بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق عن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وان الله يبغض الفاحش البذيء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة. قال تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار. فقال الفم والفرج. رواه الترمذي. وقال حديث صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي الدرداء رضي الله عنه. ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق. قوله عليه الصلاة والسلام ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن اي ان اكثر الاعمال ثقلا في ميزانه يوم القيامة هي حسن الخلق وحسن الخلق يكون مع الله عز وجل بطاعته وعبادته وتوحيده. ويكون مع الرسول عليه الصلاة والسلام باتباعه والسير على هديه ومنهجه. ويكون مع عموم الناس ببذل الندى وكف الاذى طلاقة الوجه ثم قال عليه الصلاة والسلام وان الله يبغض الفاحش البريء. البغض بمعنى الكراهة. وفي هذا اثبات البغض الله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى. يبغض الفاحش من الفحش. والفحش هو القبيح من الاقوال والاعمال البذيء اي الذي لا حياء عنده. اي الذي يتكلم بالفحش او يعمل الفحش من غير حياء ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا الحث على حسن الخلق. وانه من اثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة. وفيه ايضا دليل على اثبات وزن الاعمال يوم القيامة. وظاهر النصوص بل هو كالصريح ان الذي يوزن يوم القيامة هو العمل. ولهذا قال الله تعالى فمن ثقلت موازينه. ومنها ايضا اثبات صفة البغض لله تعالى على الوجه اللائق به. ومنها ايضا التحذير من هاتين الصفتين هما ان يكون الانسان فاحشا وان يكون بذيئا. اما الحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اكثر ما يدخل الناس الجنة. فقال تقوى الله وحسن الخلق. تقوى الله في ان يتخذ العبد وقاية من عذابه. بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وحسن الخلق تقدم انه يكون مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع عموم المسلمين. ثم سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يتقن الناس النار. فقال عليه الصلاة والسلام الفم والفرج. وانما خص النبي صلى الله عليه وسلم الفم والفرج لان فما يصدر منه القبيح والفاحش من الاقوال كالسب والشتم والغيبة والنميمة وشهادة الزور ما اشبه ذلك والفرج يصدر منه القبيح من الافعال من زنا ولواط. وانما جمع بينهما الفم والفرج لان ما يصدر منهما من الامور المحرمة من الفواحش. فما يصدر من الفم من فاحش القول وما يصدر من الفرج من فاحش الفعل. فهذا الحديث فيه دليل على الحث على تقوى الله تعالى. وان تقواه سبحانه وتعالى وحسن الخلق من اسباب دخول الجنة. وهي داخلة من الجملة الاعمال الصالحة التي قال الله عز وجل فيها ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. ومنها ايضا التحذير من زلات اللسان وهفواته. وان الانسان يجب عليه ان يحفظ لسانه لان اكثر ما يدخل الناس النار وما يصدر من اللسان من قبيح الاقوال. ومنها ايضا ان لدخول الجنة اسبابا كما ان بدخول النار اسبابا فعلى المرء ان يحرص على الامور والاعمال. التي تكون سببا لدخول الجنة. وان يحذر ويجتذب الاعمال التي تكون سببا في دخول النار. اعاذنا الله واياكم والمسلمين منها ومن اسبابها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد