باب تغليظ عقوبة من امر بمعروف او نهى عن منكر وخالف قوله فعله قال الله تعالى اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلوا هون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله اهيا تقولوا ما لا تفعلون. وقال تعالى اخبارنا شعيب صلى الله عليه وسلم. وما اريد ان الى ما انهاكم عنه وعن ابي زيد اسامة ابن زيد ابن حارثة رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق وقت ابو بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع اليه اهل النار فيقولون يا فلان مالك الم تك تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت امر بالمعروف ولا اتيه وانهى عن منكر واتيه متفق عليه. وبالله التوفيق بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ويهتدى بهدى اما بعد هذه الايات مع الحديث الشريف بها التغليظ بحق من امر بالمعروف او نهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله وفعله قوله وانه على خطر عظيم من عقوبات الله له جل وعلا يقول الله جل وعلا معاتبا بني اسرائيل اتأمر الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتبعون الكتاب فلا تعقلوه يعاتبه ويحث امة محمد على مخالفتهم في هذا وان الامر بالمعروف يسارع الى المعروف والنهي عن المنكر يسارع الى تركه هذا هو الواجب من خالف هذا فقد برز الله بالمحاربة ولهذا يقول سبحانه له معاتبا اتى امور الناس وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب يعني كتاب الله التوراة افلا تعقلون اين ذهبت عقولهم؟ اين العقول هو الانسان يأمر بالمعروف ويخالف ينهى عن المنكر ويرتكب اين العقل؟ اين الدين؟ اين المروءة اين الحياء ولهذا قال افلا تعقلون يعني اين النفس عقولهم رسول الله بهذا العمل الشريعة ويقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتل عند الله ان تقولوا ما يعني اعظم ما عند الله هذا العمل ويمقتهم عليه ويبغضهم عليه ان يقول الانسان خلاف ويفعل خلاف ما يقول فيأمر الناس بالخير ويلاهم عن الشر ثم يقع في الشر ويترك الخير ولا حول ولا قوة الا بالله ويقول جل وعلا عن شعيب رضي الله عليه الصلاة انه قال لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. لما امرهم ونهاهم قالوا وما اريد ان اخالفهم الا ما انهاكم عنه الانبياء يأمرون بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يخالفون ذلك بل يفعلون المعروف ويأتونه وينهون عن المنكر ويتركونه هكذا الانبياء والصالحون طبعا فعلى المعروف وترك المنكر فهذا هو المتبع للانبياء وهو مؤمن حقه ومن خالف قوله فعله فاتى المنكر و ترك المعروف فهذا محارب لله جل وعلا مخالف لما امره الله به وهذا يوجب على المؤمن العناية حتى تكون اعماله واقواله مطابقة للشر فاعمل بطاعة الله ويستقيم على امر الله ويرزق محارم الله ويحافظ على ذلك حتى تكون اقواله واعماله مطابقة للاوامر وهكذا قوله في حديث صفة شعيب وما اريد ان اخالفكم الا ما اتاكم يعني لسى مما يجوز لي ان اخالفكم فالانبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام امروا بالمعروف وفعلوه ونهوا عن المنكر واجتنبوه وهكذا الصالحون فالواجب على من امر ونهى ان يكون من اشدق الناس الى الخير ومن ابعدهما الشر وفي هذا المعنى جاءت احاديث منها ان يسامى هذا انه يوسع يوم القيامة فيلقى في النار تندلق وقته بطنه يعني تبرز تخرج الى النار له نسأل الله العافية وقتها في بطنه يعني امعاءه فيطوف النار كما يهجر الحمار بالرحى فيجتمع عليها النار فيجتمع اهل النار ويقول ما لك يا فلان الم تكن تأمر بالمعروف وسنهانا عن المنكر فيقول بلى انا كنت امركم بالمعروف ولا اتي وانهاكم عن المنكر واتيه نسأل الله العافية فهذا جزاء عذب على رؤوس الاشهاد بين اهل النار نسأل الله لانه افتضح في النار كما فضح نفسه في الدنيا فالواجب عليك يا عبد الله ان تكون مع الامر بالمعروف ومع النهي عن المنكر ومع من يعمل بالمعروف وينهى عن المنكر ولا تكون مثل من تخلف هل هذا الخلق الثمين الحميد فيكون مع اصحاب الخلق الحميد كن مع الامرين بالمعروف والناهي عن المنكر والمعاقبين لمن تخلف تأشم نبينا عليه الصلاة والسلام سلوكا لمسلكه عليه الصلاة والسلام وحذرا من مشابهة اعداء الله فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر ويفعل وينهى ويترك. وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم