بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ حافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. قال رحمه الله باب حسن الخلق. قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. وقال تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين الاية. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب حسن الخلق. الخلق هو السجية والطبيعة للانسان. وهو الصورة الباطنة. وذلك ان الانسان له صورتان صورة ظاهرة وهي الخلقة التي خلق الله عز وجل الخلق عليها وصورهم عليها وهذه الصورة اعني الصورة الظاهرة منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح ومنها ما هو بين ذلك. والنوع الثاني صورة باطنة. وهي ما يكون في النفس ويصدر منها من اقوال وافعال. ما منها ما يكون حسنا ومنها ما يكون سيئا. وهذا هو الخلق. والخلق قد يكون مكتسبا وقد يكون سجية وطبيعة. وجبلة بان يكون الانسان قد جبل على مكارم الاخلاق ومحاسن الاداب. قال عليه الصلاة والسلام له ان فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اهما خلقان تخلقت بهما ام جبلني الله عليهما قال بل جبلك الله عليهما. فقال الحمدلله الذي جبادني على ما يحبه الله ورسوله. وحسن الخلق يكون مع الله عز وجل. ويكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكون مع عموم الناس فحسن الخلق مع الله تعالى ان يتلقى اخباره بالتصديق وان يتلقى احكامه بالتمثيل والتطبيق وان يتلقى اقداره بالصبر والرضا. فيتلقى احكامه بالتصديق بان يصدق بكل لما ذكره الله عز وجل في كتابه او صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ويؤمن به ايمانا جازما من قاطعا لا تردد فيه. ثانيا ان يتلقى احكام الشرعية بالتطبيق والعمل. ولا يتردد او يقولوا كيف ولم؟ لقول الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فالواجب على المؤمن ان يرضى بشرع الله. وان يخضع لشرع الله الا يكون متبعا لهواه فما وافق هواه عمل به وما لم يوافق هواه تركه. وثالثا ان تلقى اقداره بالصبر والرضا بان ما يقدره الله عز وجل على العبد على نوعين. نوع مما تلائمه ويسر به. ونوع لا يلائمه. فوظيفته اذا قدر الله عز وجل عليه مما يلائمه ويسر به ان يحمد الله عز وجل وان يشكره على ذلك. وان قدر عليه ما لا يلائمه فالواجب عليه ان يصبر. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان لا خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. اما حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون بامور اولا ان يقدم محبته على محبة كل احد. من ولد ووالد والناس اجمعين. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. وثانيا طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر. واجتناب ما عنه وزجر والا يتعبد لله تعالى الا بما شرع رسوله صلى الله عليه وسلم. فيطيعه فيما امر لان طاعة الرسول من طاعة الله. من يطع الرسول فقد اطاع الله. واطيعوا الله واطيعوا الرسول. وثانيا ينزجر وينتهي عما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وثالثا ان يصدقهم فيما اخبر من الامور الغيبيات اما في الماضي واما في المستقبل مما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورابعا الا يتعبد لله تعالى الا بما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم بقول الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا ما هو رد وقال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ومن حسن الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم ان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته. اما في حياته ندافع عن شخصه الكريم واما بعد وفاته فان يدافع عن شرعه القويم. ومن حسن الخلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون متبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هديه والتمسك به بقول الله قال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الاسوة وهو القدوة وهو الذي امرنا باتباعه والتأسي به والاقتداء به. والانسان يوم القيامة لن يسأل عما قال فلان او فلان من اهل ائمة المسلمين وانما سيسأل عما جاءت به الرسل ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين ثالثا حسن الخلق مع عموم الناس. يكون بكف الاذى وبذل الندى والصبر على الاذى الوجه هذه اربعة امور يكون بها حسن الخلق مع عباد الله. اولا كف الاذى ان تكف اذيتك القولية والفعلية. القولية بالسب والشتم والسخرية والاستهزاء. والاذية الفعلية بالاعتداء على عباد الله في مال او دم او عرظ. وبذل الندى ان تبذل المعروف سواء كان قوليا ام فعليا فالمعروف القوي بالكلام الحسن والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدلالة على الخير ويكون ذلك بالفعل ايضا كتعليم الناس وايصال النفع اليهم. والثالث الصبر على الاذى. فان ان الانسان لا بد ان يحصل له اذية من الناس ولا سيما من ارتسم طريق الرسل وسلك سبيله لهم في الدعوة الى الله تعالى. لا بد ان يناله شيء من الاذى. كما قال الله تعالى مصليا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله. ولقد نبأ المرسلين. والرابع طلاقة الوجه ان يلاقي الناس بوجه طليق. بوجه منشرح. بوجه فيه السرور وفيه البهجة. لان ملاقاة اخوانك المؤمنين بهذا الوجه من مما تؤجر عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه اخيك صدقة. ويأتي ان شاء الله تعالى الكلام على الايات في هذا الباب وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد