بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله وهذا الفعل ليس كما يفعله بعض الناس اليوم بان يقوم خطيبا بالناس الحاضرين للجنازة فالانسان يتخذ طريقة بحيث لا يؤذي الناس ثانيا على العبد ان يؤمن بقضاء الله وقدره. وان لا يجلس بدون عمل حدثنا عثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع حاء وحدثنا علي بن محمد قال حدثنا ابو معاوية ووكيع عن الاعمش عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عود فنكت في الارض ثم رفع رأسه فقال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قيل يا رسول الله افلا نتكل؟ قال لا اعملوا ولا تتكلوا وكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قوله حدثنا عثمان ابن ابي شيبة اخو ابي بكر ابن ابي شيبة وعثمان توفي عام تسع وثلاثين ومئتين وهو ثقة قال حدثنا ابن الجراح الرؤاسي المتوفى عام ست وتسعين ومئة وقيل سبع وتسعين ومئة حاء وحدثنا علي بن محمد هنا حول من هذا الاسناد الى اسناد اخر وعلي بن محمد هو علي ابن محمد ابن اسحاق التنافسي ابو الحسن الكوفي وهو ثقة قال حدثنا ابو معاوية وهو ابو معاوية ظرير محمد ابن خازم ووكيع عن الاعمش وهو سليمان ابن مهران الاعمش عن سعد ابن عبيدة وهو السلمي ابو حمزة الكوفي تابعي ثقة عن ابي عبد الرحمن السلمي وهو عبد الله ابن حبيب ابن ربيعة المقرئ الكوفي مشهور بتنيته ولابيه صحبة اقرأ القرآن اربعين سنة وهو ثقة تبت. اذا ايها الاخوة العمر طويل بالاعمال الصالحة وهو قصير بسفاسف الامور فهذا الرجل ممن طال عمره بعمله واتصلت الاسانيد اليه فلا يوجد احد يقرأ الا وتجد السند يتصل بعبد الله بن حبيب بن ربيع المقرئ عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عود طبعا هذا يعود يسمى بالمخصرة لانه يوضع تحت الخصر فنكث في الارض ثم رفع رأسه يعني علم في الارض اشارة الى الخاشع المهموم بامر الاخرة فقال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار. ربنا علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون علمه فارتكبه قيل يا رسول الله افلا نتكل اي نتكي على هذا المكتوب؟ قال لا اعملوا ولا تتكلوا وكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من اعطى انتبه اخي الكريم. فاما من اعطى اعطى المال والمال محبوب. ولكن الانسان لا يعطي الشيء المحبوب الا بمحبة من محبته اعظم وهي محبة الله تعالى والتقى اتقى الله تعالى وتجنب المعاصي بفعل الطاعات وترك المحرمات. وصدق بالحسنى لان الانسان يصدق بما عند الله تعالى مما اعده من الجزاء الاوفى بالاخرة لمن عمل الصالحات. والحسنى من اسماء الجنة وهي تأنيث احسن فسنيسره لليسرى اذا صاحب العمل الصالح يوفق في الدنيا والاخرة واما من بخل عياذا بالله من البخل والشح واستغنى اي انه لم يلجأ الى ربه ولم يتضرع اليه وكذب بالحسنى اي كذب بالدار الاخرة والجنة فسنيسره للعسرى من فوائد هذا الحديث اولا دل الحديث على مشروعية موعظة الناس عند اجتماعهم سواء كان في جنازة او في غير ذلك لانه قد جاءت هذه الرواية عند الامام البخاري بسياق اطول من هذا السياق يقول اين البخاري يرويه من ضيق سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة وتأمل فيه فان الرواية تفسر بعضها بعضا. فنكس فجعل ينتت لمخصرته ثم قال ما منكم من احد من نفس منفوسة الا كتب مكانها من الجنة والنار. والا قد اكتتبت شقية والا قد اكتتب شقية او سعيدة فقال رجل يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة واما من كان عنده من اهل الشقاء فسيصير الى عمله الشقاوة قال اما اهل السعادة كي يسرون لعمل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى. اذا ايها الاخوة العمل انت بك حاجة الى العمل اذا من فوائد هذا الحديث اولا دل الحديث على جواز موعظة الناس عند اجتماعهم للجنازة اذا كان لديهم وقت كأن يكونوا قد جلسوا ينتظرونها او غير ذلك من الامور فيشتغلوا فيشغل وقته ببعض الناس وارشادهم محتجا بالقدر بل يسعى الى الاعمال الصالحة ليكون من اهل السعادة الذين من الله عليهم بذلك ثالثا على العبد الموفق اذا يسره الله تعالى للاعمال الصالحة ان يستبشر خيرا وان يحمد الله تعالى وان يكثر من طاعته والتضرع اليه وان لا يغتر بذلك لان الله تعالى الذي وهبه اياه قادر على ان ينزعه منهم في اي ساعة شاء فعليه ان يكثر من سؤال الله تعالى الثبات على العمل الصالح هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته