بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق وعن الصائمين المجثامة رضي الله عنه قال اهديت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال انا لم نرده عليك الا انا حرم. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب الخلق وعن الصعب ابن جثامة رضي الله عنه انه اهدى الى النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواب والابواء واد بين مكة والمدينة قرب ما يسمى بقرية مستورة ويسمى الان الخريبة فاهداه للنبي صلى الله عليه وسلم فرده عليه الصلاة والسلام وقال له انا لم نرده عليك الا ان حرم اي محرمين في هذا الحديث فيه فوائد او منها اولا بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من محبتهم وتعظيمهم للرسول صلى الله عليه وسلم ومنها حل الحمار الوحشي وانه حلال واما الحمار الاهلي والانسي فانه محرم. فان النبي صلى الله عليه وسلم امر مناديا ان ينادي يوم خيبر ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الاهلية. فانها رجس ومن فوائد هذا الحديث ايضا تحريم اكل الصيد المحرم الذي صيد من اجله. فما صيد من اجل المحرم فان انه يحرم عليه اكله والصيد المحرم على المحرم ما صاده بنفسه او صيد لاجله او كان له اثر في صيده اشارة او اعانة او دلالة او نحو ذلك. اما كون ما صاده المحرم محرما اي ما صاده بنفسه فلقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم واما ما صيد لاجله. فلقول النبي صلى الله عليه وسلم صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه او يصد لكم واما ما كان له اثر في صيده باشارة او اعانة او دلالة فلحديث ابي قتادة رضي الله عنه حينما صاد صيدا واراد الصحابة رضي الله عنهم ان يأكلوا منه لكنهم امتنعوا. حتى يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال هل منكم احد اشار اليه بشيء؟ قالوا لا. قال فكلوا. فدل هذا على ان ما كان من المحرم من اشارة او اعانة او دلالة ولو بمناولة الة فانه يحرم عليه من فوائد هذا الحديث ايضا مشروعية الهدية وقبولها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا ومنها ايضا ان الهدية لا تلزم الا بالقبول. فاذا قبلها المهدى اليه فانها تكون لازمة اما قبل ذلك فليست بلا زيمة. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان المشروع لمن رد هدية بسبب ان يبين للمهدي هذا السبب لان لا ينكسر قلبه ولالا يكون في نفسه شيء. وذلك لان الصعب ابن جثام رضي حينما اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الحمار الوحشي رده النبي عليه الصلاة والسلام. وقال له معللا هذا الرد ومبينا للسبب انا لم نرده عليك الا ان حرم. فيطيب قلب هذا المهدي ويبين له السبب. ومنها ايضا انه لا يجوز للانسان ان يقبل الهدية اذا كانت محرمة عليه لان الصيد محرم على المحرم. والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يقبل الهدية. ومنها ايضا ان جانب الشرع مقدم على ما يتعلق بالخلق والادب. نعم ليس من الادب والخلق الانسان يرد الهدية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها. لكن لما كانت هذه الهدية محرمة راعى النبي صلى الله عليه وسلم الجانب الشرعي على الجانب الخلقي والعاطفي. وهكذا يجب على ان يقدم جانب الشرع على جانب العاطفة والخلق. والا يقدم الهوى على الهدى ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. فيقدم ما يهواه الله عز عز وجل ورسوله وما جاء بالكتاب والسنة على ما يكون في نفسه. ولا يغلب جانب العاطفة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد