الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الثاني والسبعون من مجالس القراءة والتعليق على صحيح الامام ابي عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله امير المؤمنين في الحديث الامام العلم الحجة وكنا قد وقفنا على قوله باب في الهدي الصالح من كتاب الادب ونبدأ على بركة الله تعالى والحديث الذي سبق ذكره لن نعلق عليه الا اذا كان هناك داعي شديد فنبدأ على بركة الله راه ماشي غلام الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. باسانيدكم حفظكم الله الى الامام البخاري قال رحمه الله باب في الهدي الصالح. قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال قلت لابي اسامة حدثكم الاعمش سحقا وقال سمعت شقيقا قال سمعت حذيفة يقول ان اشبه الناس سمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ابن ام عبد من حين يخرج من بيته الى ان يرجع اليه لا ندري ما يصنع في اهله اذا خلاق قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا عن شعبة عن مخالق قال سمعت طارقا قال قال عبد الله ان احسن الحديث كتاب الله واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم قوله رحمه الله باب في الهدي الصالح المقصود بالهدي هنا المنهج والطريقة الصالحة التي ينبغي للانسان ان يسير عليها وحديث اسحاق بن ابراهيم قال قلت لابي اسامة حدثكم الاعمش قال سمعت شقيقا قال سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول هذه شهادة من حذيفة ابن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود قال ان اشبه الناس دلا وسمتا وهديا صحيح ان هذه العبارات الثلاث ليست مترادفة دلا المقصود به دلالة وشمتا المقصود به الوقار وهديا المقصود به المنهج في حديث عبدالله قال ان احسن الحديث كتاب الله عبد الله المقصود به ابن مسعود واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ففيه دلالة على ان كتاب الله احسن الدليل وهدي رسول الله احسن العمل نعم قال رحمه الله باب الصبر على الاذى وقول الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ولحدثنا مسددا قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن سفيان قال حدثني الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابيه عبدالرحمن السلمي عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس احد او ليس شيء اصبر على اذى سمعه من الله انهم فيدعون له انهم ليدعون له ولدا. وانه ليعافيهم ويرزقهم قال حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا اعمش قال سمعت شقيقا يقول قال عبد الله رضي الله عنه قسم النبي صلى الله عليه وسلم فقسمة كبعض ما كان يقسم. وقال رجل من الانصار والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله قلت اما انا لاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في اصحابه وساررته فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب حتى وددت اني لم اكن اخبرته. ثم قال قد اوذي موسى باكثر من ذلك فصبر الصبر في الاداء المقصود بهذا الباب ان الانسان ينبغي له ان يتجاوز عن ما يلحقه من الاذى من الناس وان يصبر وان يعاملهم بالتي هي احسن ولا يعامل السيئة بالسيئة وان كان ذلك جائزا من باب المجازاة لكن العفو والصفح والصبر على الاذى افضل فان الله سبحانه وتعالى اصبروا على اذى وكيف لا ونحن نرى الكفار ونرى المشركين وهم يدعون له الولد والشريك ويكفرون به ومع هذا يعافيهم ويرزقهم لان الدار ليست ليست دار جزاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا يصبر على ما يتعلق باذى نفسه نعم قال رحمه الله باب من لم يواجه الناس بالعتاب قال حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثنا مسلم. عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها صنع النبي صلى الله عليه وسلم الشخص شيئا ترخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال ما بال اقوام يتنزهون عن الشيء اصنعه فوالله اني لاعلمهم بالله واشدهم له خشية قال اخبرنا قال حدثنا عبدان قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا شعبة عن قتادة ولسمعت عبد الله هو ابن ابي عتبة مولى لانس مولى ذا انس عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها فاذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه الاصل ان الانسان لا يواجه الناس بالعتاب وانما يعرض فيقول ما بال الناس يفعلون كذا وكذا والتعريض مع الاولاد ومع الاصحاب وما عموم الناس هو من احسن العتاب واما مواجهة الناس فانما يكون للمعاندين نعم قال رحمه الله باب من كفر اخاه بغير تأويل فهو كما قال وباسانيدكم حفظكم الله الى الامام البخاري قال رحمه الله باب من كفر اخاه بغير تأويل فهو كما قال قال حدثنا محمد واحمد واحمد بن سعيد قالا حدثنا عثمان ابن عمر قال اخبرنا علي ابن المبارك عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قال الرجل لاخيه يا كافر فقد باء به احدهما وقال عكرمة ابن عمار عن يحيى عن عبد الله ابن يزيد انه سمع ابا سلمة انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا قال حدثنا اسماعيل وقال حدثني مالك عن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ايما رجل قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما. قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا وهيبا قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة كان ثابت من الضحاكة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حلف بملة غير الاسلام كاذبا فهو كما قال من قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم. ولعن المؤمن كقتله. من رأى مؤمنا بكفر فهو كقتله هذا الباب عنا به المصنف رحمه الله ان من اكفر اخاه يعني المسلم بغير تأويل فانه يرجع ذلك او تلك الكلمة يرجع حكمه حكمها اليه وقوله بغير تأويل معناه انه يكفر اخاه المسلم هوى او استهزاء او لعبا او عداوة واما بتأويل فهو ان يظن المجتهد انه يستحق الكفر ثم يجده لا يستحقه فاطلق عليه الكلمة ثم تبين له خطأه او يكون المفتي قد اكثر انسانا بتأويل ثم تبين له خطأه اذا الخطأ في باب الاكفار مغفور اذا كان بتأويل مبنيا من اهل التأويل واهل التأويل هم العلماء الراسخون والقضاة المعينون والمفتون المعروفون والحكام العادلون ليس لكل احد ان يكفر مسلما والا لما بقي احد الا ويكفر اخر نعم حديث ابي هريرة وابن عمر ثابت ابن الضحاك كل ذلك يؤكد هذا المعنى. نعم نعم نعم نعم ترتب عليه احكام ما دام قاضيا ومفتيا حاكما يرتب الاحكام لا هذا جهل مركب ليس لمن ليس اهلا للقضاء والافتان يحكم بالكفر الحكم بالكفر مرتبط بمن يرتب احكام الكفر ولو ان انسانا اكفر اخاه كفرا اصغر ولم يكن اهلا لذاك يرجع وبال ذلك ايضا عليه كما لو ان انسانا اتهم انسانا بشيء لم يكن فيه. فهو بال ذلك يرجع اليه والمقصود هنا فقد باء به احدهما اي بوبان ما يترتب على هذه الكلمة من الاثم نعم لا ليس المقصود فقد باء بهذا قلناها الان فقد باء به احدهما اي بوبال هذه الكلمة ما حكم اكفار المسلم بغير دليل كبيرة من كبائر الذنوب اذا رجع عليه هذه الجريمة عقوبتها انه ارتكب ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ويعتبر هو حكمه حكم اهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك ربما تجد الرجل عابدا زاهدا يتورع من اموال الناس وعن اعراض الناس لكن لا يتورع في دين الناس ويحكم عليهم بالكفر او بالبدعة او بالفسق وهذه اشد والله لو سرق كان اخف من ان يخوض في دين الناس هذا لا لا ينبغي ان يتجرأ عليه الا من هو اهل له نعم قال رحمه الله باب من لم يرى اكثار من قال ذلك متأولا او جاهلا فقال عمر رضي الله عنه لحاطب رضي الله عنه انه منافق قال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل الله قد اطلع الى اهل بدر فقال قد غفرت لكم قال حدثنا يسرة بن صفوان قال حدثنا ابراهيم عن الزهري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه قال حدثنا محمد بن عبادة قال اخبرنا يزيد قال اخبرنا سليم قال حدثنا عمرو بن دينار قد احدثنا جابر بن عبدالله ان معاذ بن جبل رضي الله عنهم كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة. فقرأ بهم البقرة قال فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة فبلغ ذلك معاذا فقال انه منافق وبلغ ذلك الرجل فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا قوم نعمل بايدينا ونسقي بنواضحنا وان معاذا صلى بنا البارحة فقرأ البقرة الحاجة قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا جورية عن نافعا عن عبد الله رضي الله عنه انه قال بين النبي صلى الله عليه وسلم يصلي رأى في المسجد نخامة فحكها بيده فتغير. ثم قال ان احدكم اذا كان في الصلاة فان الله حيال وجهه دوزتو فزعم اني منافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ افتان انت؟ ثلاثا اقرأ والشمس وضحاها سبح اسم ربك الاعلى ونحوها قال حدثني اسحاق قال اخبرنا ابو المغيرة قال حدثنا الاوزاعي وقال حدثنا الزهري عن حميد عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى. فليقل لا اله الا الله. من قال لصاحبه تعالى اقامرك فليتصدق قال حدثنا قتيبة قال حدثنا ليث عن نافع ابن عمر رضي الله عنهما انه ادرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ركب وهو يحلف بابيه. فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان الله ينهاكم ان تحلفوا بابائكم. ومن كان حالفا فليحلف بالله والا فليصمت هذا الباب تأكيد للباب السابق وفيه تأسيس ان من كفر مسلما متأولا او جاهلا فانه لا يرجع اليه وبال تلك الكلمة لا يرجع اليه وبال تلك الكلمة لكن كما ذكرت بشرط ان يكون الحكم بالكفر صادرا من اهله فعمر رضي الله عنه وقد كان وزير النبي صلى الله عليه وسلم ويحكم بين يدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو ممن رآه النبي صلى الله عليه وسلم واخبر عنه انه عليه قميص طويل قال فما اولته يا رسول الله؟ قال العلم اذا عمر رضي الله عنه جمع الله له بين هذه الخصال الثلاث في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بمنزلة الحاكم وان لم يكن الاعلى وهو وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صح التعبير الوزير التنفيذي وهو قاظ وهو العالم ولذلك قال انه نافق فبين النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ما حملك على ذلك وبين عذره بين النبي صلى الله عليه وسلم خطأ عمر ولم يقل لعمر شيئا فدل على ان القاضي او الحاكم او العالم الرباني اذا حكم باكفار انسان خطأ او متأولا لا يعاتب ولا يجهل هذا حكم والحكم قد يصيب فيه الانسان وقد يخطئ فيه ومعاذ بن جبل رضي الله عنه هو الذي صح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اعلم امتي بالحلال والحرام معاذ ابن جا وكان مع صغر سنه من كبار العلماء في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال انه نافق او انه منافق وكان حكمه هذا مبنيا على ظاهر الظن خطأه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرتب عليه حكما فدل على ان هذا الحكم وهو الاكفار اذا صدر من اهله فانه لا عتاب عليهم ولو لم يكن حكمهم صوابا وحديث ابي هريرة رضي الله عنه اورده المصنف رحمه الله لبيان ان من اكفر مسلما من اكفر مسلما فتبين له انه ليس كذلك ماذا يفعل البخاري رحمه الله بعميق فقهه يرى انه يفعل ما يفعل من حلف بالله والعزى من حلف باللات والعزة ولم يقصد يقول والنبي هو ما قصد يقول والكعبة هما قصد؟ طبعا المسلمون لا يحلفون باللات والعزى انما هذا كان في اول الاسلام لان السنتهم كانت متعودة على الحلف لكن الان قد تجد مسلم يقول والنبي والكعبة وراس ابوي وراس والنعمة طيب هذا الان هذا شرك من شرك الالفاظ هو لا يقصد ما كفرته لا اله الا الله اذا من حكم باكفار مسلم متأولا او جاهلا فانه كفارته كفارة من وقع في الشرك غير قاصد يقول لا اله الا الله وحديث عمر بن الخطاب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الا ان الله ينهاكم ان تحلفوا بابائكم فيه دلالة على ان من فعل شيء ولم يعلم انه كفر انه لا يرتب عليه شيء لان النبي صلى الله عليه وسلم ما قال له قل كذا وكذا او تب من كذا وكذا لعدم علمه نعم قال رحمه الله باب ما يجوز من الغضب والشدة لامر الله وقال الله تعالى وجاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم اه بدون واو السلام عليكم وقال الله تعالى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور قال حدثنا مشدد قال حدثنا يحيى بن اسماعيل ابن ابي خالد قال حدثنا قيس ابن ابي حازم عن ابي مسعود رضي الله عنه انه قال اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني لاتأخر عن من صلاة الغداة من اجل فلان مما يطيل بنا. قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط اشد غضبا في موعظة من يومئذ قال فقال يا ايها الناس ان منكم منفرين. فايكم ما صلى بالناس فليتجوز. فان فيهم المريض والكبير لا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة قال حدثنا محمد قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر. قد اخبرنا ربيعة بن ابي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقطة فقال عرفها سنة ثم اعرف ذكاءها وعفاصها ثم استنفق بها. فان جاء ربها فاده اليه. فادها اليه قال يا رسول الله فضالة الغنم قال خذها فانما هي لك او لاخيك او للذئب. قال يا رسول الله فضالة الابل قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت اجنتاه او احمر وجهه ثم قال ما لك ولها؟ معها حذاء وسقاؤها حتى يلقاها ربها وقال المكي حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثني محمد ابن زياد قال حدثنا لا قال المكي وحدثنا عبد الله بن سعيد وحدثني محمد بن زياد في نسخة واحدة هو الصواب نعم لان محمد بن جعفر الملقب بغندر البخاري رحمه الله يروي عنه بواسطة واحدة نعم السلام عليكم قال وقال المكي حدثنا عبدالله بن سعيد وحدثني محمد بن زياد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثني سالم ابو النظر مولى عمر ابن عبيد عن جسر بن سعيد عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم هجيرة مخصصة او حصيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها وتتبع اليه رجال وجاءوا يصلون بصلاة مجاء ليلة فحضروا وابقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج اليهم فرفعوا اصواتهم وحصدوا الباب فخرج اليهم مغضبا. قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت انه سيكتب عليكم. فعليكم بالصلاة في بيوتكم فان خير صلاة المرء في بيته الا الصلاة المكتوبة اه هذا الباب بوب عليه البخاري رحمه الله لبيان ان الغضب والشدة لامر الله تعالى امر جائز في امور عدة اولا وهو الاصل مع الكفار المنافق الحربيين والمنافقين الظاهرين جاهد الكفار والمنافقين واغلوظ عليه اما اذا كان الكافر غير حربي فالاصل انه يلان له الكلام ويحسن له الجوار ويجادل بالتي هي احسن لعله ان يسر واما المنافق الظاهر فانه يغلظ عليه وهنا الغضب والشدة انما يكون ممن له الامر والنهي كالرجل في بيته صاحب العمل في عمله والامير في امرته والرئيس في رئاسته واما من دون فليس لمن دون الا الالتماس وليس للمساوئ وليس لمن دون الا الالتماس وليس للمساوي الا الالتماس النبي صلى الله عليه وسلم غضب لامر الله في عدة اشياء وفقه البخاري دقيق ايها الاخوة تأملوا هذه الاحاديث الخمسة التي اوردها الاول متعلق بغضبه على المصورين سواء هم الذين صنعوها او هم الذين اظهروها الان غضب على عائشة عائشة ما هي اللي صورت وانما اشترت قراما وعلقت الغضب انصب على من عليها لتعليقها وعلى المصورين اذا هذا امر محرم فكان غضبه لامر محرم فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لامر محرم واما فعل معاذ ابن جبل وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فانه غضب لاجل المصلحة العامة وان لم تكن واجبة لا يجب على الائمة ان يخففوا باتفاق الفقهاء وانما يندب عليهم يندب في حقهم التخفيف لكن اذا تعلق الامر بالجماعة فان مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد ثالثا يخرج من المكان رابعا يتوضأ وينشغل بغير ذلك لعلنا نقف على هذا وارجو ان تعذروني والله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وهو الامام ولو كان في امر مندوب فيجوز الغضب فيه لاجل الكل على الفرد فيجوز الغضب فيه لاجل الكل او لاجل الاغلب على الفرد وحديث عبد الله ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غضب لانه رأى نخامة في المسجد ازالة النخامة من المسجد او التنخم في المسجد امر مكروه عند جماهير الفقهاء ومن اهل العلم من قال بالتحريم ومع ذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم فدل على جواز الغضب في الامور المكروهة غير المحرم وهذا امر بعظ الناس اليوم اذا غظبت بسنة او لامر مكروه يتعجب لا ما في تعجب النبي صلى الله عليه وسلم غضب للامور المندوبة وغضب للامور المحرمة فغضب للامور الواجبة في تركها والامور المكروهة في فعلها وحديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه فيه الغضب على المتعنتين فيه الغظب على المتعنتين الذين والتعنيف على المتقعرين في السؤال لان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه الجواب وهو ما زال يسأل ويسأل حتى يريد كل شيء ان يكون له فاحمرت وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمر وجهه ثم قال ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربه قد يقول قائل طيب هو يحتاج ان يسأل عن الابل لا ما يحتاج لان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الغنم قال هي لك او لاخيك او للذئب يدرك ان الذئاب لا تستطيع اكل الجمل خلاص فهم فما في داعي في التقعر فهم ان اللقط اذا خشي عليها من الضياع يلتقط والا فيترك خلص واما الحديث الاخير حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه ففيه ايضا التعنيف على من شدد في فعل السنة التعنيف على من شدد في فعل السنة حتى يظن انه واجب او يخشى ان يعتقد وجوبه. نعم على كل حال يمكن ان نلخص هذا الباب بجواز الغضب في ارتكاب المحرم وجواز الغضب في ترك الواجب وجواز الغضب بترك المندوب العام وفي جواز الغضب فيما يتعلق بالمصلحة العامة عن المصلحة الخاصة وجواز الغضب على المتعنتين السؤال وجواز الغضب على من يشدد في امور الدين نعم قال رحمه الله باب الحذر من الغضب قول الله تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابن شاب عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب قد حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جريرنا الاعمش عن عدي بن ثابت قال حدثنا سليمان بن سرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس واحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قالوا لرجل الا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال اني لست بمجنون قال حدثني يحيى ابن يوسف قال اخبرنا ابو بكر هو ابن عياش عن ابي حصين عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب الغضب الذي يكون لله هذا هو الذي مضى في الباب الذي قبله واما هذا الباب باب الحذر من الغضب الغضب الذي يكون للنفس واصل الغضب للنفس مبناه على تنقيص للنفس او نقصان في مال او جاه هذه هي اسباب الغضب للنفس لماذا يغضب الناس لانفسهم لنقصان في المال او نقصان في الجاه او نقصان فيه ما يتعلق بذاته هذا سبب غضب الناس ولو ان الانسان هضم حق نفسه وتنازل عن شيء من ما له ولم يلتفت الى الجاه لما غضب لاجل الدنيا والاصل ان الانسان لا يجوز له الغظب ولذلك الحلم والاناة من صفات الاخيار ومن يملك نفسه عند الغضب فهو البطل القوي وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ارشد كيف نصرف الغضب نقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر العلماء رحمهم الله ان هناك عدة اسباب يدفع الانسان عن نفسه الغضب. اولا انه يعود نفسه عدم الغضب بالتربية ثانيا اذا ما غضب يتعوذ بالله