بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين قال رحمه الله باب احتمال الاذى. قال الله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. وقال تعالى صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عنهم ويجهلون علي. فقال لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله ظهير ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب احتمال الاذى. اي الاذى الذي من الناس سواء كان اذية قولية بالسب والشتم ام كان اذية فعلية بالاعتداء على النفس او فيما دونها. ثم ذكر رحمه الله الايات في هذا الباب وهي قول الله عز وجل والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وقول الله تبارك وتعالى ولمن صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور. وقد سبق الكلام عليهما في البابين السابقين اما الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي قوله ان لي قرابة القرابة هم الرحم والنسب والقرابة هي الاتصال بين انسانين بولادة سواء كانت قريبة ام بعيدة. يقول ان لي قرابة اصلهم اي اتودد اليهم بالزيارة والاحسان والشفقة عليهم. ويقطعونني اي يقابلون صلتي بالقطيعة والهجران. واحسن اليهم بانواع البر والاحسان. الاحسان القولي والفعلي والمال والجاه. ويسيئون اليه اي يسيئون الي اساءة اما بالقول واما بالفعل واحلم عليهم الحلم هو الاناة والتؤدة وعدم المعاجلة بالعقوبة. قال ويجهلون المراد بالجهل هنا السفه. وليس عدم العلم. فان الجهل يرد في النصوص الشرعية ويراد به السفه كما هنا قال الله عز وجل انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. لما قال ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم قال له النبي عليه الصلاة والسلام ان كنت كما قلت يعني من الاحسان والصلة والحلم فكأنما تسفهم الملء اي تطعمهم الرماد الحار. وهذا تشبيه لما حقهم من الاثم بسبب قطيعتهم واساءتهم وجهلهم. قال ولا يزال عليك من الله ظهير ما ما دمت على ذلك اي ما دمت على هذه الصلة والاحسان والحلم فانه يكون معك ظهير عليهم معين من الله وناصر منه سبحانه وتعالى. ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا وجوب صلة الرحم. والتحذير من قطيعتها قال الله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع رحم. وهذا يدل على ان قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ومن فوائد هذا الحديث ايضا بيان حسن النية وعاقبة صاحبها. وان الانسان اذا احسن النية في عمله واخلص لله تعالى فان الله تعالى يعينه على ذلك ويسدده. قال الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. فمتى علم الله تعالى من العبد حسن النية وسلامة الطوية وارادة الخير انه يوفقه لكل خير ويعينه ويسدده. بل ان الانسان اذا نوى الخير ثم لم يعمل بل حيل بينه وبينه اما لمرض او لمانع من الموانع فانه بسبب هذه النية يكتب الله قال له اجره كاملا كانما فعل. قال الله تعالى ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله النية الحسنة والنية الطيبة يبلغ بها الانسان مبلغا عظيما اذا اخلص لله عز وجل فيها الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد