هذه السائلة تسأل ايضا عن صلاة الكسوف والخسوف اذا وقع او اذا وقع هل يلزم المرأة ان تصليهما وتسأل ايضا عن صفة صلاة الكسوف صفة صلاة الكسوف والخسوف هي ان يكبر المصلي جماعة او من صلى منفردا يقرأ الفاتحة ثم يقرأ ما شاء الله ان يقرأ ويطيل ثم يركع ويطيل الركوع ثم يرفع قائلا سمع الله لمن حمده كالصلاة ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة ثم يقرأ بعدها قراءة طويلة لكنها دون الاولى ثم يركع ركوعا طويلا لكنه دون الركوع الاول ثم يرفع ويقف وقوفا ثم يسجد سجودا طويلا ثم يرفع من السجود ويجلس بين السجدتين جلسة طويلة ثم يسجد اخرى سجودا طويلا اقل من الذي قبله ثم يقوم فيقرأ الفاتحة يقرأ قراءة طويلة دونما قرأ في الركعة الاولى ثم يركع كما فعل الركوعين الاولين ثم يسجد كما فعل في السجدتين الاوليين ثم يسلم هذا هو الثابت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسن صلاتها جماعة والجهر بالقراءة في النهار وفي الليل ويسن للمرأة ان تصليها في بيتها يسن للرجل ان يصليها اذا كان في برية او في مكان بعيد او كان سجينا ان يصليها منفردا كل ذلك عمل صالح وقد كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الذي مات فيه ابنه ابراهيم وقد فزع الى الصلاة يقول الساعة عائشة رضي الله عنها كانما خشي ان تكون الساعة ثم لما سلم اخبر ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله وقال انهما لا يخسفان لموت احد ولا لحياته وانما يخوف الله بهما عباده قال فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الصلاة القمر والشمس اية مخلوقات من مخلوقات الله فيهما ما نرى من النور والاضاءة ويعتريهما ما نرى مما يحجب نورهما واضاءتهما وكل ذلك بقضاء الله وقدره وتدبيره في هذا الكون وتصريفه ومع انه قد يعلم الناس وقت ذلك التغير الا ان الحكم الشرعي باق لا يزول حتى لو علمنا ان الشمس تكسف فلا شك ان ذلك دليل على قدرة الله وعلى ازالة هذا النور الوهاج الذي ينبعث من هذا الكوكب حجب له وان القادر على ذلك هو القادر على كل شيء فاذا حصل ذلك وحصل هذا الانطماس ناسب ان يفزع الناس الى ربهم وان يتذكروا ذهاب النور يوم القيامة وانعدامه عند بعض الناس فيسألون ربهم ويتضرعون اليه وصلاة الكسوف من سنن الهدى من فعل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فعلى المسلم ان يعتني بذلك غاية الاعتناء والله اعلم. اثابكم الله