بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله لا يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم لا بحق الاسلام وحسابهم على الله رواه البخاري ومسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا الحديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان قاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا اذا فعلوا ذلك قد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله. قوله صلى الله عليه وسلم امرت اي امرني الله سبحانه وتعالى فان الرسول صلى الله عليه وسلم يأتمر باوامر الله وهو مبلغ عن الله سبحانه وتعالى. وكذلك سائر الانبياء والمرسلين انما هم مبلغون عن الله سبحانه وتعالى فيما يأمرهم به وفيما ينهاهم عنه فهم الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ في تبليغ الرسالة. ان اقاتل الناس يعني الكفار قاتل الناس عن الكفار حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة يدخل حتى يدخل في دين الاسلام. لانه هو دين الله الذي اختاره لعباده. فلا دين سواه ان الدين عند الله الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه. فالدين هو دين الاسلام عند جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام. الى اه ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فصار الاسلام هو ما جاء به عليه الصلاة والسلام والاسلام له اركان شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام من استطاع اليه سبيلا. هذا هو هو الاسلام كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم. والركن الاول هو الشهادتان. شهادة ان لا اله الا الله وانه محمدا رسول الله وهما الاساس فلا اله الا الله تنفي جميع الشرك وتخلص العبادة لله عز وجل شهادة ان محمدا رسول الله تنفي جميع البدع والمحدثات وتثبت العمل بالسنة الواجبة ورد عنه صلى الله عليه وسلم. وبهذا يحصل للمسلم الدخول في الاسلام. ثم لا يكفي انه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله بل لا بد ان يعمل بمقتضى الشهادتين لا بد ان يعمل بمقتضى الشهادتين تقيم الصلاة والمراد الصلوات المفروضة الخمس يقيمها بمعنى انه يأتي بها كما امر الله بها في اوقاتها مع الجماعة المسلمين بالخشوع والخضوع والطمأنينة هذه هي اقام الصلاة وليس المراد ان انه يصلي مجرد صورة في الصلاة على رغبته وهواه متى ما اراد او كيف اراد بل كما امره الله سبحانه وتعالى. فكم من مصل لا يقيم الصلاة؟ كم من مصل لا يقيم الصلاة؟ بمعنى انه يتلاعب بها. هذه لا تفيده شيئا المدار على اقام الصلاة اقامتها كما امر الله سبحانه وتعالى وهي الركن الثاني من اركان الان بعد الشهادتين وهي الجامعة لكل خير. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. فهي جامعة لكل خير رأس العبادات هي رأس العبادات البدنية وهي الفارقة بين المسلم والكافر. قال صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. فهي الفارقة بين المسلم والكافر. فالذي لا يصلي وان ان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ليس بمسلم حتى يصلي وحتى يفعل ما اوجب الله عليه هو يترك ما حرم الله عليه هذا هو المسلم. يقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة لان الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل هي قرينتها في الغالب كل ما يذكر تذكر الصلاة تذكر معها الزكاة والصلاة عبادة بدنية والزكاة عبادة مالية حق في مال المسلم للسائل وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم حق اليست تطوعا او تبرعا وانما هي حق واجب ركن من اركان الاسلام حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة مع بقية اركان الاسلام واداء الواجبات وترك المحرمات لكن هذه الثلاث هي الاساسات فشهادتان اساس التوحيد. والصلاة اساس الاعمال البدنية والزكاة اساس الاعمال المالية فاذا فعلوا ذلك قد عصموا مني دماءهم واموالهم. دل على ان الجهاد في الاسلام هو لهذا الغرض ولهذا الغرض لاجل ان يكون الدين كله لله. تقام الصلاة وتؤتى الزكاة. قال تعالى فان تابوا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم في الاية الاخرى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين فاذا فعلوا ذلك حرم الله دماءهم ولا يجوز قتال المسلمين فهذا فيه دليل على تحريم قتال المسلمين. قتال المسلمين عصموا مني دماءهم لان المسلم معصوم الدم لا يجوز سفك دمه بغير حق. والاموال كذلك اموال الناس حرام اموال المسلمين حرام لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيبة من نفسه. فما للمسلم مثل دمه حرام وعرضه حرام ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام فلا يجوز ان يغتصب مال مسلم او يؤخذ بغير حق او الا بطيبة من نفسه الا بطيبة من نفسه الا اذا امتنع من اداء حق عليه كالزكاة او الديون التي عليه فانه يلزم باداء الحقوق التي عليه. عصموا مني دماءهم هذا فيه دليل على حرمة دم المسلم وماله. وفيه دليل على ان القتال في الاسلام انما هو لاعلاء كلمة الله. ونشر الاسلام. هذا هو الغرض من الجهاد في سبيل الله. ليس الغرض منه الاستيلاء على الممالك او اخذ الاموال او التراؤس على الناس انما الغرض منه اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى وهذا لصالح البشرية هذا لصالح البشرية ورحمة بالبشرية لم يتركها الله تتخبط وتضيق وتدخل في النار يوم القيامة بل ان الله رحمها ودلها على الطريق الصحيح وارسل اليها الرسول وانزل الكتاب لمصلحتها. فالجهاد لمصلحة الكفار. وليس القصد منه الانتقام. انما القصد منه هو ادخالهم في الاسلام واخراجهم من الكفر. هذا هو القصد. مصلحتهم. مصلحة البشرية فهو حرب اصلاح لا حرب افساد وتدمير مثل حروب الكفار الذين يتسلطون على الناس للتدمير والافساد في الارض نشر الكفر الاسلام بالعكس انما شرع القتال لغرظ سامع مقصد النبيل ورحمة بالبشرية لمصلحتها. اما القتال عند الكفار فهو لمصلحة المقاتل فقط. في مصلحة الظالم والغاشم اما القتال في الاسلام فهو لمصلحة المقاتل. لمصلحة المقاتلة. ولهذا جاء في الحديث عجب ربك فمن قوم يقادون الى الجنة بالسلاسل. يعني يقاتلون ويؤسرون ثم يدخلون في الاسلام. يدخلون الجنة. دل على الان القتال في الاسلام غرض نبيل وغرض ومقصد شريف وهو لمصلحة البشرية لا لالحاق ضرر بها هذا هو فرق ما بين القتال في الاسلام والقتال في في غير الاسلام. قال الا بحق الاسلام. يعني من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانه قد عصم دمه وماله. فلا يجوز الاعتداء عليه الا اذا اخل بحق من حقوق الاسلام بان ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام فانه اذا ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام حل دمه ووجب قتله. قال صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه. وقال لا يحل قدام امرئ مسلم الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه. المفارق للجماعة فاذا ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام فانه يستتاب. فان تاب والا وجب قتله. لانه اعترف ان الاسلام ودخل في الاسلام شهد انه حق ثم تركه بعد المعرفة وبعد ان اجتهد انه حق فلا تلاعب بالدين الاسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس واولها حفظ الدين يصير ملعبه ما يصير هذا للمرتدين بل يحمى الا بحق الاسلام. فاذا امتنعوا من من حقوق الاسلام فانهم يقاتلون. تحل دماءهم آآ حتى يسلموا. حتى يتوبوا ذلك قاتل ابو بكر الصديق رضي الله عنه قاتل المرتدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقاتل مانع الزكاة قاتل فئتين من الناس. الفئة الاولى المرتدون. والذين ادعوا النبوة كمسيلمة والاسود العنسي ايوا والذين منعوا الزكاة منعوا الزكاة قاتلهم حتى ادوا الزكاة واستدل بهذا الحديث لما قال له الصحابة لماذا تقاتلهم وهم يشهدون ان لا اله الا الله؟ ان محمدا رسول الله ويصلون. قال صلى الله قال رضي الله الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا بحقها الا بحق الاسلام وان الزكاة من حقها والله لو منع عقالا وفي رواية عناقا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. فمن منع الزكاة جاحدا لوجوبها فهذا كافر مرتد بالاجماع. وان منعها بخلا مع اعتراف بوجوبها فان تؤخذ منه قهرا وان كان له شوكة وسلاح فانه يقاتل. لانها ركن من اركان الاسلام. امتنع منه فيقاتل عليه فهذا معنى قوله الا بحق الاسلام. ثم قال صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله. هذا معناه هل لنا نقبل ظاهرهم؟ فمن اظهر الاسلام قبلنا منه. ما لم يحصل منه ناقض من نواقض الاسلام واما باطنه فالله هو الذي يتولاه. ولذلك قبل النبي صلى الله عليه وسلم اسلام المنافقين لما اسلموا وانقادوا في الظاهر قبل اسلامهم واجرى عليهم احكام المسلمين واما باطنهم فهذا عند الله جل وعلا هو الذي يعلمه. فنحن نحكم على الظاهر ولا نعلم ما في البواطن انما هذا الى الله حسابهم على الله فمن كان مسلما ظاهرا وباطنا فانه يكون من الجنة ويكون مسلما في الدنيا والاخرة. واما من كان مسلما ظاهرا فقط فانه من اهل النار من المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. لكن من الذي يعلم النفاق في القلوب الا الله جل وعلا فنحن انما نحكم على الظاهر. فمن اظهر الخير حكمنا انه من اهل الخير. ومن اظهر الشر حكمنا انه من اهل الشر بناء على الظاهر وحسابهم على الله عز وجل. نعم. الله