يقول قال الله تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. يقول هل معنى هذا ان الله خلق الانسان قبل ادم عليه السلام اذا فكيف عرفت الملائكة ان الانسان يفسد في الارض ويسفك الدماء وما القصد من ان الله جاعل في الارض خليفة وخليفة عن من الاية الكريمة تدل على ان الله جل وعلا جعل هذا الانسان وهو ادم عليه الصلاة خليفة في الارض اما عن من كان فيها من اهل الفساد وعدم الاستقامة وقول الملائكة يدل على انه كان هناك قوم يفسدون في الارض فبنت ما قالت على ما جرى في الارض او لاسباب اخرى اطلعت عليها فقالت ما قالت فاخبرهم الله سبحانه وتعالى بانه يعلم ما لا تعلمه الملائكة وان هذا الخليفة يحكم في الارض بشرع الله ودين الله وانشر الدعوة الى توحيده والاخلاص له والايمان به وهكذا ذريته بعده يكون فيهم الانبياء يكون فيهم الرسل والاخيار والعلماء الصالحون والعباد المخلصون الى غير ذلك مما حصل في الارض مم العبادة لله وحده وتحكيم شريعته والامر بما امر به والنهي عما نهى عنه. هكذا جرى من الانبياء والرسل والعلماء والعباد المخلصين الى غير ذلك وظهر امر الله في ذلك وعلمت الملائكة بعد ذلك هذا الخير العظيم ويقال ان لي قبل ادم انهم طوائف من الناس ومن الخليقة يقال لهم الجن والحن وبكل حال فهو خليفة لمن مضى قبله وصار قبله في عصر الله ممن يعلمهم الله سبحانه وتعالى وليس لدينا ادلة قاطعة في بيان من كان هناك قبل ادم وصفاتهم واعمالهم ليس هناك ما يبين هذا الامر لكن جعله خليفة يدل على ان هناك من قبله في الارض فهو يخلفهم في اظهار الحق وبيان شريعة الله التي شرع له وبيان ما يرضي الله ويقرب لديه وينهى عن الفساد فيها وهكذا من جاء بعده من ذريته قاموا بهذا الامر العظيم من الانبياء والصلحاء والاخيار دعوا الى الحق ووظحوا الحق وارشدوا الى دين الله وعمروا الارض بطاعة الله وتوحيده والحكم بشريعته وانكروا على من خالف ذلك نعم