بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب حسن وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب حسن الخلق وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم. فقال البر حسن خلق والاثم ما حاكى في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس. قول النبي عليه الصلاة والسلام البر حسن الخلق البر كلمة جامعة لجميع خصال الخير الظاهرة والباطنة واذا اطلق فانه يدخل فيه التقوى. كما قال الله تعالى ولكن البر من اتقى. واما اذا جمع بين البر والتقوى كما في قوله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى فان البر يفسر بفعل الخير والتقوى تفسر بترك المعاصي. فالبر يكون بفعل الطاعات والتقوى تكون باجتناب المحرمات وقول النبي صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق اي ان حسن الخلق من البر. والبر نوعان بر عام وبر خاص فالبر العام ما يتعلق بحق الله عز وجل وهو ان يكون العبد متقيا لله تعالى بفعل اوامره واجتناب نواهيه. والنوع الثاني بر خاص وهو المتعلق ببر الوالدين. قال والاثم ما في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس. الاثم ضد البر كما قال عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. فالاثم ما حاك في صدرك اي تردد في صدرك واورث لك قلقا واضطرابا هل تفعل او لا تفعل؟ فالشيء اما ان تفعله عن انشراح وطمأنينة نفس وانطلاق واما ان تفعله عن قلق واضطراب. فالثاني هو الاثم وهذا فيمن كان مستقيما على شريعة الله عز وجل. لان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يخاطب رجلا فطرته سليمة. وحاله مستقيمة. واما اهل الفجور والمعاصي فانهم لا يبالون فيفعلون الموبقات بل والكبائر ونفوسهم مطمئنة منشرحة قال وكرهت ان يطلع عليه الناس. اي انك تكره ان يطلع الناس على هذا الذي حاك في صدرك. وقوله وكرهت ان طلع عليه الناس واذا كنت تكره ان يطلع عليه الناس فلتكن كراهتك لان يطلع عليه الله عز وجل اولى واحرى فان الله عز وجل احق من يستحيا منه واحق من يخاف منه واحق من يعظم ولهذا قال قال الله عز وجل فاضحا المنافقين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من قوم فكيف تخاف ان يطلع الناس على عيوبك وذنوبك ولا تكره ولا تخاف ان يطلع الله عز وجل عليها فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ذكر للاثم علامتين علامة داخلية وعلامة خارجية. اما العلامة الداخلية فهي ما يحصل من القلق والاضطراب والتردد. واما العلامة فهي كراهة اطلاع الناس على هذا الاثم. فهذا الحديث فيه فوائد منها اولا ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. وفيه ايضا دليل على الحث على البر وحسن الخلق وقد تقدم ان حسن الخلق يكون مع الله تعالى ويكون مع رسوله صلى الله عليه وسلم ويكون مع عموم الناس. فعلى المرء ان يحرص على التحلي بالاخلاق الفاضلة والاداب العالية ليكون مقتديا بالرسول صلى الله عليه وسلم. الذي وصف الله عز وجل خلقه بقوله وانك لعلى خلق عظيم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد