بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الثالث والسبعين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة امة الكرم ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة. ومن الاخلاق العظيمة الانفاق والجود والكرم يقول سبحانه في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. واتى المال على حبه بالقربى واليتامى والمساكين وبنى السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون هذه ايضا من صفات الاخيار وهذه من الاخلاق العظيمة التي مدحها الله. واخبر سبحانه ان اهلها هم الصادقون المتقون فعليك بهذه الاخلاق استقم عليها وهكذا في سورة ال عمران في اثنائها يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة. واتقوا الله لعلكم تفلحون. واتقوا دار التي اعدت للكافرين. واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين اسمع ما مدحهم الله به من الاخلاق واستقم عليها ثم قال سبحانه في وصف المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين وغير ذلك من الاخلاق التي دل الكتاب او السنة على شرعيتها. هذه من اخلاقهم العظيمة من اخلاق المتقين ومنها ما ذكره الله سبحانه بقوله والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا ذنوبهم والفاحشة هي المعصية. هذه من اخلاقهم العظيمة. التوبة والاستغفار من جميع المعاصي ثم قال سبحانه ومن يغفر الذنوب الا الله فليس هناك غافر الا الله جل وعلا فهو سبحانه الذي يغفر الذنوب ويقبل التوبة ثم قال جل وعلا ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. والمعنى انهم لم يقيموا على المعاصي. بل تابوا واقلعوا منها خوفا من الله سبحانه وتعظيما له. وهذه من اخلاقهم العظيمة اخلاق اهل الايمان اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين هذا هو جزاء التائبين الصادقين فالمؤمنون والمؤمنات هذه اخلاقهم التقوى لله والاستقامة على هذا الدين والانفاق في السراء والضراء والشدة والرخاء. ولو بدرهم واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة. المكتبة الصوتية لسماع باحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. رحمه الله