بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. عقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب التواضع وخفض للمؤمنين وعن ابي رفاعة تميم بن اسيد رضي الله عنه قال انتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فاقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى اليه فاوتي فاوتي بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم اتى خطبته فاتم اخرها. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي رفاعة رضي الله عنه. انه انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وهذه الخطبة يحتمل انها خطبة الجمعة. ويحتمل انها غيرها. والاظهر انها ليست خطبة الجمعة. وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم نزل من على المنبر وقطع خطبته وانتهى الى هذا الرجل واوتي اليه بكرسي وجلس عليه وصار يعلم هذا الرجل. ومثل هذا لا يفعله النبي صلى الله عليه سلم عادة في خطبة في خطبة الجمعة. فالاظهر ان هذه الخطبة موعظة من المواعظ التي كان النبي صلى الله الله عليه وسلم يتخول بها اصحابه. يقول انه انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه فعلمني مما علمك الله. فطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام ان ان يعلمه مما علمه الله عز وجل وقد علم الله تعالى رسوله كما قال عز وجل وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما. قطع النبي صلى الله عليه وسلم خطبته واتى الى هذا الرجل. واوتي اليه بكرسي فجلس عليه. وصار يعلم هذا الرجل ثم لما فرغ من تعليمه اكمل واتم خطبته عليه الصلاة والسلام ففي هذا الحديث فوائد منها اولا مشروعية تلطف السائل وادبه مع المسؤول والمستفتي والعالم ان هذا الرجل الغريب تلطف مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل غريب جاء يسأل عن دينه فعلمني مما علمك الله ومنها ايضا مشروعية اجابة السائل والمبادرة الى ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم بادر لما طلب منه هذا الرجل بادر الى تعليمه. ومنها ايضا مشروعية سؤال الانسان عن وهذا امر واجب. ولهذا قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا سألوا اذا لم يعلموا فانما شفاء العي السؤال. فيجب على المؤمن ان يسأل عن جميع الامور التي يحتاج اليها في دينه. دقيقها وجليلها حتى يتعبد لله عز وجل على علم وبصيرة فانه لا يستوي من يعبد الله تعالى عن علم وبينة وبرهان ممن يعبده عن جهل. وفي في هذا الحديث ايضا دليل على جواز جلوس العالم او المفتي على الكرسي والسائل او الطالب يكون على الارض ولا يعد ذلك من التكبر. لان العالم والمفتي قد يحتاج الى ذلك. لان السائل يأتي يسأل ثم اذهب وهذا المفتي او العالم يجلس طويلا فيحتاج الى مثل الكرسي ليجلس عليه. ومنها ايضا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث قطع خطبته واتى الى هذا الرجل ومنها ايضا انه ينبغي للعالم حينما يعلم ان يبدأ بالاهم فالاهم ومن اهم الامور التي ينبغي بل يجب البداءة بها ما يتعلق بالتوحيد والعقيدة حتى يفهم التوحيد فهما جيدا والعقيدة فهما جيدا ويرم بها. فيكون تعبده لله عن عقيدة راسخة. وعن عقيدة وفي هذا الحديث ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع خطبته مع ان الخطبة هنا الصحابة مصلحة عامة. وتعليمه لهذا الرجل مصلحة خاصة. والقاعدة ان المصلحة العامة تراعى في جانب المصلحة الخاصة. ولكن يجاب عن ذلك اولا بان النبي صلى الله عليه وسلم لما قطع خطبته الخطبة لا تفوت فالمصلحة العامة في مثل هذه الصورة لا تفوت لان بامكان النبي عليه الصلاة والسلام بل وفعل ذلك ان يرجع ويكمل ما اراد اتمامه من الخطبة. وثانيا ايضا ان المصلحة عامة هنا داخلة في المصلحة الخاصة. لان تعليم هذا الرجل سيستفيد منه هذا الرجل والصحابة رضي الله عنهم وحينئذ لا يكون هناك مخالفة للقاعدة العامة وهي ان المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد