بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين قال رحمه الله باب الوالي العادل. قال الله تعالى ان الله يأمر بالعدل. وقال تعالى واقسطوا ان الله يحب المقسطين بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب الوالي العاجل عبر بالوالي ليشمل كل ولاية والوالي هو من يتولى امرا من امور المسلمين. سواء كان امرا عاما ام كان امرا خاصا فيدخل في ذلك الرجل في اهل بيته وقوله العادل من العدل. وهو وضع الشيء موضعه واعطاء كل ذي حق حقه وعدل الوالي الذي هو الامام عدله يكون في امور ثلاثة الامر الاول في الحكم بان يحكم بين الناس بشريعة الله. لان شريعة الله تعالى هي العدل. وهي القسط فيسوس الناس على شريعة الله وبشريعة الله ثانيا من عدل الوالي عدله في المحكوم له فلا يراعي في الالزام بالحكم قريبا لقرابته او صديقا لصداقته او شريفا لشرفه. بل الناس عنده على حد سواء فيما يتعلق بالحكم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ثالثا من عجل الوالي في المحكوم عليه. فلا يحمله بغضه لشخص ان يحكم عليه بل يجب عليه العدل. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. ولا يجرمنكم مآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. اي العدل المذكور هو اقرب للتقوى ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب. الاية الاولى قول الله تعالى ان الله يأمر بالعدل وقد سبق الكلام عليها وان العدل يكون في الاقوال والافعال. ففي الاقوال ان يقول عدلا بحيث لا يجوز في قوله واذا قلتم فاعجلوا. وكذلك ايضا في الافعال ان يعجل فيها وذلك بالحكم بشريعة الله اما الاية الثانية وهي قول الله عز وجل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. اقصدوا اي اعجلوا من اقصر الرباعي واسم الفاعل منه مقسط. وهو العدل ومنه هذه الاية واقسطوا ان الله يحب المقسطين. واما قسط من الثلاثي واسم الفاعل منه اقاسط فمعناه الجور والظلم. قال الله تعالى واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا يقول الله عز وجل واقسطوا اي اعجلوا في احكامكم وفي اقوالكم وفي افعالكم. ان الله يحب المقسطين اي الذين يقسطون ويعدلون في انفسهم وفي اهليهم وفي احكامهم وما كانوا يلونه من الاحكام ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعجلون في احكامهم واهليهم وما غلوا. فالذي يعجل في احكامه وفي ما ولي عليه هذا هو والمقسط العادل. ففي هذه الاية الكريمة دليل على فضيلة العدل. وانه محبوب الى الله عز وجل. وانه سبب لنيل محبة الله. وفيه ايضا دليل على اثبات صفة المحبة. لله عز وجل على الوجه اللائق به وهو سبحانه وتعالى يحب ويحب. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. فهو سبحانه وتعالى يحب عباده كما ان عباده يحبونه الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد