بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ومشايخنا وولاة امورنا وجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في كتاب الفضائل باب سنة الظهر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدعو اربعا قبل الظهر. رواه البخاري. وعنها رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبل الظهر اربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين. وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين رواه مسلم. وعن ام حبيبة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع بعدها حرمه الله على النار. رواه ابو داوود الترمذي وقال حديث حسن عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي اربعا بعد ان تزول الشمس قبل الظهر وقال انها ساعة تفتح فيها ابواب السماء فاحب ان يصعد لي فيها عمل صالح. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان اذا لم يصلي اربعا قبل الظهر صلاهن بعدها. رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب سنة في الظهر ثم ذكر الاحاديث الحديث الاول حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وسبق الكلام عليه. وكذلك حديث عائشة الذي بعده كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع اربعا قبل الظهر اما الحديث الثالث فهو حديث عائشة رضي الله عنها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي تقول كان يصلي في بيته اربعا قبل الظهر ثم يخرج فيصلي بالناس. ثم يرجع فيصلي ركعتين. ثم يصلي المغرب ثم يصلي في بيته ركعتين وهكذا في صلاة العشاء والحديث الذي بعده حديث ام حبيبة رضي الله عنها. اما حديث عائشة ففيه دليل على اولا على مشروعية صلاة ومعي ركعات قبل الظهر وان راتبة الظهر القبلية اربع ركعات يصليها بسلامين. ومنها ايضا انه ليس للعصر سنة راتبة. لانه لم يذكر لا في هذا الاحاديث ولا في غيرها ولكن سيأتي انه يسن ان يصلي اربع ركعات. ومنها ايضا ان السنة ان يصلي بعد المغرب وبعد العشاء ركعتين وهي من السنن الراتبة. ومنها ايضا ان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان السنن الراتبة بل والنوافل في بيته. وقد قال صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وقال صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا. فالصلاة في البيت اعني صلاة النافلة في البيت هو حتى في المساجد التي تضاعف فيها الصلاة. كالمسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فان الصلاة في البيت افضل. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيته مع ان مسجده مما تضاعف فيه اما حديث ام حبيبة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي اربعا قبل الظهر واربعا بعدها وقال من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع ركعات بعدها حرمه الله تعالى على النار هذا يدل على انه يستحب الانسان احيانا ان يصلي بعد الظهر اربعا. فاذا صلى السنة الراتبة ركعتين يضيف اليها ركعتين اخريين لاجل ان يدخل في هذا الحديث ولاجل ان يحرم الله تعالى وجهه على النار لكن الاربع ليست من السنن الراتبة. السنة الراتبة بعد الظهر هي ركعتان. لكن احيانا يصلي ركعتين فتكون اربعا. اما حديث السائب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كان يصلي اربعا قبل الظهر. ويقول عليه الصلاة والسلام انها ساعة تفتح فيها ابواب السماء. اي تفتح ابواب السماء لقبول الدعاء والاعمال الصالحة. فاحب ان يصعد لي فيها عمل صالح. وهذا ايضا يدل على مشروعية المحافظة على اربع ركعات قبل الظهر. وان هذه الساعة من الساعات التي جاء فيها اجابة الدعاء وقبول العمل الصالح. فالسماء تفتح بعد منتصف الليل ويحصل نزول الرب عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. وذلك في كل ليلة. والساعة الثانية التي فيها ابواب السماء عند منتصف النهار. فهي ساعة جديرة بان يغتنمها المسلم. وان فيها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهي اربع ركعات. ولهذا قال فاحب ان يصعد لي فيها عمل صالح. اما الحديث الاخير حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فاتته الاربع قبل الظهر بعدها. فهذا يدل على ان الانسان اذا فاته شيء من النوافل من السنن الراتبة او من غيرها فانه يسن له ان يقضيه. بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها لا كفارة لها الا ذلك. فاذا قدر ان الانسان شغل عن الاربع قبل الظهر فلم يصلها فانه يصليها بعد صلاة الظهر قضاء فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا فاتته صلاها بعد ذلك وهكذا جميع السنن التي تفوت الانسان لعذر شرعي فانه يسن له ان يقضيك. ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا فاته ورده من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة فلو عرض ان الانسان كان من عادته ان يقوم الليل ولكنه نام تلك الليلة ولم يستيقظ فانه يقضي ما اعتاده من قيام الليل نهارا ولكنه يصليه شفعا. فاذا كان من عادته ان يصلي احدى عشرة ركعة فانه يصلي ثنتي عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين. وان كان من عادته انه يصلي خمسا فانه يصلي ست ركعات نسلم من كل ركعتين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا