير والنعمة ولا قائمة والزي فلا تأكل اليهود الابل ولا النعام ولا كل شيء لم تنفرد قائمته كذلك. ومن البقر والغنم حرمنا عليكم شحومهما هو شحم الكلية والشحم الرقيق الذي يكون على الدرس ثم ثم استثنى الله سبحانه ما حملت ظهورهما ما حملت ظهورهما من الشحم فانهم لم يحرمه الله عليه او الحوايا وهي المباعر التي يجتمع البعض فيها فما حملت من اللحم غير حرام عليهم او ما اختلط بعظم ما نسخ بعظم من الشعوب في جميع مواضع الحيوان ومنه ومنه الالية فانه لا فانها لاصقة بعجب الذل. ذلك التحريم جزيناهم ببغيهم اي بظلمهم اي هذه الاشياء التي حرموا حرم على اليهودي ولم تحرم في القرآن هي من الطيبات لكنها حرمت عليهم عقوبة لهم على ذويهم. فان كذبوا كيف ان كذبك اليهود المراد فان كذبك الذين قسموا الذين قسموا الانعام الى تلك الاقسام وحللوا بعضها وحرروا بعضها فيقول ربكم ذو رحمة واسعة ومن رحمته حلمه عنكم وعدم معادلة بالعقوبة ولا يرد بأسهم عن القوم المجرمين اذا انزله بهم واستحقوا المعاجلة من عقوبة. يعني قوله تعالى ذلك جزيناهم ببغيهم هذه الاية عامة انا نرى في الواقع ان الكفار يعملون على اشياء ينظر اليه العاقل انها عقوبة لكن هم يظنونها دين هذا من جزاء بغيهم. مثلا يضربون انفسهم يلطمون وجوههم يلقون بانفسهم في الماء القذر مثلا ويلطخون انفسهم بالدماء ونحو ذلك يدرك تعني ان هذا من جزاء بغيهم على دين الله تبارك وتعالى عقوبة عاجلة في حقهم. نعم قريش وغيرهم يريدون ان ما فعلوه حق ولو ولو لم يكن حقا لا ارسله الله الى ابائهم رسلا يأمرونهم بترك الشرك وبترك التعليم لما لم يحركهم الله والتحليل لما والتحليل لما لم يهلل. كذلك كذب الذين من قبلهم في مثل هذه الحجة كذبوا كذب الذين من قبلهم بمرسلين اليهم حتى ذاقوا بأس ما الباب الذي انزلناه به. قل هل عندكم من علمه دليل يدل على ان الله رضي عنكم ان تشركوا به وتحللوا وتحرموا من دونه واما مجرد وقوع فساد منكم فلا يدل على رضى معكم تتبعون الا الظن اي ما يتبعون الا الظن الذي هو محل الخطأ وما كانوا للجهل. وان انتم الا تخلصون اي تتوهمون مجرد توهم. قل فلله حجة البالغة التي تنقطع عندها معاذيرهم وتبطلوا شبههم وظنونهم وتوهماتهم. فلو شاءت هدايتكم جميعا لهداكم قل هل هم شهدائكم اياتوهم واحضروهم يأمرهم باحضار الشهود على ان الله حرم تلك الاشياء فان شهدوا غانمين بالمجازمة وتعصبا فلا تشهد معهم ايضا لا تصدقهم ولا تسلم لهم ولا تتبعهما الذين كذبوا باياتنا اي ولا تتبع اهوالهم فانهم رأس المكذبين باياتنا بالاخرة وهم بربهم يعدلون ان يجعلون له علنا من مخلوقاته كالاغثان فكيف تتبع منهاك؟ فكيف تتبع منها هكذا عقولهم قولوا تعالوا وانتم ما حرم ربكم عليكم اقرأ عليكم الايات المشتملة على ما حرمه الله عليكم. الا تشركوا بي شيئا شيئا اي او حدكم الا تشركوا به وبالوالدين احسانا بالبر بهما وامتثالا بهما ونهيهما وفيه نهي عن عقوقهما ولا تقتلوا اولادكم من تفعل ذلك بالذكور والاناث خشية الا وتفعله بالاناث خاصة خشية العار ولا تفهم الفواحش اي المعاصي ومنها الزنا ما ظهر منها ما اعلن به ما اعلن به منها وما بطن ما اسر به ولا تقتلن النفس التي حرم الله الا بالحق ومن الحق قتلها قصاصا بسبب الزنا المحصن وقتلها بسبب الردة وهذه الاسباب التي ورد الشرع بها ذلكم وصاكم به اي امركم به ما اوجبه عليكم ولا تقربوا ما لا اني لستعبدونه بوجه من وجوه الا بالخصلة التي هي احسن من غيرها وهي ما فيه صلاح ونفع لليتيم وزيادة في ماله حتى يبلغ ستة وهو ان يكون بلوغه ايناس غسله وهو ان يكون بتصرفاته بماله سالكا مسلك الراشدين لا مسلك اهل السفه والتبذير بالعلم في الاخذ عند البيع والشراني لا نكلف نفسا الا وسعها الا باقتها في كل تكليف من التكاليف ومنه التكليف بما يمكن الاحتراز عنه بالزيادة والنقصان واذا كنتم فاعدلوا في خبر او او شهادة او جرح او تعديل فاعدلوا فيه وتحروا الصواب ولا تتعصبوا من ذلك لقريب ولا على بعيد ولا تميلوا الى صديقي ولا الى عدو بل زوروا بين الناس ولو كان المقبول فيك ذا قربى اي صاحب قرابة عهدوا الله وعنتم بالله فاوفوا من اسلم فقد عاهد الله على طاعته. ذلكم ما تقدم ذكره وصاكم به اي امركم به امرا هكذا وان هذا صراطي مستقيما السبيل الموصل الى رضاي هو دين الله. امرهم باتباعه المتباينة طرقها فتفرق بكم ان تميل بكم عن سبيله اي عن سبيل الله المستقيم الذي هو دين الاسلام وهذه السبل تعم اليهودية وسائر البر والبدع والضلالات من الهواء والشذوذ وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خطاه عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قالها وهذه وهذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه ثم قرأ مستقيما الآية ثم اتينا موسى الكتاب اي ثم اننا قد اتينا موسى الكتاب قبل انزالنا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم تماما على الذين يتمناه على الخير الذي هو احسن الامور. وقيل المعنى تماما للنعمة جزاء على احسان موسى بطاعة الله عز وجل. وتفصيلا لكل شيء لاحكام كل شيء وهذا اله انزلناه مباركا الاشارة الى القرآن والمبارك كثير البركة لما هو مستن عليه من المنافع الدنيوية والدينية واتقوا مخالفة والتكذيب لما فيه لعلكم ان ان قبلتموه ولم ان قبلتموه ولم تخالفوه ترحمون برحمة الله بالا تقولوا انما انزل الكتاب اي التوراة والانجيل على طائفتين من قبلهم اليهود والنصارى ولم ينزل علينا الكتاب وان كنا دراستهم اي عن تلاوة كتبهم بلواتهم الغافلين الى ندري ما فيها او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب كما انزل على الطائفتين من قبلنا لكنا اندى منهم فان هذه المطاعة والمعذرة منهم مندفعة بارسال محمد صلى الله عليه وسلم وانزال القرآن عليه فقد جاءكم بينة من ربكم كتاب انزله الله على نبيكم وهو منكم يا معشر العرب. فلا تعتذروا بالاعداء الباقية وتوعا. وتعللوا وتعلنوا انفسكم بالعلل الساقطة من معظم ممن كذب بايات الله التي هي رحمة وهدى للناس وصدق عنها فضل بانصرافه عنها. وظل بانصرافه يعني اذا ظل غير العرب عن القرآن لعدم فهمه فهذا يعني له وجه لكن العرب او العربي الذي يفهم العربية ما عذره عند الله وهو يقرأ هذا القرآن ثم لا يؤمن او يبتدع عياذا لله تعالى نسأل الله لنا ولكم الثبات. نعم ملائكة اي ملائكة الموت بقبض ارواحهم او يأتي ربك يوم القيامة لفصل القضاء بينهم او يأتي بعض آيات ربك على مدينها يوم يأتي بعض آيات ربك التي اقترحوها وهي التي تضطرون من الإيمان كطلوع الشمس من مغربها وفوض الدابة التي تكلمهم انثر نفسا ايمانها لارتباع التكليف بذلك لان الكل يرون الحق رأي العين فيؤمنون جميعا فلا ينفعهم حينئذ الايمان. الم تكن لم تكن تكن امنت من قبل اي من قبل مجيء بعض الايات فاما التي قد كانت امنت من قبل مجيء بعض الايات فايمانها ينفعها او كسبت في ايمانها خيرا عمل صالح قدمته فمن امن عند ذلك فقط وان يكسب خيرا في ايمانه او كسب خيرا ولم يؤمن فان ذلك غير نافع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت ورآها الناس امنوا اجمعون. فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها ثم قرأ الاية. ان الذين فرقوا دينهم اي جعلوا دينهم متفرقا فاخذوا ببعضه وتركوا بعضهم والمراد بهم اليهود والنصارى والمشركون. عبد بعضهم الصنم وبعضهم الملائكة والاية عامة لجميع الكفار وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر بما لم يأمر به الا وكانوا شيعا اي فرقا واحزابا فتصدق فتصدق على كل قوم كان امرهم في الدين واحدا مجتمعا ثم اتبع كل جماعة منهم رأي كبير من كبرائه يخالف الصواب ويغير الحق. لست منهم في شيء انت بريء من بداعهم وانما عليك الانذار انما امرهم الى الله فهو مجاز لهم بما تقتضيه مشيئته. ثم هو يوم القيامة ينبئهم اي يخبرهم بما كانوا يفعلون من الاعمال التي تخالف ما شرعه الله لهم واوجبه عليهم وامثالها وهذا ما وجبه الله تعالى على نفسه وقد يزيد كمثل حبة انبتت سبع سنابل وورد في بعض الحسنات ان فاعلها يجازى عليها بغير حساب ومن جاء بالسيئة من الاعمال السيئة فلا يجزى الا مثلها. من دون زيادة عليها على قدرها بالخفة والعمر فيجزى عن سيئات الشرك بخلوده بالنار وفاعلي المعصية وفاعلي المعصية من المسلمين يجازى عليها مما ورد تقديره من العقوبات وهذا ان لم يتب اذا تاب او غلبت حسناته سيئاته او تغمده الله برحمته وتفضل عليه بمغفرته. فلا مجازاة وهم ايضا جاء بالحسنة ومن جاء بالسيئة لا بنقص ثواب حسنات المحسنين ولا بزيادة عقوبات المسيئين. الى صراط مستقيم وهو ملة ابراهيم عليه دينا قيما والدين المستقيم الذي اعوج فيه حنيفا الحنيف اي المائل الى الحق. قل ان صلاتي ونسكي مسيكة وهي الذبيحة وقيل عبادتي ومحياي وماتي ما اعمله في حياتي من اعمال البر ومن اعمال الخير بعد الممات بالوصية بالصدقات وانواع القربات نفس الحياة ونفس الموت لله رب العالمين اي خالصا له. لا شريك له اي لا اشرك به شيئا لا بصلاتي ولا ولا محياي ولا مماتي. وانا اول المسلمين اول مسلمي امته. عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه من كان اذا قام الى الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض الى قوله وانا اول المسلمين ربا مستغلا واترك عبادة الله وكيف اقوم شريكا لله فاعبدهما معا. والذي تدعونني الى عبادته مرغوب له. والذي تدعونني الى عبادته مرغوب له ومخلوق. مثله لا يقدر على نفع ولا ضر. ولا تكسب كل نفس انا عليها اي فلا يقدر احد ان يتسم لغيره ذنب ولا تزر وازرة وزر غفرا فلا يحمل بريء ذنب غير بريء فيه رد الايمان بما كانت عليه الجاهلية من مؤاخذة القريب بذنب قريبه والواحد من القبيلة بذنب الاخر وفي الاية الاخرى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم. وهو الذي جعلكم طائف الارض خلفاء الامم الماضية والقرون السالفة. خالفتموهم في في عمران الارض. وقيل المراد ان هذا النوع من ان هذا النوع الانساني يقول جزاء الله في ارضه ورفع بعضكم فوق بعضه درجات بالخلق والرزق في الخلق والرزق والقوة والفضل والعلم. الى درجات متعددة ليبلوكم فيما اتاكم اي اي ليختبركم فيما اتاكم من تلك الامور ان ربك سريع العقاب فانه وان كان في الاخرة فكل ات قريب وانه لغفور رحيم. اي كثير الغفران والرحمة لمن امن بالله وبرسله وكتبه واتبع ما انزله الله ما انزله من الهدى. وقد اكد الله تعالى حقيقة كونه غفورا رحيما اشد من تأكيده لسرعة عقابه. وهذا يبين ان رحمة الله ووقائع الدهر فنرى كم يرحم الكفار حتى لو تاب احدهم يغفر له ويرحمه. كم يغفر ويرحم العصاة كم يرحم الطائعين فيعينهم ويشفق عليهم ويودهم رحمة الله عز وجل من اخص خصائصه وهو ارحم الراحمين جل في علاه. ولو رأى رحمته سبحانه ما طاق احد العين لان المعاملة لو كانت بالمثل لما بقي احد على وجه الارض. ولو يؤاخذ الله الناس بما سبق ما ترك على ظهرها من دابة. نعم قد تقدم الكلام على هذه الحروف المقطعة في اول تفسير سورة البقرة كتاب انزل اليك لهذا كتاب فلا يكن في صدرك حرج منه. اي لا يكن في صدرك ضيق منه من ابلاغه الى الناس مخافة ان يكذبك ويغدوك فان الله حافظك وناصرك. ولا يضيق صدرك حيث لم يؤمنوا به ولم يستجيبوا لك. فانما عليك وقيل المراد لا يكون في صدرك شك ولا لبس في كون هذا القرآن كتاب الله انزله اليك لدعوة عباد الله الى دين الله لتنذر به ان انزلنا اليك القرآن لتنذر به الناس وذكرى للمؤمنين اي انزلناه ليكون تذكيرا لهم فالكتاب يذكرهم آنا بعد آن بربهم وما يحق له من الطاعة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم هو القرآن العظيم والسنة معه لانها تبينه وتفسره. قد قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذ قلوبهم وما نهاكم عنه فانتهوا. ولا تتبعوا من دونه اولياء تعبدونهم وتجعلونهم شركاء لله او لا تتبعوا من دون كتاب الله اولياء بدينكم كما كان يفعله اهل الجاهلية من طاعة فيما يحللونه قوم ويحرمونه عليهم. قليلا ما تذكرون اي ان البشرى يتذكرون الحق في سبيل الايمان قليلا وينسون ذلك ويفهمونه كثيرا. وكم من قرية اهلكناها اي اردنا اهلاكها فجاءها بأسنا اي اهلكنا كثيرا من اهل القرى المكذبة بالحق فكان ان جاءها عذابنا بياتا اي دينهم نائم او قائلون الاستراحة في وسط النهار لانه وقت السكون والدعاء فمدين العذاب فيهما اشد واخضع فما كان دعواهم اذ جاءت درسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين. اي فما كان دعاؤهم ربهم عند نزول العذاب الا اعترافهم على انفسهم فلا نسألن الذين ارسل اليهم من الامم السالفة عما جاءوا به رسلهم عند دعوتهم لهم ولنسألن المرسلين اي الانبياء الذين بعثهم الله نسألهم عما اجابتهم به اممهم ومن اطاع منهم ومن عصى وكل ذلك ليكون معلوما اننا ما ظننا اهل تلك القرى عندما اهلكناهم بل كانوا الظالمين بتكذيبهم للرسل فلنقصن عليهم بعلم اي على الرسل والمرسلين ما وقع بينهم عند الدعوة منهم. اي فنحن عالمون كيف وقع بينهم حينما جاءهم الرسل؟ عنهم حتى يخفى علينا شيء مما وقع بينهم والوزن يومئذ الحق اي توزن واعمال العباد يوم القيامة بالميزان وزنا حقيقيا طبقا للعدو الذي لا ظل معه اي فمن رجحت اعماله الصالحة الموزونة اي جعلنا لكم فيها متاعا هيئنا لكم فيها اسباب المعايش. احسنت بارك الله فيك. نكمل ان شاء الله بعد الصلاة الله اكبر الله اكبر