المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السبعون. القرآن كفيل بما القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين. ولا يعصم من جميع الشرور الا التمسك باصوله وفرصه وقد تقدم من الادلة على هذا الاصل الكبير في دعوة القرآن للاصلاح والصلاح. وفي طريقته في محاجة اهل الباطل وفي سياسته الداخلية والخارجية ما يدل على هذا الاصل ويعرف الخلق ان العصمة من الشرور كلها التمسك بهذا القرآن واصوله وعقائده واخلاقه وادابه واعماله. ولكن نزيد هنا بعض التفصيلات فنقول اهل الشر والفساد نوعان احدهما المبطلون في عقائدهم واديانهم ومذاهبهم. الذين يدعون اليها ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء واقامة الحجج والبراهين على فسادهم اقوالهم شيء كثير. لا يأتي مبطل بقول الا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح والبرهان الجليل. ففيه الرد على جميع المبطلين من الدهرين والماديين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالاديان المبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والاميين. ولا يأتونك بمثل الا فجئناك بالحق واحسن تفسيرا. يذكر الله حجج هؤلاء وينقضها ويبدي من الاساليب المتنوعة في افسادها ما هو معروف تفصيل هذه الجملة لا يحتمله هذا الموضوع. النوع الثاني من المقاومين للاديان والدنيا والسياسات والحقوق الشيوعيون الذين انتشر جرهم وتفاقم امرهم وسارت دعايتهم في طبقات المجتمع. آآ سريان النار في العشب الهشيم. ولم يكن عند الاكثرين ما ترد صولتهم ويقمع شرهم وانما عندهم من الاصول والعقائد والاخلاق والسياسات ما يمكن امثال هؤلاء الذين فساد العباد بلاد الذين هم فساد العباد والبلاد. ولكن ولله الحمد القرآن العظيم والدين القويم قد تكفل بمقاومة هؤلاء. كما تكفل بمقاومة غيرهم وفيه من الاصول والاخلاق والاداب الراقية. ما يردهم على اعقابهم منهزمين مما فيه من العدل ووجوب الحقوق العادلة. بين طبقات الناس بحسب احوالهم وما فيه من ايجاب الزكاة والالزام بها ودفع حاجات الفقراء والمضطرين ووجوب القيام بالمصالح الكلية والجزئية ووجوب حفظ الاملاك والحقوق. كل وهذا اعظم سد واحكم حصن للوقاية من شرور هؤلاء المفسدين. وكذلك ما حظ عليه القرآن من لزوم الاداب العالية والاخلاق السامية والاخوة الدينية والرابطة الاسلامية يمنع من تغلغل شرورهم التي طريقها الاقوم تحليل الاخلاق وانحلال الاداب وتحلل الروابط النافعة. والثورة العامة على الرأسماليين الذين يجمعون ويمنعون. فهؤلاء وان ابدوا من القوة المادية والتسلط على العباد بالقهر والاستعباد. والطمع والجشع فانهم لا ثبوت لهم على مقاومة هذا التيار المزعج المخرب المدمر المدمر ما مر عليه. فما معهم سلاح يقاوم سلاحهم ولا قوة تجابه قوتهم. لكونهم لم يتمسكوا بالقرآن الذي فيه العصمة والقوة المعنوية والصلاح والاصلاح والعدل ودفع الظلم والاداب والاخلاق العالية. التي لا تزعزعها عواصف الخراب بل تقذف بالحق على الباطل فتدمغه اذا هو زاهق فاذا جاء هؤلاء المفسدون بالتعطيل المحض والانكار صرف ابدى من الحجج والبراهين. على وجود الله وتوحيده وصدقه وصدق ما جاء وبه ما تصدع له الجبال وتخضع له فحول الرجال. واذا تسرب هؤلاء الاشرار بتوسط الاخلاق الرذيلة وانحلال الاداب الجميلة. وجدوا مسلكا في هذا الطريق يعينهم على تنفيذ باطلهم. جاءهم هذا القرآن وبالحث على الاخلاق العالية والاعمال الصالحة والاداب الجميلة. التي لا تدع للشر على صاحبها سبيلا. واذا قالوا بالفقر ووجوب المساواة واحتجوا على ارباب الاموال بالاحتكار والسيطرة على استبعادهم على استعبادهم للعباد واستبدادهم بالاملاك والاموال. ولم يجد هؤلاء قوة عليهم وليس بهم طاقة بوجه من الوجوه تصدى هذا القرآن العظيم بعدله وقسطه وايجابه الحقوق المتنوعة الدافعة للحاجات كلها بعد قيامها بالظرورات لصد ومقاومتهم وابطال كل ما به يصولون ويجولون. ثم اذا ابرز بصلاحه واصلاحه العظيم ونظامه الحكيم وهديه القويم على سلوك الصراط المستقيم ونوره الساطع وحججه القواطع لم يبق في وجه في وجه باطل الا محقه ولا شر ولا لا شر الا سحقه. ولا بقي من قصده الحق والصواب الا اختاره واعتنقه. ولا تأمله صاحب عقل ورأي الا خضع له فهو الحصن الحصين من جميع الشرور فهو الحصن الحصين من جميع الشرور وهو القاهر لكل من قاومه. في كل الامور