الا ان يكون منغوصا في دينه مطعونا في عقيدته اما بالرفض واما بفكر الخوارج. واما علي رضي الله عنه فهو رابع الخلفاء الراشدين بلا ريب. وقد صح عن ابن عمر انه قال كنا نخير بين الناس بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لي ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام احمد رحمه الله تعالى في كتابه اصول السنة وخير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر الصديق. ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك. ثم بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة علي ابن ابي طالب وطلحة والزبير. وعبد الرحمن بن عوف وسعد كلهم يصلح للخلافة. وكلهم امام ونذهب في ذلك الى حديث ابن عمر كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسقط. ثم من بعد اصحاب الشورى اهل بدر من المهاجرين. ثم اهل بدر من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابق اولا فاولا. ثم افظل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم. كل من صحبه سنة. كل من صحبه سنة او شهرا او يوما او ساعة او رآه فهو من اصحابه. له من الصحبة على قدر ما صحبه. وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه نظرا. فادناهم صحبة هو افضل من القرن الذي الذين لم يروه. ولو لقوا ولو اتقوا الله بجميع الاعمال. كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم. ورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه امن به ولو ساعة افضل لصحبته من التابعين. ولو عملوا كل اعمال الخير والسمع نعم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه والميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد. هذه الفقرات السبعة من الفقرة الثالثة من الفقرة الثالثة والثلاثين للفقرة السابعة والثلاثين. تتحدث عن اصل من اصول السنة وهذا الاصل يبين الموقف للسنة والجماعة من اصحاب النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. وذلك ان الذين حملوا الينا القرآن والسنة هم هؤلاء الصحابة ولا لا يمكن لنا ان نتدين الى الله تبارك وتعالى بالكتاب ولا بالسنة الا اذا عرفنا عدول هؤلاء وقدرهم ومكانتهم ومنزلتهم عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وفي الواقع. ولهذا قال امام اهل السنة المبجلة ابو عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل وخير هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه ابو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ويقدم هؤلاء الثلاث الى اخر ما قال. الخيرية يا طلاب العلم انما يدرك بثلاثة اشياء اما بنص من كتاب عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والنص موجود في كتاب الله تبارك وتعالى انا على خيرية الصحابة عموما وعلى خيرية هؤلاء الخلفاء الراشدون خصوصا. فالامر الاول الذي به ندرك الخيرية النص يقول الله جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين يتبعون باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فاي خيرية اعظم؟ من كونهم ادركوا رظوان الله وليس الشأن ان يكون العبد راضيا عن الله وانما الشأن ان راضيا عن العبد ومما يدلنا على خيرية الصحابة رضوان الله عليهم ان الله تبارك وتعالى بالنص لم يجعلهم في مرتبة واحدة. بل خير بين المتقدمين منهم والمتأخرين وقال عز من قائل لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم ودرجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوا. وكلا اي من الفريقين السابقين السابقين واللاحقين وكلا وعد الله الحسنى. والحسنى الجنة باجماع المفسرين فإذا النص من حيث عموم الصحابة دعاء على خيريتهم في الدنيا والاخرة. ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. الامر الثاني الذي به الخيرية ان ينظر الانسان الى خلق الرجل في نفسه وتعامله مع ربه جل وعلا. وكيفية حاله مع عباد الله وهذه لا شك اننا نرى في الناس الذين نعاشرهم فنجد الناس يقولون يقولون فلان فيه خير لما يرون من خيرية خلقه او خيرية رجولته وشهامته او خيرية عبادته. الامر الثالث الذي به يدرك خيرية الشيب النظر الى اثارهم. فنحن اذا نظرنا الى اثار ابي بكر كيف ثبت الله به الاسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فنخير ابا بكر يعني نقول هو خيرنا. ثم عمر ثم عثمان اه وجاء عن محمد بن حنفية انه قال لابيه علي بن ابي طالب يا ابت من خير الناس بعد طمع به المرتدين. وفتح بعمر البلدان ونشر بعثمان القرآن واوضح الملة بعمل علي في المنتسبين الى اهل الملة من الزايغين فذلك يدلنا على فضل هؤلاء وخيرياتهم. فهذه الامور الثلاثة مجتمعة في الصحابة رضوان الله عليهم من حيث العموم النص الاخلاق الفاضلة والاثار قيمة الجليلة التي لا ينكرها الا اعمش او اعور زايغ عن الحق والا فكل عاقل يدرك ان الاسلام ما انتشر ولا وصل الى الشرق والغرب الا بجهدهم وجهادهم وخيرية ابي بكر وعمر وعثمان وعلي مدرك لكل منصف ولذلك من اصول اهل السنة يقول الامام احمد وخير هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وابو بكر الصديق واختلف في اسمه والصواب انه عبد الله ابن ابي قحافة ولقبه عتيق عتيق الله من النار وكنيته ابو بكر وشهرته ضيق لانه ما تلكأ في مسألة من مسائل الايمان بل كان مبادرا في طاعة الرحمن واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد نص النبي صلى الله عليه ان يسلم على هذا فقال عليه الصلاة والسلام لتلكم المرأة التي سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم قيم فقال يا رسول الله ائتني بعد هذا ائتنا بعد هذا فقالت ارأيت ان لم اجدك؟ قال لها فاتي ابا بكر. وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث الحسن اقتدوا واللذين من بعدي ابي بكر وعمر. وهو عليه الصلاة والسلام نص على هذه الخيرية. من عدة الجهات منها ثناؤه على هذه الخلافة بقوله انها ستكون خلافة على منهاج النبوة ثلاثون سنة. ومنها تنصيصه صلى الله عليه وسلم بانها راشدة مهدية قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعد ومما يدلنا على خيرية هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم. وان خير هذه الامة هو ابو بكر وعمر وعثمان اجماع الصحابة على خيرية ومعلوم ان الامة لا تجتمع على ظلال. وانما وجدت الضلالة والبدع والمخالفات بعد ذلك و ما ينقل عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه ما سبق الصحابة بكثير صلاة ولا صوم هذا من قول عن جمع من التابعين نعم والمراد انه رضي الله تعالى عنه لم يكن اعماله بتلكم الاعمال التي لم يكن يفعلها الصحابة الاخرون. وانما مقصود ان الصديق رضي الله عنه ايمانه يقينه ثباته خشيته اموره القلبية مختلفة تماما البون الشاسع بينه وبين غيره. لم لم يثبت عن الصديق انه خاف الا في الغار. ولم يخف في الغار الا على النبي صلى الله عليه وسلم. فلما انزل الله سكينته عليه كان ثابتا بعد ذلك ابد الدهر. حتى توفاه الله وعمر رضي الله عنه سيرته معلومة وايامه العطرة مشهورة فتوحاته في البلدان لكل ناظر في التاريخ ميسورا. فلا ينبغي للانسان بعد شهادة الله في القرآن وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ان يلتفت الى ما سطره المؤرخون في كتبهم وما الوظاعون في تواريخهم وما زيفه الاخباريون في اخبارياتهم انهم زادوا ونقصوا. اما القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم والسنة محفوظة. واذا جينا نتكلم عن حديث القرآن عن الخلان لطال بنا المقام. ولكن تأملوا معي اشارات الاشارة الاولى ان الله لم يقبل ايمان المنافقين حتى يكون كايمان الناس وهم الصحابة. الاشارة الثانية ان الله جل وعلا لما علم اليقين في قلوبهم خاطبهم بلفظ الايمان. فهم اول من يدخلون بكل نداء فيه يا ايها الذين امنوا. الاشارة الثالثة ان الله لم يقبل ايمان من امن ببعض وكفر ببعض كاليهود حتى قال الله لهم فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدى الاشارة الرابعة ان الله تبارك وتعالى غفر لمن زل قدمه يوم احد وفيه اشارة الى ان الصحابة رضوان الله عليهم ليسوا معصومين. ربما يحصل من احدهم الخطأ لكن الله غفر ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا قد عفا عنه. الاشارة الخامسة ان هؤلاء الصحابة ثبتهم الله فقال وما كان ما كان محمد وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل فان مات او قتلت قلبتم على اعقابكم الاشارة السادسة ان الله جل وعلا جعل مشاقة طريقهم كمشاقة طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما في سورة النساء ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت وتعلمون رعاكم الله ان من السور التي نزلت اخيرا في السنة التاسعة وهي السنة التي غزا فيها النبي صلى الله عليه وسلم الروم انزل الله عز وجل رضاه بالاسم خاص بهم انزل الله رضاه عن المهاجرين والانصار. والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ومن هنا لبيان الجنس فجنس من كان مهاجريا وجنس من كان انصاريا رضي الله عنه ورضوان بدون قيد ولا شرط. واما من جاء بعدهم فيرى الله جعل رضاه لهم بقيد وشرط الاتباع. وفي ذلك دلالة واشارة وهي ثامنة ان من اراد رضا الله فلا يمكنه نيل مرضاة الله الا باتباع الصحابة رضوان الله تعالى الاشارة التاسعة ان هؤلاء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تاب الله عليهم مع علمه مما قد يحصل له. فلا ينبغي لعاقل ان ينظر اليهم نظرة دوء فهم ذكروا في التوبة لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار والذين في ساعة العسرة من بعد ما كاد يجيء القلوب فريق منه. الاشارة العاشرة ننتقل الى ما جاء من اوصافهم العظيمة في سورة محمد في سورة فتح محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار فهذه هذا شيء عظيم. الاشارة الحادية عشر ما جاء من ذكر بيعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. وانهم انما يبايعون الله ويد الله فوق ايديهم. الثانية ان الله عز وجل رضي عن اهل بيعة الرظوان كما في قوله جل وعلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم واخيرا نأتي الى سورة الحديد ففيه البشارة لهم بالجنة وان السابقين افضل من اللاحقين منهم ثم في سورة الحشر ذكر المهاجرين والانصار وذكر من جاء بعده. اذا لابد ان نعتقد ان هذا اصل من الاصول لماذا اعتقاد ان خير هذه الامة عند ابي بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم الصحابة؟ لماذا نعتقد ذلك انه يا اخواني اننا حينما نخالف هذا الاصل يحصل تكذيب للقرآن القرآن فيه بيان ان الله تاب على المهاجرين والرسل. ان الله رضي عن المهاجرين والانصار. ان الله بشر المهاجرين والانصار. ان الله رضي فمن يخالفهم او يعتقد انهم يجتمعون على ضلالة فهذه هي الضلالة بعينها. والذين يتكلمون في عثمان في عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه فهؤلاء قطع الله دابره. وكسر الله اقلاما ولا جبر الله ايديهم. فهؤلاء ما هم الا طغاة من الناس من حيث يشعرون او لا يشعرون تشبهوا اما بالرافضة واما بالخوارج الاوائل. فوالله من يقول ان عثمان خلافته فجوة بين الشيخين وبين علي انه لاظل من حمار اهله. كيف قولوا عاقل ان الصحابة يولون عثمان بن عفان الخلافة وخلافته فجوة الا ترون معي ان في هذا الكلام طعنا في علي رضي الله عنه. وفي خيار الصحابة الذين كانوا موجودين ابان مبايعة عثمان رضي الله عنه. هذا الكلام خطير ايها الاخوة. فلذلك قال الامام يقدم هؤلاء ثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله لم يختلفوا في ذلك. فالذي ينشئ الاختلاف في عثمان فماذا نقول عنه؟ لا نقول عنه الا ان له اما وجه رافظي تلبس بالسنة فهو وجه خارجي بالسنة. غير هذا لا يمكن. ولهذا ايها الاخوة ينبغي علينا دائما ان نستشهد بالواقع. فالذي يأتي ويتكلم سؤالا واحدا. ونقول والصحابة اجمعوا على مبايعته. والصحابة اجمعوا ست مئة شخص ارادوا الدفاع عنه. يوم ان اجتمعت دواره حوله. فقام وخرج اليهم بحكم انه امير المؤمنين. وقال لهم اليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا بلى فاضمرهم ان يذهبوا الى بيوتهم. ايها الاخوة ان الذين يتكلمون عثمان هم خوارج العصر او المتأثرون بالروافض ممن ينتسبون الى السنة من طرف خفي. قال ثم بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة علي ابن ابي الطالب ولا يختلف العلماء في ان الخلافة في هؤلاء الثلاثة اجماعا وانما وقع في التفضيل هل عثمان افضل؟ او علي افضل؟ فالذي عليه جمهور اهل السنة ان عثمان افضل فيقدم في الفضل كما قدم في الخلافة. ووجد نزاع بين اوائل السلف فمنهم من كان يقدم عليا على عثمان في الفضل دون الخلافة. وهذا الخلاف اندثر وليس له اثر يذكر ولكنا لا نعلم احدا يتكلم في عثمان لا بهمز ولا بغمز ولا رسول الله قال ابو بكر قال قلت ثم من؟ قال عمر قال فخشيت ان يقول عثمان فقلت ثم انت؟ قال يا بني ما ابوك الا رجل من المسلمين. وهكذا لا يجوز التكلم في علي ولا في طلحة والزبير. فهذا شأن الخوارج والروافض. الذين الخوارج يتكلمون في كل هؤلاء الصحابة الذين وقع منهم بعض الاخطاء وهم يفخمونها ويعظمونها ويجلونها واما الروافض فانهم يكفرون عامة الصحابة. قال وكلهم يصلح للخلافة. وكلهم امام. طبعا كونهم يصلحون للخلافة هذا لان عمر رضي الله عنه اشار اليهم بذلك. وكلهم امام يقتدى به قال ويذهب في ذلك الى حديث ابن عمر. على رواية ويذهب في ذلك ليكون هذا الكلام من كلام عدوش. وعلى رواية ونذهب في ذلك الى حديث ابن عمر فيكون الكلام من كلام احمد رحمه الله نفسه. نفسه. قال كنا نعد قال كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت هكذا كان الامر في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على ما نقله عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه. فهذا فيه التنصيص. على الخيرية. نعم. فينبغي للانسان الا يخالف النص ويتبع هواه لمجرد ان يأتيه ابليس ويقول هذا كذا وهذا كذا وهذا النصوص مقدمة على الاراء. يا طلاب العلم متى ما رأيتم طالب العلم يقدم رأيه على النص فينبغي ان تنصحوه وتناصحوه وتخافوا عليه فان الدين انما هو الاتباع. لذلك قال الامام احمد ثم من بعد اصحاب شورى اهل بدر من المهاجرين. ثم اهل بدر من الانصار. من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة اولا فاول. اما كون اهل بدر هم خيرة الصحابة لان النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه انه قال كما في الصحيحين قال وما يدريك ان واطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم. وليس معنى هذا الحديث الاذن لهم بان منهم المعاصي وانما في الحديث بيان فضل انه لا يقع منهم ما يكون فيه ردة وانما قد يقع منهم ما يكون فيه زلة وهي مغفورة في جانب وقوفهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث ان الله اطلع على ال بدر فقال اعملوا ما شئتم لحديث اشارة عظيمة الى من اسباب فظيلة الصحابة. كونهم وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كد الاوقات حاجة. يوم الفرقان يوم التقى الجمعان. ولذلك لو قال لماذا تجعلون اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خير هذه الامة؟ نقول لاسباب كثيرة من انهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم. قرى الله اعينهم برؤيته منها انهم نشروا الاسلام. منها انهم هم تلامذة محمد. صلى الله عليه وسلم ووالله لو سألنا اغبى الناس فقلنا له اتلامذة شيخك خير او تلامذة شيخي ليقولن تلامذة شيخي خير. فوعجبا كيف يرضون كيف لا يرظون ان تكلم في تلامذة مشايخهم ثم يرظون ان يتكلم في تلامذة خير المعلمين وسيد المعلمين محمد صلى الله عليه وسلم. تالله ان هذا لا تناقض عجيب يقولون امامنا فلان وسيدنا فلان وشيخنا فلان عرف ان يربي. واما كمل صلى الله عليه وسلم فما عرف ان يربي الا خمس. هذا من العجائب. فاصحاب النبي صلى الله عليه فظائلهم والله الذي لا اله الا هو ان اللسان ليعجز عن عبدها ويصعب علينا ان نحصرها. يكفي ما قاله ابن مسعود ان الله نظر الى قلوب امة محمد صلى الله عليه وسلم. فاختار اصحاب محمد لصحبة محمد صلى الله الله عليه وسلم. وقارنوا يا شباب الاسلام. بينما جاء في اوصاف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن وبينما جاء من اوصاف اصحاب موسى مع موسى في القرآن تعرفون البون الشاسع بين اصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبين اصحاب موسى فاهل بدر من المهاجرين والانصار لا شك ان لهم فضل عظيم. ولماذا يقدم المهاجرون على دوما لان الله قدمهم في القرآن. تأمل معي في اربعة مواضع. الموضع الاول في قوله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار فقدم المهاجرين. الموظع الثاني قوله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. الموضع الثالث تأمل معي ما جاء من اوصافهم في الانجيل فوصف المهاجرين قدم ثم جاء وصف الانصار. محمد رسول الله والذين معه اشده على الكفار تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوه من اثر وجود ذلك مثلا بالتوراة هؤلاء هم المهاجرون. ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شرطة الى اخره هؤلاء هم الانصار اخيرا وليس اخرا تأملوا معي ما جاء في سورة الحشر للفقراء المهاجرين. ثم قال والذين تبوءوا الدار والنين. هنا ايها الاخوة احب ان اذكر نفسي واياكم يا طلاب العلم بامر مهم. وهو ان وهو ان المهاجرين والانصار رضوان الله تعالى عليه لم يكن لهم الاسم من قبل مشهورة ولا في عرفهم مذكورة. ولا في كتبهم واشعالهم مجبورة ومع ذلك انزل الله هذا اللقب عليهم في القرآن. ووالله والله ما جاء في اية واحدة ولا في حديث واحد ان الله راضي عن بعض المهاجرين او عند بعض الانصار. وانما جاء الامر العام بالاسم الذي يدل على عموم الانس. وهذا يؤكد ان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كلهم لهم الخيرية. اي نعم اهل بدر الخير الصحابة ثم افظل الناس بعد هؤلاء بعد اصحاب الشورى ذكر جمع من اهل العلم وان لم يذكره الامام احمد انهم اهل رضوان يعني بعد اصحاب بدر. وهم الف واربع مئة شخص. بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة والله قال لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم. ولو تأملتم يا طلاب العلم ما جاء في ايات وصفي المهاجرين والانصار تجدون ثلاثة اشياء دائما مذكورة. اولها تذكير في قلوبهم كما في هذه الاية لقد رضي الله عن المؤمنين اللي بيبيعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الامر الثاني تجد من الله تزكية لاعمالهم هنا يبايعونك عمل فقد رضي الله عن المؤمنين الذي يبايعونك تحت الشجر. فعلم ما في قلوبهم. والامر الثالث القول قد رضي الله عن المؤمنين اي من قال لا اله الا الله وهذا جاء صريح في ايات كثيرة ان الله زكى قلوبهم زكى اعمالهم زكى السنتهم. تأملوا معي هذه الاية في سورة الحديد وجاء ذكرها في الحديث لان الصحابة ايمانهم كالحديد في الرسوخ والثبات والقوة والصلاح قال الله عز وجل في سورة الحديد لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل هذه اعمالنا اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوا. وهذا فيه بيان التفضيل بينهم ثم بشرهم بالحسنى فهذا دليل ان وعد الله لا يخلف. الا على القول الذي تقوله الرافضة في البداءة على الله عياذا بالله من ذلك. واما في سورة الحشر حشرني الله مع النبي وصحبه. في سورة الحشر يقول الله للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم. واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوان. فيبتغون فضلا من الله ورضوانا التزكية لاعمالهم القلبية وينشرون الله ورسوله تزكية لاعمالهم الظاهرة. اولئك هم الصادقون تلتكية ليه؟ السنتهم فتأملوا يا رعاكم الله ان هؤلاء الصحابة جيل لا كان والله اقولها بملئ فج لا كان ولا يكون مثلهم ابد الدهن. قوم شرفهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم. احد الصعاليك وما اكثرهم اليوم افرحوا برؤيته للاعب الفلاني للحظة. او بمصافة بمصافحته. للعفن الممثل الفلاني ولو لحظة احدهم من الوجهاء بمداخلته على الملك ولو مرورا وتسليمه اياه. احد الاغنياء يفرح لانه سلم على الرئيس ويضع صورته في بيته ويجعل ذلك مفخرة له ابدا. اذا كان الصعاليك والاغنياء والوجهاء يفرحون برؤية عابرة لمن يحبونه ويجعلون ذلك مفخرة لهم ابد الدهر. الا يحق لمن عنده ذرة من الدين؟ ان عظيمة ما ادركه الصحابة الذين اقر الله اعينهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وهم على الايمان والتقى قال رحمه الله تعالى ثم افضل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم. القرن يطلق ويراد به احد معنيين المعنى الاول المراد بالقرن الزمان. واذا قيل المقصود بالقرن الزمان فهو يطلق على مئة سنة. ولذلك يقول الناس يحتفلون على مرور قرن او ربع قرن او نصف قرن. فالقرن معناه مئة سنة. والمعنى الاخر ان القرن مأخوذ من الاقتران وفلان قرن فلان يعني قرينه والمراد منه الجيل وهنا المقصود بهم افضل الناس بعد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم المقصود بهم هم الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فسره الامام احمد بقوله كل من صحبه سنة او شهرا او يوما او ساعة. او رآه مؤمنا به فهو من اصحابه طبعا صحبه يشمل الصحبة بمعنى اللقي حتى يدخل فيه الاعمى ويدخل فيه من رآه بعينه ان كان بصيرا. فشرط الصحبة اما اللقي واما الرؤية مع الايمان. وعلى الصحيح وان تخلله ردة. فان من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو الصحابي الذي يحق له ان يفتخر في الدنيا والاخرة برؤيته النبي صلى الله عليه وسلم ولو لحظة. قال فهو من اصحابه وهنا ننتبه ان كلمة وتطرق على معنيه. المعنى الاول الصحبة بالمعنى اللغوي وهو الذي يكون ملازما لك فليس هذا هو المراد في قولنا فلان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وانما مرادنا المعنى اللغوي الشرعي والمعنى الشرعي في الصحبة هو ما ذكره الامام احمد ما ان رآه او صاحبه ولو لحظة. وامن به هذا هو المعنى الشرعي. ثمان الصحبة التي هي الملازمة تأتي على في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي كلام العرب. الصحبة التي هي بمعنى اللغوي تأتي على ضربين. الصحبة المطلقة ومعناها ملازمة للمحبة والمودة فيقال فلان صاحب فلان بلا قيد فهذه ملازمة للمحبة والمودة والنصر ولكن يقال فلان صاحب فلان وهو يبغضه او يعاديه او يكن له شرا هذا لا يمكن وقد جاء ذكر الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مطلقا في القرآن والسنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني. وقال الستم تاركون لي اصحابي مطلق اظافهم الي نفسه باطلاق ولم يقيده بشيء. فاذا الصحبة اللغوية اذا اطلقت وفي كلام الشرع فانها اذا اطلقت فالمراد منها النصرة والتأييد والمحبة والمودة. واما النوع الثاني وهو ان تطلق كلمة الصحبة والمراد منها المعنى اللغوي لكنها مقيدة. اما زمان واما بالمكان. بالزمان كقول الرجل فلان كان صاحبي في السفر فهذا فهذه مصاحبة زمان واما في المكان فلان كقول يوسف يا صاحبي السجن ما قال يا صاحبي قال يا صاحبي السجن وتأملوا الفرق العظيم بين لقول يوسف يا صاحبي السجن وبين قول الله عز وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر في الغار اذ يقول لصاحبه من قال اذ يقول لصاحب الغار معه قال الذي يقول لصاحبه ثاني اثنين في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن. فقدم اذ هما في الغار حتى يكون ظرفا لهما ثم اخر الوصف اذ يقول لصاحبه وجعله مطلقا. فقبح الله من لا يفهم. فيسوي من الصحبة المطلقة التي لازمها النصرة والتأييد. وبين الصحبة المقيدة التي تكون غير ملازمة للنصرة والتأييد وانما هي صحبة مكانية او زمانية. قال له من الصحبة على قدر ما صحبه. بمعنى ان الفضل مرتب على قدر الصحبة وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه نظرة. طبعا هذا لا يعني ان من تأخر صحبته لا يكون كمن تقدم. هذا ليس بلازم. لكن المقصود ان الصحابة فيما بينهم يتفاوتون والا فكلنا نعلم ان عمر تأخر اسلامه وتقدم مكانه وتقدمت مكانته على عثمان وعلي. وابو هريرة رضي الله تعالى عنه تأخر مجيئه وان كان اسلامه قديم. تأخر مجيئه الى المدينة قد تقدم على كثير من اهل المدينة في الرواية قال رحمه الله فادناهم صحبة ادناهم يعني اقلهم وما فيهم دليل وانما المقصود ادناهم عكس اقصاه. هذه بمعنى اقلهم صحبة. هو افضل من القرن الذين لم يروا الله اكبر. كما ذكرت لكم لا يمكن ان يكون من قر الله عينه برؤية النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. وشر الله مقلتيه. بالنظر اليه صلى الله عليه وسلم ونور الله بصيرته بالنظر اليه صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون كمن جاء بعده. وان نور الله بصيرته والايمان فان ذاك شيء وهذا شيء. ولهذا ايها الاخوة لا يشكلن عليكم بعض الروايات التي فيها فظل اخر هذه الامة. فان كون هذه الامة اخر هذه الامة لها فضائل. لا يعني انها تدرك الاوائل. فان الله يقول والسابقون السابقون اولئك المقربون ثم قال ثلة من الاولين وقليل من الاخر. فقليل من يدرك السابقين بعمله مع تفاوت الصحبة. وعامة المتأخرين هم كما قال الله واصحاب من اصحاب اليمين الى ان قال ثلة من الاولين وثلة من الاخرين على السنة والجماعة يعتقدون ان الصحبة لا يوجد عمل يوازيه. ومن هنا ايها الاخوة اسألكم سؤال هل الصحبة امر مكتسب؟ ولا اصطفاء من الله نعم اصطفاء من الله كما اصطفى الله الانبياء والمرسلين كذلك اصطفى لاصحاب محمد اصحابه. فلذلك ايها الاخوة لا يمكن لانسان ان يدرك مرتبة الرسالة بكسب ولا بعمل فكذلك لا يمكن لاحد ان يدرك مرتبة الصحابة بكسب ولا بعمل لانه محض فضل الله عز وجل. نعم. وكون المتأخر في العمل اكثر من المتقدم لا يلزم علو عند الله عز وجل بالعمل. قال ولو لقوا الله بجميع الاعمال. كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا من ومن رآه بعينه وامن به ولو ساعة افضل لصحبته من التابعين ولو عملوا كل اعمال الخير. لا شك ايها الاخوة اننا ندرك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن مسعود وغيره خير الناس قرن ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهذه شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية. واذا اردنا ان نجمع حديث فضائل الصحابة فهذا يصعب لكنها موجودة في عدة كتب مؤلفة في فضائل الصحابة نسأل الله جل وعلا ليجعلنا ممن يدركون حقوقه. حقوق الصحابة علينا ايها الاخوة امور كثيرة. يجمعها وثلاثة اشياء الاول حقوق قلبية. وهي لابد ان تكون هذه الحقوق مشتملة على محبته مودتهم الرضا عنهم الرضا عن اعمالهم عدم بغضهم عدم حمل الغل والحقد والحسد عليه. هذه الجهة الاولى المتعلقة بالقلب. الجهة الثانية الحقوق القولية ومنها الترضي عنه. اذا ذكروا والدعاء لهم والترحم عليهم والثناء عليهم لانهم اهل للثناء لما فعلوا من المحامد دين الله عز وجل. ويدخل في هذا كف اللسان عما شجر بينهم. فظلا عن باللسان او سبه او شتم. اما الجهة الثالثة فهي العمل. ان نقتدي بهم وان ندافع عنهم نذب عن اعراضهم وان نأخذ اثارهم والله اسأل ان يجعلنا من انصارهم ومن المتابعين لهم. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين